الشارع المصري

أمين القبائل بالجبهة الوطنية لـ”MENA”: فلسطين على حافة نكبة ثانية.. وهذا موقفي من انتخابات البرلمان | 2

تستكمل منصة “MENA“، الجزء الثاني من حوارها مع فايز أبو حرب، البرلماني السيناوي المعروف والقيادي السياسي في حزب الجبهة الوطنية واتحاد القبائل والعائلات المصرية، الذي يُعد الذراع الأيمن لرجل الأعمال الشهير الحاج إبراهيم العرجاني، رئيس الاتحاد، الذي أثار جدلًا واسعًا في مصر عند الإعلان عن تأسيس الاتحاد بقيادته.

 

 *لمتابعة الجزء الأول من هنا*

 

ويملك البرلماني الشيخ فايز أبو خبرة سياسية وبرلمانية واسعة وممتدة منذ أواخر الثمانينيات وحتى الآن، كعضو بمجلس الشيوخ المصري وأمين أمانة القبائل باتحاد القبائل والعائلات المصرية، أحد القيادات السياسية النشطة والفاعلة في كافة المحافل المحلية داخل مصر وخارجها.

 

ويكشف خلال هذه المقابلة العديد من القضايا المتعلقة بقبائل سيناء والمحافظات الحدودية، إلى جانب أهداف حزب الجبهة الوطنية واتحاد القبائل من العمل السياسي، ورؤيتهم للانتخابات البرلمانية المقبلة، بالإضافة إلى مشاركة الاتحاد بقيادة العرجاني في إعمار غزة بعد توقف آلة الحرب الإسرائيلية.

 

وبسؤاله.. هل ستخوض المعركة الانتخابية لاستكمال دورك البرلماني والخدمي لأهالي شمال سيناء؟ وما خريطة الحزب في الانتخابات البرلمانية خاصة فيما يتعلق بالقبائل في سيناء مطروح والمحافظات الحدودية؟

 

لكل حادث حديث، أولا الانتخابات البرلمانية باقي عليها أكثر من 4 أشهر. وأي إنسان يحب أن يؤدي من خلال عمله دورًا برلمانيًا، ولكنني الآن أعمل في اتحاد القبائل وفي حزب الجبهة الوطنية. أعمل للتأكيد على كل الكلام الذي ذكرته في السابق. ولكن عندما يأتي دور الانتخابات البرلمانية، سيكون هناك قرار بالتنسيق مع المحيطين بي.

 

وكيف ترى دور مصر في التهجير؟

 

 مصر أدت دورًا عظيمًا جدًا في رفع لافتة “لا للتهجير” للحفاظ على القضية الفلسطينية.

 

وبكل تأكيد، بعد بدء أيام الحرب الإسرائيلية التي اندلعت بعد أحداث 7 أكتوبر بأسبوع، كان هناك جلسة في مجلس الشيوخ أكدتُ أن ما تفعله إسرائيل خلال الـ 10 أيام الأولى في الحرب على غزة يعتبر نكبة ثانية. والكلمة مسجلة وموثقة في مجلس الشيوخ، يمكن لو رجعت على صفحتي هتلاقي هذه الكلمة. بعدما تم هذا الدمار استشعرت بالخطر أن ما تقوم به إسرائيل ليس هو الرد على عملية، ولكن هو نوع من أنواع النكبة الثانية للتدمير.

 

عندما شاهدنا حجم الدمار وحجم القتل والتنكيل وقتل الشيوخ والأطفال والنساء، شعرنا أن هناك نكبة ثانية ستحل بالشعب الفلسطيني. وهذا على مدى أكثر من سنة ونصف على قطاع غزة من قطع المساعدات وصمت المجتمع الدولي بالكامل على الجرائم التي تتم في حق إخواننا في فلسطين. ولكن الدور الوطني المصري دائمًا وأبدًا هو الوقوف خلف الفلسطينيين. هذا عرفناه ونعرفه من آبائنا وأجدادنا، لأن مصر هي الحائط الصد للدفاع عن القضية الفلسطينية وإقامة السلام العادل.

 

يمكن الرئيس عبدالفتاح السيسي ذكر أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر في ستاد القاهرة منذ أكثر من عام. وهناك دور وطني عظيم تقوم به مصر في ظل كل المخاطر وفي ظل كل الضغوط الدولية والهجمة العنترية التي تتم على الأخوة الفلسطينيين سواء من أمريكا أو من الإسرائيليين أو من الدول المتحالفة معهم. ولكن مصر دائمًا وأبدًا تدافع عن القضية الفلسطينية، مصر هي خط الدفاع الأول، مصر هي التي تقدم المساعدات لإخواننا في فلسطين.

 

ومصر ذكرت كثيرًا “لا لتهجير الفلسطينيين” سواء قسريًا أو طوعيًا. مصر أكدت أنه لابد من دخول المساعدات، مصر أعادت الإعمار في خطة القمة العربية وأكدت على ضرورة إعادة إعمار غزة لتسكين إخواننا الفلسطينيين. مصر تستقبل الجرحى الفلسطينيين في مستشفياتها، وتقدم الدعم اللوجستي والمعنوي للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية.

 

وما تقييمكم لدور السيسي؟

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي في ظل المخاطر التي تحيط بالمنطقة، يحافظ على الهوية الفلسطينية، لأنه لو ترك الفلسطينيون أرضهم ستذوب الهوية الفلسطينية. الرئيس ذكر أن الأمن القومي المصري فوق كل اعتبار وأن سيناء خط أحمر، وكل حبة رمل من سيناء الدولة تعرف قيمتها، ومصر الدولة التي حاربت ودافعت واستشهد الآلاف من أبنائها على أرض سيناء ورويت بدماء الشهداء الأبرار. ولذا فإن مصر لن تفرط في حبة رمل من سيناء.

 

وقد رأينا الرئيس في الفترة الأخيرة وكان هناك توجه من كل أبناء الشعب المصري العظيم إلى معبر رفح وقالوا “لا للتهجير”. وفي الفترة الأخيرة، الرئيس عبدالفتاح السيسي اصطحب معه الرئيس الفرنسي ماكرون وزارا مدينة العريش وتفقدا الجرحى الفلسطينيين. وكان الالتفاف من كل أبناء المحافظات من أبناء الشعب المصري العظيم استقبالًا تاريخيًا لهذه القيادة بعد الحرب على الإرهاب.

 

 وماذا عن زيارة السيسي وماكرون على مقربة من الحدود المصرية مع قطاع غزة؟

 

طبعًا هي زيارة لها كذا مردود. أولاً، سيناء أصبحت آمنة منذ الحرب على الإرهاب، وأصبحت أكثر أمنًا وأمانًا عما كانت عليه في السابق، حيث كان الطيران ممنوعًا من دخول مطار العريش. ولكن عندما يأتي أكبر زعيم أوروبي مع الرئيس إلى مطار العريش، وبمر زعيمي البلدين من بين اصطفاف الجماهير على جانبي الطريق، ويُرحب بهم ولا يوجد حاجز بينهما وبين أبناء الشعب، فإن ذلك يؤكد أن مصر آمنة. هذه الزيارة تؤكد أن مصر هي دولة تُظهر وقوفها خلف القضية الفلسطينية. من سيناء، مصر ترحب بزعماء أوروبيين على أعلى مستوى، وهذه رسائل عالمية مهما تحدثنا عنها لن نوفيها حقها. هذه الزيارة التي بدأت من القاهرة، ورأينا كيف كان يتجول الرئيس الفرنسي ماكرون مع الرئيس السيسي في خان الخليلي والأزهر وفي المحافظات، بكل أريحية بين أبناء الشعب المصري، كانت أكبر دعاية للسياحة في مصر. كما أنها أكدت على دور مصر، وتكاتف الشعب المصري خلف القيادة السياسية. على أرض الواقع، أثبتت هذه الزيارة أن الشعب بالكامل يقف خلف القيادة السياسية في ظل الأمن والأمان والاستقرار الذي تنعم به مصر. الشعب كله يرحب بضيوفه، ويقف خلف الدولة في الحفاظ على الأمن القومي المصري، ويدعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك المساعدة في إعادة إعمار غزة، ورفض الدعوات لتهجير الفلسطينيين قسريًا أو طوعيًا. كما زار الزعيمان الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات العريش، ووجدوا معاملة تليق بالمواطن، وحفاوة استقبال من قبل المصابين.

 

بعد الزيارة أعلن ماكرون نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. ما تعليقك؟

 

بكل تأكيد، “الذي يسمع شيء غير الذي يرى”. هو سمع عن مصر، لكن عندما رأى الشعب المصري ورفضهم لكل المحاولات التي تقوم بها إسرائيل لإذابة الهوية الفلسطينية، فإنه أدرك أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المؤتمر القادم أصبح ضرورة. ولكن، على الرغم من أهمية الاعتراف، لا يزال هناك الكثير من العمل الشاق المطلوب لوقف الحرب، ودخول المساعدات، ووقف دعوات التهجير القسري والطوعي للفلسطينيين. نحن نعلم جميعًا المواقف التي يقوم بها الرئيس الأمريكي ترامب، والإنحياز التام لإسرائيل، وهو ما يؤكد أن أمريكا ليست محايدة في هذه القضية.

 

وهل ترى أهمية للشكوى التي قدمتها إسرائيل لأمريكا ومصر بخصوص البنية التحتية العسكرية في سيناء؟

 

إسرائيل هي التي اخترقت معاهدة كامب ديفيد، حيث احتلت محور فيلادلفيا على الحدود المصرية. مصر في الفترة الأخيرة قضت على كل العناصر الإرهابية في سيناء، وبسطت سيطرتها على كل شبر من أراضيها لأول مرة منذ اتفاقية كامب ديفيد. على الرغم من أن اتفاقية كامب ديفيد كانت تحد من دخول الدولة لبعض المناطق، ما أدى إلى نمو العناصر الإجرامية المدعومة من الموساد الإسرائيلي في تلك المناطق، إلا أن مصر الآن أصبحت تسيطر على كافة ربوع سيناء. أبناء سيناء اليوم يعيشون في أمن وأمان، وفي ظل الاستقرار الذي تتمتع به المنطقة.

 

مصر بذلت جهودًا عظيمة وكبيرة جدًا في مجال إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وما زالت تواصل جهودها.

 

لكن إسرائيل ادعت سابقًا أن مصر هي التي تعطل دخول المساعدات. ما ردك؟

 

بكل تأكيد، العالم كله رأى أن إسرائيل هي التي قصفت المعبر من الجانب الفلسطيني. نحن، كأبناء مصر، نعمل على تسهيل دخول المساعدات، ولكن إسرائيل هي التي ترفض ذلك. أبناء الشعب المصري قدموا مساعداتهم عبر آلاف السيارات المتوقفة على المعبر، بينما إسرائيل تمنع دخول المساعدات. القيادة السياسية في مصر تؤكد دائمًا وأبدًا على فتح المعبر لدخول المساعدات إلى إخواننا الفلسطينيين.

 

هل سيشارك اتحاد القبائل أو شركات العرجاني في إعمار غزة في الفترة القادمة؟

 

إن شاء الله، عندما يتم وقف الإرهاب الإسرائيلي على غزة، كل الشركات المصرية الوطنية ستشارك في إعمار غزة، ومنهم بكل تأكيد مجموعة شركات العرجاني جروب، لوجودها الملاصق في سيناء لإخواننا في فلسطين. سيكون لهم إن شاء الله النصيب الأكبر.

 

أنشأ العرجاني مدينة متكاملة باسم الرئيس السيسي في منطقة البرث.. ما القصة؟

 

بكل تأكيد، تم اختيار هذه المدينة بعناية، وهي تبعد عن مدينة الشيخ زويد في منطقة البرث – وسط سيناء، وهو المكان الذي كان معقلًا للتكفيريين. هؤلاء كانوا ينفذون عملياتهم ثم يعودون إلى هذه المنطقة. الحمد لله، وبعد تطهير سيناء من الإرهاب، أصبحنا في هذه المنطقة نعمل على إنشاء مدينة تسمى باسم الرئيس السيسي، الذي كان له الدور الأكبر في محاربة الإرهاب. هذه المدينة تُبنى بجهود ذاتية من مجموعة العرجاني، وهي ستكون مدينة تنموية متكاملة تضم الزراعة والصناعة وتربية المواشي، إضافة إلى حفر آبار ومحطات تحلية. سيكون فيها جميع الخدمات التي يحتاجها سكان المدينة، كما ستكون بأحدث الطرازات المعمارية.

 

ما بين فترة عضويتك لمجلس الشعب سابقًا وعضويتك لمجلس الشيوخ حاليًا.. كيف انعكست هذه الفترة النيابية الحالية على الفترة الأولى من نيابتك لمجلس الشعب؟

 

الحمد لله، خلال فترتي النيابية في سيناء، وجدت أن معظم أبناء القبائل كانوا يقفون خلفي، وليس فقط أبناء قبيلتي، بل جميع أبناء القبائل في سيناء. هذا التأييد كان بسبب أنني كنت أعمل لخدمة الجميع دون تمييز. كان الناس يقدرون ما قدمته لهم من خدمات، سواء في حل مشكلات شخصية أو تقديم دعم في مواقف حياتية. هذا الرصيد من الدعم جعلني أشعر بسعادة غامرة عندما أتمكن من حل مشكلة لمواطن أو ابن من أبناء القبائل. وعندما انتقلت للعمل في اتحاد القبائل، كان نفس المنهج هو المعتمد: التواصل مع الجميع، الاستماع للمشاكل، والتفاعل المستمر مع الناس على مدار الساعة. هذا الأمر دفعني للعمل بشكل أكبر واستمر في تقديم العطاء في ظل الإمكانيات المتاحة.

 

 رغم أن اتحاد القبائل اسمه “اتحاد القبائل والعائلات المصرية”.. ما تعليقك على المعارضة التي واجهها هذا الاتحاد عند تأسيسه؟

 

عند تأسيس الاتحاد، واجهنا هجومًا ليس فقط على شخص الشيخ إبراهيم العرجاني، ولكن على بعض الأشخاص الذين تم اختيارهم في الاتحاد. لكن عندما دعونا أبناء المحافظات إلى مقر الاتحاد وشرحنا لهم الدور الوطني الذي قام به الشيخ إبراهيم، وكيف أنه أسس الاتحاد وساند الدولة في وقت صعب، تغيرت وجهات النظر. الاتحاد كان له دور كبير في محاربة الإرهاب في سيناء، حيث تحالف مع القوات المسلحة لمهاجمة الإرهابيين في أوكارهم. هذا التعاون انعكس على الحرب ضد الإرهاب، وفي نفس الوقت، عمل الاتحاد على تقديم الخدمات للمواطنين في مختلف المحافظات. اليوم، الاتحاد يواصل دوره في دعم الدولة وتنفيذ أعمال خدمية للمواطنين، وإنشاء قطاعات اقتصادية جديدة، مثل شركة أبناء سيناء وشركة أبناء مطروح، وهناك خطط لإنشاء المزيد من الشركات في الفترة القادمة.

 

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية