أفاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن مصر “مُستعدة” لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة، في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا. من جانبها، سارعت القاهرة إلى نفي هذه الادعاءات جملةً وتفصيلًا، مُشددةً على رفضها المطلق لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ذكر موقع Middle East Eye أن وسائل الإعلام الرسمية المصرية نفت يوم الثلاثاء صحة التقارير التي زعمت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة إمكانية استقبال مصر لفلسطينيين من قطاع غزة.
ومن الجهة الأخرى، نشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفة جيروزاليم بوست وموقع يديعوت أحرونوت (Ynet)، تقارير تفيد بأن الرئيسين ترامب والسيسي تحدثا هاتفيًا، وأن السيسي لم يعترض على الفكرة.
وسارعت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة المصرية إلى نفي تلك المزاعم، مشيرة إلى مصدر حكومي رفيع المستوى أكد عدم حدوث أي اتصال بين الرئيسين.
أثناء حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية يوم الأحد، صرح ترامب بأنه يعتقد أن السيسي وملك الأردن منفتحان على فكرة إعادة توطين الفلسطينيين.
وقال ترامب:
“أريد أن يعيشوا هناك دون عنف. غزة كانت جحيمًا لسنوات طويلة، ويمكنهم العيش في مناطق أفضل وأكثر راحة.”
وأشار ترامب إلى دعمه السابق للرئيس السيسي، قائلاً:
“لقد قدمت له الكثير من المساعدة، وأتمنى أن يساعدنا في المقابل.”
وأشار موقع Middle East Eye أن الرئيس الأمريكي أثار دونالد ترامب جدلًا جديدًا عندما سُئل عما إذا كان يدعم حلّ الدولتين للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مُجيبًا بأنه “سيناقش الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو” خلال زياراته المقبلة للبيت الأبيض، دون إبداء موقفٍ واضح.
جاءت تصريحات ترامب في أعقاب تصاعد رفضٍ عربي ودولي لاقتراحاته المثيرة للجدل، حيث أصدرت كل من مصر والأردن بياناتٍ مُنفصلة رفضتا فيها بشكلٍ قاطع ما وصفته بـ”مخطط تطهير غزة” وتهجير سكانها الفلسطينيين قسرًا إلى دول الجوار، واعتبرتا الفكرة “خرقًا صارخًا للقانون الدولي واستهدافًا للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني”.
من جهتها، رفضت السلطة الفلسطينية الفكرة بشكلٍ مباشر، مُحذرةً من أن مثل هذه الخطط “تُكرّس الاحتلال وتقتل أي أمل بحل عادل”. يُذكر أن الموقف الغامض لترامب تجاه حل الدولتين يُمثل انعكاسًا لسياساته السابقة خلال فترة رئاسته، التي شهدت تقويضًا ممنهجًا للعملية السلمية، بينما تُعيد تصريحاته الأخيرة إشعال مخاوف من تصعيدٍ إقليمي ودبلوماسي.
وأوضح وأشار موقع Middle East Eye أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح يوم السبت بأن قطاع غزة أصبح بمثابة “موقع مدمر”، مقترحًا “تطهيره بالكامل” من السكان.
وقال ترامب:
“أود أن تأخذ مصر هؤلاء الناس. نحن نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص تقريبًا، فلنطهر الأمر بالكامل ونقول: انتهى.”
وقد أعرب ترامب عن شكره للأردن لاستقباله الفلسطينيين في السابق، وقال إنه تحدث مع الملك عبد الله الثاني قائلًا:
“أحب أن تستقبل المزيد من اللاجئين، لأنني أنظر إلى قطاع غزة الآن، والوضع هناك كارثي. إنه فوضى حقيقية.”
وأضاف أن هذا التهجير “قد يكون مؤقتًا” أو “قد يصبح طويل الأمد”.
وذكر موقع Middle East Eye أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 15 شهرًا تسببت في تهجير غالبية السكان وتدمير أجزاء كبيرة من القطاع، إلى جانب مقتل أكثر من 47,000 شخص.
قوبل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإدانة واسعة من خبراء الأمم المتحدة، الذين وصفوه بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي”. وأكد الخبراء أن النقل القسري للسكان المدنيين، سواء كان جزئيًا أو كليًا، يُعد جريمة حرب وفقًا لأحكام القانون الإنساني الدولي.
وأضافوا أن عمليات الترحيل القسري التي تُنفذ ضمن هجمات ممنهجة أو واسعة النطاق ضد المدنيين، قد ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
في سياق متصل أشار موقع Middle East Eye، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالًا هاتفيًا يوم الاثنين مع الملك عبد الله الثاني.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن الاتصال تناول “تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”، دون الإشارة إلى تصريحات ترامب الأخيرة.
المصدر:
https://www.middleeasteye.net/news/trump-says-egypt-open-accept-gaza-refugees