الشارع المصري

نقص واردات الغاز الطبيعي من إسرائيل وعلاقته بقطع الكهرباء عن المصريين

 

نقص واردات الغاز الطبيعي من إسرائيل وعلاقته بقطع الكهرباء عن المصريين

 

هل بدافع سياسي أم اقتصادي؟

 

 

تأتي انقطاعات الكهرباء في مصر  المتكررة خلال الشهور الماضية من خلال اتجاه الحكومة المصرية الممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة بوضع جدول لتخفيف الأحمال في جميع مناطق مصر وربوعها لمدة تصل يوميًا إلى ساعتين باستثناء بعض المحافظات السياحية إلى أن غضب المصريين علي شبكات التواصل الاجتماعي ارتفعت حدته وخاصةً في شهر يونيو الجاري مع ارتفاع درجات الحرارة إلي ذروتها وسجلت نحو 47 درجة مئوية.

 

 

أدى ذلك إلى صدور توجيهات بإنهاء انقطاع الكهرباء في أقرب وقت باتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من انقطاع الكهرباء والتوزيع العادل لها مع التركيز عن انهاء الازمة تمامًا في أقرب وقت ممكن.

 

 

 

 

جاء اعتذار وزارتي البترول والكهرباء للشعب المصري نتيجة زيادة الأحمال بقطع الكهرباء لثلاثة ساعات بدلاً من ساعتين .

وعلى الفور تدخلت الحكومة المصرية بتخصيص مليار و180 مليون دولار لشراء الوقود والغاز الطبيعي من أجل تخفيف انقطاع الكهرباء المستمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة بسبب موجات الحر الشديدة هذا الصيف.

 

 

وصرح مصطفي مدبولي رئيس الحكومة من خلال حديثه التلفزيوني٬ بأن هذه الشحنات ستصل كاملة في الاسبوع الثالث من شهر يوليو 2024 المقبل بهدف وقف قطع الكهرباء خلال أشهر الصيف .

 

 

 

 

وأوضح أن مصر تعاقدت على شراء 300 ألف طن مازوت بقيمة 180مليون دولار لتعزيز احتياجاتها الاستراتيجية ومن المتوقع أن تصل في مطلع الأسبوع المقبل .

 

 

ونكشف في هذا التقرير عن الأسباب الحقيقية وراء قطع الكهرباء هل بدافع سياسي أم اقتصادي أم نقص واردات الغاز ؟

 

 

في البداية أكد مصدر مسؤول بالطاقة والمواد البترولية باتحاد الصناعات٬ أن الاسباب الحقيقية وراء تراجع واردات الغاز الطبيعي إلى مصر لمد شبكات الكهرباء٬ وترجع إلى عدة عوامل منها٬ أولا: توقف حقل الغاز للشركاء الاجانب في الاراضي الاسرائيلية والذي كان يقوم بمد مصر بالغاز الطبيعي وكان يتم اعادة تصديره مرة اخرى إلى الخارج  قبل الحروب الإسرائيلية علي غزة.

 

 

 

 

ثانيًا: هناك شق سياسي للضغط على مصر في حروب اسرائيل على غزة التي استمرت منذ السابع من اكتوبر العام الماضي حتي الآن والتي كبدت خسائر كبيرة في الأرواح لقطاع غزة .

 

 

 

ثالثًا: أن نسبة الفاقد كبيرة في شبكات الكهرباء من تحصيل مستحقات شركات البترول من وزارة الكهرباء بفارق 10مليار جنيه شهريًا.

 

وقال المصدر المسؤول باتحاد الصناعات أن تراجع تصدير الدول الخارجية للغاز لمصر تؤثر سلبيًا على حجم الشحنات الغاز الموجهة للكهرباء.

 

 

 

 

وكشف المصدر المسؤول أن مصر تعيش أزمة حقيقية في تراجع حجم شحنات الغاز الموجهة للكهرباء والتي ستستمر حتى منتصف شهر يوليو المقبل لحين زيادة التعاقدات على الغاز والمازوت لتوفير احتياجات شبكات الكهرباء للعمل وانتظامها خلال الفترة المقبلة واستيراد كميات اضافية من الغاز والمازوت.

 

 

 

لفت المصدر إلى أن توفير الغاز الطبيعي لشبكات الكهرباء من خلال الاستيراد أفضل من توفير المازوت بسبب ارتفاع اسعار تكلفة المازوت .

 

 

وقال المصدر إنه منذ اكتشاف حقل ظهر عام 2015 والذي كان من المتوقع أن تكون مصر مركز إمداد اقليمي للغاز يساهم في تصدير الغاز المسال إلى الخارج٬ لكن على العكس هناك تراجع في معدلات الانتاج فضلاً عن عدم تشجيع الشركات الاجنبية في عمليات البحث والتنقيب والاستكشاف لحقول غاز جديدة ويرجع بسبب تأخر سداد المستحقات المتأخرة والتي تقدر للشركات الاجنبية بالمليارات من الدولارات .

 

 

 

 

 

 

واقترح المصدر المسؤول باتحاد الصناعات المصرية بالاعتماد على الطاقة المتجددة وهي الطاقة الشمسية والتي كان من المفترض أن تصل إلى نسبة 40% كطاقة إلى أنه تم إهمالها حيث أننا نعتمد عليها حاليًا بنسبة لا تتجاوز ال7% وخاصة إن مصر من الدول التي حباها الله بالطاقة الشمسية العالية كمصدر نظيف ومتجدد للطاقة وكبديل للطاقة القديمة.

 

 

وقال أن معامل التكرير للبترول معامل قديمة مضى عليها 20 عامًا وتحتاج إلى إعادة تطوير من جديد ويجب التشجيع لاكتشافات حقول بترول جديدة خلال الفترة المقبلة ليكون الانتاج المحلي يكفي الاحتياج بدلا من الاستيراد من الخارج.

 

 

 

 

وفي السياق يؤكد الدكتور أسامة كمال وزير البترول الأسبق٬ أن من أسباب أزمة انقطاع الكهرباء يرجع إلى تراجع انتاج حقل غاز في إحدى الدول المجاورة الذي توقف عن الانتاج لمدة 12 ساعة والذي كان يقوم بإمداد مصر بالغاز لتوجيه هذه الشحنات المستوردة لشبكات الكهرباء.

 

 

وأرجع وزير البترول الأسبق أيضًا أنه من العوامل الاساسية إلى انقطاع الكهرباء وتخفيف الاحمال إلى عدد ساعات إضافية ترجع إلى زيادة في معدلات الاستهلاك عن المعدلات الطبيعية الذى أدى بدوره لزيادة الطلب علي الغاز والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء٬ ويستكمل أنه من اسباب زيادة الطلب علي الغاز والمازوت الزيادة السكانية والضغط الكبير على الموارد الدولارية.

 

 

 

 

وأضاف قائلاً أن حجم الانتاج المحلي للغاز الطبيعي والمازوت تتراوح بنسبة اكتفاء ذاتي يتراوح ما بين  75% إلى 80% وما يتم استيراده من الخارج بنسبة تتراوح 20% ل 25%..

وأضاف وزير البترول الاسبق إن تأخير سداد المديونيات للشركاء الأجانب لاستيراد الغاز من الخارج أدى إلى تراكم المتأخرات وتأخير تصدير الغاز من هذه الدول المنتجة.

 

 

فيما أكدت وسائل إعلام بأن إسرائيل صدرت نحو 5.8 مليار متر مكعب إلى مصر في عام 2022، وكان من المتوقع أن تزيد الصادرات إلى مصر قبل اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 الماضي.

 

 

ومع بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023 الماضي، تراجعت وارادات مصر من الغاز الطبيعي الإسرائيلي بنحو 19% إلى نحو 650 مليون قدم يوميًا من الغاز يوم 9 أكتوبر السابق، بدلاً من 800 مليون قدم، حيث تلقت شركة شيفرون تعليمات من إسرائيل بإيقاف انتاج الغاز الطبيعي في حقل تمار بسبب الحرب.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية