الشارع المصري

في أسيوط.. مقتل أخطر عنصر إجرامي بعد اشتباكات عنيفة مع الأمن

شهدت قرية العفاردة بمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، اشتباكات عنيفة استمرت أكثر من 24 ساعة بين قوات الأمن المصرية ومجموعة من الخارجين عن القانون، أسفرت عن سقوط قتلى وإصابة آخرين، وسط تصاعد التوتر في محيط القرية.

 

وشهدت المواجهات استخدامًا واسعًا للأسلحة النارية والثقيلة والقنابل، مما دفع وزارة الداخلية إلى الاستعانة بوحدة “بلاك كوبرا” المتخصصة في المهام الخطرة، إضافة إلى قطع الكهرباء عن ثلاث قرى مجاورة بهدف عزل البؤرة الإجرامية التي يقودها محمد محسوب، المطلوب الأول في محافظة أسيوط.

 

كما نجحت الأجهزة الأمنية في تحديد موقع اختباء العنصر الإجرامي بمساعدة عناصر سرية، إذ حوصر على الفور برفقة عدد من معاونيه، وصُفّي خلال تبادل لإطلاق النار.

 

من هو محمد محسوب قائد أخطر بؤرة إجرامية في مصر؟

 

برز اسم محمد محسوب إبراهيم أحمد، الذي أطلق على نفسه لقب “خط الصعيد الجديد”، كواحد من أخطر العناصر الإجرامية في صعيد مصر.

 

 بدأ نشاطه الإجرامي بسرقة الماشية وتجارة المخدرات، قبل أن يتحول إلى زعيم عصابة توسع نفوذها ليشمل العديد من الجرائم، ليصبح مطلوبًا في 44 قضية، تتنوع بين القتل، الشروع في القتل، حيازة الأسلحة، الإتجار بالمخدرات، والسرقة بالإكراه، مع صدور أحكام بالسجن المؤبد ضده بإجمالي 191 عامًا.

 

ورغم إدراكه أن سقوطه كان مسألة وقت، اختار “خط الصعيد” الاحتماء بالمناطق الجبلية، حيث شيّد حصنًا محصنًا بالخنادق والدشم ليكون معقله الأخير. من هناك، واصل نشاطه الإجرامي مستخدمًا ترسانة ضخمة من الأسلحة، فارضًا سطوته على الأهالي، ومواجهًا أي محاولة للقبض عليه.

 

ووفقًا لبيان وزارة الداخلية، كشفت تحريات قطاع الأمن العام، بالتعاون مع أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن أسيوط، عن بؤرة إجرامية تضم ثمانية عناصر شديدة الخطورة، يتزعمها محمد محسوب إبراهيم أحمد، المعروف بـ”خط الصعيد الجديد”، تقف وراء التصعيد الأخير.

 

 وأكدت التحقيقات تورط هذه العناصر في جلب المواد المخدرة، وحيازة الأسلحة غير المرخصة، وفرض السيطرة على المنطقة، وترويع الأهالي.

 

وأشار البيان إلى أن محمد محسوب مطلوب في 44 جناية، تشمل القتل، الإتجار بالمخدرات، حيازة الأسلحة، السرقة بالإكراه، والحرق العمد، مع صدور أحكام بالسجن المؤبد ضده في عدة قضايا.

 

وكشفت التحريات أنه كان يختبئ مع معاونيه في منطقة جبلية قرب قرية العفاردة، حيث حصّن أحد المباني هناك باستخدام الخنادق والدشم.

 

 

لحظات محسوب الأخيرة

 

عقب تقنين الإجراءات، شنت القوات الأمنية حملة موسعة بمشاركة وحدات من قطاع الأمن المركزي. وعند وصولها إلى المبنى المتحصن، واجهت مقاومة عنيفة من أفراد البؤرة الإجرامية، الذين استخدموا أسلحة متطورة، من بينها قاذفات “آر بي جي”، قنابل F1، وبنادق آلية، كما فجروا إسطوانات غاز في محاولة لمنع القوات من اقتحام الموقع.

 

ورغم التصعيد، تمكنت القوات من تصفية محمد محسوب وسبعة من معاونيه، بينما أصيب ضابط من قطاع الأمن المركزي خلال المواجهات.

 

وخلال العملية، ضبطت القوات ترسانة من الأسلحة والذخائر، شملت قاذفات “آر بي جي”، رشاشات “جرينوف”، بنادق آلية، قنابل يدوية، وطلقات نارية مختلفة الأعيرة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المواد المخدرة.

 

مصدر محلي: محسوب عزز تحصيناته وأعاق تقدم الأمن في العفادرة

 

أكد أحد أهالي قرية العفادرة بمركز ساحل سليم، رفض ذكر اسمه، أن المطلوب أمنيًا محمد محسوب، المعروف إعلاميًا بلقب “خط الصعيد”، صعّد من أنشطته الإجرامية بعد ثورة يناير، إذ تورط في تجارة السلاح والمخدرات، إلى جانب ترويع أهالي القرية، وبناء منازل داخل الأراضي الزراعية وبين زراعات الموالح التي تشتهر بها المنطقة، مستغلًا موقعه لتأمين تحركاته.

 

وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية واجهت صعوبة في القبض عليه بسبب تحصيناته القوية، إذ زرع متفجرات حول منزله، ووصل أسواره الخارجية بالكهرباء، ما حال دون وصول القوات إليه، موضحًا أنه كان يبادر بإطلاق النار على القوات الأمنية التي حاولت مداهمته، مما أدى إلى اشتباكات استمرت لعدة أيام.

 

ولفت إلى أن الأمن وضع خطة محكمة خلال الفترة الأخيرة للقضاء على هذه البؤرة الإجرامية، بعد تنفيذ حملات ناجحة استهدفت مطلوبين آخرين في المنطقة، لكن طبيعة موقع محسوب داخل الكتلة السكنية واستخدامه للدروع البشرية منعت سرعة تنفيذ العملية، إذ فضّلت الأجهزة الأمنية التأني حفاظًا على أرواح المدنيين، وهو ما تسبب في تأخر حسم الموقف لمدة ثلاثة أيام.

 

وأشار المصدر إلى أن انقطاع الكهرباء عن القرية كان نتيجة لتضرر الشبكة الكهربائية بسبب تبادل إطلاق النار في أثناء الاشتباكات.

 

نهاية أخطر عنصر إجرامي في مصر

 

كشفت مصادر أمنية عن نجاح الأجهزة الأمنية في القضاء على “محمد محسوب”، أحد أخطر العناصر الإجرامية في مصر، بعد مواجهات عنيفة في الجبال بمحافظة أسيوط.

 

 وارتبط اسمه بنزاعات قبلية دامية أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا، إضافة إلى تورطه في قضايا قتل، مخدرات، وحيازة أسلحة، حيث صدر ضده أكثر من 500 حكم قضائي.

 

وشهدت المنطقة نزاعات طاحنة بين قبيلة العفاردة، التي ينتمي إليها محسوب، وقبائل أخرى في أسيوط، ما أدى إلى إغلاق طرق رئيسية وتدمير ممتلكات، واستمر تأثيره على الأمن العام، مما استدعى تدخلاً أمنيًا واسع النطاق.

 

 

البداية بالتسليم

 

وقال هلال عبد الحميد، أحد أهالي العفاردة، إن ما حدث هو تعرض المدعو محمد محسوب من مواليد قرية العفاردة بأسيوط، إلى مشكلة منذ فترة طويلة جدًا -وفق قول محسب- وهي تلفيق قضية له بإحراز سلاح.

 

وأوضح هلال وجود عرف في الصعيد يسمى “التسليم” وهو طلب مركز الشرطة من الأفراد الذين يعلم أن لديهم أسلحة تسليمها.

 

ولفت عبد الحميد إلى أن القضية التي حررت لمحسوب لم تُحفظ كما يحدث في حالات مماثلة، بل أحيلت إلى المحكمة وصدر ضده حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات، مما جعله يشعر بالاضطهاد ويدفعه إلى التمرد على الوضع القائم.

 

وأضاف أن محسوب واجه بعدها عدة اتهامات، وحُوكم في قضايا أخرى غيابيًا، ما دفعه إلى التنقل بين أماكن مختلفة، بينها الطريق الصحراوي بالإسكندرية، قبل أن يعود للاستقرار في قريته خلال السنوات الأخيرة.

 

وأكد أن قرية العفاردة. وبعض القرى المحيطة بها شهدت انقطاعًا في الكهرباء لمدة ثلاثة أيام، خلال المواجهات الضارية بين قوات الداخلية، ومحسوب، لافتًا إلى أن مدرسة العفاردة. أغلقت أبوابها أيضًا خوفًا على التلاميذ.

 

وأشار إلى أن محافظة أسيوط شهدت خلال السنوات الماضية سياسة أمنية قائمة على استهداف ما تصفها السلطات بـ”البؤر الإجرامية”، حيث نُفذت عدة حملات أمنية في مناطق مختلفة، مثل أبوتيج، أبنوب، الفتح، وساحل سليم، أسفرت عن تصفية عدد من المطلوبين أمنيًا.

 

ونوه بأن اعتماد سياسة التصفية من الشرطة لأن الأشخاص الذين تطاردهم خطيرين وانتحاريين، إذ تصنع لديهم يقين بأنه حتى لو سلموا أنفسهم، فمصيرهم التصفية؛ لذا يلجؤون لأسلوب المقاومة واستخدام السلاح.

 

وشدد على أن المشكلة الكبرى في مثل هذه الحالات المنتشرة والمتكررة التي تتسمى بـ «خط الصعيد»، تجد تعاطفًا غريبًا بين أهالي القرى المنتمين لها.

 

وفسر عبد الحميد الأمر بأن السبب في هذا التعاطف يعود إلى التعامل الذي وصفه بـ«القاسي» من الشرطة تجاه الصعيد، مثل أخذ النساء إلى مراكز الشرطة من أجل الضغط على المتهمين ومن لديهم مشاكل أمنية، أو لجعل ذويهم يسلمون الأسلحة؛ ما يجعل المواطنين في الصعيد يشعرون بكبت شديد.

 

وبين عبد الحميد أن أهل الصعيد لا يرون الحكومة إلا في الشرطة، لافتةً إلى أن هذه العلاقة المتوترة، تجعلهم يتعاطفون مع أمثال محسوب، رغم معرفتهم بأنه مجرم.

 

وختم بضرورة الاهتمام بتطوير الصعيد وإيصال الخدمات المناسبة له، وتوفير حياة كريمة لأهله تعتمد على حسن التعامل، بالإضافة إلى أهمية توفير فرص عمل كثيفة، كالتي وفرت في الستينيات عبر مصانع الألومينيوم والإسمنت والحديد والصلب وغيرها.

 

حملة أمنية موسعة في أسيوط

 

وكانت شنت الأجهزة الأمنية حملة موسعة في مركز ساحل سليم بأسيوط، بقيادة اللواء وائل نصار، مدير الأمن، واللواء محمد عزت، مدير المباحث الجنائية، لاستهداف البؤر الإجرامية في قرية العفاردة.

 

وفرضت القوات طوقًا أمنيًا حول المنطقة، قبل أن تتعرض لهجوم مسلح من العناصر الإجرامية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة انتهت بالقضاء على “محمد محسوب” وعدد من معاونيه.

 

وتواصل الأجهزة الأمنية ملاحقة بقية العناصر الإجرامية، وسط حالة من التوتر في المنطقة، مع تكثيف العمليات لضبط الخارجين عن القانون.

 

اقرأ أيضًا:

 

التشكيل الوزاري الجديد وتطلعات محافظات الصعيد للتطوير

 

جدل “الجبهة الوطنية” مستمر.. كيف تسير الحياة السياسية في مصر؟

 

بعد إقالة السيسي 11 مستشارا رئاسيًّا.. قصة الرؤساء مع التعيين والإقالة

 

 

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية