أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، حل مجلس الحرب الإسرائيلي قبل أيام معدودة، بعد أن جرى تشكيل ذلك المجلس، على أعقاب قيام حركة طوفان الأقصى، وعملياتها العسكرية بداية من السابع من أكتوبر، في العام الماضي.
القرار الذي أعلنته وسائل الإعلام الإسرائيلية، ونقلته الصحف والمواقع العالمية، بعد أن كان به خمسة أعضاء غير جانتس وجادي أيزنكوت، اللذين استقالا منه مسبقًا، أصبح عقبة كبيرة أمام إسرائيل، في نظر المعارضين والمحللين لوضع الحرب بغزة.
ليأتي على غرار، مجلس الحرب الإسرائيلية، التي جرى حلها من قبل نتنياهو، رئيس الوزراء، مجلس للمشورة عن أوضاع الحرب في غزة، يضم وزير ومجلس من حكومة نتنياهو فقط، وزارة الدفاع والشؤون الاستراتيجية، ورئيس مجلس الأمن القومي.
ما قالته المعارضة
فجَر زعيم المعارضة الإسرائيلية، تصريحات قصيرة لكنها غاية في القوة والحزم، ينتقد خلالها ما قام به بنيامين نتنياهو، رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي.
حيث وجه زعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لابيد، هجومًا لاذعًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد حله لمجلس الحرب في تدوينة قال فيها، إن حكومة بنيامين نتنياهو هي ما كان يتعين حلها، وليس مجلس الحرب فحسب.
في إشارة من زعيم المعارضة، إلى فشل وتردي النظام الإسرائيلي ومجلس الوزراء، في إدارة ملف الحرب في غزة، والشأن الإسرائيلي في العموم، لذا يستدعي حل مجلس الوزراء أجمع، عوضًا عن مجلس الحرب وحده.
رأي أمريكا في حل المجلس
الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها چو بايدن، الرئيس الأمريكي، الذي يعتبر نفسه صديق وحليف نتنياهو، في مواصلة لصورة إسرائيل وصانعتها امريكا، أجرت تعليقًا على حل مجلس الحرب الإسرائيلية.
وقدم التعليق، جون كيربي منسق الاتصالات، في مجلس الأمن بالبيت الأبيض، قال خلاله إن تعامل الولايات المتحدة الأميركية سيكون فقط مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
فيما أضاف منسق الاتصالات الاستراتيجية: واشنطن لا تريد تصعيد أو جبهة ثانية للحرب في إسرائيل، وذلك نتيجة لتوتر الحدود الإسرائيلية، وخصوصًا ناحية لبنان، التي فيها حزب الله المشارك في عملية طوفان الأقصى.
مما يعبر، من تلك التصريحات عن أن الولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر أمر حل مجلس الحرب الاسرائيلي، هو أمر داخلي، يخص رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي هو في الوقت ذاته، المتواصل الوحيد مع أمريكا ووسيلة التواصل معها.
رد فعل الشعب الإسرائيلي
تفاجأ نتنياهو وحكومته، عشية حل مجلس الحرب الإسرائيلي، عشية حل مجلس الحرب الإسرائيلي بمظاهرات ومسيرات شعبية حاشدة، على عواقب قرار نتنياهو بحل مجلس الحرب.
ورصدت التغطيات الصحفية، للمظاهرات حينها، وجود آلاف الإسرائيليين، قرب مقر رئيس الوزراء نتنياهو، اعتراضًا على السياسات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، والفشل في الوصول لشيء يذكر بشأن الحرب على غزة.
وسط مطالبات حادة من المتظاهرين، بإقامة انتخابات عاجلة، وحل ضروري وعاجل بشأن احتجاز الرهائن والأسرى تحت قبضة، حركة حماس الفلسطينية المقاومة للاحتلال الصهيوني، في مقرات داخل قطاع غزة.
تصورات وآراء
تباينت واختلفت الآراء، ووجهات النظر، ما بين الشعور بقرب انتهاء الحرب، والوصول الى اتفاق في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، أو التخطيط بشكلٍ أقوى لتعزيز الحرب في القطاع.
بيني غانتس وزير الدفاع، وغادي أيزينكوت، قد استقالا من مجلس الحرب التي شكلها نتنياهو بعد عملية طوفان الأقصى، ليطالب بعدها، سموتريش وبن غفير بالدخول في مجلس الحرب بدلاً منهم.
وهو الأمر، الذي هناك تصورات بأن نتنياهو، كان له القرار في حل مجلس الحرب الاسرائيلي، حتى لا يتمكن الوزيرين المتطرفيين في حكومة نتنياهو من المشاركة في ملف الحرب على غزة.
وبين التصورات المختلفة، والمثيرة للجدل قال عاطف سالم، سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل، إن ما أشيع حول حل مجلس الحرب الإسرائيلي غير صحيح وهو مجرد تعتيم اعلامي فقط.
ويضيف سالم خلال تصريحات إعلامية: المطبخ العسكري أو الأمني فكرته قديمة في الفكر الاسرائيلي، بينما مجلس الحرب يتم مناقشة الأمور في نطاق ضيق للقضايا الحساسة والهامة.
ويتوقع السفير المصري الأسبق لدى إسرائيل، إن بن غفير وسموتريتش، من الممكن أن يدخلوا في مجلس الحرب وفقًا لطلبهم، ولكن ليسوا كأعضاء، بينما مراقبين خفيين.
مستوى سياسي وآخر عسكري
يقول محمد سعد عبدالحفيظ، وكيل نقابة الصحفيين المصرية، ومدير تحرير صحيفة الشروق، إن نتنياهو حين شكَل مجلس الحرب، كان هدفه رسالة للداخل الإسرائيلي والخارج، بأن إسرائيل موحدة في ملف الحرب على فصائل المقاومة في غزة وخارج غزة الذين يقومون بعملية إسناد للمقاومة داخل غزة، وبالتالي الخصوم السياسيين بالخلفيات العسكرية، الذي وضعهم في مجلس الحرب، يحقر بهم مع الحكومة الموسعة التي بها ممثلين لليمين الديني المتطرف المتمثل في بن غفير وسموتريتش، وهم ليس لديهم خلفية بأمور الحرب.
ويضيف عبدالحفيظ خلال تصريحات خاصة لوكالة “Mena“: حين بدأت الخلافات برؤية ايزنكوت وغانتس، إن نتنياهو نفسه هو الذي يشكل خطرًا على إسرائيل وأمنها واستقرارها، وأنه يمضي في حربه لأسباب تخصه، خوفًا من محاسبته على التقصير في الأمور العسكرية وإذا جرى حل الحكومة سيكون هناك جزء جنائي، إذا رفعت الحصانة عنه، وبالتالي بدأت قنوات تواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما اعتبره نتنياهو طعنة قوية في ظهره، من أجل ذلك قرر نتنياهو أعلن حل مجلس الحرب الاسرائيلي، لانتهاء وتآكل الأهداف المخطط لها.
ويتابع: وبذلك يقوم بتشكيل لجنة عسكرية مصغرة، مع وزير الدفاع والداخلية، على أن تكون هيئة استشارية لطرح الخطط والاستراتيجيات، وتناقش الأمور معه، لكن فكرة أهداف نتنياهو التي أهمها القضاء على حماس تآكلت تمامًا، خصوصًا بعد تصريح الجيش بإنهم لن يتمكنوا من القضاء على حركة حماس، لأن حماس فكرة والفكرة لا تموت.
ويشير وكيل نقابة الصحفيين لمنصة “MENA“: يظهر الأمر صراع خفي ومكتوم بين المستوى السياسي والعسكري، داخل إسرائيل طفى وصار صراعًا معلنًا، وأما عن ما سينتهي إليه ذلك الصراع، فقد تكشفه الأيام المقبلة، عن إحراج المستوى العسكري للسياسي، بوصول الأمور لحل الحكومة وإجراء انتخابات جديدة، أو تحقيق الهدف السياسي على الهدف العسكري وهو بقاء تلك الحكومة، وهو سيناريو من الصعب أن يتم الحسم فيه.