في حادثة مأساوية، اشتعلت النيران في شاحنة تحمل مساعدات إنسانية مخصصة لقطاع غزة، بينما كانت متوقفة في شارع ميناء العريش البحري.
وقع الحريق في حوالي الساعة الثانية صباحاً، مما أثار الذعر في أوساط سكان حي أبو صقل في مدينة العريش. ورغم جهود الدفاع المدني، لم تتمكن الفرق من إخماد النيران، التي أتت على كامل الحمولة، وأسفرت عن إصابة مواطنة واحدة.
هذه الشاحنة جزء من الآلاف التي تنتظر منذ أشهر فتح معبر رفح، الذي أغلقته إسرائيل في مايو الماضي. وفي ظل الانتظار، تعاني المساعدات من سوء التخزين، حيث تتعرض لأشعة الشمس الحارقة، مما يؤدي إلى تلف المواد الغذائية.
أشعة الشمس تتلف المساعدات
أحمد عبد الرحمن، سائق شاحنة من المحلة الكبرى، أكد أن الشاحنات القادمة من مختلف المحافظات المصرية تواجه مشاكل كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف “عبد الرحمن” في تصريحات خاصة لمنصة “MENA” أن العديد من المواد الغذائية الطازجة، بما في ذلك الفاكهة والخضار، تعرضت للتلف، مما أجبر السائقين على تفريغ ما تبقى من حمولاتهم في مناطق خصصها الهلال الأحمر.
وأكد حسام سلامة، سائق شاحنة من دمياط، بأن مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية المقدمة من مؤسسات أهلية، تُركت في الشوارع بسبب إغلاق معبر رفح.
وأوضح سلامة في تصريحات خاصة لمنصة “mena” أن المواطنين يتزاحمون على أكوام المساعدات المتواجدة في عدة مناطق بالعريش، والتي كان من المفترض أن تُنقل إلى غزة.
إهمال المساعدات الملقاة
إبراهيم محمد بكير، من سكان حي الربيع، أوضح أن بعض الشاحنات تفرغ حمولتها على جوانب الطرق.
وقال “بكير” في تصريحات خاصة لمنصة”mena” إن السكان يقومون بأخذ ما لا يزال صالحًا للاستخدام من تلك المساعدات.
كما أشار محمود حمزة، من سكان الحي، إلى أن هذه المساعدات تتوزع على مناطق معروفة في العريش.
ازدحام الشوارع بشاحنات المساعدات
تعاني شوارع العريش من ازدحام الشاحنات المحملة بالمساعدات، مما يؤثر على حركة السير، الأمر الذي دفع المواطنين لمناشدة السلطات بتحويل الشاحنات إلى المناطق الصحراوية.
الدكتور خالد زايد السواركة، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، أشار إلى أن المساعدات التي وصلت لم تعد تصلح للاستخدام، حيث تفسد بسبب تخزينها غير الملائم.
تكرار مشاكل الإتلاف
أكد السواركة في حديثه لمنصة “MENA” أن المخازن لا تستوعب كميات المساعدات المتزايدة، ما يعني أن الشاحنات تبقى متوقفة في الشوارع. وقد أدت عملية إتلاف المساعدات من قِبَل شركات الشحن إلى تراكمها في مناطق غير مناسبة.
استغاثة من قادة المدينة
لواء أسامة أحمد عفش، رئيس مركز ومدينة العريش، أوضح أن الوضع يتطلب دفع الشاحنات بعيدًا عن المناطق السكنية بسبب شكاوى المواطنين. كما أشار إلى وجود رقابة على إتلاف المساعدات الفاسدة، رغم حدوث بعض الأخطاء.
اعتداءات على السائقين
محمد عبد الناصر، سائق شاحنة، روى تجربة مرعبة تعرض لها وزملاؤه من قبل لصوص ملثمين سرقوا منهم المساعدات. وعندما حاولوا الإبلاغ عن الحادث، لم تتعاون الشرطة، مما زاد من شعورهم بالخوف.
تراجع المساعدات الغذائية
رائد برغوث، مندوب شركة العرجاني جروب، أشار إلى تراجع حاد في الإمدادات الغذائية إلى غزة بسبب الإجراءات الجمركية الإسرائيلية الجديدة. ما أدى إلى توقف نحو 9 آلاف شاحنة محملة بالمواد الغذائية واللوازم الضرورية.
تبقى شاحنات المساعدات الإنسانية، التي كان من المفترض أن تسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، محاصرة بين الانتظار والضياع، مع استمرار إغلاق المعابر وارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل مصيرها غامضًا ومؤلمًا.
اقرأ أيضًا:
الترابين.. قصة قبيلة انتمى إليها «العرجاني»
شركة هلا السياحية المملوكة لـ إبراهيم العرجاني..ما وراء الكواليس
العرجاني وشركات إماراتية تبني مدينة الأهلي الرياضية.. تحالف أم مصالح؟