“الناصريون” يشيعون حسن نصر الله
انتشرت في أواخر سبتمبر الماضي، أنباء عن اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، حتى تأكد الخبر رسميًا عبر بيان أصدره الحزب.
ونظم التيار الناصري الموحد، استجابة لهذا الحدث، عزاءً في مقر الحزب العربي الديمقراطي الناصري بوسط القاهرة لتأبين نصر الله، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والعامة، منهم مريم أبو دقة، عضوة المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، وسهير السكري، الرئيسة السابقة لدائرة اللغة العربية بالأمم المتحدة.
كما شارك في العزاء صلاح عدلي، رئيس الحزب الشيوعي، وكريمة الحفناوي، القيادية في الحزب الاشتراكي، إضافة إلى حاتم البلك، أمين شؤون سيناء بحزب الكرامة والمشارك في الحوار الوطني.
كلمات مؤثرة في العزاء
افتتح المهندس محمد النمر، رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري ومنظم العزاء، الفعالية بكلمة، أكد فيها أن هذا العزاء ليس للحزن فحسب، بل للتذكير بأن المقاومة مستمرة ولن تتوقف، موضحًا أن الحزب الناصري يدعم جميع أشكال المقاومة، وأن التاريخ والجغرافيا يثبتان أن المقاومة لا يمكن أن تُهزم.
عقب الكلمة، عرض مقتطفات من خطب وكلمات حسن نصر الله.
الانتفاضة والمواقف الدولية
وفي كلمتها، أعربت سهير السكري، الرئيسة السابقة لدائرة اللغة العربية بالأمم المتحدة، عن دهشتها لرؤية موقف أمريكي جاد تجاه ما يحدث في المنطقة لأول مرة منذ 50 عامًا.
وأشارت إلى أن هناك حالة من الانتفاضة والغضب تسود المنطقة، وخاصة فلسطين، محذرة من أن ما يظهر في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة من دعم لإسرائيل لا يعكس الواقع الحقيقي.
من جانبه، قال الصحفي عمرو ناصيف، الذي أجرى حوارًا سابقًا مع حسن نصر الله، إنه يهنئ الأمين العام لحزب الله على نيله الشهادة، واصفًا إياه بأنه أحد قادة المقاومة في مسيرتها نحو تحرير القدس.
وأكد ناصيف أن ثأر نصر الله من إسرائيل ليس ثأره الشخصي فحسب، بل هو أيضًا ثأر القوات المسلحة المصرية والسورية وأبناء فلسطين، مشددًا على أن هذا الثأر واجب على جميع العرب.
نصر الله امتداد لمشروع ناصر
وصرح المهندس أحمد حسين، نائب رئيس الحزب العربي الناصري، بأن كافة الحركات والأحزاب الناصرية تنتمي إلى مشروع جمال عبد الناصر، الذي يمثل قلبه مقاومة الاحتلال.
وأكد حسين، في تصريحات خاصة لمنصة “MENA“، أن ناصر عندما قال إن أعداء الأمة هم الاحتلال وأعوانه، إسرائيل والرجعية العربية، كان يؤسس لركيزة من ركائز المشروع الناصري التي تثبت صحتها يومًا بعد يوم.
وأضاف حسين: “جمال عبد الناصر قال إن هذه الأمة ستُنجب أبطالًا مجهولين يقدّرون العزة والكرامة، وإن كان للتصحيح، فإن أحد هؤلاء الأبطال لم يعد مجهولًا، بل معروفًا، هو الشهيد حسن نصر الله، الذي يمثل امتدادًا طبيعيًا لمشروع عبد الناصر في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والرجعية العربية التي تحالفت معه.”
وأوضح حسين أن إقامة عزاء لنصر الله هو إجراء طبيعي، يعكس تقاربه الفكري مع التيار الناصري، ويؤكد أن الأمة قدّمت شهداء، ولن يكون نصر الله آخرهم، حيث يعتبره الصهاينة عدوهم الأول.
ولفت نائب رئيس الحزب العربي الناصري إلى أن تضامن الناصريين مع حركات المقاومة المختلفة يعكس تمسكهم بالمشروع الناصري، الذي يواجه الاحتلال الصهيوني، الذي يستمر في احتلال الأراضي العربية وتدنيس المقدسات، مؤكدًا أن دعم المقاومة بكل أشكالها وأنواعها، بغض النظر عن الاختلافات العرقية أو الوطنية أو الدينية أو الطائفية، هو واجب علينا جميعًا.
وختم حسين حديثه قائلًا: “كل من يوجه سلاحه نحو العدو الصهيوني، نحن نؤيده ونقف إلى جانبه بكل ما نملك. فهذا حق مشروع وأصيل، لأن قضيتنا مع العدو المحتل تُقاس بمعايير العدالة، سواء من منظور إنساني أو عروبي..”
واجب قومي عربي
وردًا على الدعاوى التي تقول إن إقامة عزاء لروح حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، قد تكون غير مبررة، كونه ليس سنيًا أو مصريًا، أكد كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة الأسبق، أن عزاء نصر الله واجب قومي وعربي، ويعد أمرًا طبيعيًا لكل من يؤمنون بالمقاومة ويرفضون الاحتلال.
وأضاف أبو عيطة، في تصريحات خاصة لمنصة “MENA“، أن العزاء في التقاليد المصرية يكون بعد الثأر، ولكنه يرى في هذا العزاء نوعًا من الاحتفاء بالمقاومين في الصفوف الأولى، مشيرًا إلى أن نصر الله قدّم ابنه شهيدًا في سبيل المقاومة، وها هو اليوم يقدم روحه أيضًا.
وأردف أبو عيطة: “لا فرق بين الشهيد الفريق عبد المنعم رياض الذي قدّم حياته على خطوط المواجهة مع العدو الصهيوني، وبين حسن نصر الله الذي فعل الأمر ذاته، مضيفًا: “نحن ندعم كل من يتصدى للعدو المحتل”.
وأكد الوزير الأسبق، أن كل مقاوم يواجه الكيان الصهيوني يجب أن يحظى بالدعم والإشادة، مشيرًا إلى أن من يقوم بهذا الدور هو ناصري بأفعاله، حتى وإن لم يكن ناصريًا بالفكر، فهو يجسد المبادئ الناصرية في المقاومة.
اقرأ أيضًا:
الخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني يتحدث عن الأزمة الاقتصادية
هشام قاسم: لا أعامل الحوار الوطني بجدية.. وكاميلا هاريس الأقرب للفوز بالانتخابات الأمريكية
جهود مصرية مستمرة لوقف إطلاق النار في غزة رغم الضغوط الاقتصادية والتعنت الإسرائيلي
الاعتداء على لبنان يزكي نيران المنطقة.. وخبراء: لا نستبعد صداما مباشرا بين القاهرة وتل أبيب