أعلنت إسرائيل أنها ستواصل فرض سيطرتها على معبر رفح الحدودي، الرابط بين مصر وقطاع غزة، خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
القدس – أكدت إسرائيل أنها ستحتفظ بالسيطرة على معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار مع حركة حماس. جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء، حيث نفى ما ورد في تقارير تشير إلى أن السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة المعبر.
وأوضح البيان أن الفلسطينيين المحليين الذين لا ينتمون إلى حماس، والذين تم التحقق من خلفياتهم الأمنية من قِبَل إسرائيل، سيقتصر دورهم على ختم جوازات السفر عند المعبر. وأضاف أن هذا الإجراء يُعد “الوسيلة الوحيدة التي يمكن لسكان غزة من خلالها مغادرة القطاع أو دخول دول أخرى”، وفقاً للاتفاقيات الدولية. كما أشار البيان إلى أن قوات إسرائيلية ستُحيط بالمعبر، وستشرف إسرائيل على جميع التحركات المتعلقة بالأشخاص والبضائع. بالإضافة إلى ذلك، سيُراقب المعبر مراقبون من الاتحاد الأوروبي.
في مايو الماضي، فرضت إسرائيل سيطرتها الكاملة على الجانب الغزي من معبر رفح، وهو المنفذ الوحيد الذي يربط سكان قطاع غزة بالعالم الخارجي عبر الأراضي المصرية. هذا التحرك أدى إلى إغلاق المعبر، ما زاد من تفاقم عزلة القطاع وأثر بشدة على حياة سكانه، الذين يعتمدون عليه كنافذة وحيدة للحركة وتبادل البضائع.
في المقابل، برزت مصر كوسيط رئيسي خلال مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مستفيدة من دورها الإقليمي وتأثيرها الدبلوماسي. ومع استمرار المباحثات، شددت مصر على ضرورة أن يتولى الفلسطينيون إدارة الجانب الغزي من معبر رفح، في خطوة تعكس رغبتها في تعزيز السيادة الفلسطينية على أراضيها وتخفيف الضغوط الإنسانية عن سكان غزة. كما يُظهر هذا الموقف التوازن الذي تحاول مصر تحقيقه بين دورها كوسيط محايد وموقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
الأمم المتحدة – قال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في غزة إن شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، ومنظمات الإغاثة، والحكومات، والقطاع الخاص تصل بانتظام إلى القطاع، ولم تُسجل سوى حوادث نهب بسيطة وغير مؤثرة.
وأفادت الأمم المتحدة أن نحو 900 شاحنة مساعدات دخلت غزة يوم الثلاثاء، وهو اليوم الثالث للهدنة، وهو عدد يفوق الـ600 شاحنة التي كان منصوصاً عليها في اتفاق الهدنة.
قال مهند هادي، الذي عاد إلى القدس من غزة يوم الثلاثاء، إن رؤية الفلسطينيين في الشوارع وهم يشعرون ببعض الأمل، سواء أثناء عودتهم إلى منازلهم أو محاولتهم تنظيف الطرق، كانت من أسعد اللحظات في مسيرته المهنية الممتدة لأكثر من 35 عاماً.
وأشار إلى أن العائلات التي تحدث إليها، سواء في المطبخ المجتمعي الذي تديره منظمة الغذاء العالمي أو في أماكن أخرى، أعربت عن حاجتها الملحة للمساعدات الإنسانية، لكنها في الوقت نفسه تشتاق إلى العودة إلى منازلها وأعمالها لكسب العيش.
أعرب سكان غزة عن تطلعاتهم إلى استعادة حياتهم الطبيعية، معربين عن شوقهم لإعادة أطفالهم إلى المدارس واستئناف التعليم الذي توقف بسبب الصراع. تتصدر قائمة احتياجاتهم المأوى الآمن، والبطانيات التي تقيهم برد الشتاء، والملابس الجديدة، خاصة للنساء اللاتي اضطررن لتحمل ارتداء نفس الملابس لأكثر من عام كامل. وفي خضم هذه المعاناة، أشار مهند هادي إلى أن شحنات من الخيام في طريقها إلى القطاع، مما يمنح بصيص أمل لأولئك الذين ينتظرون المساعدة بفارغ الصبر.
تحدث السكان عن رغبتهم في استئناف تعليم أطفالهم، والحاجة الماسة إلى المأوى، والبطانيات، والملابس الجديدة، خاصة النساء اللواتي اضطررن إلى ارتداء نفس الملابس لأكثر من عام. وأكد هادي أن شحنات من الخيام ستصل إلى القطاع خلال الأيام القادمة.
اندلع الصراع في 7 أكتوبر 2023، عندما شنّ مسلحون بقيادة حماس هجوماً على إسرائيل، أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأسر نحو 250 رهينة. حالياً، ما زال نحو 100 رهينة في غزة، بعد إطلاق سراح البعض أو إنقاذهم أو استعادة جثثهم.
من جهة أخرى، أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 47,000 فلسطيني في غزة، وفقاً للسلطات الصحية المحلية، التي ذكرت أن النساء والأطفال يمثلون أكثر من نصف الضحايا. بينما تدعي إسرائيل أنها قتلت أكثر من 17,000 مسلح، لكنها لم تقدم أدلة تدعم هذا الادعاء.
تتواصل الجهود الدولية والمحلية على قدم وساق لضمان استقرار الأوضاع في غزة خلال فترة الهدنة الحالية، التي تم الاتفاق على أن تستمر لمدة ستة أسابيع. تهدف هذه الهدنة إلى توفير فترة من الهدوء النسبي للسكان الذين يعانون من آثار الحرب المدمرة، وسط آمال كبيرة بأن تمهد الطريق نحو تهدئة طويلة الأمد.
تشارك العديد من الأطراف الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول الإقليمية، في التنسيق لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية في القطاع. كما تركز الجهود على تعزيز المفاوضات بين الأطراف المختلفة لضمان التزام الجميع ببنود الهدنة، بما يشمل وقف التصعيد العسكري وتخفيف الحصار المفروض على غزة.
في ظل هذه المساعي، يراود السكان أمل حذر بأن تسهم هذه الهدنة في إنهاء معاناتهم المتفاقمة، خاصة مع وصول شحنات المساعدات الإنسانية وإعادة فتح بعض المعابر الحيوية. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول قدرة هذه الفترة المؤقتة على تحقيق تغيير جذري ومستدام في واقع المنطقة.
المصدر:
https://www.independent.co.uk/news/gaza-ap-israel-palestinians-hamas-b2684177.html