
أبرم النادي الأهلي المصري قبل أسبوع شراكة مع شركات استثمار إماراتية، ومجموعة إبراهيم العرجاني الاقتصادية الكبرى، عقود إنشاء المدينة الرياضية للأهلي بالشيخ زايد، أو ما تعرف بمشروع القرن للنادي الأهلي.
وكما جرى الإعلان عن الصفقة، التي تدخل فيها أكثر من 15 شركة ومجموعة محلية وعالمية، بغرض تأسيس المدينة، والانتهاء منها، بتكلفة قد تزيد عن مليار جنيه، بدأ العمل في المشروع.
الأمر الذي وصفه، محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي الاهلي، بإنه تمويل بغاية حق الانتفاع، حتى يتفرغ النادي وعلى رأسه مجلس الادارة، من دعم الفرق، للحصول على مزيد من البطولات.
ميزانية ضخمة
الصفقة التي أبرمها النادي، مع ذلك العدد من الشركات، والمجموعات الاقتصادية والاستثمارية، لخلق مدينة رياضية خاصة بالأهلي، ليس إلا للقيام بعمل استاد رياضي بسعة تقارب الـ45 ألف متفرج.
وكذلك إنشاء مستشفى وفندق ومدرسة رياضية، بالإضافة إلى متحف خاص بالنادي، ليحمل تكلفة عالية جدًا، بلغت حسب الصفقة المعلنة، والتي جرى توضيح قيمتها بإنها 12 مليار جنيه مصري.
وهذا جاء حسب تقدير النادي، بطريقة تمويل غير تقليدية ومختلفة، مما لا يجعل النادي الاهلي، مُطالب خلال أي وقت بتحمل أعباء أي ديون في المستقبل، مما يوفر الطاقة والجهد، لخدمة النادي، وكذلك أعضاء الجمعية العمومية، بالإضافة إلى تطوير النادي، بما يشمل المنشآت والفرق بقطاعاتها المختلفة.
غضب الجماهير عبر منصات التواصل الإجتماعي
تلقى معظم مشجعي الأهلي، المؤتمر الذي جرى إبرام العقود فيه، والاعلان عن ذلك المشروع الذي يدخل فيه أكثر من 15 شريك، بإستياء وغضب شديد، فقال أحد مشجعي الفريق خلال موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، إنه حزين من أول أن تعاقد الأهلي مع كوكاكولا، إلى أن وقع على ذلك المشروع.
وأضاف المشجع: “دول بقوا يتحكموا في النادي، مش ده الأهلي اللي أنا شجعته والله، انتكاسة في تاريخ النادي وهي فعلا كورة ترفيه في الأول والآخر، ومبقاش يفرق معايا مين يكسب ومين يخسر ولا أحرق دمي وامسك في الناس عشان خاطر لعبة اتحولت لمصالح”.
وأتت تلك التصريحات، من مشجع الأهلي، ردًا على عصام العرجاني، نجل إبراهيم العرجاني، رئيس إتحاد قبائل سيناء، وشركة العرجاني، والذي صرح خلال مؤتمر الإعلان عن “مشروع القرن”، بإن يحلم الجمهور ومجموعة العرجاني عليها تحقيق الحلم.
وعلى صعيد الاستنكار والغضب نفسه، تجاوز بعض مشجعي فريق الأهلي، أسماء الشركات الممولة وتاريخها، وما ألتفتوا إليه فقط، هو أن الأهلي وعد بإنشاء استاد رياضي في أكثر من مرة.
وكانت المرة الأولى، حين وعد المهندس محمود طاهر، رئيس مجلس إدارة الأهلي، في الفترة قبل الأخيرة من تولي المهمة بالأهلي، أن الاهلي سيكون قريبًا لديه استاد خاص به.
بينما، كان للخطيب رئيس الأهلي الحالي، عدد من الوعود، بشراكات مختلفة في كل مرة، أهمها حين حصل الأهلي على تأجير ستاد السلام بالشراكة مع وي للاتصالات، التي حَدّثت اسم الاستاد موقتًا إلى “الأهلي وي السلام” في الفترة التي كانت راعيًا تجاريًا للنادي الذي جرى تأسيسه قبل أكثر من 115 عام.
حديث وزير الرياضة وإعلاميين عن المشروع
وقد حضر أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، حفل النادي الاهلي للإعلان عن المشروع وإبرام العقود مع الشركات الـ15.
وفي كلمته بخصوص “مشروع القرن” قال إنه اعتاد على حضور افتتاحات وتدشين مشروعات إنشائية للنادي الأهلي، والتي كان من بينها وضع حجر الأساس لفرع الأهلي في التجمع الخامس، إلى جانب العديد من المناسبات المتعددة داخل النادي.
وأشار إلى أن مشروع الأهلي يتماشى مع رؤية الدولة المصرية والتي تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التطوير والاستثمار في قطاع الرياضية بشكلٍ عام.
وفي هذا السياق ذاته، قال أحمد شوبير الإعلامي الرياضي، وحارس الأهلي الأسبق، إن النادي الأهلي قد أبرم مشروعًا ضخمًا، وبعد 25 عام سينتهي حق الانتفاع، وتكون كل العوائد للنادي الاهلي.
رعاية بالأمر المباشر
يقول المحامي الحقوقي عمر إمام، خلال تصريحات خاصة لـ”Mena Press” إن شَراكة العرجاني والامارت في ذلك المشروع الضخم، ليس نوع من المصالح أو حتى التحالف، بل أن الموضوع بمثابة أمر مباشر، من السُلطة لتمكين أحد أذرعها الغير خفية.
ويضيف إمام: “الأهلي لديه قاعدة جماهيرة كبيرة جدًا، والاولتراس الخاص بالفريق قد جرى حَله، وبالتالي لن تكون هناك عقبة أمام توجيه السُلطة لمجلس إدارة الأهلي، لشراكة العرجاني في إنشاء المشروع، وهو ما سيجري القيام به لتحسين صورة العرجاني، وهي فكرة خبيثة من السلطة إذا كان الأمر كذلك.”
ويلمح المحامي الحقوقي: “مفيش أنسب من جماهير الأهلي، كثافة مشجعين، ولا قاعدة جماهيرية، حتى ينشئ لهم العرجاني مدينة رياضية عشان تتلمع صورته أمام الجمهور.”
إشادات من صفحات دعم الأهلي
أشادت صفحات دعم فريق الأهلي ورحبت كثيرًا بذلك المشروع، ومَدَحَت مموليه الذين بلغ عددهم حسب الإعلان عن المشروع 15 شريكًا من شركات استثمار محلية وعالمية.
وكان من بينهم صفحات، أبرزت كلمة عصام ابراهيم العرجاني، نجل رئيس اتحاد قبائل سيناء، ورئيس شركة العرجاني أحد ممولي المشروع الضخم، الذي كان يتحدث خلال المؤتمر، عن تحقيق أحلام الجماهير، وعمل صَرح المدينة الرياضية للأهلي سريعًا وتقليص كل الوقت والمجهودات في سبيلها.
والتي حاولت بصورة أو بأخرى، أن توضح ماهية ضرورة إنجاز المشروع، وفوائده الهامة للفريق الرياضي، فضلاً عن الثناء على مجلس إدارة الأهلي لإبرامه مشروع بتلك الاهمية والقوة.
الأمر يحتمل هذا وذاك
يقول أحد المشجعين، أن الأمر يحتمل الشقين، المصالح والتحالف، لأن هناك استفادة ناتجة عن المشروع الضخم الذي سيقام في مدينة الشيخ زايد، وهو استاد بعدد مشجعين مناسب، بالإضافة إلى المدينة الطبية نفسها، والتي سيكون فيها مستشفى ومدرسة وفندق، وهذا سيفيد النادي كثيرًا.
ويضيف المشجع لـ”Mena Press“: الأمر أيضًا يحتمل المصلحة، ولا بأس في ذلك، إذا أراد العرجاني أن يكثف ظهوره، سواءً لصالح شركته التي ستكون راعية للمشروع أو ستأخذ نسبة من الأرباح أو حتى أن يفيد العرجاني من محو تاريخه القديم، وتسليط الضوء على ما يقوم به من تمويل للنادي صاحب الجماهيرية الجارفة.
ويتابع قائلًا: “على كل حال هنشوف لسه المشروع، يمكن لسه هياخد سنوات لينتهي تحضيره، أو لا يكتمل المشروع، لأن ده حصل كتير قبل كدا، وطبعًا لو تم الاهلي هيكون مستفيد من المدينة الرياضية، والعرجاني والشركات هيبقوا صحاب حق انتفاع في النادي لمدة ربع قرن، وهيظهر الرعاة كلهم في صورة مناسبة عشان اللي هيحظوا بيه من جمهور الأهلي.”