تحليلات

نخنوخ والعرجاني، هل يعدوا من أدوات تنفيذ سياسات الدولة المصرية؟

مشهد مَهيب تابعته مصر منذ سنوات، كانت 3 ليالي زفاف لشاب مصري في بداية عقده الثالث، حضر زفافه “وزراء ونواب وساسة وصناع قرار وفنانون ورجال أعمال”، فئات مجتمعية قلَ ما تجتمع في مكان واحد، إلا بدعوة من رئيس، أو مناسبة وطنية، ولكن في هذه المرة كان فرح نجل “إبراهيم العرجاني”.

 

اسمه كابتن طيار “عصام العرجاني”، ولكن لا يهم الاسم ولا الوظيفة، ما دامت هذه المناسبة تخص “إبراهيم العرجاني” نفسه، فالحضور واجب، والتخلف عن مناسبة كهذا حرام في الأعراف الوطنية، ولم لا وقد أمر الرئيس السيسي بتعيينه عضوا بالجهاز الوطني لتنمية سيناء، ورد “العرجاني” التحية بإنشاء مدينة السيسي.

 

مناسبة لم يسبق لها مثيل، شهدت حضور القطب الأخر “صبري نخنوخ”، أو كما يدعى “اللواء”، أو “وزير الداخلية الموازي” كما كان يطلق عليه في عهد حبيب العادلي، وزير داخلية مبارك.

 

الرابط بينهما أنهما رجال المرحلة، كما سبق وأن خالفا القانون، في جرائم جنائية، كانت تهمة أحدهما خطف ضباط وجنود، والأخر حيازة أسلحة نارية، ولكن في الحقبة الجديدة، قيل لهما “عفا الله عما سلف”، ويجب أن ننسى أو نتناسى ما حدث في الماضي.

 

 

في عام 2006، ظهر اسم “نخنوخ” لأول مرة في السينما المصرية، حينما جسد الفنان “أشرف عبدالباقي” شخصية بلطجي خرج لتوه من السجن، في فيلم “لخمة رأس”، وكان يسمى “نخنوخ”، وفور وصوله إلى حارته هارباً من سجنه، قال عبارته الشهيرة “اللي عايز يبلغ، يبلغ، نمرة البوليس 123″، وبعد شهرة صبري نخنوخ، ربط رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين اسم هذه الشخصية، وشخصية صبري نخنوخ الحقيقية.

 

وأثار هذا الأمر غضب نخنوخ الأصلي، ليذهب صناع العمل لنخنوخ معتذرين له عما بدر منهم والزج باسمه في شخصية بلطجي، وهو ما قبله نخنوخ حينها بترحاب وعفو، تحدث عنه “أشرف عبدالباقي”، و”أحمد رزق”، و”سعد الصغير” في برنامج حبر سري، ومناسبات أخرى.

 

“صبري حلمي حنا نخنوخ”، أو كما كان يطلق عليه سجانه منذ 10 سنوات، “الحاج صبري نخنوخ”، فقد كان يغدق عليهم بالأموال والعطايا هو وزملاؤه بسجن برج العرب، أحد أكبر السجون في الشرق الأوسط.

 

 

سجين سابق تحدث إلينا في لقاء خاص، وسرد لنا ما كان يحدث مع “صبري نخنوخ”، إبان فترة سجنه، قبل أن يعفو عنه الرئيس المصري بموجب سلطاته الدستورية.

 

السجين السابق، والذي رفض ذكر اسمه قال لنا، “إن سيارات نقل كانت تحمل كراتين الطعام الجاف لجميع السجناء الذين تخلى عنهم أقاربهم، إضافة إلى أفراد الشرطة داخل سجن برج العرب.

 

حيث أوضح السجين السابق في معرض حديثه مع السجان الذي نعت “صبري نخنوخ” بـ”الحاج”، أو هكذا اشتهر بين السجناء والسجانين، رغم أنه لم يحج من قبل، ولم ينوي الحج، فهو مسيحي الديانة، إلا أن السجان أصر على وصفه، بسبب عطاياه الكثيرة.

 

لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، داخل السجن، “هكذا يقول السجين السابق”، وإنما وصل الأمر إلى تكرار الزيارة من فنانات مصريات شهيرات، أمثال “يسرا” و”إلهام شاهين” و”ليلى علوي”، كما أجرت معه قناة “النهار”، حواراً تلفزيونيًا داخل محبسه، تحدث فيه عن نفسه، وعن الظلم الذي تعرض له، وهي فرصة لم تعطى لسجين غيره.

 

 

لم يكن لأحد أن يفرج عن صبري نخنوخ غير رئيس الجمهورية، بموجب الدستور المصري.

 

حيث وصلت قضية صبري نخنوخ إلى محكمة النقض، وهي أعلى سلطة قضائية في مصر، وأحكامها واجبة النفاذ، كما أنها أخر درجات التقاضي، لذلك لم يكن لأحد أن يخرجه من السجن غير الرئيس المصري “السيسي”، وذلك بعد الحكم عليه بـ 28 عاماً، بتهمة حيازة أسلحة نارية.

 

 

بدأت علاقة نخنوخ بالأسلحة النارية، في ريعان شبابه، عندما كان والده تاجراً للخردة في حي السبتية بالقاهرة، وعرفت عن هذه الأحياء الشعبية كثرة المشاجرات، وخاصة عندما يتعلق الأمر بخصومات بين تجار لنفس نوع التجارة، هنا بدأ نخنوخ في شراء أول سلاح ناري.

 

ولكن بعد ثلاثة عقود من هذه الواقعة، تحول نخنوخ إلى مالك أكبر شركة أمن في مصر، وشركة فالكون ليست كأي شركة تأمين أخرى، فهي تختلف في أهدافها وتركيباتها عن شركات الأمن الأخرى، فلن ترى فيها فرد أمن يرتدي “قميصاً زهرياً وبنطالاً كحلياً، يلقي عليك التحية عند دخولك شركتك أو خروجك بسيارتك من بيتك.

 

لكن الشركة التي بدأت عام 2006، نشرت فيلماً تسجيلياً عام 2014، عن تدشين قطاع يسمى بقطاع “التدخل السريع”، وأعلنت أنها ستتصدى لكافة أشكال الانفلات الأمني وأعمال الشعب.

وتولت الشركة تأمين 12 جامعة منها 9 جامعات حكومية أبرزها القاهرة وعين شمس، وواجهت بعض المظاهرات في ذلك الوقت.

 

لكن أعمال الشركة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث تولت الشركة أعمال تفتيش ورقابة مطار شرم الشيخ ومطار القاهرة الدولي مبنى 2، عقب حادث الطائرة الروسية عام 2015.

كل هذا ولم يرتبط اسم صبري نخنوخ بشركة فالكون، حتى جاء عام 2023، ليتم الإعلان عن شراء صبري نخنوخ للشركة.

 

رواد مواقع التواصل الاجتماعي، توقعوا أن يكون نخنوخ هو المالك الأصلي لشركة فالكون منذ تأسيسها، وأن من يديرها بشكل رسميّ هو نخنوخ ذاته، دون أن يكون ظاهراً بشكلٍ واضح، حيث ربطوا ما بين علاقات الفنانين وحديثهم عن صبري نخنوخ في عدة برامج تلفزيونية.

 

إذ كان نخنوخ يقوم على تأمين عدد من الفنانين خلال حفلاتهم، أو حتى في حياتهم العادية، ولكن لا يوجد أي دليل يؤكد علاقة صبري نخنوخ بشركة فالكون قبل شرائها عام 2023.

 

 

بعد إعلان فوز الرئيس السيسي بولاية ثانية بشهر واحد عام 2018، خرج “نخنوخ” من سجنه بقرار رئاسي، ليعود من جديد كما كان في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

 

ففي أعقاب فوز الرئيس السيسي بولاية ثالثة، أعلن نخنوخ أن شركة فالكون نجحت في تأمين احتفالات الشعب المصري بترشيح الرئيس لفترة رئاسية جديدة، مضيفاً في منشوره على “فيس بوك”، انتظرونا، ما يعني أن هناك المزيد من التكاليف الأمنية.

 

 

مراقبون للأوضاع السياسية في مصر أوضحوا أن نخنوخ تم الاستعانة به، وسيتم الاستعانة به مجدداً للسيطرة على أي أعمال شغب قد تحدث، وخاصة في مناطق القاهرة الكبرى والوجه البحري، بالإضافة إلى تأمينها لأهم الأحداث والفعاليات الفنية، من خلال شركة فالكون التي تمتلك 7 فروع أخرى إلى جانب الفرع الرئيسي.

 

وإلى جانب عملها في حماية الأمن الداخلي لمصر، يبلغ حجم عملاء الشركة 1500عميل من السفارات والبنوك والجامعات والشركات والأندية.

 

ومعظم هؤلاء العملاء في أماكن حيوية بالقاهرة الكبرى والمحافظات، وهي أماكن قريبة بشكلٍ كبير من بؤرة الأحداث، مما يعني سيطرة أفراد الأمن بشركة فالكون على مجريات الأمور الأمنية، وخلف هؤلاء جميعاً يأتي أتباع نخنوخ قبل شراء الشركة، ممن كان يستعين بهم في عهد حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق.

 

 

 

 “الحاج إبراهيم العرجاني يا فخر السيناوية”، أغنية انتشرت كالنار في الهشيم، تأتي الأغنية مصحوبة بموكب كبير، يضاهي مواكب الملوك والرؤساء، يحتوي على سيارات من نوع واحد، عرف عنها ارتفاع ثمنها، إذ يصل ثمن السيارة الواحدة منها إلى عدة ملايين من الجنيهات، تعلوها طائرة بدون طيار لا نعلم إن كانت للتصوير أم للتأمين والاستطلاع.

 

وأثناء الأغنية، ستجد رجلاً خمسينياً ينزل من السيارة الفارهة ليجد حوله أتباعه ومريدوه، ينعتوه أحياناً بالشيخ إبراهيم، بينما يتصدر لقب المهندس عناوين المواقع والصحف حال عقده صفقات تجارية، كان أخرها مع شركة الديار القطرية.

 

مشهد عزاء نجل شقيقه شهد حضوراً قوياً من النخبة في مصر، تجلت في إعلاميين محسوبين على النظام المصري، مثل مصطفى بكري ونشأت الديهي، إضافة إلى أبرز أعضاء مجلس النواب المصري التابعين سابقاً للحزب الوطني، مثل نائب الشرقية العتيق فؤاد أباظة.

 

وبدأت حملة لإبراز اسم العرجاني كرجل وطني، عندما ظهرت شخصية رجل يسمى “أحمد” في مسلسل الاختيار، كان بطلها الممثل الأردني منذر رياحنة، ورغم أن الشخصية لم تظهر بإسم إبراهيم العرجاني، إلا أن صوراً جمعت الفنان رياحنة والعرجاني، وعنونت بجملة “البطل الحقيقي للقصة”.

 

من أبرز مشاهد المسلسل كان لقاءً جمع بين “خيرت الشاطر”، نائب مرشد الإخوان حينها، و”أحمد”، الذي رفض كل العروض المقدمة إليه، معتبراً إياها خيانة لأهل سيناء، في مشهد غيبت زنزانة انفرادية بسجن العقرب 1، الطرف الأخر للدفاع عن نفسه، أو ذكر إن كان هذا المشهد قد حدث أم لا؟.

 

بيد أن الحقيقة الجلية هو أن هناك شبه اتفاق على نسيان الماضي المتعلق بعلاقة الدولة بإبراهيم العرجاني قبل ثورة يناير، ظهرت في مداخلة النائب البرلماني والمتحدث باسم القبائل العربية “مصطفى بكري” مع الإعلامي عمرو أديب، عن أن ذكر مثل هذه الأحداث القديمة هدفه التشويه والنيل من العرجاني، مشدداً على أنه يجب نسيان الماضي.

 

 

بدأ العرجاني حياته سائقاً لسيارة أجرة، استخدمها في عمليات التهريب إلى قطاع غزة وإسرائيل، لتكون هي مهنته الأولى.

 

فهي حياة رجل عادي ينحدر من قبيلة الترابين، أكبر قبيلة في سيناء، وأمه فلسطينية، تربى معها في بداية حياته بخان يونس حتى اندلاع الانتفاضة الأولى، ليعود بعدها إلى الشيخ زويد.

 

واضطر العرجاني إلى الدخول في حلقة من حلقات الصراع بين الشرطة وبدو سيناء، وذلك بعد تفجيرات طابا، في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

 

وظلت الأمور هادئة نوعاً ما، حتى قتل 3 أشخاص من قبيلة الترابين عام 2008 وتم وضعهم إلى جوار مكب للنفايات وأهالوا عليهم التراب، كان من بينهم أحمد العرجاني، شقيق إبراهيم، وهو ما استفز أهالي سيناء وخاصة قبيلة الترابين.

 

حينها قامت مجموعات من القبيلة، بخطف جنود وضباط شرطة، في عمليات متفرقة، حيث وصل عدد هؤلاء الجنود والضباط إلى ما يقرب المائة، لكن أحداً لم يصب بأذى، كما استولت هذه القبائل على عشرات القطع من الأسلحة الأتوماتيكية الخاصة بالشرطة.

 

هنا تدخل مسؤول كبير بوزارة الداخلية، وطلب حضور شخصين للتفاوض معهما ووعد بتسوية الموقف، إلا أن هذا لم يحدث، فقد ألقي القبض على إبراهيم العرجاني وسالم لافي، فور وصولهما إلى مقر التفاوض وتم إيداعهما السجن بتهم سياسية وجنائية.

 

وبعد ما يقرب من عامين، تم الإفراج عن إبراهيم العرجاني، وكان السبب الذي أعلنته وزارة الداخلية حينها كان لـ”ظروف صحية”، ليغيب اسم العرجاني عن الساحة فترة من الزمن حتى عام 2013، بينما تمكن “لافي” قبلها بشهور من الهرب.

 

 

 

الزخم الإعلامي حول العرجاني لم يبدأ منذ توليه رئاسة اتحاد القبائل العربية، بصفته شيخ مشايخ قبيلة الترابين، أكبر قبائل سيناء، ولكن قبلها برز اسم العرجاني كأحد الموقعين على عريضة شملت 30 قبيلة قررت الوقوف إلى جانب الدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب عام 2015.

 

 

مشاركة عسكرية على الأرض كان أبطالها إبراهيم العرجاني وسالم لافي، الذي جسد دوره في مسلسل الاختيار الفنان “دياب” وقتل في سيناء منذ سنوات، وظهرت صور لافي إلى جانب صورة أحمد المنسي الذي تم قتله في سيناء منذ سنوات.

 

وحاول تنظيم “داعش” اغتيال العرجاني في إبريل عام 2015 بصفته الرأس المدبر في قبائل سيناء المتعاونة مع قوات الأمن المصرية “على حد وصف التنظيم”، إلا أنه تم تدمير منزله بالكامل، دون أن يصاب أحد أفراد عائلته بأذى، مما يوضح معرفة التنظيم بأهمية العرجاني.

 

وفيما يتعلق بالحديث عن قتل نجله “وسيم” في هذه العملية، فإن هذا الخبر عارٍ تماماً من الصحة، فقد توفي نجله عقب حادث سير في 21 أغسطس 2020، أي عقب حادث تفجير المنزل بخمس سنوات تقريباً.

 

سالم أبولافي وموسى الدلح، كان لهما السبق والشهرة في منطقة سيناء بشكلٍ عام، حيث ظهر اسم لافي بشكلٍ واسع بعد هروبه من سيارة  الترحيلات، واتهامه بقتل النقيب أحمد أسامة معاون مباحث بئر العبد والشرطي سيد غريب إسماعيل.

 

لكن لافي كان له الدور الأبرز في معاونة الجيش المصري في عملياته ضد تنظيم داعش بسيناء، ولكن بعد مقتله عام 2017، خلفه موسى الدلح، الشاب السيناوي وهو أول من أعلن عن إقامة اتحاد قبائل سيناء لمحاربة “داعش”، ولكن سرعان ما تم الإعلان عن تقاعده، في ذات العام “بدون إبداء أسباب”، ليتولى إبراهيم العرجاني زمام الأمور من بعده، لكن على ما يبدو أنه تم اختيار “العرجاني” ليتولى هذه المَهمة، حيث نشر نشطاء حينها صوراً جمعت الرئيس السيسي و”العرجاني” تعود لعام 2014.

 

 

بعد مقتل لافي اجتمعت القبائل كافة، وأصدرت بيانًا عن اتحاد القبائل في سيناء، أكدوا فيها على “تصميم أبناء القبائل على مواصلة ملاحقة العناصر الإرهابية بالتعاون مع الجهات الأمنية”، ليطفو اسم العرجاني من جديد على السطح ويصبح رئيسا لاتحاد قبائل سيناء.

 

وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، نشرت في عام 2018 تقريراً، يوضح دور قبائل سيناء في مساعدة الدولة على القضاء على تنظيم “داعش” في سيناء.

 

وقالت الوكالة الأمريكية، إن الجيش سلحَ المئات من قبائل سيناء للقتال معها ضد هذه التنظيمات داخل سيناء، نافية أن يكون دور القبائل مقتصراً على المعلومات الاستخباراتية وفقط، بل إن هذه القوات كانت تتقدم قوات الجيش المصري في الكثير من عمليات التمشيط ومهاجمة هذه البؤر.

 

 

بعد قضاء الجيش على “داعش” في سيناء، بدأ دور إبراهيم العرجاني يتجه نحو غزة والتجارة بينها وبين مصر، إضافة إلى ملف الإعمار في القطاع، الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي في عدة حروب متتالية، والذي تديره مصر من خلال شركات العرجاني، حتى جاءت حرب طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة “حماس” هذه المرة.

 

توقف الإعمار مؤقتاً، وبدأ عمل شركة “هلا” التابعة له في الازدهار، وهي الشركة المسؤولة عن نقل الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وقد بدا الأمر عادياً رغم استمرار الإغلاق قبل الحرب، إلا أنه لم يعد كذلك بعدها.

 

فتاة فلسطينية تحدثت إلينا في لقاء خاص، بعد دخولها إلى مصر عبر معبر رفح، هي ومن تبقى من أفراد أسرتها، بعد 6 أشهر من الحرب.

 

الفتاة التي تقيم حالياً بأحد الأحياء الراقية بمحافظة القاهرة، ورغم ثراء عائلتها التي يقيم معظم أفرادها في الخارج، إلا أنها احتاجت أموالاً طائلة لتتمكن من الخروج من قطاع غزة.

 

تقول الفتاة البالغة من العمر 26 عاماً، والتي رفضت ذكر إسمها، إن عملية خروجها من قطاع غزة لم تكن بالأمر اليسير، فرغم تدبير المبلغ، إلا أن أسرتها ظلت تنتظر حتى يتم التنسيق مع الشركة المسؤولة عن العبور إلى مصر.

 

وأضافت أنه لم يصب أياً من أفراد أسرتها بأذى، إلا أن الإقامة في خيم النزوح كانت صعبة للغاية، والتي استمرت لمدة 6 أشهر، وعانت أسرتها من شتاء قارص، علمت فيما بعد أنها كانت أهون من حرارة الشمس.

 

وأردفت الفتاة الغزاوية، أن تكلفة كل فرد من أفراد أسرتها تجاوزت الـ5 آلاف دولار، في حين كان المبلغ في بداية الحرب هو 2000 دولار فقط، مشيرة إلى أنه ورد إليها خبراً مفاده هو ارتفاع الرقم إلى أكثر من 7 آلاف دولار.

 

تصريحات الفتاة لم يكذبها العرجاني، فقد أوضح في معرض حديثه، لـ”نيويورك تايمز” سبب ارتفاع سعر مقابل العبور من غزة إلى مصر، إلى ارتفاع الطلب من الجانب الفلسطيني بعد الحرب، مشيراً إلى أن الخدمة التي كانت تقدمها شركته في السابق كانت خدمة عالية الجودة، أما الآن فهي تقدم بشكل عادي، بسبب ارتفاع الأعداد، والذي وصل إلى 100 ألف حتى الآن”، وهو ما أكدته الفتاة في معرض حديثها، عن نقلهم في سيارة “ميكروباص” أجرة، وتسليمهم وجبة طعام رخيصة الثمن، أثناء رحلتهم إلى القاهرة.

 

 

أوساط إسرائيلية عبرت عن قلقها في أكثر من مناسبة، بعد تأسيس اتحاد القبائل العربية الذي يتولاه العرجاني.

 

 إيلي كلوتستين، الباحث الإسرائيلي في معهد “مشغاف” للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، في تقرير له نشره موقع “makorrishon” الإخباري الإسرائيلي، قال إن القلق الرئيسي الذي يجب أن يكون لدى تل أبيب بشأن هذا الاتحاد القبائلي الجديد يتعلق بشؤون رفح وقطاع غزة، حيث أن البدو الذين يعملون تحت هذا الكيان يمكنهم توجيه فوهات بنادقهم نحو إسرائيل”.

 

ويرى الباحث أن السيسي لجأ إلى هذا الاتحاد للتحايل على اتفاقية كامب ديفيد، التي تشترط تواجد عدد معين من الجنود المصريين إلى جانب بعض الأسلحة، إلا أن السيسي استخدم هؤلاء البدو للدفاع عن سيناء وتأمينها، رغم العلاقات المستقرة بين مصر وإسرائيل في المرحلة الحالية.

 

محللون وساسة تحدثوا في أكثر من مناسبة، عن أن اتحاد القبائل العربية، هدفه وقف المخطط الإسرائيلي لتهجير أهالي غزة إلى سيناء، والذي طلبته إسرائيل أكثر من مرة، إلا أن مصر رفضت هذا المقترح.

 

 

واقترح الرئيس السيسي في بداية الحرب تهجير أهالي غزة إلى صحراء النقب لحين الانتهاء من الحرب في غزة وتحقيق هدف إسرائيل في تفكيك حركة حماس، والعثور على أسراها بحوزة كتائب القسام وسرايا القدس منذ السابع من أكتوبر.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية