
مقاطعة البضائع الداعمة لإسرائيل.. ما مدى تأثيرها؟
كان لسلاح المقاطعة الذي تم استخدامه حول العالم بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة آثر بالغ
حيث تكبدت الشركات الداعمة لإسرائيل خسائر بالمليارات من الدولارات، منذ حرب السابع من أكتوبر عام 2023 وحتى الآن.
تاريخ المقاطعة
في عام 1948 أعلنت إسرائيل إقامة دولتها الجديدة على أرض فلسطين، بعدما تمكنت من هزيمة الجيوش العربية.
ومنذ ذلك التاريخ، ولا يزال العداء العربي الإسرائيلي مستمراً، يتصاعد أحياناً ويهدأ أحياناً آخر.
ورغم دخول العديد من حكومات الدول العربية تحت دائرة التطبيع، إلا أن الشعوب العربية لا زالت تحمل نفس العداء لإسرائيل.
وبدأت فكرة مقاطعة البضائع للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية والمنتجات الداعمة لإسرائيل منذ الانتفاضة الفلسطينية.
إلا أن فكرة المقاطعة باتت محدودة للغاية، بسبب غياب الآلة الإعلامية التي توضح قوة سلاح المقاطعة ضد المحتل.
وبدأت محاولات محدودة للحث على المقاطعة من خلال أوراق وتصميمات تم تعليقها في الأماكن العامة وتوزيعها داخل المدارس والجامعات.
وبدأت بدائل المقاطعة تنتشر، بشكل محدود، إذ كانت المنتجات العربية البديلة، لا تنافس المنتجات الداعمة لإسرائيل.
المقاطعة بعد 7 أكتوبر
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر فكرة المقاطعة بين روادها، كما انتشرت العديد من التطبيقات التي تسمح بإدخال كود المنتج لتظهر لك إن كان المنتج ضمن منتجات المقاطعة أم لا؟.
وبدأت المصانع في الدول العربية، تزيد من كمية منتجاتها لتعويض حاجة السوق إلى منتجات بديلة للمقاطعة.
وساهم في نشر فكرة المقاطعة إعلان العديد من هذه الشركات الشهيرة دعمها للاحتلال بشكل مباشر.
مما دفع المقاطعون إلى التمسك بفكرتهم، وحث غيرهم على مقاطعة هذه البضائع، وهو ما فتح الباب أمام الشركات العربية لتحقيق مزيد من المبيعات.
محمد جمال، ويعمل مهندساً بإحدى شركات المواد الغذائية المصرية في مدينة السادس من أكتوبر، قال إنه يعمل بشركة مصرية لها منافس أمريكي.
وأضاف في تصريحات لـ”MENA“، أنه كان يأخذ نسبة بسيطة من المبيعات الخاصة بالشركة بموجب العقد بينهما.
وتابع، أن هذه النسبة كانت قليلة للغاية بسبب منافسة المنتج الأمريكي للشركة، لكن وبعد المقاطعة تضاعف ما كنت أحصل عليه من الشركة بسبب مقاطعة المنتج المنافس.
العمالة المصرية
يرى اتجاه آخر أن فكرة المقاطعة لا تجدي وأنها تضر بالعمالة المصرية في هذه الشركات.
وتساءل هذا الاتجاه، حول مصير هؤلاء الشباب بعد إغلاق هذه الشركات، وأين سيعملون في حال تم تسريحهم.
وأجاب عدة خبراء اقتصاديون حيال هذه القضية، والذين أكدوا أنه في حال توقفت هذه المصانع، فإن هذا القرار سيفتح الفرصة أمام المصانع العربية المنافسة لاستقطاب هؤلاء العمال إلى صفوفها.
وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن هذه المصانع تصدر بعضاً من منتجاتها إلى الخارج، ولا تعتمد في حجم مبيعاتها على المستهلك المحلي فقط.
خسائر الشركات الداعمة لإسرائيل
بدأت المقاطعة في تحقيق نتائج خلال الربع الرابع من عام 2023، بعدما أعلنت معظم هذه الشركات تكبدها لخسائر فادحة.
ولكن بقيت هذه الخسائر ضمن نطاق جغرافي معين، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا.
وبقيت هذه الشركات تحقق نتائج إيجابية في معظم بلدان العالم، لتحاول تفادي الخسارة والحفاظ على مركزها في الأسواق.
وفي الربع الأخير من 2023 خسرت شركة بيبسي أكثر من 57% من مبيعاتها، حيث تم استبدال هذا المنتج بعدة منتجات محلية مصرية وعربية.
كما تجاوزت خسائر شركة كوكاكولا أكثر من 35% من مبيعاتها عن ذات الفترة.
شركة أمريكانا هي الأخرى لم تكن أوفر حظاً من هذه الشركات، حيث تكبدت خسائر فادحة وصلت إلى 52%، عن نفس الفترة.
وكانت شركة ماكدونالدز الأوفر حظاً من بين هذه الشركات، حيث تكبدت خسائر وصلت إلى 12% فقط، وذلك بحسب مجلة فوربس الشرق الأوسط.