لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية التعليق على المنافسات الرياضية٬ على الرغم من أننا نشاهد بأنفسنا ما يدور داخل الملعب من خلال وسيلتي التلفزيون والإنترنت٬
لما يضفيه التعليق للمباريات من تعزيز الحماسة والإثارة للمشجعين، سواء بنقل ما يحدث بطريقة ممزوجة بالمعلومات الشيقة عن اللعبة أو ممارسيها الحاليين والسابقين٬
أو توفير معلومات عن تاريخ اللعبة، فـما بالك بكيفية متابعة الجمهور للمباريات وأحداثها قبل ظهور التلفزيون أو والإنترنت!
أول تعليق رياضي
وعلى الرغم من بداية ممارسة الرياضة بشكل محترف منذ قديم الأزل مع أول بطولة ألعاب أولمبية في العصر الحديث والتي كانت في العاصمة اليونانية أثينا في إبريل 1896،
إلا أن التعليق الرياضي بدأ مع بدايات القرن لعشرين وتحديدًا في أغسطس 1921، وكان ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قام المعلق الأول في التاريخ الرياضي الأمريكي “هارولد أرلين” على التعليق
عبر الأثير “الراديو” على لقاء بين فريقي “بيتسبرج بايرتس” و “فيلادلفيا فيليس” في رياضة البيسبول، حيث قام بالتعليق على المباراة للمحطات الإذاعية المحلية داخل الولايات المتحدة.
الشرارة الإعلامية الأولى
ليكون التعليق على رياضة البيسبول الشرارة الاعلامية الأولى للتعليق الرياضي في العالم وتصبح فيما بعد أمر أساسي ومطلب جماهيري لباقي اللعبات الرياضية،
سواء الجماعية أوالفردية، ليتم تسهيل متابعة أحداث المنافسات الرياضية ونتائجها دون الإضطرار للذهاب للملاعب، والتي كانت الطريقة الوحيدة قبل ذلك لمتابعة الرياضة في العالم،
إلى جانب متابعة تفاصيل الأحداث الرياضية بعد إنتهاءها بيوم في الصحف الورقية، الأمر الذي ظهر لأول مرة في الولايات المتحدة عن طريق جريدة “نيويورك” في العام 1790
من خلال كتابات وتحليلات الكاتب “بنيامين فرانكلين” عن رياضة السباحة فقط “في بادئ الأمر” ثم تطور الموضوع ليشمل تحليلات لـباقي اللعبات”.
التلفاز وطفرة الانتشار
ومع تطور وسائل الإعلام المختلفة ظهرت الحاجة المُلحة لإيصال التعليق والتحليل على المنافسات الرياضية لأكبر عدد من المتابعين والمهتمين بالرياضة حول العالم،
ومع ظهور اختراع التلفزيون كان التعليق الرياضي على موعد مع طفرة واسعة النطاق، ليكون النقل الحي للأحداث الرياضية الجارية في وقتها نقلة نوعية في تعلق الجماهير بالمعلق الرياضي،
والذي أصبح وجوده وتعليقه على المباريات جزء لا يتجزأ من المنظومة بأكملها، وخاصة مع التطور الإعلامي الكبير والانتشار الواسع النطاق الذي شهده العالم بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية في العام 1945.
الإنترنت والعصر الرقمي
وبـظهور الأنترنت وبدأ بث المنافسات الرياضية المختلفة عليه وتمكنا من مشاهدة هذه المنافسات وما يدور في الملاعب قبلها وخلالها وبعدها على جوالك المحمول،
أصبحت الحاجة أكثر للمعلق الرياضي للتعرف على الرياضيين وما يحدث منهم ومعهم بشكل أقرب من خلال المدونات الصوتية والفيديوهات التحليلية،
والتي يشرح فيها باستفاضة ما يدور في الملعب والكواليس التي تحب الجماهير التعرف على تفاصيلها أولاً بأول عن طريق “المعلق الرياضي”.
مصر والتعليق الرياضي
وفي مصر بدأ التعليق الرياضي رحلة إنتشاره مع رواد التعليق الرياضي في العالم العربي وإفريقيا، أمثال عبد الرحمن فوزي و المعلق الأشهر على الإطلاق محمد لطيف،
والذي بدأت مسيرته مع التعليق الرياضي في بدايات الخمسينات من القرن الماضي، وكانت عباراته التعليقية المحببة للجمهور خلال تعليقه على مباريات كرة القدم
سواء على لقاءات القمة بين قطبي الكرة المصرية الزمالك والأهلي، سببًا أساسيًا في إنتشار التعليق الرياضي في مصر ومنه للعالم العربي وإفريقيا،
وكانت أشهر عبارات “لطيف” “الكورة إجوان” و”الجايات أكتر من الرايحات” ومن أكثر العبارات التعليقية التي أثارت جدلاً واسعًا لرائد التعليق محمد لطيف خلال إحدى لقاءات القمة
مخاطبًا المشاهدين والمستمعين عبر الإذاعة للقاء “لو أنت قاعد قدام التليفزيون يبقى الأهلي على يمينك..وإحنا على شمالك” قالها بعفوية دون أن يشعر لكونه لاعبًا سابقًا في الزمالك !
دور محوري
ويبقى المعلق الرياضي أحد العناصر الأساسية التي أصبح لاغنى عنها في المنظومة الرياضية في العالم، سواء كانت المنافسات الرياضية تنقل عبر الراديو أو التلفزيون أو الإنترنت،
وأصبح الجمهور يهتم بمتابعة معلق رياضي بعينه خلال المباريات الهامة دون غيره، بناء على قدرة المعلق في لمس ما يهم الجمهور في المباريات وإضفاء الإثارة وأبعاد مختلفة للمنافسات،
من حيث تحليل أداء اللاعبين أو التنظيم أو أخبار متعلقة بمجالس إدارات الأندية وبحث قرراتها مع الجمهور بطريقة متميزة، ليصبح دور المعلق الرياضي محوريًا في الرياضة بشكل عام حول العالم.
اقرأ أيضًا:
الأندية الاستثمارية في مصر تجارب بين المطالبات والدروس المستفادة
أولمبياد باريس ٢٠٢٤.. إخفاقات البعثة المصرية
عودة ميدو للملاعب بعد 11 عاماً من الاعتزال.. لماذا؟
التحكيم الكروي المصري أزمات تنتظر الحلول وجدل لا ينتهي
بين التطلعات والانتقادات لـمنتخب الفراعنة .. تجربة “التوأم حسن” تحت المجهر الكروي