سياسة

أسباب تجديد الثقة في خالد عبدالغفار وأشرف صبحي بالحكومة الجديدة

شَهد التشكيل الوزاري الجديد للحكومة المصرية حالة من الجدل خاصة أنه استمر شهرًا كاملاً حتى إعلان أسماء الوزراء

لأسباب عديدة، منها اعتذار عدد كبير من المرشحين عن تولي الحقائب الوزارية في ظل الأزمات

مثل عدم توافر الطاقة لتشغيل محطات الكهرباء وانقطاعها لفترات طويلة ونقص العملة الصعبة من الدولار وزيادة التضخم

وغيرها من المشكلات، إضافة إلى خوفهم من الفشل والمساءلة، ودارت إشاعات وتكهنات عن الوزراء

في الحكومة السابقة من منهم سوف يستمر في التشكيل الجديد ومن سيغادر منصبة.

 

التغيير حدث ولم يطال وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار أو وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي،

فبالنسبة للأول تم مكافأته بشكلٍ أكبر حيث اُضيف واُستحدث لمنصبه منصبًا جديدًا بجانب الوزير،

وهو نائبًا لرئيس الوزراء لشئون التنمية البشرية، بينما استمر الأخير في منصبه وزيرًا للشباب والرياضة

رغم حالة الجدل والتسريبات التي سبقت الإعلان عن تشكيل الحكومة بأنه سوف يغادر منصبه.

ويعد التعديل الوزاري 2024 هو الأوسع في تاريخ الحكومة المصرية حيث شهد استبعاد عدد 20 وزيرًا واستمرار 8 وزراء، ونُقل وزيرين لحقائب وزارية أخرى.

 

 

المتخصصون يروا أن استمرار الدكتور خالد عبدالغفار وزيرًا للصحة والسكان ومكافأته بمنصب جديد نائبًا لرئيس الوزراء

نتيجة لنجاحه في عدد كبير من الملفات منذ توليه قائما بأعمال الوزارة خلفًا للوزيرة هالة زايد منذ 28 أكتوبر 2021

حتى 12 أغسطس 2022 بجانب منصبه الذي كان يشغله في ذلك الوقت وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي

حتى وافق مجلس النواب يوم 13 أغسطس 2022 على تعديل وزاري جديد شمل تعين خالد عبد الغفار وزيراً للصحة

وتعيين محمد أيمن عاشور وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي.

 

 

وقال الدكتور أيمن أبو العلا رئيس الهيئة البرلمانية  لحزب الاصلاح والتنمية وعضو لجنة الصحة بمجلس النواب لمنصة “MENA”  

إن النجاح الكبير الذي حققه الدكتور خالد عبدالغفار خلال توليه وزارة الصحة في الحكومة السابقة نال بها

ثقة القيادة السياسية ورئيس مجلس الوزراء ليضاف له تكليفًا آخر بجانب وزارة الصحة في تشكيل الحكومة الجديدة

نائبًا لرئيس الوزراء لشئون التنمية البشرية، مشيرًا أن أبرزها الانتهاء من تطبيق المرحلة الأولى من مشروع

التأمين الصحي الشامل الجديد التي شملت 5 محافظات، والذي يعد مستقبل الدولة المصرية في تقديم رعاية صحية

تليق بالمواطن المصري، إضافة إلى الاستعداد لبدء المرحلة الثانية لتطبيق المشروع في 5 محافظات أخرى

ذات كثافة سكانية عالية وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسي، ليتم تعميم النظام في كافة المحافظات تواليًا،

وحصول المواطنين على جودة عالية من الخدمات الطبية والرعاية العلاجية.

 

 

 

وأوضح عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أنه في عهد عبدالغفار نجحت وزارة الصحة في العديد من المبادرات

ومنها الإعلان عن خلو مصر من فيروس سي، علاوة على استمرار ونجاح مبادرات الصحة العامة والاصلاح الصحي

التي أطلقها الرئيس السيسي٬ وشملت جميع الفئات العمرية من حديثي الولادة لكبار السن ساهمت كثيرًا

في خفض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة كالضغط والسكر، والعمل على رفع التوعية الصحية للكشف المبكر عن الأمراض ومنها الأمراض السرطانية.

 

 

وأشار الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة إلى خلو مصر من الحصبة ومرض الملاريا

من أهم أسباب تجديد الثقة في وزير الصحة، وأيضًا الاهتمام بتطوير ورفع كفاءة المستشفيات والتوسع في بناء المدن الطبية،

وأبرزها معهد ناصر، والذي شدد على أهمية تنفيذ جميع التوجيهات والإسراع من وتيرة تحويل معهد ناصر ليصبح مدينة طبية متكاملة،

مشيرًا إلى خلو مصر من فيروس سي الكبدي وحصول مصر على الشهادة الذهبية، بعد علاج ما يقرب من 5 آلاف مواطن بالمجان

وفحص ما يزيد عن 60 مليون مواطن وتقديم الخدمة لحوالي 100 مليون مواطن بكافة انحاء ومحافظات مصر.

 

كذلك أشار إلى إعلان مصر خالية من الحصبة والحصبة الألماني ضمن 4 دول في إقليم شرق المتوسط،  

وكذلك خلوها من الملاريا، بهدف إعلان مصر خالية من الأمراض المعدية، حيث قدمت الوزارة ملف مصر للجنة الإقليمية

للقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، للتحقق من القضاء على المرضين، وتضمن الملف تحليلاً مفصلاً للوضع الوبائي،

ومعدلات حدوث المرض ومؤشرات الترصد لحالات الحمى والطفح الجلدي، ونسب التغطية بالطُعم المحتوى على الحصبة والحصبة الألمانية في جرعتيه.

 

 

وقال الدكتور خالد الخطيب رئيس الادارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة، أن الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان

يسعى جاهدًا مع قيادات الوزارة إلى وضع حلول لمشكلة أسرة الرعاية العاجلة والحرجة وأيضًا الحضانات في مصر،

إضافة الى تأمين احتياجات مصر من اللقاحات والأمصال وتوطين صناعة اللقاحات في مصر.

 

 

أضاف أن الوزير نجح أيضًا في ملف دعم خدمات مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية،

بعدما تم توفير العديد من البرتوكولات العلاجية المعتمدة للمرضى المصابين بمشكلات صحية وراثية،

علاوة على مبادرة فحص المقبلين على الزواج وبالتالي خفض نسب الاصابة بالأمراض الوراثية.

 

 

وقال الدكتور هشام زكي مدير العلاج الحر بوزارة الصحة٬ أنه عقب إنتشار فيروس كورونا سعى في اتجاه مسارات

توطين صناعة اللقاحات وتوطينها وتأمين احتياجات مصر منها، وذلك من خلال شركة فاكسيرا

التي تم بناء أكبر مجمع لوجستي لإنتاج وحفظ الامصال بالإضافة إلى التوسع في تصنيعها.

 

وحسب بيان لوزارة الصحة والسكان عقب تكليف عبدالغفار، أن أهم تكليفات الرئيس السيسي لنائب رئيس الوزراء

للتنمية البشرية هي الاستثمار في بناء الإنسان المصري من خلال التكامل بين التنمية البشرية والصحية والنفسية

والاجتماعية والتعليمية والمهارية وتأهيلهم لسوق العمل، بغرض تحسين الخصائص الإنسانية وتنمية الوعي الوطني والثقافي والديني

من خلال التنسيق والتكامل بين وزارات “التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي، والأوقاف، والشباب

والرياضة، والثقافة، والتضامن الاجتماعي”، والمجالس القومية المتخصصة، لإحداث حالة من التكامل بين الوزارات والجهات المعنية،

بما يكفل الحياة الكريمة لكل المواطنين، ورفعة وازدهار الدولة المصرية.

 

 

 

رغم العديد من التكهنات والتوقعات بعدم استمرار وزير الشباب والرياضة في منصبه في التشكيل الوزاري الجديد

نتيجة الأزمات التي تعيشها كرة القدم المصرية منتخبات وأندية واتحاد وجهات تنظيمية، إلا أنه نال ثقة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي

واستمر أستاذ الإدارة الرياضية في جامعة حلوان سابقًا وزيرًا للشباب والرياضة لولاية جديدة،

وكان قد عُين وزيرًا للشباب والرياضة 14يونيو 2018 في حكومة مصطفى مدبولي خلفًا لخالد عبدالعزيز

بعد أن تقلد مناصب عديدة خاصة بنادي الزمالك المصري والمعروف أن رئيس الوزراء ينتمي إلى نادي الزمالك ويشجعه،

مما يضع تكهنات أن هناك علاقة صداقة تربطهما.

 

 

وقال عضو مجلس النواب المصري ورئيس نادي الترسانة طارق حسانين لمنصة “MENA 

أنه لا يمكن اختزال نجاح الوزير في رياضة كرة القدم فقط، وإنما النظر بشكلٍ أوسع وأشمل من نظرة المشجعين

للفرق الرياضية أو الشارع العادي، وإنما عند التقييم ينظر لحجم العمل والنشاط في كافة الملفات خاصة

وأن صبحي لا يجلس في مكتبه مطلقًا ويتجول وسط المحافظات المصرية المختلفة يوميًا وفي مراكز الشباب ويتابع كافة الملفات والالعاب الرياضية.

 

ويرى حسانين أن وزير الشباب والرياضة نال ثقة رئيس الحكومة لأنه أثبت جدارته خلال الفترة التي تقلد فيها الوزارة

في الحكومة السابقة، وأن هناك طفرة غير مسبوقة في المنشآت الرياضية ومراكز الشباب، مشيرًا إلى افتتاحه للعديد من المشروعات والمنشآت بنادي الترسانة الذي يترأسه،

وكان يقدم كافة الدعم لهم مؤكدًا أنه قضى على الروتين والبيروقراطية التي تتسم بها العديد من المصالح الحكومية والوزارات.

 

 

وأشار أحد المسئولين في مقارنة بين أشرف صبحي وأحد الوزراء السابقين من مشاهير كرة القدم

والذي كان لا يترك مكتبه إلا ساعات قليلة حسب كلامه٬ كما أنه من الشخصيات الهادئة التي تتعامل مع الأزمات والمشكلات بدبلوماسية بعيدًا عن الصراعات والانفعالات،

وذكر في حديثه أن رئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور ومحاولته الدخول في خلافات مع الوزير بشكل مستمر

وهو معروف عن شخصيته ذلك إلا أن صبحي كان يتعامل مع الامور بعقلانية وحكمه وبالتالي تجد الحلول، كما أدار ملف الخلافات

بين اتحاد الكرة وادارة النادي الأهلي المصري بحكمة ووعي شديدين، وفي صراعه مع اللجنة الأوليمبية نجح في وقف

التجاوزات وأدخل القضاء حكمًا وفيصلًا ليسبب صداعًا رهيبًا لأطراف تلاحقها وتطاردها الآن اتهامات بالفساد،

ومع كل ذلك لم تتحول الخلافات لعراك شخصي، هكذا منهجه منذ اليوم الأول.

 

 

كما شهدت مصر منذ تولي أشرف صبحي وزارة الشباب والرياضة، استضافة أكبر كم من البطولات في تاريخ أفريقيا

والشرق الأوسط، وأصبحت مصر أهم نافذة عالمية للرياضة بالمنطقة، واستضافت الدولة المصرية بطولات العالم

في كل الألعاب وأمم أفريقيا لكرة القدم للكبار والمنتخبات الأوليمبية، ووضعت حجر الأساس لاستضافة

حدث عالمي كبير سواء كان الأولمبياد أو كأس العام، وذلك بمشروع المدينة الرياضية بالعاصمة الإدارية.

 

 

وقال محمد الشاذلي المتحدث الرسمي لوزارة الشباب والرياضة٬ أن مراكز الشباب في مصر حصلت في عهد الوزير الحالي

على دعم غير مسبوق في كافة الاتجاهات٬ خاصة لمجابهة الفترة التي انتشر بها الإرهاب، ومنها تطوير الملاعب

وتقديم الدعم المالي، واستحداث الأنشطة، وتنظيم فعاليات وندوات، وتأسيس بنية قوية من ملاعب لرياضات مختلفة

وحمامات سباحة، مشيرًا إلى أن مراكز الشباب أصبحت تضم غالبية الألعاب الفردية والجماعية على عكس السابق

من الإهمال وعدم الإهتمام بمراكز الشباب خاصة الصغيرة منها٬ وتطورت بشكلٍ غير مسبوق بفضل توجيه الجزء الأكبر

من الموارد المالية إلى تلك القطاعات لإيمان الدولة بأهمية الاستثمار في العنصر البشري والشباب.

 

اقرأ أيضاً:

 

ترك آل الشيخ مسيرة استثمارية بين الرياضة والفن في مصر

 

مهرجان جمعية الفيلم والسينما المصرية ودعم القضية الفلسطينية

 

التحكيم الكروي المصري أزمات تنتظر الحلول وجدل لا ينتهي

 

لُغز اختفاء الأدوية في مصر ونية حكومية لرفع الأسعار

 

 

اسامة الورداني رئيس مركز شباب امبابة بمحافظة الجيزة٬ أكد أن هذا المركز الصغير أصبح يضم معظم الألعاب الفردية

ونال من التطوير الذي جعله قبلة لأهالي الحي بعد أن كان يقتصر على رياضة كرة القدم فقط، لافتًا أنه به العديد من الألعاب

مثل التايكوندو والكاراتيه والكونغ فو والكيك بوكس والمصارعة الروماني والمصارعة الحرة وكرة القدم والسباحة وغيرها من الألعاب الأخرى.

 

 

وكان وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي قد قدم كشف حساب وسرد مجموعة من الأرقام خلال حقبته السابقة

لرئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي قبل إعلان الحكومة الجديدة بأيام قليلة أوضح فيها أن إجمالي عدد المنشآت

الشبابية والرياضية وصل خلال الفترة من 2018 – 2024 إلى 11 الف و 558 منشأة، مقابل 6 آلاف منشأة فقط قبل عام 2018،

وتم تطوير وزيادة عدد المنشآت بإجمالي 5 الاف و553 منشأة بتكلفة حوالي 30 مليار جنيه في تلك الفترة

مشيرًا إلى عدد من المشروعات التي أولتها الوزارة أهمية كبيرة خلال الفترة الماضية، والتي من بينها مشروع تطوير

المعسكرات الشبابية والرياضية، بهدف توفير بيئة متكاملة لأنشطة تربوية وتعليمية وتثقيفية ورياضية للنشء والشباب.

 

 

 

كما عرض وزير الشباب والرياضة خلال اللقاء، الموقف الراهن بشأن طرح إدارة وتشغيل مدينة مصر للألعاب الأولمبية،

مشيرًا إلى أنه جار التفاوض مع إحدى الشركات التي قدمت عرضًا لإدارة وتشغيل المدينة،

متطرقًا إلى استعدادات وجاهزية البعثة المصرية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 خلال يوليو الجاري، وزيادة عدد اللاعبين إلى 150 مشارك .

 

وكانت مصر شاركت في دورة الألعاب الافريقية غانا 2024  بمشاركة 55 دولة تنافست على 2 لعبة رياضية،

و حصدت مصر لقب الدورة بأعلى معدل ميداليات ذهبية في تاريخ الدورة.

 

وجاري إنشاء مشروع المركز القومي لتدريب المرتفعات بسانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء،

والمشروع القومي للموهبة الحركية، حيث يُعد هذا المشروع منصة رائدة لاكتشاف المواهب الرياضية لدى الأطفال

في الفئة العمرية من  6 إلى  10 سنوات، بالإضافة إلى المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي،

ويستهدف المشروع 11 لعبة رياضية٬ كما تم إعداد نماذج محاكاة الحياة السياسية المصرية للشباب والنشء،

مثل برلمان طلائع مصر الذي شارك فيه 51 ألفا، وبرلمان شباب مصر وشارك فيه 100 ألف،

وكذا نموذج مجلس الشيوخ وشارك به 28 ألفا من الشباب والنشء، كما عرض الوزير على رئيس الوزراء عددًا آخر

من الاستراتيجيات والمشروعات التي تستهدف تنمية قدرات الشباب المصري.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية