الشارع المصري

خبراء يفسرون أسباب الاستعانة بـ “رجال مبارك” في الساحة المصرية

ظهر في الفترة الأخيرة على الساحة السياسية والاقتصادية، بعض رجال نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، مما أثار العديد من التساؤلات. فتم تعيين الكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي رئيسًا تنفيذيًا للأخبار والصحافة بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو الذي كتب الخطاب الأخير للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، قبل أن يعلن تنحيه عن حكم جمهورية مصر العربية، وذلك بعد أيام قليلة.

 

 

عبد اللطيف المناوي

 

وعبد اللطيف المناوي هو صحفي وإعلامي مصري شغل مناصب عدة من قبل، وأهمها تأسيس قنوات إخبارية وإدارتها، ورئاسة تحرير العديد من الصحف المصرية والإقليمية. له العديد من المؤلفات في الشؤون السياسية والاجتماعية وهو عضو في نقابة الصحفيين منذ عام 1984. يتمتع بتاريخ صحفي تمكن خلاله من تحقيق عددٍ من الإنجازات، وقد شارك في العديد من الأحداث الهامة في مختلف الدول حول العالم وكتب خطاب الرئيس السابق محمد حسني مبارك.

 

وفي وقت سابق، أثار أيضًا لقاء رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي مع عدد من رجال الأعمال، منهم: حسن هيكل، وأحمد عز، وهشام طلعت مصطفى وآخرون، الكثير من الجدل. عبر فيه رجال الأعمال عن رؤاهم للمستقبل.

 

من أبرز ما جاء في اللقاء حديث هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة طلعت مصطفى القابضة، الذي قال إن العجز الدولاري السنوي هو أكبر مشكلة تواجه مصر، مما يتسبب في التضخم.

 

 

يوسف بطرس غالي

 

وفي أغسطس الماضي، تم إدراج اسم يوسف بطرس غالي ضمن التشكيل الجديد للمجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية. وهو مجلس استشاري يتبع رئاسة الجمهورية المصرية مباشرة، ويختص بدراسة حسن استخدام موارد الدولة واقتراح السياسات الاقتصادية. وهذا هو أول منصب رسمي له منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك عام 2011.

 

يوسف بطرس غالي كان من أبرز وزراء المجموعة الاقتصادية المقربة من الرئيس حسني مبارك ونجله جمال، حيث كان وزيرًا للمالية قبل اندلاع الثورة الشعبية. وُجهت لغالي العديد من الاتهامات بالفساد المالي، وحُكِمَ عليه بالسجن في بعضها، بعد قيام ثورة يناير/كانون الثاني 2011، قبل أن تبرئه المحاكم المصرية من كافة الاتهامات.

 

 

سبب الاستعانة بـ “رجال مبارك”

 

وفي ذلك السياق، قال محمد هلال، أستاذ العلوم السياسية، إنه يوجد بعض رجال الأعمال من النظام السابق الذين لديهم فكر اقتصادي، بما أنهم أصحاب منشآت صناعية أو تجارية تحقق مكاسب كبيرة جدًا. فكرة الاستعانة بهم في المناصب الوزارية جاءت من هذا المنطلق لرفع نسبة النمو.

 

وأضاف هلال في حديث لموقع “MENA“، أن “لكل عصر رجاله”، والفكرة بدأت تتوسع في عهد الدكتور أحمد نظيف، حيث كانت الاستعانة برجال الأعمال لها شقان: الأول خاص بالحكومة، خاصة أن الحكومة كانت في فترة لا تحقق فيها نسبة نمو عالية، وفترة خروجنا من الخصخصة. والهدف كان أن أصحاب الأعمال هم رجال بيزنس وهم من اشتروا شركات قطاع الأعمال والمصانع، وبالتالي يحققون أرباحًا، ولا يتحدثون في لغة غير لغة الأرباح.

 

وتابع: هم ناجحون ويحققون الأرباح، فلماذا لا يتم الاستعانة بهم في الحكومة؟ لأن اللغة السائدة في الجهاز الإداري للدولة عمومًا هي لغة الموظفين، فالموظف طالما لم يحقق نجاحًا، فهو يضمن راتبه ويمشي في السلم الوظيفي الخاص به. الدولة تحاول تغيير هذا الأمر بتوجيه رجال الأعمال لتحقيق نسبة نمو، وهذا بالفعل كان موجودًا في آخر عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، حيث كانت نسبة النمو تتراوح بين 6% و7%، وكان هذا هو السبب في الاستعانة بهم.

 

 

 

تبادل للمنافع

 

وأوضح “هلال” أن الاستعانة وتعيين رجال النظام القديم يعود إلى أن هؤلاء الرجال لديهم فكرًا وعندهم أرباحهم، وعندما نستعين بهم يمكن تحقيق نجاحات في الحكومة، إذ إن الدولة لا تستعين إلا بذوي الخبرة. وأضاف أن هناك تبادلًا للمنافع بين الطرفين في هذه الحالة. فإعادة الأنظمة القديمة ليست مقتصرًا على مصر فقط، بل على جميع دول العالم.

 

إلى جانب ذلك، يوجد العديد من رجال الأعمال وقادة الدولة أصحاب الكفاءات العالية والأفكار الجديدة. وسبب الاستعانة بالوجوه القديمة هو خبرتهم سواء في العمل السياسي أو في المناصب الحكومية السابقة، خاصة أن الحكومة الحالية تعاني على كافة الأصعدة.

 

 

فيما أكد دكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية، لمنصة “MENA“، أن الدولة عندما تستعين بأشخاص جدد من النظام القديم، فهذا يعني أنه لا يوجد أشخاص جدد، وبالتالي فإن الدولة تتبع نفس السياسة. وأضاف: “الدولة تستعين برجال الأعمال لأنهم متخصصون في مجال العقارات، والدولة تهتم بالعقارات. فإن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أننا نتبع نفس السياسة.”

 

 

من جانبه، اعتبر رشاد عبده، الخبير الاقتصادي في تصريحات لمنصة “MENA“: شيء طيب الاجتماع مع رجال الأعمال لمعرفة المشاكل التي تواجههم، وتصوراتهم للحلول… لكن الأهم هو ترجمة ما يطرحونه إلى قرارات وحلول قابلة للتنفيذ.

 

وتباينت آراء رواد وسائل التواصل الاجتماعي حول ظهور رجال النظام القديم. فقال محمد إبراهيم، أحد رواد منصة “إكس”: “أخشى مثل هؤلاء على البلد”، بينما ذكرت أمنية أحمد: “الدولة تنتقي من هم أصحاب الخبرة والكفاءة. فليس معنى أنهم تابعون للنظام القديم أنهم غير أكفاء وغير جديرين بقيادة الدولة مرة أخرى. فكل نظام به من يصلح ومن لا يصلح.”

 

اقرأ أيضًا:

 

عودة بطرس غالي للمشهد الاقتصادي.. من المستفيد؟

 

الرئيس السيسي يفوض مدبولي بمزيد من الاختصاصات.. الأسباب والنتائج

 

تعيين نائبين لمدبولي حقائق يوضحها وزير شؤون المجالس النيابية

 

وزير الرياضة الأسبق على رأس الإعلام في مصر.. أسئلة حول التعيينات الجديدة

 

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية