في حدث رائج هز العالم، وأحدث توترات تنظيمية في أماكن حساسة بالعالم، قبل عدد قليل من الأيام،
تفاجأ العالم لأمر أنباء عاجلة تفيد بتوقف عدد من المطارات وبعض المصالح العامة والبنوك في دول مختلفة.
جرى توضيح ذلك لاحقًا، بأنه عطل تقني في شركة مايكروسوفت، المشغلة والمطورة لأنظمة التشغيل ويندوز،
التي تعمل على الحواسيب المحمولة أو الثابتة، “الكمبيوتر”، مما أجرى أزمات بالغة الأهمية والصعوبة.
لكن، الأزمة والعطل نفسه لم يبقى كثيرًا، فقد تم فعليًا حل الأزمات في أماكن خلال ساعات، وبقية الاماكن في خلال اليوم نفسه من اندلاع الازمة، لكن بالطبع بعد تأثر المصالح العامة، في الدول التي تستخدم نظام ويندوز التابع لمايكروسوفت.
رد عاجل من وزارة الاتصالات
وسط أقاويل عن تأثر بالغ في مصر، جراء تلك الأزمة العالمية، نتيجة الخلل بشركة مايكروسوفت، قدمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بيان عاجل فور وقوع الأزمة.
قالت فيه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أنها تؤكد على عدم تأثر جمهورية مصر العربية بالعطل التقني العالمي.
وبخصوص ما تناولته وسائل الإعلام العالمية عن تعطل بعض المطارات والخدمات الأخرى بأوروبا وشمال أمريكا.
أوضحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على عدم تأثر جمهورية مصر العربية بالعطل التقني الذى حدث على أحد أنظمة الأمن السيبراني (crowd strike) العاملة على أنظمة الحوسبة السحابية نتيجة القيام ببعض أعمال التحديث الفني.
وتابعت خلال بيانها، إن جميع المطارات والموانئ المصرية والخدمات المصرفية على جميع البنوك الحكومية والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول ومنصة الخدمات الحكومية وأنظمة وشبكات الاتصالات داخل جمهورية مصر العربية تعمل بشكل طبيعي.
هذا، وقد قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمتابعة الموقف فور حدوثه؛ وتؤكد الوزارة على متابعة الأمر من خلال الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وفريق عمل المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات لحظة بلحظة لحين انتهاء المشكلة العالمية.
يجب توخي الحذر!
يقول جون طلعت، النائب البرلماني السابق وخبير أمن المعلومات، إن الحكومة المصرية سبق وقد أعلنت أن لا يوجد أي تأثر بالعطل التقني، لأن مصر لا تعمل على الأنظمة التي تعمل عليها مايكروسوفت، لكن التأثيرات في الأساس تكون مباشرة، بينما مصر ليس بها تأثير مباشر، لكن بالطبع كان التأثير غير مباشر، لما حدث من تعطل مطارات وبنوك ومصالح عامة لساعات معدودة.
ويضيف طلعت خلال تصريحاته الخاصة لمنصة “MENA“: الأزمة أثرت بشكلٍ كبير على العالم، وعلى شركة مايكروسوفت نفسها، فقد تسببت في خسائر فادحة للشركة واسقطت أسهمها العالمية، كما وضحت الأزمة أن الحروب والصراعات لاحقًا من الأمن السيبراني، أصبحت أمر ممكن وأكثر سهولة من الحرب النووية والحروب ذات الأسلحة والعتاد.
ويتابع: على الدول أن تأخذ الاحتياطات اللازمة، حتى لا تقع في مثل تلك الأمور الصعبة، وإلى الآن مايكروسوفت لم توضح سبب ذلك الخلل، والذي تدور حوله الشكوك والترجيحات كثيرة، ما بين اختراق الشركة العالمية، أو عطل تقني عادي، في البرنامج الخاص بالشركة، وكلنا ننتظر بيان توضيحي من الشركة.
وفي توضيح من النائب الأسبق وخبير أمن المعلومات لمنصة ” MENA“: فإن الخلل ذلك، وارد حدوثه في أي شركة أخرى، ليس بالضرورة مايكروسوفت، فقد يحدث في لينيكس أو ماك، وعلى كلٌ الأمر أصبح سهلاً، لكن الفكرة المركزية تدور حول التأمين الفعال لمثل تلك الأنظمة، وتعدد الأنظمة وعدم الاعتماد على نظام واحد، كذلك هو أمر في غاية الأهمية.
ويؤكد: مدى التأمين هو العنصر الأهم، لكن السبل لتفادي تلك الأزمات لاحقًا أمر غير مضمون، رأينا مايكروسوفت وفي شركة عالمية يصيبها الخلل، فبالتأكيد من عليه الاحتراز والتأمين هي الشركة، لأن ما جرى قد الحق الشركة بضرر واسع، وسقط العدد من الأسهم وسط تراجع شهده العالم.
مصر لم تتأثر
قال محمد ناجي، مُطلع ومهتم بشؤون البرمجيات، إن شركة كراود سترايك، وهي المسؤولة عن التأمين التقني، لأغلب الشركات الكبرى في العالم، وكانت تقوم يوم الأزمة التقنية التي تأثر بها العالم بعمل تحديث في برنامج الامان فالكون، وهو المسؤول عن تأمين مايكروسوفت، وخلال ذلك حدث العطل التقني الذي أثر على مستخدمي ويندوز، وكان بنسبة بسيطة للغاية من المستخدمين، لكن على حسب نوع ونظام التشغيل.
ويضيف ناجي خلال تصريحاته الخاصة لمنصة ” MENA“: الذين يحصلون على نسخات مسروقة أو مُعدل عليها من مايكروسوفت، معرضون وحدهم للاختراق أو الأعطال بشكلٍ متتابع، لكن في الشركات العالمية والمطارات التي تأثرت مستحيل أن تكون تعمل بنسخة مقلدة، مما جعل الأثر من الخلل نتيجة النسخة الفعالة، المعتمدة من مايكروسوفت والتي حدث بها الخلل.
ويتابع: “هناك أنظمة أخرى لم تضرر، على سبيل المثال لينيكس وماك، وهم المنافسين الأكثر شراسة أمام مايكروسوفت العالمية، والإعلان بعدم تأثر مصر يرجع لأن مصر تستخدم تأمين محلي، ولا تستخدم أنظمة دولية أو عالمية”.
الاعتماد على شركة تأمين واحدة كارثة كبرى
بينما يقول خبير في التطور التكنولوجي، إن مصر كانت أقل دول العالم تأثرا بالأزمة، لأن من الواضح والمعلن، بما صرحت به وزارة الاتصالات في مصر، أنها لم تعتمد على نظام حماية عالمي، كالذي تستخدمه ويندوز في كراوت استرايك، وهو كان السبب الرئيسي للأزمة التي امتدت لساعات معدودة.
ويضيف الخبير الذي يصرح لمنصة ” MENA“: كراوت استرايك يقال إن مهندس حديث التعيين فيها، رفع تحديث الأمان، دون مراجعته بدقة كما هو الواجب عمله بالشركة العالمية للتأمين على البيانات، وهو الأمر نفسه، الذي احدث ذلك الخلل، ووضع الشركة بمأزق.
وبتابع: لكن من حسن الحظ، إن ذلك الخلل التقني رغم ما أحدثه من تعطلات غاية ف الصعوبة، لكنه لم يدوم طويلاً بسبب سرعة تصرف شركة التأمين، وهذا إن كان له دلالات أو فائدة، فهو يوضح إن الذي يجب هو عدم الاعتماد على نموذج واحد من شركات التأمين.