سياسة

بين زيارة الكونجرس للقاهرة وسفر السيسي لتركيا.. ماذا نقرأ عن دور مصر الإقليمي؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات سياسية متسارعة تستدعي اهتمامًا دوليًا خاصًا، خاصةً في ظل النزاعات المستمرة والصراعات الإقليمية التي تؤثر على استقرار المنطقة.

 

وبرزت في هذا السياق، زيارة وفد الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور جوني إرنست إلى القاهرة، خطوةً مهمةً تسعى لتسوية الأزمات الملحة، على رأسها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة السودانية.

 

كما أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ردود فعل قوية من مصر، إذ شهدت تحركًا دبلوماسيًا موسعًا للتأكيد على الموقف المصري الثابت تجاه القضايا الإقليمية. في هذا التقرير.

 


أتت زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمصر في توقيت حرج، تقديرًا لدور مصر المحوري في المنطقة وسعيها المستمر لوقف الصراع بين الطرفين.

وأكد رئيس الوفد الأمريكي أن الزيارة تعكس الدور الثنائي الهام بين البلدين، والأمل في تحقيق الاستقرار لشعوب المنطقة.

 

وأشار وفد الكونجرس إلى شراكة مصر الأساسية في جهود وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لتسوية النزاع، الذي اندلع منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 


شدد الرئيس السيسي، خلال لقائه بوفد الكونجرس على ضرورة أن تعمل جميع الأطراف الدولية على وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، نظرًا للتداعيات الخطيرة للتصعيد الإسرائيلي على المنطقة والعالم.

 

كما أكد السيسي أهمية تنفيذ التوافق الدولي الرامي إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية لضمان الاستقرار الدائم في المنطقة وحفاظًا على مقدرات الشعوب.

 


وتناول لقاء أعضاء الكونجرس الأمريكي مع الرئيس المصري أيضًا تطورات الأوضاع في السودان، إذ يعاني الشعب السوداني من الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع.

 

وأكد السيسي دعم مصر لكافة المسارات الساعية لإرساء الاستقرار في السودان، مشيرًا إلى أن موقف مصر ثابت في دعم الأشقاء في السودان وتسخير كافة الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.

 

تصريح “مستفز”


رفضت مصر رسميًا، عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية وبيانات من أعضاء مجلس النواب، تصريحات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي حول تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر محور صلاح الدين “فيلادلفيا”.

 

ونوهت مصر بأن هذا التصريح يُعد محاولة من بنيامين نتنياهو لتشتيت الرأي العام الإسرائيلي في ظل الأوضاع الداخلية المتوترة؛ بهدف تبرير الهجمات غير المبررة على المدنيين في قطاع غزة واستمرار سياسة العدوان وعرقلة جهود وقف إطلاق النار.

 

وأشارت مصر إلى أن الجهود التي بذلتها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين لم تسفر عن استجابة من الجانب الإسرائيلي.

 

ولفتت مصر إلى أن التصريحات الإسرائيلية تمثل محاولة للتلاعب والتشويه، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن زج اسمها في تصريحات غير مسؤولة، مشددة على رفضها التام للوجود الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية ومحور .صلاح الدين على الحدود بين البلدين

 


في السياق نفسه، أعربت الدول العربية، بما في ذلك قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وفلسطين، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، عن تضامنها مع مصر ورفضها التام لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة.

 

وأكدت جميع الأطراف في بيانات رسمية الدور المحوري لمصر وسعيها الدائم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

كما أدانوا سعي الحكومة الإسرائيلية لتقويض السلام واستمرار العدوان على المدنيين في قطاع غزة، وأكدوا استنكارهم لمحاولة نتنياهو تضليل الرأي العام بمعلومات مغلوطة وغير صحيحة.

 

وحذروا من التداعيات السلبية لمثل هذه التصريحات غير المسؤولة على المنطقة.

 


وجاءت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، والتي تعد الأولى منذ توليه الرئاسة، ولقاؤه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، بمردود إيجابي على الرأي العام في كل من مصر وتركيا.

 

واعتبرت الأحزاب السياسية في البلدين أن الزيارة جاءت في توقيت مناسب للتعبير عن التوافق المصري التركي بشأن الأحداث الإقليمية، مما سيسهم في تضافر جهودهما وقدراتهما مع المجتمع الدولي لوقف دائرة العنف المتزايد.

 

وتناول اللقاء بين “السيسي” و”أردوغان” العديد من القضايا الإقليمية، على رأسها الوضع في ليبيا. واتفق الطرفان على ضرورة استعادة الاستقرار في ليبيا والحفاظ على مقدرات شعبها الشقيق.

 

كما شهد اللقاء توقيع 17 اتفاقية جديدة لتعزيز التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين البلدين، بما يعزز البيئة الاستثمارية بينهما.

 

وتعتبر مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا باستثمارات تصل إلى 7.1 مليار دولار.

ومن المتوقع أن تعزز هذه الاتفاقيات التعاون الاستثماري، حيث سيعفى المستثمرين الأتراك في مصر من الرسوم الجمركية، مما يخلق بيئة استثمارية جاذبة ويوفر فرصاً واعدة في السوق المصرية.

 

اقرأ أيضًا:

 

أحمد إمام
أحـمـد إمـام كـاتـب صـحَـفـي مـصـري مـن مـوالـيـد الـقـاهـرة فـي 22 يـنـايـر 1982، يـشـغـل مـنـصـب مـديـر تـحـريـر جـريـدة الـجـمـهـوريـة، سـبـق لـه الـعـمـل فـي قـنـاة الـچـزيـرة الإخـبـاريـة والجـريـدة الـكـويـتـيـة ومـوقـع الـيـوم الـسـابـع، ومـشـرفـًا عـلـى الـتـحـريـر لـلـعـديـد مـن الإصـدارات الـورقـيـة والإلـكـتـرونـيـة.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية