الشارع المصري

جبانات المشاهير في خطر.. صور متداولة تعيد الجدل حول إزالة مقابر القاهرة التاريخية

من جديد، تزايدت منشورات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي توثق عمليات هدم لجبانات ومقابر القاهرة التاريخية. هذه المقابر لها أهمية خاصة، إذ تحتوي على رفات شخصيات إسلامية بارزة، مما يجعلها مركزًا ذا أهمية أثرية كبيرة.

 

إضافة إلى ذلك، تضم المقابر رفات مشاهير من الفنانين والمثقفين والشخصيات العامة في القرن الماضي، مثل يوسف وهبي، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، أسمهان، فريد الأطرش، هند رستم، وصلاح ذو الفقار. وتشمل أيضًا مقابر لشخصيات تاريخية بارزة مثل الشيخ ورش، صاحب القراءة القرآنية، والشيخ وكيع مقرئ الإمام الشافعي، والشيخ محمد رفعت، وعبد الخالق باشا ثروت.

 

وفي هذا السياق، يرى الناقد والمدون جمال عبد القادر أن هذه القضية لا تحتمل موقفًا قاطعًا. حيث أشار إلى أن بعض الدول تسعى جاهدة للحفاظ على أي جزء من حضارتها وتاريخها لتثبت للعالم أنها بلاد ذات تاريخ عريق، بينما في مصر يتم التعامل مع التاريخ بشكل أقل احترامًا.

 

وفي تصريحاته لمنصة “MENA“، قال عبد القادر: “قبل هدم مقابر فؤاد المهندس وغيره من الفنانين، تم هدم قبر محمود سامي البارودي، رئيس الوزراء ورائد المدرسة الكلاسيكية، الذي يُعتبر رمزًا للسيف والقلم، دون مراعاة لتاريخه الذي يمتد لأكثر من قرن ونصف، وكل ذلك بهدف إنشاء شبكة كباري أو لتوسعة الطرق.”

 

وأضاف: “الناس قد تختلف حول أهمية الطرق أو التاريخ، ولكن في رأيي الشخصي، التاريخ لا بد أن يكون في المقدمة. يمكن دائمًا تعديل مسار الطرق أو إيجاد حلول بديلة، ولكن لا يمكن تعويض ما يُفقد من هذه المقابر التاريخية، التي يمكن تحويلها بكل سهولة إلى مزارات سياحية.”

 

 

 

 

 

وأضاف أيمن في تصريحاته لـ “MENA“: “عدم الاهتمام بالجبانات التاريخية أدى إلى تضررها بسبب غرقها في مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية، كما حدث مع قبر محمد راتب باشا، الذي يعتقد أقاربه أن رفاته تآكلت بسبب المياه الجوفية.”

وأكد أيمن أن استمرار عمليات الإزالة يعني تدميرًا لجزء كبير من التراث الفني والثقافي والإسلامي، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي شكل لجنة سابقًا لبحث بدائل لهذه الإزالات، ولكن اللجنة توقفت بعد رفض مقترحاتها.

 

 

في المقابل، ترى الناقدة الفنية حنان أبو الضياء أن ما يجري حاليًا هو عمليات ترميم وتجديد وليس هدمًا للمقابر المسجلة كآثار تاريخية.

وقالت أبو الضياء في تصريحات لـ “MENA“: “بعض المقابر أزيلت بالفعل، لكنها كانت بحاجة إلى ذلك منذ سنوات بسبب تردي حالتها. أما المقابر المسجلة كآثار، فهي تخضع للتجديدات والترميمات، ولن تُزال.”

وأضافت أن بعض المناطق كانت تعاني من انتشار الجريمة والمخدرات، مما استدعى نقل الرفات إلى مواقع أخرى بإشراف الأسر المعنية. وأكدت أن هذه الجبانات، خصوصًا الموجودة في مناطق إسلامية تاريخية، ستكون جزءًا من التراث الإسلامي المرتبط بمدينة الفسطاط بمجرد انتهاء عمليات التجديد.

كما استنكرت أبو الضياء ما ينشره رواد التواصل الاجتماعي من صور مزيفة، داعية الناس إلى زيارة الموقع بأنفسهم للتحقق من حقيقة ما يجري.

 

 

على صعيد آخر، أبقى المسؤولين عن عملية إزالة جبانات القاهرة التاريخية، بمقابر ومدافن ليشع ومنشه اليهودية، غير تحويلها لصرح أثري.

وهذا، بعد صرف الخارجية الأمريكية، منحة بمبلغ 2 مليون و 250 ألف، لإعادة ترميم المقابر اليهودية بالقاهرة، والإبقاء عليها كما هي دون نقلها.

 

في صفقة شملت ترميم 65 مقبرة يهودية، موجودة بالإسكندرية، واعتبارها رسميًا آثار مسجلة بقطاع الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية.

وتعتبر الخارجية الأمريكية، قرارها بصرف هذه المنحة، لرؤيتهم بأن ذلك أثر أخير لليهود بمصر، غير أنه نادر، ويمكن زيارته مخصوص في وقت لاحق.

 

بموجب ذلك، علق ديفيد عوفاديا رئيس يهود أميركا القرائين، في تصريحات إعلامية، بإنه أمر لا يصدق ورائع أن نتمكن من الحفاظ على هذا المكان أو الحوش، كان هذا مهما لأنه لو لم يتم ذلك، كان سيكون المكان بلا تاريخ أو وجود.

 

وأضاف: “لقد خدمت مقبرة البساتين الجالية اليهودية في مصر منذ إنشائها عام 1482 من قبل سلطان المماليك الأشرف قايتباي، وستظل حكومة الولايات المتحدة الشريك الملتزم لمصر في الحفاظ على المواقع الثقافية والدينية القيمة في مصر”.

 

اقرأ أيضًا:

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية