عمرو بدر: خالد البلشي أعاد الحياة إلى نقابة الصحفيين.. وأستعد لخوض الانتخابات المقبلة إلا إذا
تحاور منصة “MENA” الكاتب الصحفي عمرو بدر، الذي برز اسمه ضمن “جيل الوسط” في مصر بنشاطه في مجال الصحافة والحقوق والحريات. بدأ بدر مسيرته الصحفية في التسعينيات، تدرج في العمل في عدد من المؤسسات الصحفية المصرية، وشغل في العقد ماضي رئاسة تحرير عدد من المواقع الإلكترونية منها؛ بوابة يناير، والحرية.
تميزت كتاباته بنبرة نقدية وجرأة في التناول، إذ كان دائمًا من المدافعين عن حقوق الصحفيين وحرية التعبير.
عُرف بدر أيضًا بدوره في نقابة الصحفيين، إذ تولى ملف الحريات في مجلس إدارة النقابة، وكان من أبرز المشاركين في حملات الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين المعتقلين، سواء على مستوى مصر أو العالم العربي.
في عام 2016 تعرض بدر للاعتقال على خلفية مشاركته في تظاهرات “الدفاع عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير”، مما أثار موجة من التضامن معه من قبل منظمات حقوق الإنسان والنقابات الصحفية المصرية والعربية وأيضًا حول العالم. تم الإفراج عنه بعد أشهر عدة، واستمر بعدها في نشاطه الحقوقي والصحفي حتى صار وكيلا لنقابة الصحفيين المصرية.
يعتبر عمرو بدر واحدًا من الأصوات البارزة التي تدافع عن الإصلاح الديمقراطي وحرية الصحافة في مصر، وتتناول في كتاباتها وتحليلاتها العديد من القضايا السياسية والاجتماعية، مع التركيز على ضرورة الإصلاحات في الأنظمة الإعلامية والقانونية لدعم الحريات، التقينا فكان الحوار:
• خالد البلشي أعاد الروح إلى نقابة الصحفيين
• لأول مرة منذ خمس سنوات تفتح النقابة ملفات مثل الحريات، الأجور، والتشريعات
• دور الصحفيين كان فارقًا في إيقاف قانون الإجراءات الجنائية وإعادة النظر فيه
• نتمنى أن يُغلق ملف الحريات وأن يُفرج عن كل الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا الرأي أو النشر.
• البلشي نجح في تقديم نفسه نقيبًا للجميع متجاوزًا الانطباع الأول
• أعتزم بنسبة كبيرة المشاركة في انتخابات النقابة المقبلة
• رواية “هزيمة الحلم الأول” تعبر عن عشر سنوات من حياة جيل حالم
• الحريات في آخر عشر سنوات كانت منحصرة بشكل كبير.
• أظن -وأرجو أن أكون متفائلًا- أن ملف الحريات سيشهد مساحات أكبر في الفترة المقبلة
• مصر يجب أن يكون دورها أكبر مما هو عليه الآن في ملف العدوان على غزة
وخلال الحوار، تحدث الكاتب الصحفي عمرو بدر عن العديد من القضايا المهمة المتعلقة بأوضاع الحريات الصحفية والمشهد الصحفي في مصر.
وكذا عن دور خالد البلشي في إعادة الروح لنقابة الصحفيين وفتح ملفات حيوية كالأجور والتشريعات، كما استعرض رأيه حول وضع الحريات في مصر خلال السنوات الأخيرة، وأبدى تفاؤله بتحسن الأوضاع في المستقبل.
وتطرق بدر إلى مسيرته الأدبية، مقدمًا نظرة عن روايته الجديدة “هزيمة الحلم الأول”، التي تعبر عن أحلام جيل كامل وصراعاته على مدار عقد من الزمن، على حد تعبيره.
وإلى نص الحوار:
ما تقييمك لأداء مجلس نقابة الصحفيين؟
أداء المجلس جيد جدًا، وخالد البلشي أعاد الروح إلى النقابة؛ فلأول مرة منذ سنوات طويلة، نرى دور النقابة في الحياة العامة يعود بشكل مرضٍ جدًا، بل حتى في تناول النقابة للقضايا المطروحة حاليًا على الساحة مثل العدوان على غزة واتساع الصراع في لبنان، وحتى ملف الحريات الذي يجب أن نشيد فيه بأداء محمود كامل وكيل النقابة ومسؤول الملف، لتنشيطه للجنة الحريات ومنحها روحًا مختلفة.
وعلى الجانب المهني، نرى النقابة تفتح لأول مرة خلال السنوات الخمسة الأخيرة الملفات المهمة المتعلقة بالمهنة، مثل: الأجور، علاقات العمل، والتشريعات.
وبحديثنا عن ملف التشريعات، يجب أن أشيد بدور النقابة واشتباكها مع قضية قانون الإجراءات الجنائية، إذ أدت “الصحفيين” دورا مهما أزعم أنه كان الفارق في إيقاف إصدار هذا القانون وإعادة مناقشته من جديد.
إجمالًا، أداء المجلس مرضٍ ومع الوقت بالتأكيد سيتطور أكثر.
كيف ترى أداء خالد البلشي في ملف الحريات؟
أداء خالد البلشي في النقابة يتسم بالذكاء الشديد، فبعد توليه منصب نقيب الصحفيين، لم يعد خالد عضو الجمعية العمومية، بل أصبح النقيب الذي يمثل كل صحفيي مصر بتنوعاتهم وأفكارهم وآرائهم ومؤسساتهم. وهو انتبه إلى هذا الأمر مبكرًا، ما أكسبه الكثير من الاحترام.
وفيما يتعلق بملف الحريات، فإن فتحه هذا الملف دليل على ذكائه وشجاعته. مجرد فتح هذا الملف والحديث عن الزملاء المحبوسين وعن حرية الصحافة المحاصرة، وأننا نريد مساحات أوسع، كل هذا يدل على شجاعته، خاصةً أنه يعرض هذه الملفات في البيانات الرسمية واللقاءات المتلفزة.
أما عن نسبة إنجازه في هذا الملف، فيجب أن نعترف بأن جهوده أثمرت، إلا أن الإنجازات التي نتمنى تحقيقها مرتبطة بالكامل بمرونة الدولة في تعاملها مع النقابة في هذا الملف. من الممكن أن يحدث تقدم كبير في هذه المساحة.
صحيح أن الدولة الآن تتعاون مع النقابة في هذا الملف بشكل مقبول، إلا أنها ليست على المستوى الذي يتطلع إليه الصحفيون. المطلوب هو إغلاق هذا الملف تمامًا، وأن يخرج كل الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا رأي أو نشر، وأن ينالوا حريتهم المستحقة.
هل يمكن القول إن خالد البلشي استطاع أن يكسب “ثقة الدولة”؟
النقابة هي التي استطاعت كسب ثقة الدولة. فأي نقيب على رأس هذه المؤسسة المهمة من مؤسسات المجتمع المدني في مصر يجب أن تتعامل معه الدولة. ما نجح فيه البلشي هو تقديم نفسه نقيبا يفتح جميع خطوط الحوار وغير تابع لأي جهة.
ويبدو أن تقديمه لنفسه بهذه الطريقة لاقى قبولًا لدى الدولة ما ساعده في مهمته.
هل يخوض عمرو بدر انتخابات نقابة الصحفيين المقبلة؟
إلى الآن أستطيع أن أقول بنسبة 80% نعم، والـ 20% المتبقية متوقفة على مشاورات مع عدد من الزملاء، وأعضاء الجمعية العمومية، ورموز وأساتذة المهنة.
انتخابات تحت السن مغرية لأعداد أكبر، وهذا ما يصعبها. أما انتخابات فوق السن، فيقل الإقبال عليها، إذ تحتاج إلى شخص مشهور ومعروف وصاحب خبرة وتجارب.
ما الذي يميز الانتخابات المقبلة عن سابقتها؟
خالد البلشي لديه فرص قوية جدًا، ومعركته ستكون أسهل من الماضية؛ لأنه استطاع كسب قطاعات أوسع.
وفي المقابل، أرى أن الجمعية العمومية اقتنعت بأن الأسماء التي كانت تُنظر إليها على أنها مشاغبة وصانعة للأزمات، لديها رؤية ووجهات نظر وقادرة على التعامل مع القضايا المهنية بشكل محترم.
هل ستخوض الانتخابات بشكل فردي أم ضمن تيار؟
أولًا، التيار تصنيف نقابي اصطلح عليه الزملاء في إطار المعارك الانتخابية، لكن كل صحفي يخوض الانتخابات بنفسه ويعرض نفسه على الجمعية العمومية مفردًا. الجمعية العمومية، باختلاف آرائها ووجهات النظر، هي التي تحكم.
أنا عندما أطرح نفسي في الانتخابات، فأنا أطرح نفسي لكل الجمعية العمومية. أما عن خلفيتي النقابية والفكرية، فكل الناس تعرفها.
عمرو بدر يستعد لطرح رواية “هزيمة الحلم الأول”.. ماذا قدم فيها؟
الرواية تعبر عن عشر سنوات من حياة جيل حالم، بأسئلته.. ما الذي قدمه؟، وإلى ما انتهى؟.
لماذا اخترت فن الرواية للتعبير عن أفكارك؟
الكاتب لديه دائمًا رسالة يريد أن يقولها، وأنا أتعامل مع قصة عشر سنوات من عمر جيل حالم. وجدت أن الرواية هي القالب الأكثر تعبيرًا عن الفكرة واتساعها، بالإضافة إلى أدواتها المتنوعة التي تسمح للفكرة بالظهور واضحة.
كيف تتوقع أن يستقبل القراء الرواية؟
ليست لدي أدنى فكرة، لكن أتمنى أن يجد القارئ نفسه داخل الرواية.
هل لديك مشاريع أدبية جديدة قريبًا؟
نعم، لكن ليس قريبًا. الخطوط العامة موجودة ومختمرة في ذهني، لكني لا أظن أنني يمكنني أن أبدأ فيها قبل يناير 2026.
كيف ترى تعامل الدولة مع ملف الحريات؟ وهل تتوقع انفراجة قريبة؟
حتى لا نجمل الوضع، علينا أن نعترف بأن الحريات في آخر عشر سنوات تراجعت بشدة. سواء كانت حريات الصحافة أو الحريات العامة، فهي مقيدة كما لم يسبق في تاريخنا الحديث.
لكن منذ بداية ما يُسمى بالحوار الوطني، أصبحت لدينا بادرة لوجود مساحات.
هل المساحات الموجودة الآن كافية؟ الإجابة بالتأكيد لا. نحن بحاجة إلى مساحات أوسع بكثير، وإلى وجود قناعة لدى كل الجهات بالحريات العامة وحرية الصحافة في مصر؛ لأن الحريات ليست منحة، بل هي حق أقره الدستور والقانون لكل مواطن قبل أن تكون حقًا للصحفي أو الإعلامي.
أظن، وأرجو أن أكون متفائلًا، أن الأمور ستشهد حركة أكبر في ملف الحريات.
كيف ترى دور الدولة المصرية في قضية غزة؟
مصر يجب أن يكون لها دور أكبر مما هو عليه الآن، ليس فقط استنادًا إلى المعايير الإنسانية والقومية، بل لأن فلسطين قضية أمن قومي. يجب أن تقتنع السلطة بأن ما يحدث هناك يمس أمننا القومي بشكل مباشر.
كيف ترى دور نقابة الصحفيين في دعم غزة؟
حتى الآن، تبلي النقابة بلاءً حسنًا، مع الأخذ في الاعتبار أنها مؤسسة مجتمع مدني، وليس لديها الإمكانيات أو الأدوات التي تمتلكها الدولة.
اقرأ أيضًا:
في أول ظهور لها بعد القبض على زوجها| رشا قنديل: لست ثورية أو سياسية
الخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني يتحدث عن الأزمة الاقتصادية
هشام قاسم: لا أعامل الحوار الوطني بجدية.. وكاميلا هاريس الأقرب للفوز بالانتخابات الأمريكية