ترجمات

السيناتور مينينديز في دوامة اتهامات .. وتمويل غامض لدفاعه القانوني

تتصاعد التساؤلات حول علاقة السيناتور الأمريكي روبرت مينينديز بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، بعد الكشف عن تلقيه تبرعات من أفراد مرتبطين بالمجموعة لدعم صندوقه القانوني. هذه العلاقة تعود إلى أكثر من عقد من الزمن، حيث دافع مينينديز عن المنظمة عقب رفعها من قائمة الإرهاب الأمريكية، وأشاد بدورها كمعارضة للنظام الإيراني. تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه مينينديز اتهامات بالفساد وتلقي رشى من دول أجنبية، مما يضعه تحت مجهر الانتقادات السياسية والإعلامية.

 

كشفت تقارير أن 15% من المتبرعين للسيناتور الأمريكي بوب مينينديز لهم صلات بمنظمة مجاهدي خلق (MEK)، الجماعة الإيرانية المنفية التي صُنِّفت سابقاً كمنظمة إرهابية.

 

 

فضيحة فدرالية تهز السيناتور مينينديز

 

يواجه السيناتور الأمريكي روبرت مينينديز (ديمقراطي من نيوجيرسي) اتهامات بالحصول على أموال مقابل تقديم مساعدات لحكومات أجنبية. المفاجأة؟ جزء من تمويل دفاعه القانوني يأتي من متبرعين لهم صلات بمنظمة إرهابية سابقة، في إشارة واضحة إلى حاجته الملحة للسيولة النقدية.

 

اتهامات بالفساد وتعطيل العدالة

 

في سبتمبر الماضي، وجهت النيابة الفدرالية اتهامات خطيرة لمينينديز وزوجته تشمل الرشوة و – في تطور لاحق – لعرقلة سير العدالة.

(أنكر الزوجان جميع التهم). ومع تحديد موعد المحاكمة في مايو، تُشير التقديرات إلى أن تكاليف الدفاع القانوني قد تصل إلى ملايين الدولارات.

 

تكاليف قانونية فلكية… والمحاكمة تقترب

 

كشفت السجلات العامة أن صندوق الدفاع القانوني لمينينديز أنفق بالفعل 373,223 دولارًا بنهاية يناير الماضي، مع توقعات بتضاعف هذا الرقم مع اقتراب المحاكمة. المصادر المالية الغامضة تثير تساؤلات حول مدى شرعية الداعمين وعلاقتهم بمصالح خارجية.

 

تمويل من وجوه معروفة وأسماء غامضة

 

جمع صندوق الدفاع القانوني للسيناتور مينينديز أكثر من 400 ألف دولار، جاء جزء كبير منها من مصادر مُتوقعة:

 

متبرعون من نيوجيرسي ونيويورك لهم مصالح تجارية وسياسية في ولايته، بما في ذلك شركة عقارات تُديرها عائلة جاريد كوشنر (صهر الرئيس السابق ترامب).

 

لكن المفاجأة تكمن في أسماء أخرى من كاليفورنيا وواشنطن أقل شهرة ساهمت في الصندوق، مثل:

أحمد معينيمنش، مهندس إلكتروني من شمال كاليفورنيا، وحسين أفشاري، وهو متبرع آخر من نفس الولاية.

 

 

تبرعات إيرانية مثيرة للجدل لصندوق الدفاع القانوني لمينينديز

 

للوهلة الأولى، قد تبدو المساهمات الصغيرة في صندوق الدفاع القانوني للسيناتور مينينديز وكأنها من مجموعة عشوائية من المتبرعين الأفراد. لكن تحليلًا أجرته كل من ريسبونسبل ستيتكرافت وذا إنترسبت أظهر أن حوالي 15% من المتبرعين، ومن بينهم موينيمانش وأفشاري، مرتبطون بمجموعة مجاهدي خلق الإيرانية (MEK)، وهي منظمة معارضة في المنفى.

 

علاقة ممتدة منذ عقد مع مجاهدي خلق

 

ترجع علاقة السيناتور روبرت مينينديز مع مجاهدي خلق إلى أكثر من عشر سنوات، فبعد إزالة المجموعة من قائمة الإرهاب الخاصة بوزارة الخارجية الأمريكية عام 2012، بدأ مينينديز بدعم المجموعة علنًا، خاصة بعد تعرض أعضائها لهجوم من الحكومة العراقية.

 

وفي مايو الماضي، التقى مينينديز بقائدة المجموعة مريم رجوي، وأثنى على جهود المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو الذراع السياسي لمجاهدي خلق، خلال خطاب له في فعالية نُظمت في الكونغرس عام 2022، قال مينينديز:

 

“أود أن أشكر منظمة الجاليات الإيرانية على تنظيم هذا الحدث. يسعدني رؤية العديد من الإيرانيين الأمريكيين هنا، وأشيد بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على جهودهم في رفع أصوات الإيرانيين داخل وخارج إيران والدعوة لحريتهم.”

 

 

تبرعات مباشرة من أفراد مرتبطين بالمجموعة

 

ساهم موينيمانش، رئيس فرع كاليفورنيا لمنظمة الجاليات الإيرانية، بمبلغ 2,500 دولار في صندوق مينينديز القانوني، بينما تبرع أفشاري بمبلغ 1,000 دولار. ورد أفشاري على التساؤلات بقوله:

 

“التبرع لشخص أعتقد أنه رجل صاحب مبادئ ليس أمرًا غير قانوني. أنا أؤمن بنزاهته، ولا أصدق كل ما يُقال عنه في الإعلام.”

 

بحلول نهاية يناير، شكل الأفراد المرتبطون بمجاهدي خلق حوالي 5% من إجمالي التبرعات، التي تجاوزت 20,000 دولار.

 

 

مينينديز ودوره في السياسة الخارجية

 

بصفته رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كان مينينديز واحدًا من أقوى الديمقراطيين المؤثرين في السياسة الخارجية، وقد جذبت مواقفه اهتمام دول مثل مصر، التي تتهمها السلطات الأمريكية بتقديم رشوة له تشمل أموالًا وذهبًا وهدايا، مقابل دعم سياسي يتعلق بصفقات أسلحة وتحرير 300 مليون دولار من المساعدات الأمريكية. كما زعم تقرير جديد أن مينينديز تلقى أيضًا تذاكر سباق فورمولا 1 وهدايا من قطر مقابل خدمات سياسية.

 

تاريخ مجاهدي خلق: من الثورة إلى المنفى

 

نشأت مجاهدي خلق في أواخر الستينيات كحركة ماركسية ثورية معارضة لنظام الشاه في إيران، بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، اصطدمت المجموعة بالنظام الجديد، مما أدى إلى قمعها وإجبارها على اللجوء إلى المنفى، وخلال حرب إيران والعراق، انحازت المنظمة إلى جانب العراق، ما أدى إلى زيادة العداء الشعبي لها داخل إيران.

 

 

اتهامات بالطائفية وانتهاكات حقوق الإنسان

 

أشارت تقارير من هيومن رايتس ووتش ومؤسسة راند إلى أن المنظمة تحولت إلى كيان طائفي، حيث تعززت عبادة شخصية لقائدها الراحل مسعود رجوي وزوجته مريم رجوي، كما وُجهت اتهامات للقيادة بانتهاك حقوق الأعضاء داخل المنظمة.

 

في عام 1997، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية المنظمة على قائمة الإرهاب بسبب تورطها في قتل ستة أمريكيين في السبعينيات ومحاولة هجوم على بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في عام 1992. استمر هذا التصنيف حتى عام 2012، عندما تم إزالة المنظمة من القائمة بعد حملة ضغط كبيرة من داعميها في الولايات المتحدة.

 

علاقة أقوى بعد رفع التصنيف الإرهابي

 

أتاح رفع التصنيف الإرهابي للمجموعة المجال لعدد من السياسيين الأمريكيين، بمن فيهم مينينديز، للتقرب من المنظمة دون إثارة الجدل. أصبح من الشائع رؤية شخصيات سياسية بارزة مثل مايك بنس ومينينديز في المؤتمرات السنوية للمنظمة في باريس.

 

دعم مستمر من مينينديز

 

واصل مينينديز دعمه العلني للمجموعة، ففي عام 2013، عرقل بيع طائرات أباتشي للعراق بعد هجوم استهدف معسكر المنظمة في العراق.

 

وقال في خطاب له عام 2014:
“أخبرت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن التزامه بحماية أعضاء مجاهدي خلق سيكون عاملًا حاسمًا في دعمي لأي مساعدات للعراق.”

 

وفي رسالة فيديو للمنظمة بمناسبة عيد النوروز عام 2021، قال مينينديز:
“أنتم تعلمون أن لديكم أصدقاء في الكونغرس وفي الحكومة الأمريكية، وكذلك في المنظمات الدولية التي تسلط الضوء على انتهاكات النظام الإيراني.”

 

على ما يبدو أن مينينديز، اليوم، لديه أيضًا أصدقاء من مجاهدي خلق على استعداد لدعمه ماليًا في معركته القانونية.

 

المصدر: 

 

Donors to Bob Menendez Legal Defense Linked to Ex-Terror Group

 

 

Hosam Sabri
مترجم صحفي، خبير في ترجمة وتحليل التقارير الصحفية، والمواد الصحفية ذات الطابع الاستقصائي، ملتزمًا بالدقة والموضوعية.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية