تحليلات

هل يستطيع “أبحاث الدواء” تطوير الصناعة الدوائية لسد عجز السوق؟

رئيس المركز: المالية تعمل على تحويل المركز إلى وحدة ذات طابع خاص

جهود بحثية في اكتشافات الدواء يقدمها المركز بأسعار رمزية

المركز أغنى الباحثين عن إرسال العينات إلى أوروبا

 

في إطار تعزيز البحث العلمي في مجال صناعة الأدوية وتطويرها، يقدم مركز أبحاث اكتشاف الدواء بجامعة عين شمس خدمات بحثية متقدمة لدعم الباحثين المصريين وتخفيف أعباء تكلفة الأبحاث.

 

ويواجه المركز، الذي مضى على تأسيسه أكثر من عقد، تحديات تمويلية تتزايد مع مطالبات بتحويله إلى وحدة ذات طابع خاص تهدف للربحية.

زارت منصة “MENA” المركز للتعرف عن قرب على نشاطاته، خدماته البحثية، وآلية عمله التي أثمرت عن إنجازات في مجال الصناعات الدوائية داخل مصر.

 

 

 

والتقت “MENA” الدكتور عبدالناصر سنجاب، رئيس مجلس إدارة مركز أبحاث الدواء، والذي تم اختياره كأكثر علماء العالم تأثيراً في مجال أبحاث الدواء وفق تصنيف جامعة ستانفورد. كما عمل نائباً لرئيس جامعة عين شمس، إضافة إلى منصبه كعميد أسبق لكلية الصيدلة بجامعة عين شمس.

 

وتحدث سنجاب عن الخدمات التي يقدمها المركز إضافة إلى التحديات التي بدأت تواجههم خلال الفترة الماضية، بعد طلب وزارة المالية زيادة الحصة من أرباح المركز لتصل إلى 50% من إجمالي الأرباح، إضافة إلى تحويله إلى وحدة ذات طابع خاص.

 

خدمات مركز أبحاث الدواء

 

أكد سنجاب أن مركز أبحاث واكتشاف الدواء بكلية الصيدلة أصبح من المراكز الرائدة في مجال أبحاث الدواء، مشيراً إلى أن هناك مشروعاً لدعم المركز بأجهزة حديثة في مجال تحليل الدواء، ومجال اكتشاف الدواء، ومجال تطوير البنية الكيميائية للدواء.

ووصف سنجاب هذا المركز بأنه نواة البحث العلمي المرتبط بالصناعة، والذي بدوره يكون داعماً للاقتصاد، متوقعاً خلال السنوات القادمة أن يخرج من المركز أدوية عالمية.

 

ولفت إلى أن المركز به فرق بحثية وفرق علمية و50 بحثاً منها ما يتم تطويره، متوقعاً أن يخرج المركز بنتائج هامة في صناعة الدواء.

وأشار إلى أن المركز يعمل منذ 8 سنوات على الكائنات الحية والبحرية لاستخلاص المركبات الكيميائية منها ذات الفاعلية البيولوجية، وهو أمر يتطلب جهداً ضخماً يمتد لسنوات، وهو ما سيؤتي ثماره قريباً.

 

 

نشأة المركز

 

بدأت أنظار وزارة المالية تتجه في الآونة الأخيرة إلى مركز أبحاث الدواء وتطويره، والذي يقع في دور “البدروم” بمبنى كلية الصيدلة داخل الحرم الجامعي لجامعة عين شمس.

 

وأنشئ المركز بدعم كامل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ليكون مساعداً للطلاب والباحثين في مجال صناعة الدواء وتطويره، برأس مال 10 ملايين جنيه فقط، في بداية عام 2013.

 

يتواجد في المركز العديد من الأجهزة التي قلّما تجد مثيلاً لها داخل مصر، كما أن هناك بعض الأجهزة التي يتواجد منها جهاز واحد فقط أو اثنان، يتم إجراء أبحاث وتحاليل عليها، وهي ما أضافت للمركز الكثير من الطلبات والأبحاث للعمل عليها.

 

وكان البديل أمام الباحثين هو إرسال تجاربهم إلى أوروبا من أجل إجراء التحاليل وإرسال النتائج، وهو الأمر الذي كان يكلف الباحث أو الدولة والشركة أموالاً باهظة حتى جاء هذا المركز.

 

تدخل وزارة المالية

 

رئيس مجلس إدارة مركز أبحاث الدواء وتطويره، قال إن وزارة المالية قررت تحويل المركز من جهة بحثية تساعد الطلاب والباحثين إلى وحدة ذات طابع خاص من أجل تحقيق المزيد من الربح.

 

وقال سنجاب أثناء تجواله مع “MENA” داخل المركز، إن هذه الأجهزة لم تكلف وزارة المالية شيئاً، وإنما جاء رأس مال المركز من وزارة المالية، ومع هذا يقدم المركز سنوياً 15% من عائداته إلى وزارة المالية، وتستفيد وزارة التعليم العالي من 10% فقط من إجمالي العائدات.

 

وأكد سنجاب عدة مرات على كلمة “عائدات” وليس “أرباح”، حيث أشار إلى أن الهدف من المركز ليس الربح المادي، فهو مكان للتوفير على الباحثين، مؤكداً أن عائدات المركز تقدر بنحو مليون جنيه مصري سنوياً فقط.

 

مركز يحتاج إلى دعم

 

أشار الدكتور عبدالناصر سنجاب إلى أنه رغم وجود ما يقرب من مليون جنيه كعائدات سنوية، يتم إخراج 150 ألف جنيه منها إلى وزارة المالية، وما يقرب من 100 ألف جنيه إلى وزارة التعليم العالي، إلا أن المركز يحتاج إلى دعم.

وتابع سنجاب أن الأجهزة الموجودة داخل المعمل قد وصل عمرها إلى 12 عاماً، مما يجعلها تحتاج إلى صيانة دورية تصل تكلفتها إلى مليون ونصف المليون جنيه، وهو ما لا يحدث على أرض الواقع، حيث إن المبلغ المتبقي بعد دفع المستحقات لا يكفي لإجراء الصيانة بشكل كامل.

 

وأردف أن الأموال التي يتم دفعها تُدخل إلى المركز من خلال نظام خاص، تحت رقابة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ويعمل بمركز أبحاث الدواء 12 صيدلياً تم تعيينهم خصيصاً لمساعدة الباحثين على تحقيق نتائج بأعلى كفاءة ممكنة، حيث لم يتم تعيين موظفين أو فنيين عاديين للتعامل مع هذه الأجهزة شديدة الحساسية.

 

 

وحدة ذات طابع خاص

 

تحدث سنجاب عن مخاطر تحويل المركز إلى وحدة ذات طابع خاص يكون هدفها الربح وجمع الأموال بعيداً عن القيمة والمساعدة العلمية التي يقدمها المركز للطلاب والباحثين.

وأوضح رئيس مجلس إدارة المركز أن تحويل المركز إلى وحدة ذات طابع خاص يهدد بإغلاقه بشكل كامل وتوقف العمل على خدمة الباحثين، متوقعاً أن تتوقف الأجهزة عن العمل خلال عام واحد في حال لم يتم إجراء الصيانة اللازمة لها.

 

وطالب الدكتور عبدالناصر سنجاب وزارة المالية بالنظر إلى مشروعات أخرى كلفت الدولة عشرات الملايين من الجنيهات ولم تستفد منها الدولة بشيء، متسائلاً: لماذا يتم التركيز على المركز بهذا الشكل، ومن المستفيد من هذا المخطط؟

 

كيف يستفيد الباحثون من المركز؟

 

قال الدكتور عبدالناصر سنجاب إن المركز يمتلك حالياً أجهزة لتحليل وقياس العينات في مجال اكتشاف الدواء، مشيراً إلى أن الهدف من المركز هو اكتشاف الدواء وتطويره من مصادر طبيعية مثل “النباتات، والكائنات البحرية، والفطريات”.

وأوضح سنجاب أنه ومن خلال الأجهزة الموجودة في المركز يتم تخليق الدواء كيميائياً وإجراء تجارب النمذجة، ودراسة الفاعلية الحيوية في مجالات مضادات السرطانات ومضادات الفطريات والفيروسات.

 

وأكد رئيس مجلس إدارة المركز أنه يتم عقد دورات تدريبية وورش عمل للباحثين في مصر وخارجها في مجالات الاختبارات الحيوية والقياسات التحليلية، وتقديم خدمات تقنية للباحثين تشمل إجراء التحاليل الكيميائية والبيولوجية، وتقديم استشارات علمية لوزارة الصحة وشركات الدواء.

 

وكشف سنجاب النقاب عن محطة أبحاث النباتات الطبية التابعة للمركز، موضحاً أنه يتم فيها استزراع النباتات الطبية لما لها من أهمية، وذلك بالتعاون مع الجامعات الأجنبية الشريكة.

وفيما يتعلق بأهم النباتات، كشف أن المحطة تضم العديد من النباتات الطبية مثل الكركم والزنجبيل والزعفران، وهذه أسماؤها المعروفة للجميع ولكن مسمياتها العلمية مختلفة.

 

ولفت سنجاب إلى أنه يتم الاستفادة من هذه النباتات في إجراء التجارب، حيث تحتوي على مركبات كيميائية تشكل مصدراً لاكتشاف الدواء، ويتم دراسة المحتويات الكيميائية بها لاستخلاص مركبات رائدة منها في اكتشاف الدواء.

 

اقرأ أيضًا:

 

رحلة لـ منصة “MENA” في قلب العالم الموازي لصناعة الدواء في مصر

لُغـز مرض أسوان الغامض.. كوليرا أم نزلات معوية؟

معاناة الأطباء بين تردي العمل في القطاع الحكومي واعتداء أهالي المرضى

أزمة نقص الأدوية المستوردة في السوق المصري

معاناة الأطباء بين تردي العمل في القطاع الحكومي واعتداء أهالي المرضى

 

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية