المستشار ترك آل الشيخ وزير الترفيه في المملكة العربية السعودية شخصية تمتعت مؤخرًا بعلاقات متشعبة في الوسطين الرياضي والفني في مصر، ولكن دائمًا ما كانت معظم علاقاته تتسم بالكثير من الجدلية والانتقادات والاتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية للمؤسسات والهيئات المصرية، ولذلك يعد ترك آل الشيخ محط الأنظار في كل تصرفاته وقراراته وعلاقاته، ومنذ ظهوره لأول مرة في مصر في نوفمبر 2017 عن طريق دعمه لحملة رئيس النادي الأهلى الحالي محمود الخطيب الانتخابية تأييدًا له ضد رجل الأعمال محمود طاهر حين ذاك، وظلت الأمور أكثر من رائعة بين ترك آل الشيخ ورئيس ومجلس إدارة النادي الأهلي وجماهيره، خاصة عندما تدخل المستشار في واقعة لاعب النادي وقتها ولاعب الزمالك الحالي عبد الله السعيد في مارس 2018، وذلك عندما أكتشف الأهلي أن اللاعب ينوي التوقيع للمنافس الأقوى والغريم التقليدي الزمالك في صفقة إنتقال حر بعد قرب إنتهاء عقده، قبل أن يتمكن الأهلي من إثبات حقه في خدمات اللاعب ويقوم بتوثيق العقد بينهما وينهي الأزمة لصالحه عن طريق دعم “آل الشيخ” المادي والذي تكفل بالزيادة التي طلبها اللاعب للتجديد للأهلي، الأمر الذي عزز العلاقة بين المستشار وجماهير القلعة الحمراء نظرًا لأهمية اللاعب للقافلة الحمراء، وأصبح الرئيس الشرفي للنادي !
ولكن سرعان ما أنتهت فترة “العسل” بين المستشار والذي كان يشغل منصب وزير الرياضة في المملكة وقتها ومجلس إدارة النادي الأهلي، وذلك بسبب قرار الأهلي ببيع نفس اللاعب بمجرد تجديد تعاقده لأسباب خاصة بمبادئ النادي “حسبما أكد مجلس إدارته وقتها” الأمر الذي لم يلاقي رضا ترك آل الشيخ والذي رفض بيع اللاعب وخروجه من القلعة الحمراء، وهو ما رأى مجلس إدارة الأهلي أنه تدخل “زائد” من المستشار في الأمور الداخلية للنادي دون وجه حق.
لتدخل العلاقة بين آل الشيخ والأهلي في نفق مظلم بعد التلاسن فيما بينهما حول كواليس الاجتماعات وتبادل الاتهامات بالتقصير في حقوق النادي وما قدمه آل الشيخ للنادي في وسائل الإعلام، ليقوم المستشار على أثر ذلك بوقف كل الدعم المقدم للأهلي وإيقاف التفاوض على الصفقات “السوبر” التي كان من المفترض أن يدعم بها صفوف الفريق الكروي الأول.
وفي ظل الأزمة بين الطرفين فجر ترك آل الشيخ المفاجأة للجميع بإعلانه عن شراء نادي الأسيوطي كـاستثمار له في مصر وتحويل أسمه لنادي الأهرام، وقد لاقى حين ذاك اعتراض شديد من جريدة الأهرام المصرية والتي رفضت استخدام الأسم لأحقيتها التاريخية فيه، وبالفعل رضخ المستشار وأسمى ناديه الجديد بيراميدز، ليشارك بقوة ويصبح منافس قوي في الدوري المصري بعد إتمامه لأكثر من صفقة للفريق كان أبرزهم اللاعب البرازيلي “كينو” والذي كان أفضل لاعب في المسابقة المحلية وقتها بالفعل، وقد وصلت رسالة المستشار بشراء نادي منافس في الدوري لجماهير القلعة الحمراء، إضافة لقيامه بدعم الغريم التقليدي بتقديم دعم مادي لشراء لاعبين محترفين لمعادلة القوة مع الأهلي “المتفوق على مدار أعوام بنسبة كبيرة” وهو ما دفع الجماهير الحمراء للهجوم عليه بقوة في مختلف المناسبات، ليقوم ترك آل الشيخ ببيع النادي في فبراير 2019 لرجل الأعمال الإماراتي سالم الشامسي ويبتعد إلى حد كبير عن الوسط الرياضي بأكمله !
وبرحيل ترك آل الشيخ عن وزارة الرياضة في المملكة وتولية حقيبة وزارة الترفيه في ديسمبر 2018 تحولت بوصلة تفكيره للوسط الفني، وأستطاع بالفعل أستقطاب معظم نجوم الفن البارزين في مصر والعالم العربي، وكانت البداية الفنية بـإنتاج برنامج المقالب الخاص بالفنان رامز جلال وتصويره في السعودية، ومع انطلاق موسم الرياض شاهد العالم معظم النجوم الحاليين والسابقين سواء في التمثيل أو الغناء في المملكة بشكل شبه دائم، وأبرزهم المطرب عمرو دياب وأنغام وأيمن بهجت قمر وأمير طعيمة وعمرو مصطفى وأحمد عز، ولم يخلو موسم الرياض من الرياضة ونجوم الرياضة بالطبع، حيث أنتج ترك آل الشيخ برنامج للاعلامي الرياضي إبراهيم فايق ومعه مجموعة من المحللين الثابتين أمثال رضا عبد العال ومحمود أبو الدهب وأحمد عز وتامر بدوي، بعد ان أتم “فايق” التعاقد على البرنامج الجديد ويصبح البرنامج الرياضي الأول في مصر من حيث المشاهدات.
وكان أخر ما أثار حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي الفيلم السينمائي “ولاد رزق ٣ القاضية” والذي أنتجه ترك آل الشيخ وأستخدم بعض نجوم الأهلي في الدعاية للفيلم، وتم صرف حوالي ٨٠٠ مليون جنيه مصري كـدعاية للفيلم قبل افتتاح عرضه في الرياض، حيث أنتقد العديد ممن شاهدوا الفيلم فكرة الحث على حياة العصابات والمخدرات والمطاردات الخطرة في الشوارع، وإظهار نجوم العمل “التشكيل العصابي” في صورة الأبطال القدوة !
ليظل وزير الترفيه السعودي ترك آل الشيخ مثار جدل ما بين مؤيد لقراراته وفاعلياته ودورها في جذب الأنظار للمملكة ونشر ثقافتها، ومعارض لممارساته التي يعتبرها البعض تعتمد بشكل أساسي على “بيع وشراء كل شئ” وهو مالا يقبلونه تمامًا !