أرقام صادمة في حج 2024
وفيات المصريين معظمها لتأشيرات الزيارة.. وعضو بغرفة السياحة: «محدش يقدر يشيل ميت غير نظامي»
مطالب أردنية بالتحقيق رغم إعلان السعودية نجاحها في موسم وصفته بـ «صفر التحديات والعراقيل».
أرقام غير مسبوقة تاريخيًا قد تشهدها وفيات بعثات حج 2024 ومشاهد مأساوية رافقتها «هاشتاجات» تصدرت منصة التواصل الاجتماعي إكس – تويتر سابقًا، خاصةً مع بدء نفير الحجاج وإعلان المملكة العربية السعودية نجاح الموسم بحصيلة صفرية فيما يتعلق بالحوادث الأمنية وتفشي الأمراض أو العوائق والتحديات، إلا أنه مع إعلان وفاة نحو 323 حاجًا مصريًا على الأقل كأكبر بعثة فقدت أعدادًا من الحجاج بشقيها الرسمي والزيارة، وتداول مقاطع الحجاج وهم ملقون في الطرقات تعلوهم أغطية ورقية وقطع أقمشة لم تقدم لهم أحياءً فتخفف عنهم لهيب الجو أو عناء السير كيلومترات على الأقدام.
الحج في أرقام
كشفت السلطات السعودية، أن أعداد الحجاج هذا العام والذي بلغ أكثر من 1.833 مليون شخص، ووصلت نسبة الحجاج من الدول العربية نحو 22.3 بالمئة، وبلغ عدد حجاج الداخل 221,854 حاجًّا وحاجَّة من المواطنين والمقيمين.
كما كشفت أن عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج بلغ 958,137 حاجًّا، بينما بلغ عدد الحاجَّات الإناث 875,027 حاجَّةً.
حجاج الزيارة أجساد افترشت الطرقات في لهيب مكة
قبل بدء الموسم، قررت وزارة الحج والعمرة السعودية، تطبيق غرامة 10 آلاف ريال على كل من يضبط من المواطنين والوافدين الذين لا يحملون تصريح حج 2024 في المناطق الجغرافية المعلنة، وفي حال التكرار يتم تشديد العقوبة حتى تصل إلى 50 ألف ريال سعودي، ورغم ذلك شكّل تواجد آلاف الحجاج ممن حملوا تأشيرات الزيارة تحديًا كبيرًا.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، فإن عقوبة كل من يتم ضبطه وهو ينقل مخالفي أنظمة وتعليمات الحج بلا تصريح السجن لمدة تصل إلى 6 أشهر وبغرامة مالية تصل إلى 50000 ريال والمطالبة بمصادرة وسيلة النقل البرية بحكم قضائي، وترحيل الناقل المخالف إن كان وافدا بعد تنفيذ العقوبة، ويمنع من دخول المملكة وفقا للمدد المحددة نظاما، وتتعدد الغرامة المالية بتعدد المخالفين المنقولين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية العقيد طلال الشلهوب، إخراج وإعادة 256.481 زائرًا من حاملي تأشيرات الزيارة لغرض مختلف عن تأشيرة الحج من أواخر شهر مايو، لتعقبها مداهمات لمقرات وفنادق الحج بحثًا عن المخالفين، قبل أن يسمح لهم في فجر يوم عرفة بأداء النسك، وهو أمر رآه البعض أهم أسباب كارثة الوفيات والمفقودين.
وبحسب المصادر فإن ارتفاع حصيلة الوفيات والمتغيبين العام الجاري مقارنة بالعام الماضي وسابقيه، تعود إلى عوامل مجتمعة بينها ارتفاع درجات الحرارة التي تعاني منها المملكة، وغياب الخدمات التي توفرها البعثات الرسمية من فنادق وأتوبيسات والذي تسبب السماح لهم بأداء المناسك في كارثة إنسانية مروعة.
أحمد وحيد، عضو غرفة شركات السياحة، قال إن ما حدث بالمطارات الرسمية لحج هذا العام 2024 مشكلة كبيرة بشأن تأشيرة الزيارة، وأنه رصد يوميًا أعداد كبيرة تطلب من شركات السياحة “باركود”، وأن الأرقام تجاوزت 150 ألفًا، وبلغت أعداد المترددين يوميًا على المطارات نحو 4000 شخصًا، معقبًا على مشاهد الجثث في طرقات المشاعر المقدسة: “محدش يقدر يشيل حاج راح هناك وتوفى لأنه مش نظامي، والناس دي بتترمي في الشارع – والسمسار يهيأ لهم أن الجو مطمئن مثله مثل الحاج السياحي تمامًا”.
وحسبما ذكر مشرف ديني بشركة للحج والعمرة٬إن حجاج الزيارة أهم أسباب الأوضاع المتفاقمة في المملكة نتيجة غياب الإشراف الكافي والعوامل المجنبة لمضاعفات الأجواء الحارقة التي تعاني منها السعودية، مؤكدًا أن حجاج الزيارة هم ضحايا الشركات السياحية التي ألقت بهم في آتون محترق رغم آلاف الجنيهات التي قاموا بدفعها لأداء الشعائر الدينية.
وبين أن أسعار الحج بلغت هذا العام نحو 250 ألف جنيه لأفراد البعثات الحكومية المصرية، و270 ألفًا لأفراد البعثات السياحية، محذرًا من خطورة الحج دون تصريح وما يصاحبه من تعريض النفس للهلاك، خاصة وأن الحج لمن استطاع إليه سبيلا بما تحمله من معانٍ متضمنة الاستطاعة المادية والصحية ولا يجوز للمسلم أن يضر بنفسه والآخرين بهذه الكيفية.
الإجهاد الحراري
كما تأتي كثرة الوفيات في موسم الحج هذا العام في أعقاب شهر حار تاريخيًا، حيث يعد شهر مايو 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق، مما جعل الشهر الماضي هو الشهر الثاني عشر على التوالي الذي وصل فيه متوسط درجة الحرارة العالمية إلى قيمة قياسية، وفقًا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
وقد بلغت درجات الحرارة المرتفعة خلال هذا الحج، وفق موقع AccuWeather نحو 113 درجة فهرنهايت (45 درجة مئوية) في مكة، في وقت سجلت 125 درجة فهرنهايت (52 درجة مئوية) في المسجد الكبير بالمدينة، وقالت وزارة الصحة السعودية إن 2764 حاجًا عانوا في يوم واحد من الإجهاد الحراري.
وأعلنت الوزارة أيضًا تسجيلها نحو 11 ألف إصابة بالإجهاد الحراري بين الحجاج منذ بدء موسم الحج، ليخرج وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، مناشدًا الحجاج بتجنب ساعات الذروة للشمس من الساعة 11 صباحًا حتى 4 مساءً بالتوقيت المحلي.
وتجنب المصلين في الحرم المكي التعرض لأشعة الشمس المباشرة والأسطح الساخنة، واستخدام المظلات والبقاء رطبًا، وفقًا للإرشادات الصحية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، واس.
معاناة الحجاج المصريين
فرحة لم تدم طويلًا أمام حجاج الزيارة الذين أذن لهم بالصعود إلى عرفات مع انتصاف الليل، ليكبر ويهلل الجميع فرحًا بإذن الله لهم، إلا أن معاناتهم في الكمائن لم تنته بعد، فمع قسوة لهيب المشاعر المقدسة وتزاحم الحجيج كانت أرواحهم في مواجهة الموت لترتقي إلى بارئها في يوم المباهاة. مشاهد استعصت على البعض وصفها بأدق الكلمات أو الأوصاف لتتصدر وسوم«الحجاج المصريين » و«حج غير آمن» و«شهادات الحججاح المصريين وذويهم » منصة إكس، حيث كشفت عن معاناة لم تقتصر على احتجاز زوار التأشيرة لفترات طويلة احتبست فيها الأنفاس ما بين الخوف من تطبيق الغرامات أو الترحيل والمنع قبل أن تكون فرحتهم المدوية بالدخول، إلا أن رحلة المعاناة بدأت بالبحث عن السبيل إلى مكة ومنها إلى المشاعر المقدسة في عرفات ومنى ومزدلفة، نحو 18 كم سيرًا على الأقدام، تحت أشعة الشمس الحارقة.
بضعة كيلو مترات تحت لهيب مكة كانت كافية لارتقاء من عجزوا عن الاحتماء من شمس الجزيرة القاسية، وإسعافات لا تأتي وأطباء لا وجود لهم، وسن لم يعد يحتمل مشقة السعي فضلًا عن مجاهدة الحرارة .
أحد الحجاج خرج راويًا مشاهد الموتى من العجائز والمقعدين وهي تفترش الطرقات قائلا:« ظننا أن الله قد كتب لنا الفرحة لندعو لأقاربنا وذوينا ومن حملونا بالدعوات لكنها تحولت لدعوات بالنجاة، الترحم، والتخفيف، مشاهد أقرب ما تكون لمعاناة إخواننا في فلسطين وكأننا أمام تهجير قسري وحرارة تعدل لهيب القذائف التي تلقى فوق رءوسهم، مقعد غادر الدنيا فوق كرسيه، ورفيق عجز عن مهامه في مواصلة الدعم لمن في كنفه حتى العودة ».
في المقابل أكد البعض أن عدد الحجاج المصريين المخالفين تاريخي، قائلًا:«ما حصلش زمان ومش هيحصل قدام، ده إقرار لابد منه ومش هنعرف ننكره، ومفيش أي لوم ممكن يلقى على أي جهة طالما المخالفة من عندي، ده من جهتنا احنا»، مضيفًا:«هل الإخوة في السعودية تخاذلوا أو قصروا؟ لا طبعا بكل تأكيد، الإخوة في السعودية من الأمن والقوات المسلحة والشرطة عاملين مجهود خارق، بمعنى الكلمة، فيه جهود بشرية غير طبيعية ولازم نشكرهم على تعبهم، كترً خيرهم والله » .
وأكمل: «الشيء الوحيد اللي نركز عليه أن المملكة برجالها كانوا على علم تام بعدد الناس اللي داخلة بالكامل لحد يوم عرفة صباحا من حجوزات شركات الطيران، والاستعدادات اللي اتعملت رغم ضخامتها أكلها الزحام الرهيب، بيتهيألي كان هناك حل مبكر بتقليل عدد الداخلين أو زيادة الاستعدادات، لكن في كل الأحوال كترً خيرهم على تعبهم وخدمتهم للمسلمين » .
أحد مشرفي حج الجمعيات هذا العام كتب شهادة على ما حدث في موسم حج هذا العام ١٤٤٥ هجرية / ٢٠٢٤ ميلادية، موضحًا أن ما حدث يجب مراجعته من الناحية الفقهية أولاً ومن الناحية التنظيمية ثانيًا .
وأضاف « من الناحية الفقهية يجب على علماء الأمة توضيح معنى وحدود الاستطاعة بمفهومها الواسع والذي لا يكتفى فيه بتفسير الاستطاعة بالزاد والراحلة وإنما نظرة أوسع نحو القواعد الكلية للشريعة من حيث أن حفظ النفس مقدم على حفظ الدين ومراعاة أمور عدة ربما أهم من مجرد الوصول للحج لأن هناك من العلماء من أجاز الوصول للحج بأي سبيل ولو مخالف وللأسف لم يراعي في فتواه قاعدة المفاسد والمصالح والله أعلم » .
وتابع «من جهة المملكة فبالرغم من جهدها المشكور إلا أنها شريك أساسي ورئيسي في الأزمة لأنها هي التي تتحكم بالفعل في الأعداد عبر المنافذ فغير معقول أن تفتح باب الزيارة بكل أنواعها على مصراعيه طوال أيام الحج وهي تعلم يقينا سبب حضورهم وهو الحج ثم تعاقبهم » .
وأشار إلى أن الأخطر في الموضوع هو استخدام بيانات مزورة لدخول الحج سواء بطاقات تعريفية غير صحيحة أو أساور لبيانات وهمية هذا سبب ضررًا كبيرًا للناس وارتباكًا للمملكة٬ والسبب هو عدم الوصول لشخصيات وجنسيات وعناوين الوفيات والمفقودين في الحج » .
وآوضح أنه من خلال ما عايشه بنفسه في الحج هذا العام والسنوات السابقة أن الحج المخالف بصفة عامة والزيارة بصفة خاصة لا يصلح إلا لرجل صحيح البدن أو شاب قوي يتحمل السير لمسافات والنوم في الطرقات والتعامل مع الطوارئ ولا يصلح الحج المخالف ولا الزيارة مع المجموعات ولا مع السيدات ولا مع كبار السن، موضحا أن ذلك بمثابة عذاب لهم وتحميل لهم فوق طاقتهم وفهم غير صحيح لفرضية الحج عليهم .
وطالب المشرف علي مجموعات الحج بوضع ضوابط وقواعد عامة لضبط ارتفاع تكاليف الحج وهذه تحتاج إلى مراجعة من عموم الأمة خاصة الدول ومحاولة وضع قواعد عامة لها بعيدًا عن العبث والتجارة المبالغ فيها ومساعدة المسلمين في أدائها .
البحث عن المصريين المفقودين
تكثف مصر رحلة البحث عن المفقودين بمكة، حيث صرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى الخارجية، أن أجهزة الوزارة المعنية تبذل جهوداً مكثفة بالتعاون مع سلطات المملكة العربية السعودية لمتابعة عمليات البحث عن المواطنين المصريين المفقودين بين صفوف الحجاج المصريين، وما تواتر عن وقوع أعداد من الوفيات خلال موسم الحج الحالى.
وقد قامت السفارة المصرية فى الرياض بإيفاد بعثة قنصلية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للوقوف على تطورات الوضع الراهن ومتابعة جهود البحث عن كافة المفقودين من المواطنين المصريين بالتنسيق مع السلطات السعودية، وإجراء الزيارات الميدانية للمستشفيات والمراكز الطبية التى يتواجد بها مواطنون مصريون للإطمئنان على أوضاعهم والتأكد من حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة، إضافة إلى إتخاذ كافة الإجراءات الخاصة بنقل جثامين المواطنين الذين وافتهم المنية، ويرغب ذويهم فى إعادة جثامينهم إلى أرض الوطن. كما تقوم البعثة القنصلية بالتنسيق الدائم والمستمر فى هذا الشأن مع بعثة الحج الرسمية المصرية بالمملكة العربية السعودية.
بعض إحصائيات الحج والوفيات والانفاق:
– حجاج هذا العام أقل من حجاج العام الماضي.
— حجاج هذا العام أقل من متوسط أعداد حجاج عهد عبدالله بن عبدالعزيز بحوالي 30%.
– حجاج هذا العام أقل بنسبة 41% عن حجاج عام 2012.
– وفيات الزحام في عهد سلمان أكثر بنسبة 111% عن عهد عبدالله بن عبدالعزيز.
الفرق في الإنفاق في مكة:
– بالرغم من انخفاض أعداد حجاج عهد سلمان بن عبدالعزيز بفرق كبير عن عهد عبدالله بن عبدالعزيز فقد تضاعف انفاق الحجاج بعد فرض الرسوم والضرائب والتأشيرات على الحج إلى أكثر من 320%
المفقودون في الحج:
عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها : 877 حالة
عدد المفقودين :847 حالة
عدد الموجودين :11 حالة
حالات الوفاه ( رحمهم الله) :19 متوفي