
هل يتدخل الاتحاد الأفريقي في حل أزمة منابع النيل؟
والخبراء يقترحون… بإعادة إثيوبيا للفكر الاستراتيجي واستغلال إمكانيات منابع النيل الازرق لصالح الدولتين.
الأصلح للدولتين هو الوصول لحلول ترضي جميع الأطراف من خلال الجلوس على مائدة المفاوضات من جديد
يأتي دور الاتحاد الافريقي في تسوية أزمة منابع النيل بعد شروع إثيوبيا في بناء سد النهضة في عام 2011 بحجة أنه أكبر سد لإنتاج الكهرباء في أفريقيا٬ والذي أقيم بارتفاع 145 مترًا٬ حيث يثير صراعات بينها وبين دولتي السودان ومصر.
وترى مصر أن تداعياته سلبية علي اقتصادها ومواردها المائية ومنذ الوصول إلى اتفاق اعلان المبادئ في عام 2015 فإن الوضع يحتاج إلى تدخل دولي لتجاوز الموقف الحالي لتقريب وجهات النظر٬ إلى أن وصل ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن الدولي والذي يدعم جهود الإتحاد الأفريقي في إيجاد حل لهذه الأزمة وبدوره يسعي الاتحاد الأفريقي لأجراء محادثات إضافية بين الدول الثلاث بشأن أزمة منابع النيل٬ ويري الخبراء أن إثيوبيا لم توافق علي أي تدخلات دولية باستثناء دور الاتحاد الأفريقي لأجراء محادثات والمفاوضات بين الدول الثلاث للوصول إلى حلول جذرية بشأن مشروع سد النهضة٬ وهنا هل كان تدخل الاتحاد الأفريقي له دور ملحوظ في حل أزمة منابع النيل؟
تطلعات إثيوبيا لن تتحقق إلا في ظل تحقيق مطالب مصر للحفاظ علي حصتها من المياه
في البداية أكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري والموارد المائية الأسبق في تصريح خاص لمنصة MENA٬ أن دور الاتحاد الأفريقي لم يحل أزمة منابع النيل حاليًا٬ وخاصة في وجود نزاعات داخل القارة الأفريقية والإرهاب الذي وصفه بأنه تدخل دولي من الدول الأجنبية في القارة الأفريقية وإشعال الصراعات على مصادر المياه٬ يأتي ذلك مع تطلعات الشأن الإثيوبي الذي لن يتحقق إلا في ظل تحقيق متطلبات مصر من الحفاظ على حصتها التي تقدر بنحو 55 مليار متر مكعب .
وقال وزير الري والموارد المائية الاسبق أنه منذ مئات السنين لم يكن هناك تعاون استراتيجي من إثيوبيا مع مصر٬ ودائمًا تسعى إلى تحجيم مصر ودورها الريادي في المنطقة العربية الإفريقية منذ الحروب الصليبية٬ وهذا ما أكده الكاتب الصحفي الكبير الراحل حسنين هيكل في تناوله في أحاديثه التلفزيونية.
ولفت إلى أنه يجب إعادة تفكير إثيوبيا الاستراتيجي واستغلال إمكانيات منابع النيل الازرق لصالح الدولتين.
إثيوبيا تمتلك 5 مساقط للمنابع وفائض في المياه يبغ ألف مليار متر مكعب
وأكد أن دولة إثيوبيا ليست في حاجة إلى المياه لأنها تلقب بنافورة المياه في إفريقيا نتيجة وجود من 4 إلى 5 مساقط ومنابع للمياه داخل إثيوبيا٬ وبالتالي ليس في حاجتها الضرورية للمياه فلديها فائض كبير من المياه تقترب من ألف مليار متر مكعب مقارنة بحاجة مصر الملحة إلى مياه النيل في ظل زيادة كثافتها السكانية ولا غنى عنها وتعتبر خط أحمر لها.
واقترح بأنه يجب على الدولتين عدم السماح بتدخل القوى الأجنبية في مثل الأمور والشأن الذي يخص الثلاث دول وهم إثيوبيا ومصر والسودان حتى يتم الوصول ألى حلول ترضي جميع الأطراف.
اقرأ أيضًا:
بعد تراجع عائداتها .. قناة السويس حائرة بين التوترات الجيوسياسية والطرق البديلة للنقل البحري
تهديد لحياة المصريين.. تعليق النواب على اتفاقية عنتيبي
تأثر القطاع الزراعي في مصر بسد النهضة
المياه هي شريان الحياة لمصر
وقال وزير الري والموارد المائية الأسبق: “إذا كانت دولة إثيوبيا تحتاج إلى إنتاج الكهرباء من خلال سد مشروع سد النهضة أو مشروعات زراعية فهذا من حقها ولكن هي ليست بحاجة الى المياه التي هي وصفها بأنها شريان الحياة لمصر٬ وإذا كان الغرض إنتاج الكهرباء فيجب أن تتعاون مع مصر لتصدير الكهرباء لها٬ حيث أن مصر أكبر دولة في الشرق الأوسط مستهلكه للغذاء فالأجدى والاولي التعاون بين الدولتين في عملية التبادل التجاري أو استيراد السلع منها أو غير ذلك بدلاً من هذه النزاعات بين الدولتين .
مائدة المفاوضات هي الحل الأفضل
وأضاف أنه الأصلح للدولتين وصول حلول ترضي جميع الأطراف لحل هذه النزاعات وهذا يأتي من خلال الجلوس على مائدة المفاوضات مجددًا٬ سواء بوجود الخارجية المصرية مع الخارجية الإثيوبية لإيجاد حلول استراتيجية بين الدولتين وتعاون استراتيجي يعكس الصالح العام للدولتين.
وأضاف قائلًا: “أن الأمر يحتاج إلى تفكير من جديد والوصول إلى مقترحات وحلول جذرية خارج الصندوق سواء من خلال السياسات الدولية والتوجه إلى إعادة التفكير في تعاون استراتيجي بين الدولتين وتبادل المصالح المشتركة بين الدولتين في ظل تحقيق المطالب المشروعة لدولة إثيوبيا ومصر”.