الشارع المصري

أمين مستقبل وطن بالغربية: سنطور سياساتنا.. ونستعد للرهان البرلماني

في حوار لمنصة “MENA، “يتحدث النائب محمد عريبي، أمين حزب “مستقبل وطن” بمحافظة الغربية وعضو مجلس الشيوخ، عن رؤية الحزب في الساحة السياسية المصرية، ودوره المتوازن بين العمل التشريعي والخدمي، مؤكدًا أهمية التعاون السياسي لتحقيق مصالح الوطن والمواطن.

 

رهان البرلمان

 

يؤكد النائب محمد عريبي أن الدورة القادمة من مجلسي النواب والشيوخ ستكون أفضل من سابقتها، بفضل نضج التجربة السياسية في مصر وارتفاع مستوى التنافسية بين الأحزاب.

 

ويرى عريبي، أن هذا التطور سينعكس على شكل المنافسة الانتخابية، التي ستتسم بقوة أكبر، ما يفتح المجال أمام ظهور قيادات سياسية جديدة قادرة على التعبير عن المواطن والدفاع عن قضاياه.

 

وأشار إلى أن ما يحدث حاليًا يصب في مصلحة الوطن، معتبرًا أن تطور الحياة السياسية هو مؤشر مهم لتحسن الأداء البرلماني في الفترة المقبلة.

 

رؤية مستقبل وطن

 

وفيما يخص قيادة الحزب، أوضح عريبي أن حزب “مستقبل وطن” يسير وفق توجهات واضحة وثابتة، مشددًا على أنه لا توجد خلافات جوهرية بين رؤساء الحزب المتعاقبين، وإنما تختلف المدارس والخبرات السياسية التي ينتمي إليها كل منهم.

 

وأضاف: “لكل مرحلة رجالها، ونحن في حزب مستقبل وطن نؤمن بضرورة المرونة في الأداء السياسي، ونتجنب الجمود أو التمسك الصارم بأسلوب واحد في العمل الحزبي”.

 

وتابع أن الحزب يتطور مع مرور الوقت بما يتماشى مع احتياجات الشارع المصري، ويحرص على مواكبة التحديات والمتغيرات الداخلية والإقليمية، مؤكدًا أن هذا النهج هو ما يضمن استمراره كقوة سياسية فاعلة ومؤثرة.

 

محمد بدران

 

في إشارة إلى فترة رئاسة محمد بدران لحزب “مستقبل وطن”، أكد النائب محمد عريبي أن الحزب لا يقوم على أشخاص، بل على كيان سياسي يمثل رؤية جماعية وأفكارًا وطنية.

 

وقال عريبي: “نحن في حزب مستقبل وطن لا ننتمي لأشخاص، بل ننتمي إلى كيان سياسي يعبر عن أفكارنا وتوجهاتنا. الأشخاص يأتون ويرحلون، وتتغير مواقفهم وفق معطيات مختلفة، لكن الحزب يظل ثابتًا بسياساته ورؤيته”.

 

وأضاف: “مرحلة محمد بدران كانت لها ظروفها الخاصة، وانتهت، ونحن مستمرون مع الحزب طالما هناك توافق مع سياساته ورؤيته تجاه الوطن والمواطن. فالانتماء الحقيقي يجب أن يكون للفكرة والكيان، لا للأفراد”.

 

سياسات ثابتة

 

وأوضح عريبي أن سياسات وأهداف حزب “مستقبل وطن” لم تشهد تغيرًا في جوهرها، لكنها تخضع لتطوير مستمر يتماشى مع التحولات السياسية ومتطلبات الدولة المصرية في المرحلة الحالية.

 

وقال: “الأساس ثابت وهو دعم الدولة المصرية بكل قوة، لكن من الطبيعي أن نراجع أدواتنا من وقت إلى آخر لنرى كيف يمكننا دعم الدولة بشكل أكثر فاعلية وبما يخدم المواطن ويوفر له خدمات أفضل”.

 

وأضاف: “نحن لا نغير السياسات، بل نطور الوسائل والخطط، والهدف النهائي يظل كما هو: بناء دولة قوية وتوفير حياة كريمة للمواطن المصري”.

 

دعم الدولة

 

وفي سياق متصل، شدد عريبي على أن الدور الأساسي للأحزاب السياسية، وفي مقدمتها “مستقبل وطن” و”حزب الجبهة” وغيرها من القوى السياسية، هو دعم الدولة ومؤسساتها، وليس أن تعتمد الدولة على الأحزاب.

 

وأضاف: “الدولة تمتلك مؤسسات قوية وقادرة، لكن تعتمد على المجتمع المدني – بما يشمله من أحزاب ومنظمات – في تنفيذ بعض خططها، خاصة تلك المتعلقة بالخدمات المجتمعية والإنسانية، وهو دور محوري ومشرّف لكل كيان سياسي حقيقي”.

 

وأكد أن “المشاركة في خدمة المواطنين ودعم الدولة من خلال أدوات المجتمع المدني لا تمثل فقط واجبًا، بل هي مصدر فخر لأي حزب حقيقي يسعى لتحقيق المصلحة الوطنية”.

 

 

موقف مستقبل وطن من فلسطين

 

وحول موقف حزب “مستقبل وطن” من القضية الفلسطينية، أكد عريبي أنه موقف واضح ومعلن، وينسجم بالكامل مع الموقف الرسمي للدولة المصرية.

 

وقال: “حزب مستقبل وطن أعلن دعمه الكامل للموقف المصري من خلال بيانات رسمية نُشرت على موقع الحزب وصفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأدان فيها الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني”.

 

وأضاف: “لم يكن دعم الحزب للقضية الفلسطينية مجرد بيانات، بل تجسّد على الأرض من خلال المشاركة في المظاهرات والوقفات التضامنية، سواء في رفح أو العريش أو خلال صلاة العيد، للتعبير عن دعمنا الكامل لأشقائنا في غزة ورفضنا لمحاولات التهجير أو تصفية القضية”.

 

وأشار إلى أن الحزب شارك أيضًا في الجهود الإغاثية من خلال إرسال قوافل مساعدات بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتوصيل الاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا الدور يمثل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا.

 

وشدد عريبي على أن “مستقبل وطن” يتحرك في هذا الملف في انسجام تام مع القيادة السياسية المصرية، التي تتبنى موقفًا ثابتًا بدعم الحقوق الفلسطينية ورفض أي حلول تخرج عن إطار العدالة والشرعية الدولية.

 

أكد النائب محمد عريبي أن انتشار حزب “مستقبل وطن” خلال السنوات العشر الماضية لم يكن أمرًا عاديًا، بل يُعد إنجازًا سياسيًا حقيقيًا، مشيرًا إلى أن المقارنة بينه وبين الحزب الوطني تحتاج إلى بعض التوضيح. وأوضح أن البعض يعتقد أن الحزب الوطني استغرق ثلاثين عامًا لتحقيق انتشاره، لكن الحقيقة أنه تمكّن من ذلك في سنته الأولى نظرًا لطبيعة النظام السياسي وقتها، في حين استطاع حزب “مستقبل وطن” أن يملأ الفراغ السياسي في فترة قصيرة نسبيًا بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، في وقت كانت فيه الساحة السياسية تفتقر إلى كيانات قوية وواضحة.

 

وأضاف عريبي أن الشارع المصري كان في حالة تعطّش لوجود حزب سياسي كبير لديه رؤية وقدرة على التأثير والتواجد في المحافظات والقرى والنجوع، وهو ما نجح الحزب في تحقيقه من خلال قواعد تنظيمية حقيقية، وليس فقط من خلال النخبة أو العاصمة، مشيرًا إلى أن الحزب لعب دورًا مهمًا في ملء الفراغ السياسي الناتج عن تفكك قوى كثيرة بعد الثورتين، وكان من الضروري وجود كيان سياسي قوي يتماشى مع توجهات الدولة ويستوعب احتياجات المواطنين.

 

اتهامات لمستقبل وطن

 

وعن الاتهامات التي تُوجّه إلى الحزب بأنه يُدار من خلال جهات أمنية، قال عريبي إنها اتهامات غير صحيحة تمامًا، وعبارة عن افتراءات لا تستند إلى أي دليل. وأوضح أن “مستقبل وطن” هو حزب داعم للدولة، وهذا وصف دقيق للحقيقة، مؤكدًا أن هناك فارقًا بين أن يكون الحزب جزءًا من الدولة أو أن يُتّهم بأنه “حزب الدولة”، موضحًا: “نحن نعتبر دعم الدولة شرفًا لنا، وندعم مؤسساتها بمختلف فئاتها وأجهزتها”.

 

وأشار إلى أن التعاون بين الحزب ومؤسسات الدولة، مثل وزارة الشباب والرياضة وغيرها من الوزارات، أمر طبيعي ومقبول سياسيًا، ويهدف إلى تحسين الأداء السياسي والتنظيمي في البلاد، وهذا ليس غريبًا، بل هو جزء من أسس العمل السياسي في أي دولة، مؤكدًا أن الحزب يساهم بفعالية في دعم مؤسسات الدولة، ومن الطبيعي وجود بروتوكولات تعاون مع هذه المؤسسات. وضرب مثالًا على ذلك بتنظيم فعاليات مشتركة مع وزارة الشباب في مختلف المحافظات لدعم الأنشطة الشبابية والرياضية، وكذلك التعاون مع وزارة الصحة في حملات التوعية الصحية، وهو ما يعكس التزام الحزب بتعزيز دور الدولة في خدمة المواطنين.

 

وأكد عريبي أن التلاعب في المصطلحات هو ما يخلق لبسًا أو غموضًا في الصورة، موضحًا أن الحزب ليس “حزب الدولة” بالمعنى المتداول، بل هو حزب وطني يدعم الدولة ويساهم في تنفيذ سياساتها بما يخدم مصلحة المواطن.

 

كما شدد عريبي على أن “مستقبل وطن” يحرص على التعاون مع مختلف الأحزاب السياسية، بما في ذلك الأحزاب المعارضة، معتبرًا أن هذا التعاون جزء طبيعي من العملية السياسية. وأوضح أن الحزب يتعاون مع أكثر من 40 حزبًا سياسيًا في مصر، وهذا التعاون لا يقتصر على الأحزاب المؤيدة فقط، بل يشمل أيضًا المعارضة، انطلاقًا من إيمان الحزب بأهمية التواصل والتنسيق بين جميع القوى السياسية لخدمة الوطن.

 

وأشار إلى أن الحزب يدعو مختلف الأحزاب للمشاركة في الفعاليات الوطنية الكبرى مثل الحوار الوطني، مؤكدًا أن هناك أكثر من دعوة تم توجيهها للمشاركة في تمهيد الحوار السياسي قبل الانتخابات، لأن التنسيق مع جميع الأطراف يعزز الديمقراطية ويضمن تمثيل جميع الأصوات. وتابع عريبي أن التعاون في الانتخابات التشريعية يتم من خلال جلسات تنسيقية مع الأحزاب لتحديد أفضل سبل التعاون، دون شروط مسبقة أو نتائج محسومة، مشيرًا إلى أن الأوضاع على الأرض تتغير سريعًا، والمعطيات تُحدد وفقًا للواقع السياسي المتشكل لحظة بلحظة.

 

وقال إن الهدف الأساسي من هذا التعاون هو خلق بيئة انتخابية تنافسية دون توقعات مسبقة أو نتائج مفروضة، مؤكدًا أن أبواب التعاون مفتوحة للجميع، ويتم تحديدها بناءً على تطورات المشهد السياسي المتسارعة.

 

ويوضح النائب محمد عريبي، أمين حزب “مستقبل وطن” بمحافظة الغربية وعضو مجلس الشيوخ، تعريفه لرؤية الحزب في الساحة السياسية المصرية، ودوره المتوازن بين العمل التشريعي والخدمي.

 

يقول النائب محمد عريبي إن من الطبيعي ألا يحظى كل قانون بإجماع النواب، مشيرًا إلى أن لكل نائب رؤيته الخاصة في ما يتعلق بصياغة القوانين ونصوصها، وهو ما يخلق مساحة لاختلاف الآراء تحت قبة البرلمان. وأوضح عريبي أن هذا الاختلاف لا يمنع احترام الأغلبية التي تصوت لصالح القوانين، مضيفًا أن الديمقراطية الحقيقية تُبنى على التنوع في وجهات النظر، مع الالتزام بآليات التصويت البرلمانية واحترام نتائجها. وأكد أن البرلمان يملك أدوات واضحة لمعالجة أي خلافات من خلال جلسات الحوار والتفاهم، واللجوء إلى اللجان المختصة عند الحاجة لمراجعة النصوص وتقديم توصيات بشأنها، بما يضمن أكبر قدر ممكن من التوافق تحت مظلة القانون والدستور.

 

 

التعاون الانتخابي

 

وحول إمكانية التعاون مع قوى سياسية أخرى، شدد عريبي على أن حزب مستقبل وطن لا يمانع التعاون مع أي حزب طالما أن هناك توافقًا حول الحد الأدنى من الأهداف الوطنية المشتركة، وخاصة فيما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية أو القضايا الكبرى التي تمس مصلحة الوطن. وأوضح أن الحزب لا يشترط التطابق التام في الرؤى، وإنما يسعى لتوسيع دائرة الحوار والتنسيق السياسي مع مختلف الأطراف، بهدف بناء مستقبل مشترك يجمع بين الجميع.

 

وفي سياق الخدمات المباشرة للمواطنين، أشار عريبي إلى أن مكاتب خدمة المواطنين التابعة لحزب مستقبل وطن، والمنتشرة في أنحاء محافظة الغربية، تظل مفتوحة طيلة فترة الدورة البرلمانية دون تفرقة أو تمييز. وأكد أن أي مواطن، بغض النظر عن انتمائه الحزبي، يمكنه التوجه لتلك المكاتب وتقديم طلباته أو استفساراته، حيث يتم متابعتها مع الجهات التنفيذية المختصة. ولفت إلى أن هدف هذه المكاتب هو تقديم الدعم والمساعدة في مختلف القضايا اليومية، بما يعزز من التفاعل الإيجابي بين المواطنين وممثليهم.

 

وتحدث عريبي عن الخيام الخدمية التي ينظمها الحزب، موضحًا أنها تهدف إلى التخفيف من الأعباء المعيشية خاصة عن الفئات الأكثر احتياجًا، من خلال توفير خدمات صحية واجتماعية مباشرة. وأكد أن تلك الأنشطة تُنفذ بالتعاون بين أمانات العمل الأهلي، والعمل الجماهيري، والشباب، إلى جانب أمانة الصحة التي تتولى تنظيم القوافل الطبية في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات، مشيرًا إلى أن هذا الجهد يعكس إيمان الحزب بدوره المجتمعي إلى جانب عمله السياسي.

 

ألف نائب في الحياة النيابية

 

وأشار عريبي إلى أن حزب مستقبل وطن يواصل أداء دوره السياسي والتشريعي عبر نوابه في البرلمان، موضحًا أن عدد أعضاء الحزب في مجلسي النواب والشيوخ يبلغ نحو ألف نائب. وأكد أن نواب الحزب يشاركون في صياغة التشريعات ومراقبة الأداء الحكومي بما يخدم المصلحة العامة، إلى جانب قيام آلاف الأعضاء بتنظيم فعاليات مجتمعية وخيرية متنوعة. وأضاف أن هذه الأنشطة تشمل مجالات خدمية وإغاثية وصحية، وتهدف إلى تلبية احتياجات المواطنين في مختلف المحافظات، وهو ما يعكس التزام الحزب بالجمع بين العمل البرلماني والدور الاجتماعي الفعال.

 

اقرأ أيضًا:

 

فريد زهران: السيسي نجح في وقف مخطط التهجير.. وأتمنى عودة الحوار الوطني| حوار

 

عبد المنعم إمام: أدعو النظام لإجراء إصلاح سياسي.. وراضٍ عن أدائي بالنواب | حوار

 

البرلماني محمود الإمام لمنصة “MENA”: القاهرة اللاعب الرئيسي في اتفاق غزة وموقفها حاسم.. والحوار الوطني انطلق قويًا لكنه تعثر | حوار 1

 

هشام قاسم: لا أعامل الحوار الوطني بجدية.. وكاميلا هاريس الأقرب للفوز بالانتخابات الأمريكية

 

عمرو حمزاوي: الشعب الأمريكي يرفض التهجير والأوروبيون في “حيص بيص”.. وهذا خيار مصر | حوار

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية