تحليلات

“السفينة كاثرين” تثير الجدل حتى اللحظة.. ونشطاء: عدم النفي إثبات

حالة من الجدل تسود الأوساط المصرية بشأن سماح السلطات لسفينة إسرائيلية محملة بالأسلحة والمتفجرات بالمرور عبر موانئها إلى إسرائيل. فبينما يرى البعض أنه لم يتم السماح لأي سفينة محملة بأسلحة بالمرور أصلًا، وأن ما أشيع حول الموضوع مجرد شائعات مغرضة أطلقها معارضو النظام في مصر وهو عارٍ تمامًا عن الصحة، يرى آخرون أن الصور المنشورة عن السفينة لا تكذب، وأنها مرت بالفعل من المياه المصرية.

 

وأكد الفريق أشرف إبراهيم عطوة، قائد القوات البحرية المصرية، في تصريحات أدلى بها لإحدى الفضائيات العربية، أن مرور سفينة على متنها أسلحة لإسرائيل عارٍ من الصحة، وأنه محض افتراء وكذب.

 

وأضاف أنه لا توجد سفينة تجارية تمر من أي ميناء مصري إلا بعد أن تقف أولًا في منطقة الانتظار للإعلان عن وجهتها وحمولتها وتفاصيلها كاملة.

 

وأشار عطوة إلى أنه في حالة مرور سفينة ترغب في التوجه إلى إسرائيل، “لماذا لا تذهب إليها مباشرة؟ لماذا تأتي إلى الإسكندرية بدون أي مبرر؟ في حين أن المسافة بينها وبين ميناء حيفا بسيطة”.

 

ورغم تصريحات قائد القوات البحرية المصرية، لم تفلح تلك التصريحات في إقناع بعض المراقبين والنشطاء السياسيين، حيث عبّر بعضهم عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن السفينة مرت بالفعل من المياه المصرية، وتداولوا صورًا للسفينة “كاثرين” الألمانية التي تحمل أسلحة ومتفجرات وهي ترسو في ميناء الإسكندرية، وعليها علم إسرائيل.

 

ونفى الجيش المصري ذلك في حينه نفيًا قاطعًا، مؤكدًا أنه لا يوجد أي شكل من أشكال التعاون العسكري مع إسرائيل، وأن حسابات مشبوهة هي التي روجت لذلك لتشويه الدور المصري الراسخ في دعم القضية الفلسطينية.

 

أكاذيب وشائعات

 

من جانبه، يرى الخبير الاستراتيجي العميد أحمد الفخراني أن أي حديث عن سماح السلطات المصرية بمرور سفينة أسلحة إسرائيلية عبر ميناء الإسكندرية مجرد شائعات مغرضة وأكاذيب ملفقة يقف وراءها مناهضو الدولة المصرية بهدف إثارة القلاقل في الداخل وتشويه دور مصر في مساعدة الشعب الفلسطيني.

 

وأضاف الفخراني لمنصة “MENA” أن من يقف وراء هذه الافتراءات مواقع وحسابات تابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المحظورة، التي تواصل دائمًا التشكيك في المواقف المصرية، لا سيما منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.

 

وتابع الفخراني أن السفينة التي رست بالفعل في ميناء الإسكندرية كانت ترفع علم البرتغال، وأفرغت شحنة خاصة بوزارة الإنتاج الحربي المصرية، ثم غادرت إلى ميناء حيدر باشا التركي لاستكمال مسارها.

 

ويتفق الناشط السياسي رمضان عبد العظيم مع ما ذهب إليه العميد أحمد الفخراني، من أن موضوع سفينة الأسلحة مجرد شائعة روج لها عناصر جماعة الإخوان عبر حساباتهم ومواقعهم على الإنترنت.

 

خط سير السفينة كاثرين

 

وأضاف عبد العظيم، في تصريحات لمنصة “MENA“، أن هناك محاولات كبيرة من قبل الجيوش الإلكترونية لجماعة الإخوان المنتشرة حول العالم لتشويه دور مصر وإظهارها بخلاف الحقيقة فيما يتعلق بحرب إسرائيل على غزة، وأن موضوع السفينة جزء من تلك المحاولات.

 

ويرى عبد العظيم أن السلطات المصرية ليست من السذاجة إلى الحد الذي تضع نفسها فيه موضع اتهام بالسماح لسفينة أسلحة بالعبور إلى إسرائيل من موانئها، في حين أنها تسعى حثيثة لوقف الحرب على أهالي القطاع من خلال الوساطة المشتركة مع قطر والولايات المتحدة ومحاولات عقد هدنة وإطلاق الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.

 

خطأ كبير

 

في المقابل، يقول سياسيون ونشطاء إن مصر سمحت بالفعل للسفينة “كاثرين” بالمرور من موانئها، وذلك بعد أن تعرضت السفن الإسرائيلية لهجمات متعددة من جماعة الحوثيين في اليمن وإغلاق مضيق باب المندب.

 

 

ويرى جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن السلطات المصرية وقعت في خطأ كبير بالسماح لسفن إسرائيلية بالمرور عبر مياهها الإقليمية، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حربًا بلا هوادة تشنها إسرائيل على قطاع غزة وترتكب فيها مجازر بشكل يومي، في حين أن المنطق يتطلب عدم السماح بذلك مطلقًا.

 

وأضاف زهران، في تصريحات خاصة لمنصة “MENA“، أن هناك ما يُعرف بالمرور البريء للسفن في الموانئ المختلفة، وهو ما يحدث في الظروف العادية التي لا تشهد فيها المنطقة أي حروب، شريطة ألا تحمل هذه السفن أي أنواع من الأسلحة أو المتفجرات.

 

واستطرد زهران: “أما المرور غير البريء للسفن، فهو ما تم في مثل هذه الحالة، حيث تم السماح بمرور سفينة تحمل أسلحة ومتفجرات عبر المياه المصرية لإسرائيل، في حين أن دولًا أخرى رفضت استقبالها. ومن حق كل دولة رفض مرور السفن التي لا ترغب فيها عبر مياهها الإقليمية، تمامًا كما فعل الحوثيون مع مضيق باب المندب”.

 

ويتفق الناشط محمود بدر الدين مع ما ذهب إليه الدكتور جمال زهران، حيث يرى أن موقف مصر من السماح بمرور السفينة غير مبرر، لا سيما وأن دولًا أخرى رفضت أن ترسو السفينة في موانئها، وهو ما كان يجب أن تفعله السلطات المصرية.

 

وأضاف بدر الدين، في تصريحات لمنصة “MENA“، أن مرور السفن في المياه المصرية بحجة الالتزام بالاتفاقيات الدولية أمر مردود عليه، حيث إن إسرائيل تسيطر على محور صلاح الدين – فيلادلفيا على الحدود مع مصر منذ عدة أشهر، في مخالفة لاتفاقية كامب ديفيد، وهو ما يعطي القاهرة مبررًا لرفض مرور السفن الإسرائيلية في مياهها.

 

اقرأ أيضًا:

 

تطوير الموانئ المصرية.. هل ينقذ قناة السويس من التوترات الجيوسياسية؟

 

المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. مؤشر الخطر وهامش التطور

 

بعد مزاعم إسرائيلية.. ما حقيقة تهريب أسلحة من مصر لغزة؟

 

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية