ذكرت صحيفة New York times، بحسب مصادر دبلوماسية، يتمتع العرجاني بعلاقات وثيقة مع الحكومة المصرية، ويدير عدة أنشطة تجارية داخل قطاع غزة، مما يجعله شخصية محورية في الملفات الاقتصادية والأمنية المتعلقة بالمنطقة.
هو رجل أعمال مصري غير معروف كثيرًا خارج المنطقة، لكنه يقود إمبراطورية تجارية ضخمة تمتد عبر قطاعات البناء، والعقارات، والأمن.
يترأس إبراهيم العرجاني مجموعة العرجاني، التي تشرف على شبكة واسعة من الشركات في مختلف القطاعات، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على علاقاته بالحكومة المصرية، فإنه يتمتع بروابط قوية مع كبار المسؤولين في الدولة، وقد تحدث هؤلاء بشرط عدم الكشف عن هويتهم لحماية عملهم في المنطقة.
وأشارت New York Times، لكن الجدل الأكبر يحيط بشركة “هلا”، التي تُدرجها مجموعة العرجاني ضمن شركاتها، فقد أصبحت الشركة شريان حياة للفلسطينيين الذين يحاولون الفرار من الحرب في غزة، لكنها تواجه اتهامات بفرض رسوم باهظة على هؤلاء الذين يسعون لمغادرة القطاع في ظل ظروف صعبة.
وفي مقابلة أجريت مع العرجاني، تحدث بإسهاب عن أنشطة “هلا”، لكنه أوضح أن دوره في الشركة محدود، مشيرًا إلى أنه مجرد مساهم واحد من بين العديد من الشركاء، ورغم الجدل الدائر، لم يرد مسؤولو شركة “هلا” على الأسئلة التي أُرسلت عبر البريد الإلكتروني، مما زاد من الغموض حول دور الشركة في هذه الأزمة.
ظلت شركة هلا مدرجة لفترة طويلة على الموقع الإلكتروني لمجموعة العرجاني باعتبارها إحدى الشركات التابعة للمجموعة، ولكن تمت إزالة اسمها مؤخرًا، ما أثار تساؤلات حول السبب وراء هذا التغيير.
عند التواصل مع مجموعة العرجاني للاستفسار عن سبب حذف “هلا” من الموقع الرسمي، لم تقدم المجموعة أي رد أو تعليق يوضح الدوافع وراء هذا الإجراء.
وأوضح تقرير New York Times، تمتلك مجموعة العرجاني ما لا يقل عن ثماني شركات تعمل في مجالات مختلفة، ووفقًا للموقع الرسمي للمجموعة، يشغل إبراهيم العرجاني منصب رئيس مجلس الإدارة، بينما يتولى ابنه، عصام الدين العرجاني، منصب الرئيس التنفيذي.
بحسب المعلومات المنشورة على الموقع الرسمي لمجموعة العرجاني، فإن إبراهيم العرجاني قام بتأسيس “إمبراطورية أعمال متنوعة” تُعتبر “دعامة أساسية لا يمكن فصلها عن الاقتصاد المصري”، حيث تعمل في مجالات متعددة وتساهم في العديد من القطاعات الاقتصادية.
في مقابلة أجريت معه في مكتبه بالقاهرة، تحدث إبراهيم العرجاني عن “هلا”، واصفًا إياها بأنها “شركة سياحية” تعمل مثل “أي شركة موجودة داخل المطارات”، على حد قوله.
أوضح العرجاني أن شركة هلا تأسست في عام 2017، وكان الغرض من إنشائها هو تقديم خدمات كبار الشخصيات (VIP) للمسافرين الفلسطينيين الذين يريدون تجربة عبور مميزة عند المرور عبر معبر رفح، وهو المنفذ الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر.
ورغم هذه التصريحات، لا تزال “هلا” محل جدل واسع، خاصة فيما يتعلق بالرسوم التي تفرضها على الفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة، وسط اتهامات بأنها تستغل حاجتهم للخروج من القطاع، وعند إرسال استفسارات لمسؤولي شركة “هلا” عبر البريد الإلكتروني، لم يتم تلقي أي رد، مما يزيد من الغموض حول نشاط الشركة وأدوارها الحقيقية.
وفقًا لشهادات فلسطينيين دفعوا مقابل خدمات “هلا” أثناء الحرب، فإن الشركة فرضت رسومًا قدرها 5,000 دولار على معظم سكان غزة الذين تزيد أعمارهم عن 16 عامًا، بينما دُفع 2,500 دولار لمعظم من هم دون هذا السن، مقابل تنسيق خروجهم من القطاع.
قال بعض المستخدمين إنهم لم يحصلوا على خدمات كبار الشخصيات (VIP) التي وعدت بها الشركة، مما أثار مزيدًا من التساؤلات حول طبيعة الخدمات المقدمة مقابل هذه المبالغ الكبيرة.
من جانبه، أكد إبراهيم العرجاني أن “هلا” تتقاضى 2,500 دولار فقط لكل بالغ، مشيرًا إلى أن الأطفال لا يتم فرض أي رسوم عليهم.
في ظل تضارب الروايات، لا تزال التساؤلات مطروحة حول كيفية تحديد الأسعار، ومدى شفافيتها، وحقيقة الخدمات المقدمة للفلسطينيين الباحثين عن مخرج من غزة.
وُلد إبراهيم العرجاني عام 1974 في مدينة الشيخ زويد المصرية، الواقعة على الحدود مع قطاع غزة.
يؤكد العرجاني أنه مجرد مساهم أو شريك في أي شركات لها أنشطة تجارية مرتبطة بغزة.لكنه أوضح، خلال مقابلة حديثة، أن شركاته لعبت دورًا رئيسيًا في إعادة إعمار القطاع، لا سيما في إزالة الأنقاض بعد الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس عام 2021.
وأشارت New York Times، ويظهر حساب العرجاني على إنستغرام عدة مقاطع فيديو لمعدات ثقيلة تعمل على إزالة أنقاض المباني المدمرة في مدينة غزة عام 2021، وتحتوي العديد من هذه المنشورات على نصوص تشير إلى أن العمل يتم “بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.”
بالإضافة إلى ذلك، يقوم العرجاني بتأجير شاحنات للمنظمات الإغاثية التي تنقل الإمدادات إلى داخل غزة، كما يشارك في توفير بعض تلك الإمدادات بنفسه.
بعد هجوم 7 أكتوبر الذي قادته حماس في إسرائيل وأدى إلى اندلاع الحرب، ظهر العرجاني على الحدود بين مصر وغزة وتعهد بدعم الفلسطينيين داخل القطاع.
وقال العرجاني في تصريحات نقلها الإعلام المصري:
“لن نتردد. إنهم إخوتنا.”
كما كشف إبراهيم العرجاني أنه يجري مناقشات حول إمكانية المشاركة في جهود إعادة إعمار غزة بمجرد انتهاء الحرب الحالية.
يحافظ إبراهيم العرجاني على علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في الحكومة المصرية، مستفيدًا من نفوذه السياسي والاقتصادي لتعزيز مصالحه التجارية، وفقًا لما كشفه دبلوماسيان مطلعان على هذه العلاقات.
قبل أن يصبح واحدًا من الشخصيات المؤثرة في مصر، كان إبراهيم العرجاني رجل أعمال بارزًا في سيناء، لكنه صعد إلى مقدمة المشهد في العقد الماضي بعد أن تحالف مع الجيش المصري في محاربة الجماعات المسلحة التي زعمت ارتباطها بتنظيم داعش في سيناء.
خلال مقابلة صحفية حديثة، أوضح العرجاني أنه كان القائد الفعلي لاتحاد قبائل سيناء، وهو كيان قبلي مدعوم من الدولة ساهم في التصدي للجماعات المسلحة في شبه الجزيرة.
وقال العرجاني:
“بفضل الله، نجحنا في إعادة توحيد القبائل تحت راية الاتحاد، وتم اختياري رئيسًا له.”
وأضاف: “اتخذنا قرارًا بدعم الحكومة المصرية في اجتثاث الإرهاب بالكامل من سيناء.”
وذكرت New York Times، في عام 2022، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بتعيين العرجاني كأحد عضوين غير حكوميين في الهيئة العامة لتنمية شبه جزيرة سيناء، وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع التنمية والاستثمار في المنطقة.
أعلن العرجاني مؤخرًا أنه، إلى جانب شخصيات قبلية بارزة، سيقوم بتشييد مدينة حديثة في سيناء تحمل اسم “مدينة السيسي”، وهو مشروع يعكس تأثيره المتزايد في عملية إعادة إعمار وتطوير المنطقة.
وعلى الرغم من ارتباط اسمه بالمشروعات التنموية الكبرى في سيناء، نفى العرجاني وجود علاقة خاصة أو حصرية تربطه بالرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن عدة جهات وأطراف أخرى تشارك في هذه المشاريع.
وقال العرجاني:
“نحن معروفون بولائنا القوي للرئيس السيسي، ونكنّ له كل الاحترام والتقدير.”
وأضاف: “لكننا لسنا الجهة الوحيدة التي تدعمه، فهناك العديد ممن يشاركوننا هذا النهج.”
المصدر:
https://www.nytimes.com/2024/06/20/world/middleeast/egypt-tycoon-hala-palestinians-gaza.html
أقرأ أيضًا:
صور الأقمار الصناعية تُظهر حجم الدمار الهائل في رفح
بعد إقالة «بكري» وتولي «الحسيني».. اتحاد قبائل سيناء ماذا قدم وما هي حدود دوره في المشهد السياسي؟
رغم التوتر مع إسرائيل.. لماذا زار رئيس الكونغرس اليهودي مصر؟
حزب العرجاني الجديد.. حصان طروادة البرلمان المصري 2025