سياسة

هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية؟


فبراير الأسود، ليس المقصود به الفيلم السينمائي المصري، الذي جسد بطولته الفنان الراحل خالد صالح، ويحكي عن صراع الأجهزة المسيطرة على هرم الحياة الاجتماعية في مصر، وإنما كان “أسوداً” هذه المرة على أوكرانيا.


فقد هجمت روسيا الإتحادية على أوكرانيا، ووصف العديد من المسؤولين والمحللين الغزو بأنه أكبر هجوم عسكري تقليدي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


وأدخلت هذه الحرب جميع بلدان العالم في حالة اقتصادية لا يحسدون عليها، وارتفعت أسعار النفط، وتوقفت روسيا وأوكرانيا عن تصدير القمح للعديد من بلدان العالم، ومن بينها مصر.



استيقظ العالم في 21 فبراير من عام 2022 على اعتراف بوتين بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية، وهما دولتان يسيطر عليها الانفصاليون المؤيدون لروسيا في دونباس.


وفي 22 من فبراير بنفس العام أذن مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع باستخدام القوة العسكرية، ودخل الجنود الروس كلا المنطقتين.

وتصاعدت الأحداث حتى وصلنا إلى الـ 24 فبراير 2022، وهنا بدأت روسيا اجتياحاً عسكرياً كبيراً على أوكرانيا بحجة أنها تهدف إلى نزع السلاح وإزالة النفوذ النازي من أوكرانيا.


وكان الهجوم مفاجئاً دون إعلان حرب، مما يمثل تصعيداً حاداً للصراع الذي بدأ في عام 2014.

وفي 5 مارس 2022، أعلنت روسيا وقف إطلاق نار جزئي لفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين، لكنها استأنفت القصف في ماريوپول في غضون ساعات.



اندلعت شرارات الحرب الروسية الأوكرانية عام 2014،  حيث قامت روسيا بعدة عمليات عسكرية في الأراضي الأوكرانية، وبعد عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، سيطرت روسيا وجنودها على مواقع إستراتيجية وحيوية في شبه جزيرة القرم.


كما نجحت روسيا في ضم القرم تحت سيادتها، بعد استفتاء صوت فيه سكان القرم لصالح الانضمام إلى روسيا الاتحادية.

وبعد ذلك تصاعدت مظاهرات الجماعات الانفصالية المؤيدة لروسيا، مما أدى إلى حدوث صراع مسلح بين الحكومة الأوكرانية والجماعات الانفصالية المدعومة من روسيا.


وبعدها بعامين، وتحديداً عام 2016 تجدد الصراع مجدداً، حيث أعلنت أوكرانيا أن روسيا زادت من وجودها العسكري على طول خط حدود القرم.


لتستمر مناوشات بين الطرفين حتى عام 2018، حيث أطلقت سفن حربية روسية النار على ثلاث سفن أوكرانية.


وفي هذا التوقيت أيد المشرعون في البرلمان الأوكراني بشكل ساحق فرض الأحكام العرفية على طول المناطق الساحلية الأوكرانية والمناطق المتاخمة لروسيا، وذلك رداً على إطلاق روسيا النار على السفن البحرية الأوكرانية والاستيلاء عليها بالقرب من شبه جزيرة القرم.



غالباً ما تغيب الإحصاءات والأرقام الصحيحة في أوقات الحرب، ولكن تشير بعض التقديرات التي أجرتها صحف ومراكز بحثية إلى ارتفاع كبير في أعداد القتلى في المعركة التي تسمى بـ”مفرمة اللحم”.


ويشير هذا المصطلح إلى ما تفعله روسيا حالياً، من إرسال جنودها للقتل، من أجل إنهاك القوات الأوكرانية، وكشفهم أمام المدافع الروسية.


لكن على ما يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دائماً ما يتجنب الحديث عن أعداد القتلى في الجيش الروسي، والذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف من القتلى.


وفي نفس السياق، أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أن عدد القتلى من جنود الجيش الأوكراني وصل إلى 31 ألف قتيل.

الرئيس الأوكراني نفسه، تحدث عن عدد القتلى من الجنود الروس، والذي أكد أن عددهم وصل إلى 180 ألف قتيل، مشيراً إلى أن ضحايا روسيا في هذه الحرب أكثر من 500 ألف قتيل من القتلى والمصابين.



منذ اليوم الأول للصراع الروسي الأوكراني، أعلنت جميع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية دعمها الكامل لأوكرانيا.


وقطعت هذه الدول علاقاتها مع روسيا، وجمدت أصولاً لروسيا، ولأشخاص في حكومتها ورجال أعمال بارزين.

كما دعمت هذه البلدان أوكرانيا في جميع المحافل الدولية والرياضية، وباتت أوكرانيا هي الحدث الأبرز لهذه البلدان.


كما استقبلت أوروبا اللاجئين إليها من أوكرانيا، وأعطتهم الأولوية في حق اللجوء، مقارنة مع اللاجئين الذين تعرضوا لنفس النوع من الاضطهاد من بلدان أخرى.



صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب محادثاته مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، أن تنفيذ مبادرات السلام الروسية سيسمح بوقف الأعمال القتالية وبدء المفاوضات.

وتتولى هنغاريا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر بدءا من 1 يوليو الجاري.


وقال بوتين: “تم تحديد مبادراتنا للسلام مؤخرًا في اجتماعي مع قيادة وزارة خارجية روسيا الاتحادية، ويبدو لنا أن تنفيذها سيسمح بوقف الأعمال القتالية وبدء المفاوضات”.


وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن في اجتماع مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، في أواسط شهر يونيو الماضي، أن بدء المفاوضات مع كييف يقتضي أن تقوم أوكرانيا بسحب قواتها من كامل أراضي المناطق الجديدة في روسيا “من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه”.


وأشار بوتين إلى أن الأعمال القتالية ستتوقف فور موافقة كييف على هذا الشرط؛ مؤكدا أنه يتوجب على كييف أن تخطر موسكو رسميا بتخليها عن خطط الانضمام إلى “الناتو”.


اقرأ أيضًا:






مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية