الشارع المصري

هل تضرر العاملون عبر الإنترنت بانقطاع الكهرباء في مصر؟

انقطاع للكهرباء، وتخفيف للأحمال، رأت الحكومة أنه يوفر على الدولة 300 مليون دولار شهرياً، بينما يرى المواطنون أن “إثم القطع أكبر من نفعه”.

أزمة الانقطاع المتكرر، والتي قيل أنها أجلت إعلان التشكيل الجديد للحكومة، وشهدت رحيل وزير الكهرباء الذي بقي على رأسها عشر سنوات ونيف.

 

بيد أن الأزمة لم تحل، فحكومة تلو حكومة، ووزير أعقبه وزير، بانتظار أن تحل أزمة انقطاع الكهرباء٬ الدكتور مصطفى مدبولي كان قد أعلن أن الأزمة ستحل في الأسبوع الثالث من يوليو، إلا أنه عاد مجدداً ليقول أن الأزمة ستنتهي بعد 6 أشهر.

 

تخفيف الأحمال

 

تأثرت العديد من القطاعات في الدولة على كافة الأصعدة، وسط شكاوى متعددة من المواطنين، وكان رد الحكومة دائماً، “ما باليد حيلة”.

 

ليضطر الناس إلى التأقلم مع الأوضاع الجديدة، لكن اشتكى أهالي طلاب الثانوية العامة من انقطاع الكهرباء٬ وأكد الأهالي أن فترة انقطاع الكهرباء، هي “وقت ضائع” بالنسبة لأبنائهم، فلا مذاكرة في ظل عدم وجود ضوء،

ولا مجال للنوم في ظل ارتفاع درجات الحرارة. طلاب إحدى المدارس، سخروا من انقطاع الكهرباء على طريقتهم، ليرتدوا تي شيرتات بنهاية آخر أيام الامتحانات، مكتوب عليها “دفعة تخفيف الأحمال”.

 

لكن الطلاب وحدهم لم يكونوا الأكثر ضرراً بل إن هناك عدة فئات في الدولة تأثرت من هذا الأمر. لكن الفئة الأكبر التي تضررت كانت فئة “الأون لاين”، أو من يحتاجون إلى الكهرباء والإنترنت لأعمالهم.

 

خسائر “الأون لاين”

 

رأس المال هو أساس أي تجارة، والسيارة هي رأس مال الموظف لتوصله إلى مقر عمله، إضافة إلى بعض المهارات الأخرى.

لكن هناك فئات أخرى رأس مالها هو “جهاز كمبيوتر، وراوتر إنترنت”، وبفقدانهما يكون الموظف قد خسر “الجلد والسقط”، كما يقول المثل المصري.

وتعتبر موظفوا “الأون لاين” هم الفئة الأكثر تضرراً من انقطاع التيار الكهربائي، أملين أن تنظر الحكومة الجديدة إليهم بعين العطف.

 

أحمد جمال، شاب ثلاثيني، من محافظة القاهرة، يقول لـ”MENA” إنه تقدم إلى إحدى الوظائف المعروضة على موقع “لينكد إن”.

وأشار أحمد إلى أن يوم المقابلة، كان هو اليوم الأسوأ في حياته، بعد اجتيازه المقابلة بنجاح، سأله الشخص الذي أجرى معه المقابلة،حضرتك مصري؟

فقال: نعم، فقال: أين تقيم؟، قال في محافظة القاهرة، ليعتذر له الشخص عن العمل قائلاً، لا نوظف من يقيم في مصر.

يقول أحمد أصبت بخيبة أمل بعد فقداني هذه الوظيفة، فقد كنت سأتحصل على راتب لم آره من قبل.

وأشار أحمد إلى أنه سأل الشخص الذي رفض الوظيفة، “عن سبب الرفض”؟ فقال أنه كان لديهم موظف مصري، تم فصله بسبب تغيبه عن أكثر من اجتماع.

 

فتاة أخرى كتبت قصتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تقول الفتاة أنها تعمل بشركة في إحدى دول الخليج، بدوام جزئي.

وأشارت الفتاة التي تعمل “أون لاين”، من منزلها في محافظة الشرقية، أن الدوام الجزئي يستمر لمدة 4 ساعات يومياً.

وأردفت الفتاة، أن حظها العاثر أوقعها في فترة تخفيف الأحمال، لتضيع ساعتين من دوامها بسبب انقطاع الكهرباء.

واختتمت الفتاة حديثها، أنه بنهاية الشهر، أرسل لي المدير راتبي الشهري، مع شكر واعتذار بالاستغناء بسبب الانقطاع عن العمل نصف الوقت لأكثر من مرة.

اقرأ أيضاً:

مهرجان جمعية الفيلم والسينما المصرية ودعم القضية الفلسطينية

خطة الحكومة المصرية لتعزيز انخراط الشباب في العمل السياسي

الفرق الغنائية المصرية بين الماضي والحاضر

جهود الوساطة المصرية لوقف حرب غزة

كوارث متكررة

 

ويحاول الكثير من العاملين بوظائف تتعلق بالإنترنت، التغلب على الأزمة، للحفاظ على وظائفهم في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.

 

يقول عبدالله عادل “مهندس”، إن وظيفته تتعلق بمجال يسمى “قواعد البيانات”، ومهمته هي حل المشكلات المتعلقة بالشركة التي يعمل بها في المملكة العربية السعودية.

 

وأضاف عادل والذي يقيم بمدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة، في تصريحات لـ “MENA” إنه كان على وشك فقدان الوظيفة.

وتابع عادل، أنه منذ بداية أزمة انقطاع التيار الكهرباء، اضطر لشراء “لاب توب” بدلاً من جهاز الكمبيوتر.

وأكد عادل أنه قبيل انقطاع التيار الكهربائي بدقائق يتوجه إلى أقرب “كافيه”، لمتابعة عمله.

 

وأشار إلى أنه رغم الزحام الشديد، والأصوات العالية، إلا أنه يحاول استكمال عمله دون توقف، مختتماً حديثه بأن صاحب أي عمل “لا يرحم”.

 

فيروس كورونا والعمل عن بعد

 

فتحت فترة الإغلاق أثناء وجود الإجراءات الاحترازية في فترة كورونا أعين أصحاب الأعمال على العمل المنزلي. حيث بدأت العديد من الشركات تطبيق أنظمة للعمل من المنزل معظم أيام الأسبوع.

وأن يكون الحضور أوقات الاضطرار فقط، بسبب انخفاض التكاليف لعدم وجود عاملين. وقال “أحمد مجدي”، صاحب إحدى الشركات الصغيرة والتي تعمل بمجال “الأنيميشن”، إنه استغنى تماماً عن مقر العمل.

وأضاف مجدي في تصريحات لمنصة ” MENA” أنه المقر كان يكلفه إيجار شهري أكثر من 25 ألف جنيه، ومع إغلاق المقر توقف عن إنفاق هذا المبلغ تماماً.

وتابع مجدي أنه كان يوجد موظف “أوفيس بوي”، ونفقات تتعلق بتوفير مشروبات للموظفين، إضافة إلى بدل انتقالات للموظفين، مشيراً إلى أن كل هذه الأموال تم توفيرها، وأن الفكرة جاءت إليه عقب الخسائر التي مُني بها إبان فترة “كورونا”.

 

وعن طريقة استغنائه عن المقر، قال مجدي، نقول بعمل اجتماع شبه أسبوعي بين فريق العمل لتحديد المهام، وأقوم بالمتابعة مع باقي الفريق بشكل شبه يومي من خلال برنامج “زووم”.

وتتصدر مصر دول شمال إفريقيا في عدد مستخدمي شبكة الإنترنت، وارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 74% زيادة سنوية خلال عام 2024.

 

ونصح الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة الشباب بتعلم الوظائف التي تؤهلهم للربح بالدولار من خلال الإنترنت وعلى رأسها البرمجة. كما وفرت وزارة الاتصالات المصرية العديد من البرامج لتأهيل الشباب للعمل على الإنترنت من خلال الشراكة مع كبرى الجامعات الدولية. لكن كل هؤلاء ينتظرون حلاً من الحكومة حتى يحافظوا على وظائفهم، ولا ينضموا إلى العاطلين عن العمل.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية