تحليلات

تفاصيل تعيين نظير عياد مفتيًا جديدًا لمصر وعدم التجديد لشوقي علام

أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بتعيين الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية مفتيًا للديار المصرية لمدة 4 سنوات اعتبارًا من الاثنين 12 أغسطس 2024 خلفًا للدكتور شوقي علام بعد رحلة امتدت 11 عاما مفتيًا للجمهورية٬ بدأها 4 مارس 2013 وبعد انقضاء فترتين كل واحدة مدتها 4 سنوات٬ بلغ بعدهما سن المعاش تم المد له سنة لثلاث فترات متتالية بقرار من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

 

 

 

وجاء اختيار المفتي الجديد بناء على ترشيح شيخ الأزهر الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب٬ بحسب بيان مشيخة الأزهر الشريف٬ وكان أول المهنئين للمفتي الجديد ووزير الأوقاف المصري الدكتور أسامة الازهري٬ متمنيًا له التوفيق في مهمته٬ كما قدم الشكر والثناء على فترة تولي الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق على ما بذله من جهد في سبيل الارتقاء بدار الإفتاء المصرية حتى أضحت متفردة بين دور الإفتاء في العالم العربي والإسلامي.

 

نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ٬ حصل على ليسانس أصول الدين في العقيدة والفلسفة في مايو عام 1995، ثم تابع رحلته العلمية ليحصل على الماجستير في أصول الدين تخصص العقيدة والفلسفة عام 2000، ثم الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 2003 وترقى “نظير” في التسلسل الأكاديمي حيث عمل كمعيد ثم مدرس مساعد ثم مدرس ثم أستاذ مساعد في كلية أصول الدين جامعة المنصورة، حتي انتقل منها إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفرالشيخ ليعمل كأستاذ مساعد بقسم العقيدة والفلسفة ثم حصل على الأستاذية عام 2016.

 

 

وكان للدكتور نظير العديد من المهام والأنشطة الأخرى، منها عضويته بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وعضويته باللجنة النقابية للعاملين بالبحث العلمي بالأزهر الشريف، وعضويته ببيت العائلة المصرية، وفريق حماية البيئة ومكافحة الإدمان بوزارة الشباب٬ ولم تشغله تلك الأنشطة عن الإسهامات العلمية فقد أثرى “نظير” المجلات العلمية بالكثير من المؤلفات التي تزيد عن ثلاثين مؤلفًا في تخصصات: علم الكلام، والفلسفة والمنطق، والفرق والمذاهب والأديان، والتصوف، وبعض العلوم والفنون الأخرى. كما حضر العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل مصر وخارجها، كما قام بالتدريس في بعض الجامعات الخارجية، في ليبيا والسعودية وناقش وأشرف على ما يقرب من 35 رسالة ماجستير ودكتوراه.

 

 

وأشاد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ورئيس لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة المصرية الدكتور عمرو الورداني في تصريح لمنصة MENA٬ بقرار الرئيس تعيين الدكتور نظير عياد مفتيًا للديار المصرية لاستكمال مسيرة العطاء والنجاح والطفرة التي حققها الدكتور شوقي علام٬ مؤكدًا أن التغيير سنة الحياة بعد مسيرة حافلة من انجازات الدكتور شوقي علام وثقة الرئيس الكبيرة فيه بدليل تجديد توليه لثلاث مرات عقب بلوغه سن التقاعد عام 2021.

 

ويرى الدكتور عمرو الورداني أن قرار الرئيس السيسي يؤكد اهتمامه الشديد بالمؤسسة الدينية المصرية، واستكمالا لدعم جهودها في تجديد الخطاب الديني٬ ودافعًا قويًا لبذل المزيد من الجهود لضبط بوصلة الإفتاء وتحقيق الريادة الدينية والإفتائية المصرية في الداخل والخارج٬ مؤكدًا على المهام الثقيلة والكبيرة التي تقع على دار الافتاء المصرية وكافة العاملين بها وعلى رأسها مفتي الديار المصرية في مواجهة جماعات التطرف والإرهاب ونشر صحيح الدين والمنهجية الوسطية الأزهرية التي تتميز بها مصر، والتي تحفظ استقرار المجتمعات.

 

 

 

أشار الورداني الى أن دار الإفتاء المصرية شهدت نجاحات كبيرة في عهد الرئيس المصري السيسي٬ وفترة تولي المفتي السابق على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية٬ مواكبةً بذلك العصر من حيث التلاحم مع الموضوعات والقضايا المعاصرة، وكذلك في مجال التحول الرقمي الذي بدأته مبكرًا وتطور بشكل كبير مع ظهور جائحة كورونا العالمية لتقديم خدماتها الإفتائية إلى كافة بقاع الارض.

 

 

 

 

وأكد عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية معاذ شلبي لمنصة “MENA“٬ عودة الريادة الإفتائية والنجاح في تحويل قاعدة العمل بدار الإفتاء من الأفراد إلى العمل المؤسسي؛ فأصبحت مؤسسة رائدة ذات مرجعية فقهية إسلامية رائدة في صناعة الفتوى والعلوم الشرعية، يلجأ إليها الأفراد والمؤسسات محليًا وإقليميًا وعالميًا٬ لافتًا إلى إصدار ملايين الفتاوى في مختلف الفروع والقضايا التي تهم المسلمين في الداخل والخارج، حيث تستقبل الدار ما يقرب من 5 آلاف فتوى يوميًا من خلال إداراتها المختلفة٬ كما أسست الدار برنامج التأهيل الإفتائي للمتصدرين للفتوى عبر الفضاء الإلكتروني، الذي يمنح المتدربين على الفتوى المعرفة العلمية والتطبيق العملي والعلوم اللازمة للربط بين المعرفة الشرعية والواقع.

 

 

أضاف الشيخ معاذ شلبي أن دار الإفتاء أصدرت موسوعة تضم نحو 1000 فتوى، تُرجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، معظمها وردت من دول غربية، وتجيب عن كل ما يدور في أذهان المسلمين في الغرب، حول مختلف المسائل، بخاصة الشبهات التي تعتمد عليها “داعش” وغيرها من الجماعات المتطرفة٬ كما توسعت الدار في إنشاء مجموعة مختلفة من الإدارات والأقسام الجديدة لضمان الوصول إلى كافة شرائح الأمة داخليًا وخارجيًا، منها إدارة “الفتاوى الشفوية٬ والفتاوى الهاتفية، والفتاوى المكتوبة، والفتاوى الإلكترونية بعشر لغات، وإدارة الحساب الشرعي٬ وإدارة التعليم عن بُعد لتدريب المبتعثين على الفتوى٬ والترجمة٬ والموقع الإلكتروني، ومجلة دار الإفتاء، وإدارة فض المنازعات”، كما استحدثت إدارات جديدة بناء على المستجدات، وهي: الإدارة العامة للإرشاد الزواجي، والإدارة العامة لاستطلاع الأهلَّة والمواقيت، وإدارة المحاكم.

 

 

تابع الشيخ معاذ شلبي، أنه تم أيضًا إنشاء فروع جديدة تابعة لدار الافتاء بالمحافظات المصرية المختلفة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز قنوات الاتصال مع الجمهور، والتيسير عليهم للحصول على الفتوى الصحيحة من أمناء الفتوى المتخصصين بدار الإفتاء، وغيرها من الخدمات الشرعية ومنها في محافظات الغربية و بني سويف و مطروح و شمال سيناء وسوهاج، لافتًا إلى أن الدار حاضرة بقوة في المحافل الدولية والعلمية والملتقيات الفكرية حول العالم، واستطاعت الدار أن تقدم خطابًا علميًّا رصينًا وأمينًا نسجته من خلال الفهم الصحيح والإدراك العميق لمعطيات الواقع المعيش فيه، ومقاصد الفقه الصحيح وغاياته، وانطلق علماء الدار إلى مختلف بلدان المعمورة لتقديم يد العون والدعم للمسلمين، ومد جسور التواصل والحوار مع غير المسلمين، وفتح آفاق التعاون والتآلف والتعايش بين أبناء الحضارات والأمم المختلفة.

 

 

أضاف عضو مجلس الازهر العالمي للفتوى الالكترونية أنه إيمانًا بأهمية الفضاء الإلكتروني تفاعلت دار الافتاء مع وسائل التواصل الحديثة والتكنولوجيا بكل قوة، فأنشأت 18 صفحة بعدة لغات على مواقع التواصل الاجتماعي وصل عدد المتابعين لها عشرات الملايين على صفحاتها المتعددة ومواقعها المختلفة، وتمثَّلت في الموقع الرسمي للدار، والصفحة الرسمية لها، والصفحات التي تعالج الفكر التكفيري مثل داعش تحت المجهر باللغتين العربية والإنجليزية، كما أطلقت خلال العام 2021 حسابًا جديدًا على تطبيق “تيك توك” من أجل مزيد من الوعي، والتواصل الفعال، ونشر الفتاوى الصحيحة بالفيديو، علاوة على أن وحدة الإنتاج الفني والبث المباشر لدار الإفتاء تقوم بعمل بثٍّ مباشر على صفحتها الرسمية يوميًا، حيث يجيب فيه علماء دار الإفتاء عن تساؤلات المتابعين.

 

 

 

وكشف أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية الدكتور أحمد ممدوح لمنصة “MENA“، عن أكثر من 300 إصدار في السنوات الاخيرة، أثرت المكتبة الإسلامية وساهمت في بناء خطاب إفتائي رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر، يأتي في مقدمتها موسوعة فتاوى الدار في 46 مجلدًا، والفتاوى المؤصلة، وأخرى عن الحج والعمرة، والصيام، وفقه الأقليات الإسلامية، والجهاد، وفتاوى الشباب، وفتاوى المرأة المسلمة، وأحكام الأسرة وغيرها الكثير باللغات المختلفة، وعدد من الكتب منها: “فتاوى النوازل.. وباء كورونا” للدكتور شوقي علام، و”القضايا المتعلقة بذوي الهمم من واقع فتاوى دار الإفتاء”، و”قضايا فقه الدولة”، و”قضايا تشغل الأذهان”، و”تنظيم النسل وتحديده في الإسلام”، و”أحكام المسنين”، كما كان من بين الإصدارات كذلك كتاب “فتاوى وأحكام المعاملات المالية”، و”الفتاوى الطبية”، و”الأحكام المتعلقة بالرياضة والألعاب”، و”العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من واقع فتاوى دار الإفتاء”، وموسوعة الأعمال الكاملة للعلامة محمد فرج السنهوري، في 13 مجلدًا، و”موسوعة السياسة الشرعية”، وغيرها الكثير من الإصدارات المتنوعة.

 

 

وأشار إلى إنشاء مظلة جامعة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عام 2015 ومقرها القاهرة، بحضور أكثر من 80 دولة من مختلف دول العالم، حيث يتم من خلال هذه الأمانة بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء في العالم، علاوة على إعداد وتنظيم عشرات الدورات التدريبية للمبعوثين لتدريبهم على مهارات الإفتاء والعلوم الإفتائية والأدوات اللازمة من أجل نشر صحيح الدين بمنهجية علمية وسطية منضبطة؛ وذلك تلبيةً للاحتياجات المتزايدة للجاليات المسلمة حول العالم، حيث تم تدريب دفعتين من أئمة بريطانيا وتدريب أئمة من دول إفريقية وكذلك تدريب أئمة من روسيا الاتحادية.

 

 

أكد الشيخ أحمد ممدوح أهمية التواصل مع الخارج ومواجهة الإسلاموفوبيا نظرًا لتزايدها في الغرب الفترة الأخيرة ، فكان لدار الإفتاء السبق في علاج هذه الظاهرة من خلال إرسال قوافل من علماء الدار لتصحيح الصورة هناك، بالإضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات التي تقوم على تصحيح الأفكار، وأنشأت الدار مجموعة من الصفحات باللغات المختلفة لتلقي أسئلة المسلمين بالغرب.

 

وأضاف أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية أنه تم تأسيس مركز سلام لدراسات التطرف، وعقد أول مؤتمر دولي له في السابع من يونيو 2022، وهو مركز بحثي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، يعالج مشكلات التشدد والتطرف ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهتها، كما أنشأت دار الإفتاء مرصد المستقبل الإفتائي بهدف إنارة الطريق للباحثين داخل المركز عما يمكن أن تكون عليه قضايا الإفتاء في المستقبل، إضافة إلى إيفاد القوافل الخارجية، وإنشاء مرصد الجاليات المسلمة، و منصة هداية الإلكترونية، ووحدة للفتاوى القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة “موشن جرافيك” واستخدامها في الرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة، وإنشاء المؤشر العالمي للفتوى ومحركه البحثي.

 

 

وأشار إلى الزيارة التاريخية للبرلمان البريطاني بدعوة من رئيس المجموعة البريطانية المصرية بمجلس العموم البريطاني جوناثان لورد، سافر الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى بريطانيا، وذلك في الفترة من 15 إلى 20 مايو 2022، حيث ألقى كلمته التاريخية أمام مجلسي العموم واللوردات البريطاني، كما التقى وزير الدولة بالخارجية البريطانية، وألقى محاضرة بجامعة أكسفورد العريقة، ومحاضرة أخرى بمركز سيفيتاس للأبحاث بلندن، كما التقى عددًا من السياسيين ورجال الدولة بالمملكة المتحدة، وكذلك رموز الجالية المصرية في بريطانيا، ويعد إلقاء مفتي الجمهورية خطابًا أمام أعضاء مجلسَي اللوردات والعموم البريطاني هو الأول من نوعه.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية