بأمر السيسي.. رؤساء اتحادات الرياضة المصرية في مهب الريح
ناقد رياضي: الشباب والرياضة المسؤولة الأولى.. ومعسكرات إفريقيا ضرورة للإعداد الجيد
تظل أزمة البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد باريس واحدة من أكثر الملفات الشائكة على الساحة؛ بعد إعلان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قبل أيام أوامر رئاسية بإعداد تقرير مفصل من الاتحادات الرياضية المشاركة في الأولمبياد الأخيرة في العاصمة الفرنسية باريس، وإخفاقها وما أشاعه بعض الرياضيين من وجود أمور ساهمت في الظهور بشكل غير مرضٍ لآمال ملايين المصريين.
وأحال الرئيس السيسي الاتحادات الرياضية المصرية بعد تحقيقها 3 ميداليات (ذهبية، فضية، وبرونزية)، للتحقيق، وتعهد الوزير أشرف صبحي بمعاقبة كافة الاتحادات الرياضية التي أخفقت في الأولمبياد، ولم تفِ بوعودها، خاصة أن مصر أنفقت ما يقرب من مليار ونصف المليار جنيه من أجل إعداد اللاعبين في مختلف اللعبات قبل بداية الأولمبياد، على أمل حصد عدد من الميداليات والظهور بصورة مشرفة للتاريخ الرياضي والأولمبي المصري.
جهل بقواعد المشاركة الأولمبية
السباحة المصرية فريدة عثمان، أعربت قبل أيام عن أسفها لعدم المشاركة، معللة ذلك لأسباب خارجة عن إرادتها، مضيفة أنها بدأت البرنامج التدريبي من أول الموسم للوصول إلى أفضل مستوي ممكن لهذه الدورة.
وعندما طلب منها تمثيل مصر في بطولة العالم بالدوحة ودورة الألعاب الإفريقية بغانا لم تتردد للحظة عن هذا الشرف.
وتقول “عثمان”: حصلت بالفعل من خلال هذه المسابقات على الميداليات المطلوبة، رغم علمي بمدى تأثير هذه المشاركات على البرنامج التدريبي الذي أعده الجهاز الفني لمشاركتي في الدورة الأولمبية، وكان الرقم الذي حققته مع كل هذه الظروف الصعبة هو 24.72 ثانية في سباق 50 متر حرة، وبفارق 0.02 من الثانية عن رقم 24.70 A cut، وعلى هذا الأساس تم إبلاغي رسمياً من اللجنة الأولمبية المصرية بأنني سأشارك في الدورة الأولمبية، ولكن للأسف في آخر مراحل الاستعداد، نتيجة تضارب في تفسير بنود لائحة التأهل للدورة الأولمبية، ورغم الرقم القريب للغاية الذي حققته B Cut وتصنيفي العالمي المتقدم، فتم إفادتي مرة أخرى إنني لن أتمكن من المشاركة بسبب الـ الكوتة- quota- المحدودة في باريس.
أزمة لاعب تنس الطاولة عمر عصر
فجر عمر عصر لاعب منتخب مصر لتنس الطاولة، مفاجأة مدوية، بعد خسارته من بطل السويد بـ أربعة أشواط مقابل شوط في دور الثمانية من منافسات أولمبياد باريس، واحتلاله المركز الخامس، إذ غرد اللاعب قائلا: احذروا غضب من اقترب صبره من النفاد.
وتعود أزمة عُمر عصر مع اتحاد تنس الطاولة إلى ما يقرب من شهرين- بحسب كواليس نشرتها صحف محلية، وذلك بعد أن توجه اللاعب إلى المطار للسفر للمشاركة في بطولة بتايلاند، ولكنه فوجئ بأن اتحاد اللعبة لم يقم بتسجيله في البطولة، وأجرى اللاعب اتصالاً بمسؤولي الوزارة وأبلغهم بالواقعة وتم التواصل مع اتحاد تنس الطاولة، وأفاد الجهاز الإداري بأن اللاعب لم يرسل الإيميل الخاص بطلب التسجيل في البطولة، ولذلك لم يتم تسجيله في حين أكد “عصر” على أنه أرسل الإيميل.
وتعاقد بعد ذلك مع اتحاد جدة السعودي لمدة موسمين مقابل 250 ألف دولار، وتم فسخ تعاقده بعد السنة الأولى لتراجع النتائج، ليحصل على راتب 1000 جنيه شهريا فقط من الاتحاد، بخلاف ما يحصل عليه من الرعاة.
وكانت بعثة مصر قد عسكرت في ألمانيا قبل الأولمبياد، بناء على رغبة “عصر” الذي يعيش ويلعب في ألمانيا.
تعيينات الأقارب
وفجّر عمر عصر لاعب تنس الطاولة أيضا عدة مفاجآت شأن وجود تجاوزات تتعلق بأسلوب عمل الاتحاد المصري لتنس الطاولة، دفعت وزارة الرياضة للتأكيد على التحقيق فيها، والتي تضمنت العديد من النقاط أهمها عدم الحصول على المستحقات المالية، وكذلك عدم الانضباط فى إقامة المعسكرات التدريبية ووجود شبهات تتعلق بتعيين الأقارب لتولي المسؤوليات الإدارية والفنية.
فيما أشار اللاعب إلى عقد عدد من الجلسات مع الوزير أشرف صبحي، وكذلك التزام الوزارة بصرف الدعم الخاص بجميع اللاعبين من الوزارة، وذلك بغرض الصرف على كافة الاستعدادات والمعسكرات والمتطلبات الخاصة باللاعبين.
اتهام مصارع بالتحرش
ولم تتوقف وقائع الفساد عند حد الجهل بقواعد المشاركة أو الإعداد المتأخر، بل لتأهيل اللاعبين نفسيًا عقب الهزائم أيضا مسألة حاضرة فجرها تورط اللاعب محمد إبراهيم السيد “كيشو” لاعب المصارعة المصري والحائز على برونزية طوكيو وزن 67 كلج، في واقعة تحرش عقب خروجه من ثمن نهائي باريس أمام الأذربيجاني جعفروف.
وأحيل “كيشو” إلى لجنة الهيئات والقيم للتحقيق، عقب القبض عليه في باريس على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي، فقد كان موجودا في حانة حتى الصباح في حالة سكر تام، وقام بفعل فاضح حينما أمسك بمؤخرة امرأة، على حد تعبير الأخيرة.
وهدد الاتحاد اللاعب بالشطب النهائي حال إدانته، إلا أنه تم تبرئته من قبل السلطات الفرنسية مؤخرًا.
ليخرج “كيشو” في أول تعليق له بعد تبرئته، قائلا إنه كان في مقهى فرنسي بعد انتهاء منافسات المصارعة، ولم يكن في حالة سكر كما ادعى البعض.
وأضاف أنه على استعداد لإجراء الفحوصات الطبية لإثبات صحة كلامه: “أنا مظلوم ومستعد للخضوع للتحاليل الطبية لمعرفة صحة كلامي من عدمها، الفتاة الفرنسية قالت للشرطة إنني تحرشت بها وهذا الأمر لم يحدث نهائيا”، منوها بأنه طلب تفريغ الكاميرات لإثبات براءته، مما أدى إلى إطلاق سراحه.
وعود زائفة ومال مهدر
10 ميداليات هي سقف وضعه الاتحاد المصري قبل أيام من انطلاقة الأولمبياد رآه متخصصون علامة استفهام قبل أن يكون إنجازا عالميا؛ بالمقارنة مع دولة كينيا التي حصدت 11 ميدالية متنوعة رغم كونها من الدول غير المتطورة رياضيا، وهو ما يجعل المساءلة والإقالة أقل ما يمكن تطبيقه بحسب الناقد الرياضي علاء حمام.
“حمام” الذي اعتبر في تصريحات خاصة لـ “MENA” بأن وزارة الشباب والرياضية هي المتهم الرئيسي في الإخفاق الأولمبي لعدم رقابتها على الإعداد وتأهيل اللاعبين وحصر دورها في الإنفاق ببزغ، مشيرا إلى أن الوزارة كان عليها دور مهم في متابعة الاتحادات المختلفة كل 6 أشهر على الأقل من فترة الإعداد التي يتم تجهيزها كل 4 سنوات للأولمبياد، وأن يكون هناك تواصل مع اللاعبين ومتابعة أحقية المرشح للمشاركة وجدارته.
يكمل: “هناك ألعاب أخفقت فيها مصر بشكل يدعو للتساؤل، بينها المصارعة الرومانية، والتي أخرجت من قبل البطل الأولمبي كرم جابر، كذلك الجودو وتمتلك مصر أيضا في سجلها اللاعب محمد رشوان؛ خلاف البوكس والشيش التي اكتفت البعثة بميدالية وحيدة”.
وتساءل: هل يعقل أن تخرج لاعبة لتؤكد عدم توفير مدرب لها سوى 4 أشهر قبل انطلاقة الأولمبياد وتطالب بتحقيق ميدالية؟، وأن تسافر أخرى وهي في شهرها السابع من الحمل دون أن يكون لدى الاتحاد معرفة بأمرها، خلاف أزمة الخروج بسبب الوزن.
الغياب المصري
الغياب المصري في بعض الرياضات أيضا محل تساؤل؛ فبحسب “حمام”، فإن دولا كالجزائر والمغرب، والتي خرج منها عدائون، جعلا الغياب المصري عن اللعبة محل استفسار؛ مشددا على أنه حان الوقت لأن تقام معسكرات للإعداد الأولمبي في إفريقيا، وأن يكون المصريون عدائين مشاركين في العاب رياضية مختلفة، ومنها ألعاب القوى، وأن يكون ذلك بالتزامن مع قرار الرئيس السيسي بالتحقيق في الإخفاق ووضع خطة متكاملة للرقابة والتطوير.
ولفت إلى أن الإنجاز الرياضي الذي تحقق في كرة القدم بالمشاركة في ربع النهائي يقتصر على جمود المدرب ميكالي، والذي عمل بمفرده دون أدوات دعم أو معسكرات تواكب الحدث، كما أن إنجاز كرة اليد هو أمر طبيعي لدولة ضمن الخمسة الكبار للعبة.
اقرأ أيضًا:
“كهربا” لدي عرض سعودي.. وهذا موقفي من البقاء مع الأهلي
أولمبياد باريس ٢٠٢٤.. إخفاقات البعثة المصرية
آمال البعثة المصرية في أولمبياد باريس 2024
التعليق الرياضي .. تاريخ ممتد مع الرياضة
التحكيم الكروي المصري أزمات تنتظر الحلول وجدل لا ينتهي