مع اقتراب انتهاء الفصل التشريعي الحالي في مصر (مجلسا النواب والشيوخ) واقتراب الانتخابات البرلمانية للفصل التشريعي الجديد المقرر انطلاقه في أواخر 2025، تشهد الساحة السياسية المصرية تطورات لافتة. من أبرز هذه التطورات ظهور كيان سياسي جديد يرأسه رجل الأعمال السيناوي المعروف إبراهيم العرجاني.
بحسب مصادر خاصة لمنصة “MENA“، شهدت القاهرة مساء الثلاثاء انعقاد أول اجتماع تأسيسي لحزب سياسي جديد يحمل اسم “اتحاد مصر الوطني”. يأتي ذلك في أعقاب ما وُصف بفشل تجربة حزب “مستقبل وطن” الذي كانت الأجهزة الأمنية تدعمه كبديل للحزب الوطني المنحل. ومع ذلك، لم يتمكن الحزب من تحقيق دوره المنشود بسبب اعتماده على كوادر محسوبة على النظام السابق.
وفي تصريحات خاصة لمنصة “MENA“، أكد البرلماني السيناوي فايز أبو حرب، عضو مجلس الشيوخ وأحد قيادات اتحاد القبائل والعائلات المصرية، أن حزب “اتحاد مصر الوطني” يمثل مشروعًا سياسيًا طموحًا من شأنه إعادة تشكيل المشهد الحزبي في مصر. وأوضح أبو حرب أن الاجتماع التأسيسي شهد مشاركة عدد من الشخصيات العامة والسياسية البارزة، من بينهم:
الدكتور علي عبد العال، الرئيس السابق للبرلمان.
السيد القصير، وزير الزراعة الأسبق.
السيد الإدريسي، أحد قيادات الصوفية سليمان وهدان.
ويتقدم إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد القبائل، صفوف المؤسسين باعتباره الشخصية الأبرز في هذا الكيان.
أشار النائب فايز أبو حرب إلى أن الحزب سيُدار من خلال مجلس رئاسي يتألف من خمس شخصيات مختارة. ويهدف الحزب إلى إعداد قوائمه للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة لمجلس النواب، والتي من المتوقع إجراؤها بنهاية عام 2025.
وفقًا للصور التي حصلت عليها منصة “MENA“، يتكون حزب “اتحاد مصر الوطني” من خليط سياسي متنوع يضم رجال أعمال، وزراء سابقين، وشخصيات من أحزاب أخرى، وقيادات صوفية. ويبرز إبراهيم العرجاني بصفته الممول الرئيسي لأنشطة الحزب، خاصة مع قرب الانتخابات البرلمانية التي تتطلب ميزانيات دعائية كبيرة.
بهذا الإعلان، يبدو أن حزب “اتحاد مصر الوطني” يضع قدميه على أولى خطوات المنافسة السياسية ليكون قوة مؤثرة في تشكيل البرلمان المقبل.
أكد السيد القصير، وزير الزراعة الأسبق، في تصريحات صحافية، المساعي المكثفة لتدشين الحزب الجديد، مشيرًا إلى أن الحزب يولد من رحم اتحاد القبائل والعائلات المصرية، الذي يترأسه رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني وعدد من كبار رجال الأعمال والقيادات السابقة في الدولة المصرية.
وأوضح القصير أن حزب العرجاني الجديد يهدف إلى لم شمل النسيج الوطني تحت مظلة كيان واحد. كما أشار إلى أن الاسم الأولي المتوافق عليه هو “اتحاد مصر الوطني”، وأن الإجراءات القانونية لتأسيس الحزب في مراحلها النهائية. وأكد أن أهداف الحزب تنقسم إلى قسمين: المشاركة السياسية الفعالة لخدمة الدولة، والتنمية الشعبية، من خلال دعم المواطن وحل مشاكله في ظل التوترات بالمنطقة.
وقال الشيخ سالم أبو مراحيل، النائب السيناوي بمجلس الشيوخ وأحد قيادات اتحاد القبائل، في تصريحات خاصة لمنصة “MENA“، إن الحزب الجديد يضم شخصيات بارزة مثل إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد القبائل، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان السابق، ونيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، والدكتور خالد فهمي، وزير البيئة الأسبق، والسيد القصير، وزير الزراعة الأسبق، وعادل لبيب، وزير التنمية المحلية الأسبق، والدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب السابق.
وأضاف أبو مراحيل أن الحزب يضم أيضًا عددًا من النواب الحاليين والسابقين، أبرزهم سليمان وهدان، عاطف مخاليف، أحمد رسلان، مجدي مرشد، هشام الشعيني، مارجريت عازر، فيصل الشيباني، والدكتور هشام مجدي.
وحول الانتخابات البرلمانية 2025، أكد أبو مراحيل أن الحزب الجديد سيكون منفتحًا على جميع التيارات الوطنية، ولن يخوض الانتخابات بقائمة مغلقة على أعضائه فقط، بل يحتمل تحالفه مع أحزاب أخرى.
وأشار أبو مراحيل إلى أن الحزب يسعى إلى حصد 30% من مقاعد البرلمان الجديد، ويرى أن تمثيل غالبية طوائف الشعب داخل البرلمان أمر ضروري لضمان حياة سياسية نشطة ومتوازنة.
وأكد أبو مراحيل أهمية المشاركة السياسية العادلة، محذرًا من خطورة استحواذ تيار واحد على الأغلبية النيابية. وأوضح أن الحزب يؤمن بمبدأ التعددية السياسية، بما يعزز تمثيل مختلف الأطياف تحت قبة البرلمان.
أوضح أبو مراحيل أن الحزب رشح وزير الإسكان السابق، الدكتور عاصم الجزار، لرئاسته، بينما يتوقع أن يتولى الدكتور علي عبد العال أمانة الحزب، والسيد القصير منصبًا قياديًا مهمًا، بالإضافة إلى اللواء أحمد صقر، محافظ القليوبية الأسبق، والنائب أحمد رسلان.
بعد إشهار الحزب رسميًا، سيبدأ العمل على تدشين أمانات الحزب في جميع المحافظات، بما يتيح تمثيلًا واسعًا وشاملًا على مستوى الجمهورية.
ومن المتوقع أن يحظى الحزب بشعبية كبيرة بين أفراد الشعب المصري، نظرًا للأسماء البارزة المنضمة إليه من مجالات السياسة والاقتصاد، بالإضافة إلى الشخصيات العامة المؤثرة التي سيتم الإعلان عنها بعد إشهاره.
اقرأ أيضًا:
العودة المستحيلة.. مأساة المهجّرين شمال شرق سيناء
هل بدأ الاستثمار الإماراتي في تعمير شبه جزيرة سيناء؟
السفير جمال بيومي: مصر قدمت عرضاً لبناء سد النهضة