سياسة
هشام عبد الرحيم
بعد إقالة «بكري» وتولي «الحسيني».. اتحاد قبائل سيناء ماذا قدم وما هي حدود دوره في المشهد السياسي؟
يظل اتحاد قبائل سيناءالذي أعلن عنه في العام 2013، وكان يترأسه الشيخ ابراهيم المنيعي عند تأسيسه، وضم وقتها 30 قبيلة مصرية سيناوية، وكان هدفه الرئيسي هو اتحاد القبائل السيناوية للنهوض بالحياة المجتمعية وحل المشكلات التي يواجهها سكان شمال سيناء.
كان المنيعي بشكل خاص يهدف إلى قطع شبكة الاتصالات الإسرائيلية في سيناء، وبعد سنوات من بدء الجيش المصري عملياته في سيناء لمحاربة الإرهاب، طُلب من الاتحاد حمل السلاح والإبلاغ عن معلومات عن بعض أبناء سيناء، وحتى استهدافهم، وهو ما رفضه المنيعي مما عرضه للاعتقال عدة مرات.
ومع مطلع مايو الماضي، عقد مؤتمره التأسيسي الأول، في مدينة سكنية جديدة سُميت “مدينة السيسي” في رفح بشمال سيناء، معلنًا عن تولي إبراهيم العرجاني، أحد أبرز رجال قبيلة الترابين في سيناء، رئاسة هذا الاتحاد.
الاتحاد الذي يعرف نفسه أنه جبهة قبلية موحدة تضم الغالبية العظمى من قبائل سيناء لمساندة الدولة المصرية في مواجهة التطرف ودعم عملية التنمية والتعمير في سيناء، أثار لغطًا كبيرًا حول دوره في المشهد السياسي، ومدى انتمائه للدولة المصرية وخطورته في آن واحد، حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيسًا شرفيًا لغلق الأبواب أمام المتربصين، لكن حاوطه كثير من علامات الاستفهام لم تشفع محاولات المتحدث السابق مصطفى بكري في جوابها قبل أن تتم إقالته.
الشيخ عيسى الخرافين
مواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء
يقول شيخ مشايخ قبائل سيناء، وعضو اتحاد القبائل العربية الشيخ عيسى الخرافين، في تصريحات إعلامية سابقة تزامنًا مع التدشين؛ إن تكوين اتحاد القبائل جاء لجمع كيانات القبائل المنتشرة في الصحراء الغربية والشرقية وسيناء وتوحيدها في اتحاد واحد، وأن انطلاق وتدشين الاتحاد من سيناء يحمل رسائل عديدة، أهمها التأكيد على أنه غير مسموح طرح فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء، وغير مقبول تهجيرهم.
وشدد في تصريحاته لـ «العربية. نت» على أن الاتحاد يعني أن سيناء لأهلها وليست لأحد غير المصريين.
وهو الأمر الذي شدد عليه أيضا المتحدث السابق للاتحاد مصطفى بكري، حيث قال إن هذا الكيان سيلعب دورًا في مواجهة ووقف مخططات التهجير، وفي إيصال المساعدات الإنسانية التي ستقدم للفلسطينيين في غزة.
وتابع بكري: “إبراهيم العرجاني هو الذي كان وراء بيان قبيلته قبيلة الترابين في 2017/11/29 والذي دعا كافة قبائل وعائلات سيناء إلى تشكيل اتحاد للقبائل لمعاونة الجيش والشرطة ضد الإرهاب.. إبراهيم العرجاني كان هو مهندس اجتماع عدة قبائل وعائلات وأصدروا البيان الأول للاتحاد في 2017/11/30، والذي أعلنوا فيه بدء المواجهة مع الإرهابيين جنبا إلى جنب مع الجيش والشرطة”.
وتابع بكري قائلا: “لأنه (العرجاني) ارتبط بعلاقه نضالية هو وصديقه الأعز ًسالم لافي الذي استشهد في منطقة إلبرث معقل الترابين، وكانا صديقين للشهيد أحمد المنسي.. لأنه مازال يرعي ويدعم ويشرف على اتحاد قبائل سيناء الذي كان له دوره في تطهير سيناء من الإرهاب جنبا إلى جنب مع الجيش والشرطة، ولأنه له دور اجتماعي وتنموي مع أهله في سيناء”.
دعم لوجيستي للقوات المسلحة المصرية
الاتحاد بحسب أحمد سلطان الباحث المتخصص في الشأن السينائي والتنظيمات الإرهابية في تصريحات خاصة لمنصة “MENA” فإنه جبهة أو كيان أنشئ في ظل الحرب التي قادتها مصر ضد تنظيم ولاية سيناء (داعش) من قبل مجموعة من مشايخ سيناء كالعرجاني وموسى الدلح، سالم لافي الذي لقي مصرعه على يد تنظيم ولاية سيناء قبل أيام معدودة من الهجوم على كمين البرث، الذي استشهد فيه المقدم أحمد المنسي.
وهو كيان تنسيقي لمجموعة من القبائل، يهدف إلى المساعدة في مواجهة التنظيم مساعدة لوجستية وتقديم مساعدات للقوات المسلحة المصرية عن تحركات الإرهابيين، بما امتلكوه من أدلاء يساعدون في معرفة طرق التنظيم، وغيرها من الأمور الاستراتيجية المتعلقة بطبيعة شبه جزيرة سيناء.
كما كان له دورًا في تنسيق استسلام بعض قيادات وأفراد ولاية تنظيم سيناء، حتى تم القضاء على الحركات والتنظيمات الإرهابية التي رافقت الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.
عضو فاعل في تنمية سيناء
وحول اللغط الذي أثير حول الاتحاد، قال «سلطان»، إن كثير من اللغط الذي أثير حوله ارتباط بعدم فهم للطبيعة القبلية في سيناء، والمبالغة في تعظيم دوره وكأنه كيانًا موازيًا، خلاف ما كان من حقائق أنه كان مساعدًا للجيش، ودوره حاليًا يتمحور في كونه جبهة قبلية وطنية تسعى لدعم جهود التنمية التي أعلنتها الدولة في سيناء وبما يملكه من تواصل مع مستثمرين ورجال أعمال بالخارج.
وفيما يتعلق بمصادر تمويلات الاتحاد، فقد بين أهمية وجود شيوخ القبائل السينائية وفي مقدمتهم شيخ الترابين إبراهيم العرجاني بما يمتلكه من شركات متعددة المجالات والأعمال الاقتصادية منها شركة هلا المتواجدة في قطاع غزة، والتي لعبت دورًا في تنظيم خروج المصابين والعالقين في القطاع.
كما أن الاتحاد بحسب «سلطان» أنشئ من قبل مجموعة من القبائل وهي صاحبة شركات ولديها أموالًا طائلة وموارد متعددة لتحصيل الثروات، وفي الوقت الراهن فإن الاتحاد يسعى من خلال تقسم الدوائر البقاء كجبهة رديفة للجبهة المصرية.
وفيما يتعلق بنظرة الدولة المصرية، فقد أكد على أن نظرة الدولة إليه لا تختلف عن سائر المؤسسات والكيانات الشعبية، حيث إن الاتحاد يمثل جبهة شعبية في ضوء القانون، ويعمل تحت مظلته، وفي إطار الحفاظ على استقرار الدولة، وبعض شيوخه يقومون بجهود في مشروعات التنمية بسيناء.
وجود العرجاني على رأس الاتحاد جعل البعض يخلط بين شركاته وبين موارد الاتحاد وهو على خلاف الحقيقة نظرًا لما يضمه الاتحاد من آخرين لهم وضعهم المادي القريب أو البعيد من الوضع الذي يتمتع به العرجاني.
أما عن العمل السياسي والعلاقات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فقد شدد على أنه لا يوجد للاتحاد علاقات سياسية، خاصة وأنها أمور تنظمها الدولة بما تغلفها من مخاطر؛ وأنه كيان يغلبه الطابع الاقتصادي البحث نظرًا لمشاركة شركات العرجاني في إعمار غزة والتي أعلنها الرئيس السيسي بما يقرب من 500 مليون دولار، خلاف دور شركة هلا في الجانب المصري والفلسطيني من مهام العبور وفق ما تسمح به الجهات المعنية في الدولتين.
«بكري» ورط الاتحاد بتصريحاته
وفيما يتعلق بالصراعات حول منصب المتحدث، فقد حسمت الأمور لصالح النائب والإعلامي يوسف الحسيني وذلك بعدما تمت إقالة البرلماني والإعلامي مصطفى بكري المتحدث الرسمي السابق، والذي أخفق في أن يكون واجهة إعلامية مدركة لطبيعة عمله؛ وتسببت بعض تصريحاته في تأليب الرأي العام الداخلي والخارجي واستثمرت بشكل سيء واستغلتها جماعة الإخوان من خلال أبواقها في إثارة الرأي العام، ولم يكن موفقًا في هذا المنصب.
اقرأ أيضًا:
أهداف تنموية وأمنية.. لماذا تنشئ الحكومة مدينة رفح الجديدة؟
الترابين.. قصة قبيلة انتمى إليها «العرجاني»
كيف استطاعت إسرائيل استقطاب عرب النقب إلى صفوف جيشها؟
من رفح إلى معبر كرم أبو سالم أبواب المساعدات الإنسانية موصدة أمام أهالي غزة
عمرو بدر: خالد البلشي أعاد الحياة إلى نقابة الصحفيين.. وأستعد لخوض الانتخابات المقبلة إلا إذا تحاور منصة “MENA” الكاتب الصحفي عمرو بدر،
بسنت عادل
“الناصريون” يشيعون حسن نصر الله انتشرت في أواخر سبتمبر الماضي، أنباء عن اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، حتى
محمود فهمي
عمال مصر بين شقي الرحى.. الاستغلال أو الحبس شهدت مصر في السنوات الأخيرة العديد من الإضرابات العمالية، بلغ عددها 213 إضراباً خلال عامين
حيدر قنديل
جميع الحقوق محفوظه ©2024