“فلاح”، “و”مواطن بالمعاش”، و”امرأة معيلة”، مواطنون مصريون، تعلقت أمالهم بالحكومة الجديدة للبحث عن حلول لأزماتهم المعيشية التي يعانون منها.
لم يطلب هؤلاء المواطنون طلبات بعينها، وإنما تعلق الأمر بآمالهم في تحقيق ما وعد به الوزراء الجدد، بعد أدائهم اليمين الدستورية.
وشهدت الحكومة الجديدة تغيير 20 وزيراً دفعة واحدة، تعلق معظمها بالوزارات التي تمس حياة المواطن بشكل كبير.
وفور أداء الوزراء الجدد اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي خرج الوزراء بتصريحات قالوها، تمنى المواطنون تطبيقها في القريب العاجل.
وزارة التموين
وزارة التموين هي الوزارة الأهم لمحدودي الدخل أو معدومي الدخل، وينتظر المصريون دائماً قرارات هذه الوزارة.
وقد وجه الدكتور مصطفى مدبولي الشكر لوزير التموين السابق الدكتور علي مصيلحي.
وتم تعيين شريف فاروق وزيراً للتموين، لينتظر العديد من التحديات في الوزارة التي ينتظر منها المواطن الكثير من التحسينات.
ووعد الوزير بالحفاظ على احتياطي استراتيجي آمن من السلع، بالإضافة إلى تطوير منظومة الدعم والمناطق اللوجيستية، كما وعد الوزير بمزيد من الدعم لمراكز الخدمة وأسواق الجملة والنصف جملة.
وقال وزير التموين، إنّ المواطن سيشعر قريبًا بالتحسن في الأسعار خصوصًا في ظل تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بضبط الأسعار وتوفير الخدمات للمواطنين.
وأكد الوزير أن الهدف الأساسي للوزارة هو تقديم الدعم للمواطنين، وأن هناك تنسيقاً كاملاً مع الوزارات والجهات في ملف الدعم وتقديمه لمستحقيه أولوية كبيرة للوزارة.
واشتكى عدد من المواطنين، من ارتفاع الأسعار، مطالبين وزارة التموين بالتدخل العاجل لحل هذه المشكلة.
وكان وزير التموين السابق قد وعد بإيجاد حل جذري لأزمة ارتفاع الأسعار، وتفاوت الأسعار بين التجار، ولكن دون جدوى٬ ليكون تحدي ارتفاع الأسعار، هو على رأس أولويات الوزير الجديد، في أول شهر عمل له.
الوزير الجديد، قال إننا مطالبون بتنفيذ الخطة اعتبارًا من بعد حلف اليمين وبعد إقرار الحكومة والنظر في ضبط الأسعار والسيطرة على التضخم بشكل عام، وأشار الوزير إلى أنه هو المسؤول في المجموعة الاقتصادية المنبثقة من مجلس الوزراء.
واختتم الوزير حديثه بأن شغله الشاغل هو توفير السلع وضبط الأسعار ووصول الدعم لمستحقيه بشكل نرضى عنه جميعًا.
وتمنى أحد المواطنين من أمام إحدى المجمعات الاستهلاكية، أن توفر وزارة التموين جميع المنتجات بأسعار مدعمة.
وقال عماد جمال، يعمل موظفاً بإحدى المصالح الحكومية، أن الحل الوحيد للقضاء على جشع التجار وضبط الأسعار هو زيادة المجمعات الاستهلاكية.
وأضاف جمال لـ “MENA“، أن المجمعات الاستهلاكية تساعد إلى حد كبير في معيشة البسطاء، بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار.
توعية دينية
ردود فعل إيجابية أعلنها عدد من أساتذة وعلماء الأزهر، بعد تعيين الدكتور أسامة الأزهري وزيراً للأوقاف بالحكومة الجديدة.
تعيين رآه أزهريون أنه بمثابة نقلة نوعية في الوعي الديني الذي سيحدثه الوزير الشاب في تجديد الخطاب الديني.
وأطلق الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجديد، وعودا بعدم ادخار أي جهد لتقديم كل ما يليق بوطننا العظيم وشعبه العظيم.
وأضاف “الازهري” في أول تعليق له: “إلى شعب مصر العظيم، الذي تحملنا أمانة خدمته سنعمل بكل ما في وسعنا وطاقتنا تقديرا وإجلالا لأهلنا الكرام في كافة ربوع الوطن”.
وأكد الدكتور أسامة الأزهري مواصلة العمل وبذل أقصى الجهد في تطوير العمل الدعوي وتطوير وتأهيل الأئمة والواعظات، وإعداد برامج دعوية خاصة بالشباب تراعي احتياجاتهم واهتماماتهم وتستجيب لتساؤلاتهم، وتحسين وحسن إدارة أموال الوقف، والتعاون مع كافة المؤسسات الدينية.
وشهدت مصر في الآونة الأخيرة حالة من التراجع في الوعي الديني وخاصة لدى فئة الشباب.
وسيتعين على “الأزهري” مسؤولية وعي هؤلاء الشباب متحملاً تبعات هذه المرحلة.
أحد الوعاظ بالأزهر الشريف، قال إن تعيين عالم من العلماء على رأس وزارة الأوقاف هو بمثابة آخر مسمار في نعش التطرف الديني.
وأضاف الشيخ أحمد سليم، في تصريحات لـ”MENA“، أن الفترة الحالية هي من أحلك الفترات في تاريخ مصر.
وتابع “سليم” في تصريحاته، أن الدكتور أسامة الأزهري سيكمل ما بدأه وزير الأوقاف السابق من مهمة تجديد الخطاب الديني التي أشار إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من لقاء.
وتابع “سليم” أن وزارة الأوقاف سيتعين عليها تشكيل وعي الشباب وخاصة النشء منهم، للوصول إلى ما يفكرون فيه والإجابة عن كل الأسئلة المثارة حول الدين.
أحمد سعيد شاب جامعي، قال إن حدود معلوماته الدينية لا تتعدى خطبة الجمعة الإسبوعية.
وأضاف “سعيد” في حديثه لـ”MENA” إن وزير الأوقاف الجديد يجب أن يحقق وعوده في الاهتمام بإيصال تعاليم الإسلام إلى الشباب بأسهل الطرق، بعيداً عن التعصب الديني.
زيادة التصدير والرقعة الزراعية
لا تقل وزارة الزراعة في مصر أهمية عن وزارة التموين، عندما يتعلق الأمر بالحديث عن أكثر من 5 ملايين مشتغل بالزراعة.
“علاء فاروق”، وزير الزراعة الجديد، أكد فور توليه الوزارة أن مصر حالياً تستهدف الاكتفاء الذاتي بسبب الأزمات التي يمر بها العالم من حرب روسيا وأوكرانيا.
وأضاف الوزير في تصريحات صحفية عقب توليه الوزارة في الحكومة الجديدة، أننا سنعمل على “زيادة التصدير وزيادة الرقعة الزراعية، وبالتالي نستطيع توفير عملة حرة للصناعة من خلال استغلالها في بناء مصانع وتوفير مستلزمات الإنتاج”.
وتابع الوزير في تصريحاته “أن مصر بها كل مقومات النجاح مثل البنية التحتية والطرق والمشاريع الصناعية العملاقة، وتوفير مستلزمات الزراعة والاهتمام بالإرشاد الزراعي، مشيراً إلى أن الفلاح المصري على رأس اهتمامات الوزارة”.
ويعاني الفلاحون في مصر من عدة أزمات لخصها نقيب الفلاحين حسين عبدالرحمن أبو صدام، مؤكداً أن الفلاحين يواجهون صيفًا حزينًا جدًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع وتيرة انتشار دودة الحشد.
وأكد أن ذلك يأتي مع ارتفاع أسعار كل المستلزمات الزراعية من الأسمدة وتقاوي ومبيدات وأجرة معدات زراعية وإيجار الأراضي، إضافة إلى انخفاض ملحوظ لأسعار المنتجات الزراعية، مع تراجع الاهتمام بمشاكلهم وهمومهم، لافتا إلى أن طن السماد في السوق السوداء وصل إلى 20 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير بالنسبة للفلاحين.
وقال أحد الفلاحين بمحافظة الشرقية لـ”MENA” إنه يعاني من ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية.
وتابع الحاج “سيد أبو حسن”، بأن الفلاحين في الشرقية يحتاجون إلى تدخل عاجل من الحكومة الجديدة.
وأشار إلى أن فصل الصيف هذا العام كان وبالاً على الكثير من الفلاحين، حيث تعرض الكثير من “الزرع” للحرق بسبب أشعة الشمس.
وقال “أبوحسن”، إن هناك انخفاضاً في أسعار الخضروات التي يتم زرعها، مشيراً إلى أن أسعارها لا تتناسب مع المصروفات الخاصة بالكيماوي.
وأردف “أبوحسن”، إلى أنه يلجأ هو وأبناؤه للعمل بأراضي الغير “باليومية”، من أجل قوت يومهم مقابل 120 جنيهاً في اليوم الواحد.
وبسؤاله، هل تعتقد أن الوزير الجديد سيطبق وعوده، أشار إلى أن عليهم الانتظار لأنهم بحاجة إلى من ينظر إليهم بعين الرحمة.
عودة السياحة
وزارة السياحة هي إحدى الوزارات التي تمس المواطن البسيط، ليس من أجل التنزه وقضاء وقت ممتع، ولكن من أجل العمل.
حيث يعمل بمجال السياحة في مصر أكثر من 3 ملايين شخص، بشكل مباشر أو غير مباشر.
وينتظر هؤلاء وعود وزير السياحة والآثار شريف فتحي، المتعلقة بعودة النشاط السياحي من جديد.
وتعاني مصر من تراجع في أعداد السياح منذ ثورة يناير عام 2011، ولم تعد السياحة إلى طبيعتها من ذلك التاريخ.
وشهدت السياحة عدة محاولات لإعادتها مرة أخرى إلى مكانتها، كمصدر دخل للملايين من المواطنين ومن خلفهم الملايين من أسرهم.
وظلت المحاولات قائمة حتى جاء حادث الطائرة الروسية، والتي أدت إلى وفاة العشرات من السياح الروس.
ورغم العائد المادي الضعيف الذي كان يدفعه سياح أوروبا الشرقية بشكل عام، إلا أنه كان يفي بالغرض.
لكن الحادث كان له آثاره وتبعاته على السياحة بشكل كبير، بعد تحول مدن سياحية كاملة للسياحة الداخلية.
وقال أحمد جمال، وهو مترجم إيطالي من محافظة سوهاج، إنني ظللت أعمل بالسياحة حتى وقت قريب.
وأضاف جمال خلال لقاء له مع “MENA“، إن السياحة شهدت العديد من الضربات، لكنها ظلت باقية حتى وقت قريب.
وأشار إلى أنه رغم عمله مترجماً إيطالياً، قبل ثورة يناير، إلا أنه اضطر للعمل مع أفواج مصرية بمبالغ أقل بكثير.
وتابع جمال أنه اضطر بعد ذلك إلى ترك السياحة والعودة إلى مركز “دار السلام”، ليقوم بافتتاح محل صغير للأدوات المنزلية.
وتمنى “جمال” أن يحقق الوزير الجديد وعوده بعودة السياحة المصرية إلى طبيعتها، ليعود مجدداً إلى “شرم الشيخ”.