مع إقتراب حلول عيد الأضحى المبارك يستعد المصريون بطرقٍ شتى لإستقبال هذه المناسبة الدينية أهمها شراء الأضاحي، وقد شهد هذا العام حالة ركود في عملتي البيع والشراء نتيجة الإرتفاع الجنوني في الأسعار وتزامناً مع سوء الوضع الإقتصادي بمصر ومعدلات التضخم التي باتت تثقل كاهل المواطنين بشكل غير مسبوق.
وفي هذا الصدد علق إسماعيل عطية تاجر أغنام قائلاً ” إن سعر الضاني قد إرتفع بنسبة 20٪ مقارنة بالعام الماضي، فقد كان سعر الكيلو 160 جنيه، أما اليوم فقد بات سعره يتراوح بين 200 إلى 205 جنيه للكيلو، وهذا التباين يعود إلى تنوع السلالات، ونوع الطعام المقدم للأضحية.
وأضاف قائلاً: “إن إرتفاع السعر هذا العام يرجع لإرتفاع أسعار الأعلاف، فمنذ عام مضى كان سعر الطن 14500 جنيه و اليوم 15500 جنيه، وهذا السعر بعد إستقرار سعر الدولار خلال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى سعر التنقلات، فبعدما كان سعر النقل 1500 جنيه وصل اليوم إلى 3500 جنيه ويعود ذلك لغلاء البنزين فكل شئ يترتب على الآخر.
وأكد من جانبه على صعوبة إنخفاض الأسعار قريباً لأنها ليست نابعة من جشع التجار فحسب لكنها نتاج حاله الغلاء المتكررة التي شهدها المصريون خلال السنوات الماضية، فالإقبال على الأضاحي قد تراجع بنسبة ٥٠٪ مقارنةً بالأعوام الماضية، والتجار اليوم لا يستطيعون بيع الأضاحي التي لديهم كالسابق فقد كانوا ينتهون من بيعها كلها قبل العيد بأيام، لكن إرتفاع الأسعار جعل نسبة البيع عند كل تاجر لا تتخطى ال٥٪ من جملة الماشية.
وتابع قائلا: “إن سعر الخروف في المدبح 300 جنيه للكيلو ويصل للمواطنين بسعر 450 جنيه بعد إضافة التنقلات وإيجار المحلات والعمالة والكهرباء والمياه فكل هذه العوامل تؤثر علي حركة البيع والشراء، وبعدما كان المواطن يشتري في الماضي 5 كليو لحم للعيد سيشتري اليوم نصف كيلو أو كيلو على الأكثر.
ونحن التجار نتمنى أن تقل الأسعار حتي نتمكن من العمل بصورة طبيعية، فمعظم المواطنون يعيشون ظروف مادية صعبة، فكيف لشخص يتقاضي راتباً يتراوح بين أربعة آلاف إلى ألفين جنيه أن يتمكن من شراء اللحم الذي سعره 400 جنيه.
وفي السياق ذاته قال الحاج عبد العليم غرابة تاجر ماشية: ” إن أغلب الإعلاميين يتحدثون عن إنخفاض سعر الأعلاف، وأن سعر الطن قد إنخفض حوالي ثلاثة آلاف جنيه ومع ذلك من المستحيل أن يؤدي هذا التخفيض إلى تقليل اللحم من ٤٠٠ الي ٢٠٠جنيه مثلاً، فالماشية تكلف المزارع عمالة وإيجار وغذاء وأدوية وكهرباء وكل هذا يضاف لسعر الأضحية وبالتالي يزيد من أعباء المواطنين.
وطالب عبد العليم الحكومة أن تدعم مزارع تربية المواشي حتي يقل إستيراد اللحوم من الخارج بالدولار وحتي نتمكن من تغطية إحتياج السوق المحلي ونصدر أيضاً فيما بعد،خاصة أن هذا الدعم سوف يوفر فرص عمل للشباب وعملة صعبة للدولة وسيمكن المواطن البسيط من شراء كل احتياجاته من اللحم، لأن سعر اللحم لن يزيد عن ٢٥٠جنيه.
ومن جهته علق أحد التجار ويدعي “جمال أبو عيطة “: أنه يجلس في السوق منذ أسبوعين ولم يأتي إليه أي شخص ليسأله حتي عن الأسعار، وإن السوق لا يوجد به أي حركة عدا حركة التجار وعمالهم، والبهيمة الواحدة تكلف التاجر مائة جنيه في اليوم مقسمة علي الأكل والمياه والخدمة، ورغم حالة الركود التي حدثت السنه الماضية إلا أنه كان هناك نسبة سحب وتحرك بسيطة، لكن هذا العام فإن نسبة الشراء منعدمة، وكانت الأسعار السنة الماضية تتراوح بين 70/75 جنيه في الكليو “حي” لكن أصبحت اليوم 170 جنية للكيلو، أي أن السعر زاد الضعف ومن المستحيل تراجع الأسعار قبل إنتهاء الموسم، خاصة أن أقل عربة تنقل البهائم تكلف 15 الف جنيه، وأيضاً المشكلة أن هذه الأسعار ليست ثابتة لكنها متغيره كل يوم.
وعلق نصر إبراهيم أحد المواطنين على تضاعف أسعار الأضاحي قائلاً: “إنني على مدي 20 عاماً كنت أذبح أكثر من أضحية خلال 4 أيام العيد وكانت تكلفة الأضاحي كلها 80 ألف جنيهاً، لكن هذه السنة وصل سعر الأضحية إلى 175 جنيه للكيلو أي أن سعر الأضحية الواحدة هذا العام تعادل سعر 4 أضاحي فيما مضى.
وتابع : إنني أنوي السفر حتي أتهرب من الناس التي إعتادت أخذ اللحوم مني سنويًا، وأدعوا الله أن يرزقني هذا العام حتي أستطيع ذبح الأضاحي السنه القادمة، وأتمني أن تنخفض الأسعار وتعود كسابق عهدها.
ومن جهته قال” هيثم عبد الباسط” رئيس شعبة القصابين بالقاهرة: “إنه عند مقارنتنا للأسعار حالياً والأسعار سابقاً سنجدها زادت بمعدلات كبيرة، وهذا يرجع لتعويل الحكومة على اللحوم المستوردة بنسبة تزيد عن 50٪، فنحن نستورد أعداد لا يستهان بها من الماشية من دول عدة مثل” السودان والبرازيل وكولومبيا “ويتم ضخها بالأسواق بأسعار تقل عن سعر اللحوم المحلية وذلك نظراً لعدم قدرة مصر على تحقيق الإكتفاء الذاتي في اللحوم.
وأكد عبد الباسط على أن هناك أكثر من عامل مؤثر في سعر اللحوم منها تعويم الجنيه فقد شهدت مصر هذا الحدث أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية، وطبعاً زيادة أسعار المحروقات والأعلاف يؤثر تأثيراً مباشراً على سعر اللحم، كما أن ضعف دخل الأسر المصرية يلعب دوراً هاماً في ضعف الإقبال على شراء اللحم هذا العام.
ويشار إلى أنه في يناير الماضي، كانت وزارة الزراعة المصرية قد أعلنت الموافقة على استيراد 154500 رأس منهم 34500 رأس عجول للذبيح الفورى من بعض الدول الإفريقية الشقيقة، بالإضافة إلى 120 ألف رأس عجول للتربية والتسمين وذلك من مناشئ متعددة، وذلك من أجل شهر رمضان والعيدين (الفطر والأضحى).
وكشف وزير التموين والتجارة الداخلية في مصر، علي المصيلحي، مطلع الأسبوع الجاري، عن طرح 20 ألف رأس ماشية طازجة (مستوردة بمعرفة الشركة المصرية السودانية)، بمنافذ التوزيع (1500 منفذ متنوع ما بين المجمعات الاستهلاكية والشوادر والسيارات المتنقلة)، ويشار إلى أن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين للحصر، الذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 9 مايو 2024، سجل معدلاً شهرياً بلغ 1.1 بالمئة في أبريل 2024 مقابل معدلاً بلغ 1.7 بالمئة في ذات الشهر من العام السابق ومعدلاً شهرياً بلغ 1.0 بالمئة في مارس 2024. كما سجل المعدل السنوي للتضخم العام 32.5 بالمئة في أبريل 2024 مقابل 33.3 بالمئة في مارس 2024. وأرجع الجهاز هذا التراجع إلى تراجع مجموعة من السلع، من بينها أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 1.8 بالمئة.