تحليلات
بسنت عبد الفتاح
بيزنس الجامعات الخاصة.. ما الهدف من السياسة التعليمية الحالية؟
تشهد الجامعات الخاصة في مصر هذا العام سباقًا محمومًا من الطلاب وأولياء الأمور، إذ تزدحم الأبواب بطوابير طويلة من الراغبين في الالتحاق بهذه الجامعات.
يأتي هذا الإقبال وسط تساؤلات حول تأثير هذا الواقع على مستقبل التعليم وسوق العمل، ومدى استفادة رجال الأعمال من هذه الظاهرة.
تثير طوابير الطلاب المتقدمين للجامعات الخاصة تساؤلات حول مدى المساواة بين خريجي هذه الجامعات وأقرانهم في الجامعات الحكومية.
وبينما يدخل طلاب الكليات الحكومية استنادًا إلى درجاتهم المرتفعة في الثانوية العامة، يُتاح لطلاب الجامعات الخاصة فرصة تحسين أدائهم الأكاديمي بفضل الإمكانيات التقنية والموارد التعليمية المتاحة لهم.
ويبلغ عدد الجامعات الأهلية في مصر 20 جامعة، والخاصة 27 بمعدل طلاب يصل إلى 120 ألف طالب، في عام 2023، بزيادة تصل إلى ما يقرب من 50 ألف طالب عن العام الحالي، وتخرج في الجامعات الحكومية 495.6 ألف طالب، بينما وصل عدد الطلاب الخريجين في الجامعات الخاصة 48.1 ألف خريج بنسبة 6.5%.
وحول هذا الأمر، قال الدكتور محمد خليل، الخبير التعليمي، إن مسألة الجامعات الخاصة شائكة جدًا، مشيرًا إلى أن رجال الأعمال لهم الحق في التدخل في العملية التعليمية بشرط أن يستخدموا كوادر أكاديمية وذات كفاءة.
إلى أن معظم تجارب رجال الأعمال في هذا الشأن ناجحة، كونهم يستعينون بكفاءات علمية من دكاترة الجامعات “MENA” وأشار خليل في تصريحات خاصة لمنصة
المصرية.
ولفت إلى إمكانية أن يكون الطالب مقيدًا في جامعة حكومية وفقًا لمجموعه العالي في الثانوية العامة، ولكن حالته الدراسية تدهورت، وعلى الجانب الآخر نجد طالب مجموعه كان متوسطًا في الثانوية وعندما أتيحت له الفرصة في الجامعات الخاصة تفوق، مؤكداً الخبير التعليمي على ضرورة أن نعترف بأن التفوق الدراسي جزء منه يأتي نتيجة الدعم المادي خاصة في الكليات العملية.
وأوضح أن كليات مثل الطب وهندسة وعلوم، وزراعة تحتاج إلى إمكانيات تقنية، مشيرًا إلى أن الجامعات الحكومية وإن احتوت على قامات علمية كبيرة إلا أنها لا تحتوي على نفس الإمكانيات الموجودة بالجامعات الخاصة.
ونوه بأن الإمكانيات المتوسطة التي تحويها الجامعات الحكومية تسبب عرقلة للطالب، مشيرًا إلى أن الأعداد القليلة للطلاب بالجامعات الخاصة تمكن طلابها من الوصول إلى مستوى أفضل من بعض الجامعات الحكومية في وقت قصير.
وألمح خليل إلى أن الخبرات العلمية والأكاديمية التي تشتكي من ضعف المرتب في الجامعات الحكومية، يلجؤون أخيرًا إلى التدريس في الجامعات الخاصة، وبين خليل أن تأثير ضخ آلاف الخريجين من الجامعات لن يؤثر كثيرًا على فرص العمل؛ لأن السوق متشبع بالأساس.
“كارير شيفت” بديلًا للشهادات العلمية غير المناسبة لسوق العمل
وأردف بأن آلاف الخريجين يلجؤون حاليا لما يسمى بـ”كارير شيفت” أو تغيير المسار للعمل في مجالات أخرى تختلف عن التي حصلوا فيها على شهاداتهم العلمية.
وأوضح أن سوق العمل تتجه الآن نحو توظيف المتمكنين من اللغات الصينية والكورية والألمانية، لافتًا إلى أن هذه اللغات تنتمي إلى الدول القوية صناعيًا.
وشدد على أن ثقافة كليات القمة لن تتغير إلا على أيدي ضحاياه من الشباب الجديد، لافتًا إلى تغيير الثقافة يحتاج إلى عشرات السنين.
وختم خليل تصريحاته مؤكدًا أن المنافسة شرسة للغاية، وأن السوق المحلية والعالمية تتطلب ذكاء وتقبلا للثقافات الأخرى، بالإضافة إلى تقبل الذكاء الاصطناعي.
وأوضح مجد حمزة الخبير التربوي، أن الهدف من السياسة التعليمية الحالية هو إفساح لمجال للجامعات الأهلية والخاصة، ما يعني تقليص أعداد المشاركين في الجمعيات الحكومية.
تقليص أعداد المشاركين في الجامعات الحكومية يصب في مصلحة الخاص
أن هذه السنة كان عدد طلاب الثانوية العامة 745 ألف على مستوى الجمهورية، موضحًا”MENAوتابع الخبير التربوي في تصريحات خاصة لمنصة
أن قرار وزير التربية والتعليم بإلغاء أقسام مثل الجيولوجيا وعلم النفس والفلسفة، ستؤدي إلى عزوف عن الكليات الحكومية.
وأشار إلى أن تقليص أعداد المشاركين في الجامعات الحكومية، يصب في مصلحة الجامعات الخاصة، ونوه بأن الجامعات الخاصة تحتوي على ميزات غير موجودة في الجامعات الحكومية وهي أن تنسيقها أقل من الجامعات الحكومية، ما يزيد من الإقبال عليها.
وأكد أن الإقبال الكثيف على الجامعات الخاصة سيؤدي إلى زيادة أسعارها، ما يحول التعليم إلى تجارة، وضعف المادة العلمية، موضحًا أن هذا هو السبب وراء أن التكوين العلمي لطالب الجامعات الحكومية أقوى من نظيره الخاص.
“لو مكنتش متغربة وبشتغل في الخارج مكنتش هعرف أدخلهم خاص” هكذا قالت ن. ز مدرسة اللغة العربية التي تعمل في دولة الكويت، ولديها ولدين أحدهم تخرج من كلية الهندسة والآخر في عامة الأول من كلية الطب بأحد الجماعات الأهلية.
وأوضحت مدرسة اللغة العربية في تصريحات خاصة لمنصة”MENA” أن مصاريف الجامعات الخاصة مرهقة ومكلفة للغاية، ولكنها هي الأمل الوحيد لكليات القمة، مؤكدة أنها قررت خوض رحلة عملها بالخارج لتستطيع تلبية احتياجات أبنائها وتأمين مستقبلهم.
اقرأ أيضًا:
إعادة هيكلة أم “خراب”.. ما ثمن قرارات وزير التعليم الجديد؟
حفلات التخرج الجامعية.. ونائبة برلمانية تطالب بوضع حد للتجاوزات
“الأزهر” هل يكون بديلاً لـ”شبح” الثانوية العامة؟
رغم العجز.. هل تلغي الحكومة “التكليف الإجباري” للأطباء؟
عمرو بدر: خالد البلشي أعاد الحياة إلى نقابة الصحفيين.. وأستعد لخوض الانتخابات المقبلة إلا إذا تحاور منصة “MENA” الكاتب الصحفي عمرو بدر،
بسنت عادل
“الناصريون” يشيعون حسن نصر الله انتشرت في أواخر سبتمبر الماضي، أنباء عن اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، حتى
محمود فهمي
عمال مصر بين شقي الرحى.. الاستغلال أو الحبس شهدت مصر في السنوات الأخيرة العديد من الإضرابات العمالية، بلغ عددها 213 إضراباً خلال عامين
حيدر قنديل
جميع الحقوق محفوظه ©2024