قبل أسبوع استقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ويليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، وبحضور نظيره، اللواء عباس كامل، وجاء ذلك اللقاء بمصر، للحديث حول أمور عديدة، يأتي في مقدمتها، الأوضاع الإقليمية “غزة”، التي جرى الحديث عنها.
وذلك لمتابعة الجهود القائمة، بملف وقف الحرب، أو ما يعرف بالهدنة، وهو ما وضحه الرئيس السيسي لرئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية.
مما جعل رئيس الاستخبارات الأمريكية، يثمن بدور مصر، وجهودها الفعالة، في عمليات الإغاثة للفلسطينيين.
وأيضًا لاحتضان المفاوضات لوقف الحرب بين حماس وإسرائيل، كمل نقل رئيس الاستخبارات الأمريكية، تحية الرئيس الأمريكي بايدن، لنظيره المصري السيسي.
يرى المشيدين بدور مصر، في موقفها من وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومحاولاتها لجمع الأطراف لوقف الحرب، إن استقبال رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية بمصر، هي خطوة فعالة وفي غاية الأهمية.
ويرى الكاتب الصحفي والنائب البرلماني مصطفى بكري، إن استقبال رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية بمصر، هي خطوة مهمة جدًا، وتأتي في سياق متابعة ما تقوم به مصر، من احتضان القضية الفلسطينية، وجمع أطراف النزاع، لوقف الحرب أو الاتفاق على هدنة بين الطرفين.
ويضيف بكري خلال تصريحاته الخاصة لمنصة “MENA“: خلال اللقاء أثمن ويليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، بجهود مصر، مما يؤكد ما تقوم به من مهام صعبة، في وسط الأزمات الداخلية، والمخاطر الدولية والإقليمية.
وبالحديث حول إمكانية وقف الحرب، أو انسحاب أحد أطراف طوفان الأقصى، لاسيما القصد يدور حول إيران بعد وفاة إبراهيم رئيسي، ومجئ رئيس جديد لإيران.
أكد الكاتب الصحفي والنائب البرلماني لمنصة “MENA“: “احنا في حرب، والعالم كله بيتابعها، الكلام عن انسحاب أحد الأطراف في وقت زي ده، أمر غير معقول وكلام سليم، ولا يمكن التنبؤ به، وخصوصًا في المساعي الجادة لعقد هدنة مؤقتة على الأقل لوقف الحرب”.
على صعيد آخر، بعد كل تلك المفاوضات، وجلسات الاتفاق لإقامة هدنة بين طرفي الحرب، واجتماع السيسي برئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية.
تظهر آراء تتفق أن الحرب لن تقف، إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي بفلسطين.
وبموجب ذلك، يقول وزير الخارجية وأمين جامعة الدول الأسبق، عمرو موسى: إن المقاومة الفلسطينية، لاتزال قائمة ومستمرة،
سواء بغزة أو غير غزة من ضمن الأراضي المحتلة.
ويضيف موسى خلال تصريحاته لمنصة “MENA“: طالما استمر العدوان والاحتلال الإسرائيلي، وهي معادلة بسيطة، ملخصها إذا أستمر الاحتلال العسكري الأجنبي لفلسطين.
وبالتالي يقاومه الشعب الفلسطيني ذلك الاحتلال، فإذا أستمر الاحتلال تستمر المقاومة سواءً حماس أو غيرها.
ويؤكد وزير الخارجية الأسبق: “بخصوص الحرب على غزة، وعملية طوفان الأقصى.
أتوقع ألا يتوقفان إذا بقى واستمر الاحتلال، الإسرائيليين يتحدثوا مرارًا عن استمرار الحرب بظروف ووسائل مختلفة، والفلسطينيين بيقاوموا جاهدين، ويطوروا مقاومتهم وتصديهم للاحتلال”.
اقرأ أيضَا:
ما بين شح السيولة وضعف التداول.. البورصة تجيب
مبادرة ابدأ الوطنية..عهد جديد من التطور الصناعي
التبادل التجاري بين مصر والخليج..شريان إنعاش للاقتصاد المصري
الحكومة المصرية الجديدة وتوصيات الحوار الوطنى.. تفاعل حقيقى أم عراب للحكومة فى المرحلة المقبلة؟
على صعيد آخر، تبدو الترجيحات والآراء متباينة، حول ذلك اللقاء، ونقاط الفائدة التي تنتج عنه، وماهية الأهداف الخفية قبل الظاهرة.
لذلك، يقول اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات الأسبق: إن في البداية، ثوابت الموقف السياسي، معلنة وواضحة ويمكن للجميع أن يعملها.
وهي أن نتنياهو لن يوافق على وقف إطلاق النيران مطلقًا، ويمكن له عوضًا عن ذلك، أن يوافق على هدنة مؤقتة.
هذه الهدنة تسمح له باستمرار الحرب في غزة، وهو ما يرغب به رئيس وزراء إسرائيل.
ويضيف رشاد خلال تصريحات خاصة لمنصة “MENA“:
“أمريكا لا يمكن لها فرض أي شروط على إسرائيل، لأن كروت الضغط والهيمنة الاسرائيلية أقوى من الأمريكية،
كما يوجد تباين كبير بين موقف كل من إسرائيل وحركة حماس في المفاوضات.”
ويتابع وكيل جهاز المخابرات المصرية الأسبق في حديثه لمنصة “MENA“:
“إن ما تقوم به إسرائيل حاليًا، في المفاوضات هو استهلاك للوقت للمحافظة على شكل وسياق ما هي به،
وبالتالي فمن الواضح أن المفاوضات تدور في حلقة مفرغة بدون نتائج ايجابية ولا جدوى من زيارة مدير المخابرات الأمريكية للمنطقة.
صرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، بما دار في لقاء الرئيس السيسي، بضيفه ويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، بحضور اللواء عباس كامل.
فقد أفاد المستشار أحمد فهمي، إن رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية نقل تحيات بايدن للرئيس السيسي، وثناء الولايات المتحدة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو الأمر الذي أثمنه السيسي، في تأكيد على استمرار التشاور والتنسيق بين الدولتين، لصالح الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
وأضاف المتحدث خلال بيان صحفي: الاجتماع ناقش مستجدات الجهود المشتركة للتوصل لاتفاق للتهدئة ووقف إطلاق النار بقطاع غزة،
وأن الرئيس السيسي أكد، على الموقف المصري الرافض لاستمرار العمليات العسكرية في القطاع.
وتابع: الرئيس السيسي شدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لوقف الحرب، وضمان إنفاذ المساعدات الإغاثية، بما يكفي للتخفيف الحقيقي من الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون بالقطاع، للتأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات جادة ومؤثرة لمنع اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
بعد أن التقى ويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، بنظيره اللواء عباس كامل رئيس الاستخبارات المصرية٬
بحضور الرئيس السيسي، سيواصل بيرنز جولة في عدد من الدول للمشاورة حول وقف الحرب.
أهم ما في تلك الجولة، بعد زيارة رئيس الاستخبارات الامريكية لمصر، هو توجهه إلى قطر لكي يحضر اجتماع رباعي جرى عقده الأربعاء من الأسبوع المنصرم، في الدوحة، للحديث عن صفقة الرهائن.
هذا، ووفقًا لتصريحات إعلامية، سيجري بيرنز خلال اللقاء، محادثات هامة مع محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس وزراء قطر، بجانب رئيس المخابرات المصرية عباس كمال، فضلاً عن التشاور والحديث مع رئيس الموساد دافيد برنياع.