اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024، يُسدل الستار على انتخابات اتحادات الطلاب في الجامعات المصرية للعام الجامعي 2024-2025، باكتساح قائمة “طلاب من أجل مصر” في غالبية الجامعات، سواء بالتزكية في العديد من الكليات أو بالانتخاب لعدم وجود منافسة حقيقية. وقد تقدم لهذه الانتخابات 27,344 مرشحًا، بواقع 14,138 طالبًا و13,206 طالبات، موزعين على الجامعات الحكومية والأهلية والتكنولوجية والخاصة والمعاهد العليا.
تمت الجولة الأولى يوم الأحد 24 نوفمبر، وجولة الإعادة في اليوم التالي، الاثنين، ثم تم انتخاب أمناء اللجان ومساعديهم على مستوى الكليات يوم الثلاثاء 26 نوفمبر، ورؤساء الاتحادات والنواب على مستوى الكليات اليوم الأربعاء، على أن تكتمل الانتخابات الطلابية بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم، ورئيس ونائب رئيس اتحاد كل جامعة الخميس 28 نوفمبر.
وأكدت مصادر أن الانتخابات شهدت تدخلات أمنية لصالح قوائم “طلاب من أجل مصر” المدعومة من الأجهزة الأمنية، ومنع المئات من الطلاب من الترشح.
وأشارت المصادر إلى أن هذا ليس بالأمر الجديد، بل هو نهج متبع في الجامعات المصرية منذ عقود عديدة، ولكن في هذا العام كان الحرص على دعم طرف ضد آخر أكبر من كل عام.
وأكدوا أن نحو 95% من النتائج جاءت بالتزكية لصالح قوائم “طلاب من أجل مصر”.
وأوضحت المصادر أنه ذلك يأتي وسط إقحام متواصل للسياسة في كافة مفاصل الدولة والحركات المدنية، بما في ذلك النقابات والحركات الطلابية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني. لافتين إلى أن سياسة الدولة هي السماح بالرأي الواحد النابع من رؤيتها وعدم السماح بسماع الرأي الآخر.
من جهتها، نفت القيادات الجامعية والمسؤولون تدخلهم في الانتخابات، مؤكدين أنها سارت في اتجاهها الطبيعي بنزاهة وديمقراطية.
وأشارت الإحصائيات الرسمية إلى أن نحو 3.5 مليون طالب وطالبة كان لهم حق التصويت، وأن الانتخابات شهدت تنافسًا كبيرًا وقويًا بين المرشحين، بينما حسمت التزكية العديد من المقاعد.
وقال أحد الطلاب المرشحين بجامعة القاهرة من المستقلين، إن الانتخابات شهدت انتهاكات عديدة من الأجهزة الأمنية. حيث قامت إدارات رعاية الشباب في جامعتي القاهرة وعين شمس بتسليم الجدول الزمني للانتخابات لقوائم “طلاب من أجل مصر” المدعومة من الأمن قبل أيام من الإعلان عنها رسميًا.
وفوجئ الطلاب عند تقديم أوراق الترشح بفتح باب التقدم للانتخابات لمدة 5 ساعات فقط، وتزامن ذلك مع مواعيد امتحانات منتصف الفصل الدراسي في غالبية الكليات، مما منع العديد من المرشحين من المنافسة.
وأوضح الطالب أن ذلك أدى إلى فوز قوائم “طلاب من أجل مصر” في غالبية المقاعد بالتزكية في كافة الكليات والجامعات المصرية. لافتًا إلى أن غالبية الكليات في جامعة القاهرة فازت فيها القائمة المذكورة بالتزكية، ولم تتم الانتخابات إلا في 9 كليات فقط هي: الحقوق، دار العلوم، الاقتصاد والعلوم السياسية، التخطيط الإقليمي والعمراني، الطب البشري، الصيدلة، الهندسة، الزراعة.
وأضاف أن مكاتب رعاية الشباب بكليات جامعة عين شمس تسببت في منع مئات المرشحين من الترشح، بسبب امتناعها عن توضيح شروط الترشح، مما أدى إلى استبعادهم بدعوى عدم استكمال أوراق الترشح، وبالتالي عدم تمكنهم من خوض الانتخابات.
وأشار إلى أن معظم الناجحين جاءوا بالتزكية ومن قائمة الدولة المعروفة باسم “طلاب من أجل مصر”.
من ناحيته، نفى الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، تدخل الأمن في انتخابات الاتحادات الطلابية، مؤكدًا أنه تم فتح لجان التصويت أمام الطلاب من خلال صناديق زجاجية لضمان الشفافية، مع إشراف لجنة على كل صندوق تتكون من عضو هيئة تدريس واثنين من الطلاب بالفرقة الدراسية من غير المرشحين للانتخابات. وأضاف أن قيادات الجامعة التزمت بالحيادية والشفافية لتقديم تجربة ديمقراطية مميزة، وأن دورهم اقتصر على دعوة الطلاب للمشاركة الفعالة في الانتخابات، وإخضاع عملية الاختيار بناءً على القدرة والكفاءة وتقديم الخدمات والأنشطة الطلابية.
من جهتها، تواصلت منصة “MENA” مع عدد من الطلاب في جامعات عديدة مثل الإسكندرية وعين شمس وحلوان، وأكدوا جميعًا أن موظفي رعاية الشباب في معظم الكليات امتنعوا عن تسليم استمارات الترشح للطلاب الراغبين في الترشح، سواء كانوا مستقلين أو ينتمون إلى أسر طلابية أخرى، بينما تم تسليم الاستمارات بسهولة لقائمة “طلاب من أجل مصر”.
نتيجة لذلك، نجحت القائمة إما بالتزكية أو بالانتخابات نتيجة ضعف المنافسة والضغوط التي مورست على الطلاب، بما في ذلك التخويف، مما أدى إلى عدم إقبال إلا من جانب التابعين والداعمين للقائمة المحسوبة على الأجهزة الأمنية.
وقال مصدر خاص لمنصة “MENA” إن تدخل الجهات الأمنية في انتخابات اتحادات الطلاب هذا العام كان واضحًا جدًا من خلال دعم قوائم تابعة لها في جميع الجامعات المصرية تحت مسمى “طلاب من أجل مصر”، لضمان إسكات أي أصوات طلابية تدافع عن حقوق الإنسان والحريات أو تدعم القضايا العربية والإقليمية.
وأشار المصدر إلى أن هذه السياسات شملت جميع الحركات الشعبية والنقابات العمالية التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية بشكل كامل، موضحًا أن المنظومة في مصر لا تريد سماع أي صوت معارض أو مخالف لرؤيتها، وأنها تفرض الرأي الواحد.
الطلاب المرشحين بجامعة سوهاج
من جهة أخرى، تواصلت منصة “MENA” مع عدد من الطلاب الناجحين بجامعتي سوهاج والمنصورة.
وقال كريم فؤاد، أحد الناجحين في انتخابات طلاب جامعة المنصورة ضمن قائمة “طلاب من أجل مصر”، إن الانتخابات تمت بنزاهة تامة، ولم يحدث بها أي تدخلات من الجهات الأمنية، وأن جميع الأطراف المسؤولة عن سير الانتخابات التزمت الحيادية التامة.
وأكد أن الانتخابات سارت وفقًا للجدول المعلن من وزارة التعليم العالي وطبقًا للائحة.
واتفق الطالبان أحمد ناصر أحمد وأمين محمد أمين، الناجحان عن اللجنتين العلمية والفنية بكلية الحقوق بجامعة سوهاج ضمن القائمة، على أن الانتخابات سارت بنزاهة تامة وحيادية، وأن أساتذة الجامعة لم يسمحوا بأي تدخلات خارجية أو داخلية تؤثر على سير الانتخابات ونتائجها.
وأكدا أنها سابقة هي الأولى منذ دخولهم الجامعة خلال العامين الماضيين.
وأوضح الدكتور سيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، لمنصة “MENA” أن الانتخابات تهدف إلى تحفيز الطلاب على المشاركة السياسية وتعزيز دورهم في الأعمال التطوعية والأنشطة الطلابية المختلفة.
وأضاف أنها تسعى إلى ترسيخ الوعي الوطني، وإعلاء قيم الانتماء والمسؤولية المجتمعية، وتعميق مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة لدى الطلاب.
كما رفض ما يُثار عن تدخل الأجهزة الأمنية في انتخابات الاتحادات الطلابية في جامعة حلوان، مؤكدًا أن الانتخابات تمت تحت إشراف اللجنة العليا برئاسة الدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، وعضوية الدكتور أحمد عليق، مستشار الأنشطة الطلابية، ومحمد السيد جاد، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب، وأميرة نبيل، مدير إدارة الاتحادات الطلابية، والدكتور إمام صلاح، عضو قانوني وهيئة تدريس، وعدد من الطلاب المشاركين من غير المرشحين للانتخابات.
اقرأ أيضًا:
“الأزهر” هل يكون بديلاً لـ”شبح” الثانوية العامة؟
بيزنس الجامعات الخاصة.. ما الهدف من السياسة التعليمية الحالية؟
الرئيس المصري يجتمع بوزير التعليم الجديد ورئيس الاكاديمية العسكرية.. لماذا؟
محاولات النهوض بقطاع التعليم في مصر