سياسة

شركة هلا السياحية المملوكة لـ إبراهيم العرجاني..ما وراء الكواليس



منذ السابع من أكتوبر 2023، ولا حديث يعلو فوق أحداث غزة والمعاناة التي يعجز العالم عن رفعها أو الحد من تفاقمها حتى اليوم، ووسط حصار تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين العزل ممن نزحوا في كافة أرجاء القطاع شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، ومع رغبة البعض في العبور إلى الجهة المقابلة حيث رفح المصرية تمارس شركة هلا للاستشارات والخدمات السياحية التي يديرها إبراهيم العرجاني حلقة أخرى من الابتزاز- حسبما يصوره البعض.



حيث تتقاضى هلا 5000 دولار لتنسيق خروج معظم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا فما فوق، و2500 دولار لمعظم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن هذا العمر، حيث ذكرت صحيفة “التايمز” في تقرير لها، حول الشركة التي تتولى نقل الغزيين من غزة إلى مصر، وتحصد الملايين منهم،  أنها تربحت نحو 88 مليون دولار في مدى أسابيع، من خلال الغزيين الراغبين بشدة لمغادرة غزة بواقع  5,000 دولار عن كل شخص.


ورغم محاولات الشركة تبرئة نفسها من استغلال معاناة الفلسطينيين، تُحاصر صاحبها جملة من الاتهامات والأسئلة الحائرة خاصة فيما يتعلق بعلاقته برأس الدولة المصرية، والكيان الصهيوني، إلى جانب وضعه المادي ومصدر ثروته الطائلة، حيث وصفت نيورك تايمز العرجاني بـ «تايكون» أي الإمبراطور. 



إبراهيم جمعة سالم حسن العرجاني من مواليد العام 1974 في مدينة الشيخ زويد الحدودية شمال سيناء والقريبة من غزة، حاصل على دبلوم التجارة، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة العرجاني، وتمتلك مجموعته شبكة “واسعة من الشركات العاملة في مجال البناء والعقارات والأمن”. 


ووفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني حول «حياة العرجاني»، فإنه عمل سائقًا للأجرة، قبل أن يكوَّن إمبراطوريته التجارية، وترؤسه لجماعة شبه عسكرية تتكون في معظمها من أفراد قبيلته.



أُطلق سراح العرجاني، المنحدر من مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، في عام 2010 بعد احتجازه لنحو عامين إثر اشتباكات نشبت عام 2008، بين مجموعات من الشرطة وأبناء القبائل في سيناء، واتُهم بدو سيناء حينها باحتجاز العشرات من رجال الأمن عبر ميليشيات كونها رفقة سالم أبو لافي وموسى الدلح من أبناء القبائل السيناوية ليتم القبض عليه وحبس لعدة سنوات وأصيب بجلطة داخل محبسه حتى تم الإفراج عنه بعد ثورة يناير 2011، وهو الأمر الذي انتهى بالتعاون مع الجيش في إنهاء ولاية سيناء التي هُزمت رسمياً في عام 2022. 


في شهر يناير 2022، قرر الرئيس السيسي تعيين العرجاني، عضوًا بمجلس الجهاز الوطني لتعمير شبه جزيرة سيناء التابع لرئاسة مجلس الوزراء.


وفي مايو من العام الجاري كشف العرجاني عن اتحاد قبائل العربية في سيناء والذي يرأسه شرفيًا الرئيس المصري، ودشن من خلاله مشروع مدينة السيسي، معلنًا أنه يهدف لخلق إطار شعبي وطني يضم أبناء القبائل العربية لتوحيد الصف وإدماج كافة الكيانات القبلية في إطار واحد، دعمًا لثوابت الدولة الوطنية ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها، إلى جانب السعي الدؤوب لتبنى القضايا الوطنية والتواصل مع جميع القبائل العربية للوصول إلى قواسم مشتركة في إطار الدولة وخدمة لأهدافها، ودعمًا للرئيس المصري.



بات «العرجاني» مرادفًا للثروة والنفوذ الواسع في مصر، خاصة بعد تأسيس شركة “أبناء سيناء”، ومقرها العريش بشمال سيناء عام 2010، والتي تولت إدخال المواد اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة بعد تعرضه لهجوم إسرائيلي واسع النطاق في عام 2014.


وسرعان ما تحولت الشركة إلى “مجموعة العرجاني” التي تنضوي تحتها عدة شركات، وفقًا للموقع الإلكتروني للمجموعة، وهي معنية بمجالات الإنشاءات والعقارات والتجارة والنقل وكذلك السياحة.


ثروة «العرجاني» شيخ قبيلة الترابين، ورئيس اتحاد قبائل سيناء، تقدر بـ أكثر من مليار دولار وتصل لنحو 10 مليارات بحسب مصادر عدة، حيث يشعل العديد من المناصب بينها رئاسة مجالس إدارات شركة جلوبال أوتو للسيارات، وشركات أبناء سيناء، وشركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار، إلى جانب رئاسة مجلس أمناء مؤسسة سيناء للخير والتنمية الاقتصادية.  


كما يشاع تورطه في أنشطة تهريب المخدرات والسلاح والبضائع عبر الحدود المصرية مع إسرائيل وغزة، وانتهاجه الابتزاز بفرض رسوم غير قانونية على البضائع التي تمر عبر أراضي قبيلته، كذلك الحصول على امتیازات ومنافع غير مشروعة من خلال علاقاته ببعض المسؤولين.


و يمتلك العديد من الشركات في مجالات متنوعة، مثل العقارات والزراعة والنقل، إلى جانب الثروة الحيوانية التي تُعدّ قبيلة الترابين من كبار ملاك الماشية في سيناء، وامتلاك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في سيناء.


وأفاد مصطفى بكري المتحدث باسم اتحاد العرجاني فيما يتعلق بثروته الطائلة بأن منطقة سيناء تضم رجال أعمال كبار، والعرجاني ينتمي لأسرة ثرية بطبعها وهو يعمل في مجال التجارة، وأي اتهامات موجهة له بخصوص الثروة المالية يجب توجيهها للجهات المختصة للتحقق منها: “العرجاني من أسرة غنية بالأساس ويعمل بالتجارة منذ أن عرفته.. واللي عنده حاجة يتوجه لأي جهة مسئولة ويبلغ”.



وفي 19 يناير 2023، أعلن النادي الأهلي عن توقيع عقد مع راعٍ جديد على قميص ناديه خلال بطولة كأس العالم للأندية 2023، وأقام حفلاً ضخماً بمناسبة توقيع التحالف الاستراتيجي مع مؤسسة العرجاني جروب.


كما نجحت مجموعة العرجاني في توقيع شراكة مع الديار القطرية للاستثمار العقاري، لتنفيذ مشروع سيتي جيت بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، والبرج السكني بفندق سانت ريجينس، ومشروع فندقي بمدينة شرم الشيخ والغردقة. 


يعد مشروع سيتي جيت المقرر تطويره ضمن عقد الشراكة، هو أحد أكبر مشاريع شركة الديار في مصر، ويقام على مساحة 8.5 مليون متر مربع بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 12 مليار دولار، ويوفر آلاف فرص العمل في السوق المحلي.



في مايو الماضي، أُعلن العرجاني عن تأسيس «اتحاد القبائل العربية»، برئاسة شرفية للرئيس المصري، بهدف «دعم عملية البناء والتنمية»، حسب المتحدث الرسمي باسم الاتحاد وعضو مجلس النواب مصطفى بكري.


ويضم اتحاد القبائل العربية أكثر من 20 كياناً قبلياً، وهو ما قوبل بحملة من الانتقادات بوصفه «عرقيًا»، كان أبرزها المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، الذي وصفع بالكيان العرقي، مشددًا رفض «التيار الناصري الموحد»، تأسيس «أي كيان على أساس عرقي أو قبلي أو طائفي»، وهي معايير قال التيار إنها «تنطبق على اتحاد القبائل العربية»، مطالباً في بيان له، «أجهزة الدولة المصرية بالاضطلاع بمسؤوليتها في الحفاظ على الأمن القومي والتماسك المجتمعي».


وبحسب الدكتور عمرو الشوبكي مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإن الأزمة تكمن في عدم الوضوح، مشددًا: «الطريقة التي أعلن بها عن الاتحاد تجعله غريباً وغير منسجم مع طبيعة الخطاب السياسي السائد في مصر، سواء الذي تتبناه الحكومة أو المعارضة، والمنسجم مع فلسفة الدولة المصرية الحديثة التي أسسها محمد علي من 1805، والتي اعتمدت على المؤسسات الوطنية الرسمية، وعدم الاعتراف بالكيانات الموازية».


كذلك أعلنت أحزاب المحافظين، الإصلاح والتنمية، والتحالف الشعبي الاشتراكي، استنكارها لهذا الأمر.




ووفق ما ذكره تقرير لـ الحدث في يوليو 2016، عن الأثرياء الجدد وأباطرة الأنفاق فإن «أباطرة» تهريب السلاح إلى قطاع غزة، والذين جنوا مليارات الجنيهات، توقفوا عن نقل السلاح واستثمروا في مجالات أخرى بمشاركة قيادات في الجيش المصري حيث استطاع التجار في بناء شبكة علاقات مع الجيش خلال العامين الماضيين، وأشهر التجّار بحسب المصدر «سالم لآفي الترابين، وإبراهيم العرجاني الترابين، اللذان نجحا بوساطة رجل الأعمال المعروف حسن راتب في تأسيس شركة «مصر سيناء للاستثمار»، برأس مال يناهز مليار جنيه، تشاركهم «الشركة الوطنية» التابعة للقوات المسلحة، التي اشترطت امتلاك 51٪ من رأس المال لمشاركتهم». 


ووفقاً للمصدر، فإن هذه «الشركة أُسست في القاهرة، وتختص أعمالها في استخراج الرخام والغرانيت والرمل والزجاج والفحم من جبال شبه الجزيرة المصرية، وقد حضر الرئيس المصري حفل تدشين نشاط الشركة بمنطقة وسط سيناء خلال عام 2015».


ومع انتصاف العام 2021، تورط رجل الأعمال حسن راتب في قضية الآثار الكبرى، والذي حكم عليه بالسجن رفقة البرلماني علاء حسانين، الملقب إعلاميًا بـ نائب الجن والعفريت.


غير أن الحديث كثر حول أنه تم تنحية راتب لتعبيد الطريق أمام العرجاني ليكون هو “الحاكم بأمره ” الجديد في سيناء بدلا عن راتب.


وتضمنت التحقيقات اعترافا من أحد المتهمين بمشاركة راتب في تمويل عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، التي يتزعمها «حسانين»، ليحكم عليه بالسجن 5 سنوات قبل تخفيفها من قبل محكمة النقص إلى 3 سنوات فقط، يقضيها بسجن 15 مايو العمومي.





شارك المقالة

مقالات مشابه

حديقة الحيوان بالجيزة ..تطوير أم استثمار خارجي؟

حديقة الحيوان أحد المعالم الهامة والرئيسية بمحافظة الجيزة٬ ثاني أكبر محافظة في مصر٬ وارتبط اسمها دائمًا كمتنفس للمواطنين البسطاء في

مشروع حديقة تلال الفسطاط.. هل ينجح في تعويض المواطن والمناخ؟!

اقتراب افتتاح مشروع حديقة تلال الفسطاط، عنوان تصدر الصحف المصرية وتناولت البرامج التلفزيونية الأهمية المنتظرة من وراءه كواجهة سياحية

رفع الدعم السلعي وتأثيره على حياة الملايين من المواطنين

أثارت بعض التصريحات للمسئولين المصريين عن اقتراحات بخفض أو رفع الدعم على السلع تخوفات الملايين من المصريين خاصةً في ظل ارتفاع الاسعار