الشارع المصري

أحمد دومة يثور مجددًا.. لكن تلك المرة على الذات الإلهية

أعلن الناشط السياسي، والشاعر أحمد دومة، عن مناقشة ونشر ديوانه “كيرلي” بحلول الأسبوع المقبل، لكن الأمور لم تجري كما كان يخطط لها، الناشط والشاعر.

كما تفاجأ دومة، بعدد من الدعوات بمصادرة الديوان ومنعه من النشر، فضلاً عن المطالبات بالقبض على أحمد دومة، مؤلف الديوان، وذلك لوصفه الذات الإلهية بأنها تحمي اللصوص وأولاد الزنا.

كما أثار دومة الكثير من الجدل حول الديوان، الذي سبق وجرى مصادرته، بعد أن جرى طبعه ونشره أثناء حبس الشاعر أحمد دومة، في فترة امتدت لقرابة العقد ونصف من الزمن.

 

ما أثار الضجة بالديوان

 

في أولى صفحات الديوان، الذي سماه صاحبه الشاعر أحمد دومة بـ”كيرلي” يهدي ويعاتب دومة على العديد.

ويأتي في مقدمتهم الله -عز وجل-، والذي يعتب عليه دومة لأنه ينحاز للقتلة وأولاد الزنا على حسب وصفه.

وهو الأمر نفسه، الذي أثار العديد من الغضب والاستياء من القراء، وكذلك شيوخ الدين، لما في الكتاب من تهكم وقلة تأدب مع الله.

ليحمل الأمر مطالبات واسعة بمصادرة الديوان، ومنع انتشاره والقبض على صاحبه. وكذلك في عمق الديوان، يتساءل الشاعر أحمد دومة، عن مكان الله وانحيازه لمن، في وقت كانت الازمات لمن، وعن عجزه وفشل قدرته على الإدراك، بما كان في فؤاد الله حيث كان ذلك يحدث.

 

ردود الفعل على ديوان “كيرلي”

 

تباينت ردود الفعل حول ديوان كيرلي، إذ دعم البعض أحمد دومة، لأنه عانى كثيرًا من فترة قضاها بمحبسه منفردًا،

وبين عدد من الناس يرى ضرورة محاكمته، ووقف نشر الكتاب.

 

وتحت هذا الإطار، يقول الدكتور أحمد كريمة، إن من الضروري، عرض ذلك الديوان على مجمع البحوث الإسلامية،

والذي بدوره سيأخذ قراراً بمصادرته ومنع طبعه وتداوله، بسبب حالة الندية في بيوت ديوان دومة وحديثه مع الله.

 

ويضيف كريمة خلال تصريحات صحفية: قرأت مقطوعات من ديوان كيرلي، ووجدت أنه لم يحترم فيه الله عز وجل، ولا الذات الإلهية وهناك شطط وجنون في بيوت الديوان.

وعلى الوجه الآخر، يقول أحد أصدقاء الشاعر أحمد دومة، إن الأمر له شقان، أحدهما مفيد والآخر يدعو للاستنكار، وإن ما يدعو للاستنكار، هو البطش والتنكيل من دومة لمجرد أنه شخص معارض.

 

كما يضيف عبر منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك: بخصوص الشق المفيد، فكان الراحل فرج فودة ينعي حظه بسبب أن الأزهر٬ لم يتدخل لحظر كتبه كما فعلوا مع المستشار سعيد العشماوي الذي زادت مبيعات كتبه بعد تقرير لجنة الأزهر عنها.

 

اقرأ أيضًا:

الفرق الغنائية المصرية بين الماضي والحاضر

وزير الأوقاف الجديد وتحدي تجديد الخطاب الديني

انقطاع الكهرباء الذي أجل تشكيل الوزارة في مصر شهرًا كاملاً

مشروع حديقة تلال الفسطاط.. هل ينجح في تعويض المواطن والمناخ؟!

ردة فعل دومة

 

بعد كثير من الجدل، الذي أثير حول أحمد دومة وديوانه، قرر الناشط السياسي والشاعر، الرد أخيرًا عمّا جرى حوله.

 

كما قال أحمد دومة، إنه حين منعوا الأوراق والأقلام في السجن كعادتهم الدنيئة، كتبتُ قصيدةً على جدار الزنزانة خربشةً بأظافري.

ويضيف دومة عبر منشور له عبر منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك: “بعدها بعامين كانت أظن هذا يقولُ ما الذي أفعله في المواجهة، أمام كلّ المنع المحيط بنا، وأمام هذا الجنون التكفيري الجاهل”منشورة في ديواني الأوّل “صوتك طالع”٬ كما تابع دومة: “اليوم صدرت أكثر من خمس فتاوى من مشايخ رسميين تقول بكفري ومروقي وشططي.

 

وذلك بسبب إهداء ديوان “كيرلي” وقصيدة “قبل الأوان”، وكلّهم يطالبون بمصادرته وعرضه على مجمع البحوث الإسلامية و”جهات أخرى” و”عقابي”.

 

كما يواصل الناشط السياسي: كلنا يعرفُ شكل العقاب الذي يتبع مثل هذه الفتاوى، فمثل هذه الدعاوى تمثّل تحريضًا مباشرًا، وتشكّل خطرًا على سلامي وحياتي، ويجب إيقافها والاعتذار عنها فورًا.

عبدالله رشدي يوجه رسالة لدومة عبر منصة “MENA

 

يقول الدكتور عبدالله رشدي، الباحث في شئون الأديان، والخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، إن الله عز وجل لا يُعتب عليهِ، والعتبُ بينما يكون بين المخلوقين، والعتبُ أصله أن إنسانًا يرى إنسان أخطأ فيعتب عليه في خطأه،

 

والله لا يخطأ فهو خالق الصواب والخطأ، وإنما الله عز وجل يبتلي عباده أحيانًا، إمّا يبتليهم ليرفع درجتهم، وإمّا يبتليهم ليكفر عنهم سيئاتهم،وإمّا يبتليهم لينظرَ كيف يفعلُ بقية الناس معهم.

 

كما أضاف رشدي خلال تصريحاته الخاصة لمنصة “MENA“: أن الذي يحدث في غزة مثلاً، في الحقيقة هو ابتلاء لنا نحن، وكيف سندعمهم وكيف سنكون معهم وكيف سنشد على أيديهم، وليس تقصيرًا من الله عز وجل،

 

فتلك العبارة لا يصحُ استخدامها مع الذات الإلهية أبدًا، نحن خلق الله نسلم له مستشهدًا:

“وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكون ” – القصص.

 

ويتابع: الذي يحدث قد قضى الله به من قبلِ أن يخلق الخلائق، وإن هذا ما قدره الله، إذا فلا بد أن يقع، ونحن نُسلّم ونقول سمعنا وأطعنا، فعقلنا هذا الذي نعدل به على الله هو من خلق الله، وكذلك القرآن ينص على أن البلاء يقع في الأنفس، فضلاً عن المال والرزق، وهذه سنة كونية اسمها الابتلاء.

 

التوبة إلى الله

 

كما أشار الباحث في شئون الأديان خلال تصريحاته: هناك تقصير مِنا نعم، وكذلك هناك تخاذُل من العالم كله وذلك صحيح، وسيسأل الله عزّ وجل كل من رأى تلك المظالم، ولم يفكر مطلقًا في دعم إخوانه ولو بدعوة صالحة.

 

وفي رسالة من الشيخ عبدالله رشدي، للناشط السياسي والشاعر أحمد دومة عبر منصة “MENA”:

أن دومة عليه أن يتوب إلى الله، وأن يرجع عن هذه النغمة، والله كان موجودًا ويرى، ولعل الله ابتلاه بذلك حتى يتوب ويرجع، إذ أن الابتلاء ينزل على الإنسان حتى يتوب إلى الله، لا ليتمرد عليه، ونحن لا نرضى بظلمِ أحد، ولا أن يتطاول على أحد أو أن يؤذى أحد.

ويواصل: من يرضى بذلك، ومن يتشفى بالناس فهو إنسانٌ مريض، يحتاج لأن يراجع نفسه ودينه، وفي الوقت ذاته من يقع في ذلك نعزيه ونشد عليه يديه، ونسأل الله أن يرفع الله عنه الظلم لأننا نرفض الظلم إجمالاً وتفصيلاً، ولكن لن نعتدي على الذات الإلهية، فربما ذلك الابتلاء يكون تكفيرًا للذنوب، وعليه فإن الإنسان سيستمر في منهجه، أم سيراجع نفسه ليصلح ما بقى من حياته وذلك هو السؤال.

 

لن يكون هناك مناقشة للديوان

 

بعد أن أعلن الناشط السياسي، والشاعر أحمد دومة، عن مناقشة ديوان “كيرلي”، بمنطقة المهندسين بالجيزة، بالتشارك مع دار المرايا للنشر.

 

كما فاجأ دومة الجميع، بمنشور أعلن خلاله، أنه لن يجري عمل مناقشة للديوان في الوقت الحالي، ويعتذر للجميع عن عدم إمكانية فعل ذلك بعد أن كان من المقرر مناقشة الديوان في الاسبوع الجاري.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية