سياسة

خطة الحكومة المصرية لتعزيز انخراط الشباب في العمل السياسي

منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الحكم وهناك توجيهات واضحة بتمكين الشباب للعب دور كبير في كافة المجالات.

 وخاصة العمل السياسي وذلك بعد تهميشهم لعدة قرون.

وخلال فترة الرئيس الاسبق حسنى مبارك لم يكن للشباب دورا ملموسا في الحياة السياسية.

 

وكان يعتمد على ذوات الخبرة والثقة٬ ولم تكن هناك نية لتجهيز او تمكين الشباب من لعب هذا الدور.

ويمكن ان نقول ان ذلك كان من الاسباب الغير مباشرة لقيام ثورة 25 يناير 2011 .

 

23 نائبا للوزراء و32 للمحافظين من الشباب

 

ظهرت توجهات وخطط الحكومة المصرية لتعزيز وانخراط الشباب في العمل السياسي جلية خلال التشكيل الحكومي الجديد وحركة المحافظين، وأصبح غالبية نواب الوزراء والمحافظين بين العقد الثالث والرابع من العمر، حيث تم تعيين 23 نائبًا للوزراء و32 نائبا للمحافظين بينهم 9 سيدات.

 

ولا ننسى انخفاض متوسط أعمار الوزراء والمحافظين الجدد الى 56 عامًا مقابل 64 عاما في الحكومة السابقة لها.

وكانت البداية صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 422 لسنة 2020 بشأن نظام مساعدي ومعاوني رئيس مجلس الوزراء والوزراء.

ليكون أحد الشروط ألا يتجاوز سن المعاون 40 عاماً.

 

وضمت حركة المحافظين وقتها 39 قيادة شبابية ما بين محافظ ونائب للمحافظ، من بينهم 60 % من الشباب.

حيث تم اختيار 16 محافظًا، و23 نائبًا للمحافظين، وجاء عدد الشباب 25 قيادة، اثنان من المحافظين، و23 نائبًا للمحافظين.

هذا إلى جانب تمثيل الشباب أيضًا كمساعدين ومعاونين للوزراء.

فيما بلغ عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الشباب تحت سن الأربعين بمجلس النواب في دورته الحالية 2021-2026، نحو 124 نائبًا بنسبة 21% من إجمالي عدد النواب.

 

علاوة على أن “تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين” التي تضم مجموعة من الكوادر السياسية والحزبية الشبابية، تم الدفع بها على اختلاف توجهاتها وأيديولوجياتها في الترشح للمؤسسة التشريعية بجناحيها “النواب والشيوخ”.

 

السنوات القادمة مزيد من تمكين الشباب في الصف الاول

 

وأوضح عضو مجلس النواب وعضو الحوار الوطني وأيضًا تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين احمد فتحي.

وهو أحد النواب الشباب في حديثه لمنصة”MENA”  أن الدولة المصرية تسعى خلال السنوات القليلة المقبلة لإتاحة الفرصة للشباب بشكل أكبر.

وذلك لإتاحة المشاركة في العمل السياسي وأن يتولوا مناصب الصف الأول.

سواء وزراء او محافظون ورؤساء شركات وقياديين في مختلف قطاعات الدولة.

 

يتم ذلك من خلال برنامج تعزيز انخراط الشباب وإشراكهم في العمل المجتمعي والسياسي.

وتحفيز الشباب والنشء على المشاركة المجتمعية في الأنشطة التنموية والتطوعية، ومواصلة دعم وتنظيم والتوسع في إنشاء الكيانات الشبابية التابعة لوزارة الشباب والرياضة في مختلف المحافظات.

 

وأيضًا تعزيز التواصل مع مختلف فئات الشباب والنشء داخل مصر ومن شباب المصريين في الخارج من الأجيال المختلفة.

وتنظيم مبادرات وورش عمل وفعاليات تثقيفية وتوعوية حول قضايا الشباب وحقوقهم السياسية والاجتماعية.

وإنشاء قاعدة الكترونية تشمل الكفاءات الشابة القادرة على تولى مسؤولية العمل السياسي والإداري في مختلف المجالات والقطاعات الحكومية.

ووضع برامج لتأهيل الكوادر الشابة في المجالات الإدارية والقيادية و تنظيم ورش عمل وفعاليات للتثقيف السياسي العام.

 

8 مؤتمرات و3 منتديات عالمية

 

وترى نائب وزير الصحة والسكان دكتورة عبلة الالفي المعينة في التشكيل الحكومي الأخير.

ترى أنه في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي تحققت للشباب إنجازات ومكاسب عديدة، لم يسبق أن تحققت في فترة رئاسة أخرى.

هذا إيمانًا بدور الشباب في صناعة حاضر ومستقبل بلدهم فدعمهم بعد تأهيلهم لتولي المناصب القيادية كصف ثانٍ في أجهزة الدولة لصقل خبراتهم العملية استعدادا لتولي المسئولية في حينها.

 

مؤكدة أن مؤتمرات الشباب كانت فرصة لإجراء مزيد من المناقشات بين الرئيس وأكبر عدد ممكن من الشباب.

ووصل عددها إلى 8 مؤتمرات وطنية للشباب، بالإضافة إلى 3 منتديات عالمية ومنتدى الشباب العربي الأفريقي.

وتعد لقاءات متعددة ومناقشات ثرية حول مختلف القضايا التي تهم المواطن.

 

اتسمت جميعها بالصراحة المطلقة وأجاب الرئيس عن كل ما يشغل بال المواطن المصري في مختلف المجالات.

وذلك منذ النسخة الأولى للمؤتمر التي عقدت في مدينة شرم الشيخ.

 

خطة الحكومة المصرية لتعزيز انخراط الشباب في العمل السياسي
 

بمشاركة ٣٠٠٠ شاب من مختلف المحافظات والجامعات والأحزاب السياسية تحت شعار “ابدع..انطلق”.

وقرر الرئيس أن يعقد مؤتمرًا شهريًّا مع الشباب، لبحث مشكلاتهم.

وقد انطلقت من قلب القاهرة وأسوان والإسماعيلية مؤتمرات الشباب الشهرية، التي حددها الرئيس مع كبار مسئولي الدولة.

مشيرة إلى إعلان الرئيس المصري عام الشباب 2016 هو دليل على إيمانه بهذه الطاقة التي يجب استغلالها لمصلحة البلاد في المستقبل والسنوات القليلة المقبلة.

 

خلق جيل قادر على تحمل المسئولية

 

وقال نائب محافظ سوهاج الجديد “بصعيد مصر” محمد عبدالهادي ” 35 عامًا “.

وهو من الذين تم اختيارهم من قبل القيادة السياسية لدعم الشباب وتقلدهم المناصب القيادية٬ إنه من المحظوظين اللذين وقع عليهم الاختيار لتمكين الشباب وتعينهم كنواب للمحافظين.

 

مما يوضح مدى اهتمام الدولة المصرية وتوجهها نحو التوسع في تمكين الشباب للمناصب القيادية، ويسهم في إعطاء الفرصة لاكتساب الخبرات وخلق جيل قادر على العطاء وعلى تحمل المسئولية.

أكد عبدالهادي انه لاقى كل الدعم والمساندة من الدولة المصرية  ليصل نائبا للمحافظ.

مما يؤكد حرص القيادة السياسية نحو تأهيل الشباب ليكون لهم الدور الاكبر في الحياة السياسية في المرحلة القادمة٬ وإيمانًا منه بقدرتهم على تحمل المسئولية وتقديم الافكار التي تقود البلاد نحو مستقبل أفضل.

 

اكتساب المهارات والخبرات لاتخاذ القرارات

 

وأعربت نائبة محافظ الجيزة٬ ثاني أكبر محافظة في مصر بعد العاصمة القاهرة.

والتي حازت على ثقة القيادة السياسية واختيارها للمرة الثانية على التوالي في التشكيل الجديد للحكومة.

أعربت عن سعادتها بهذه الثقة مؤكدة أن الفترة السابقة اكسبتها مهارات وخبرات كبيرة أثقلت قدراتها على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات مما يؤكد ان الحكومة عازمة على تمكين الشباب في كافة المجالات والمواقع وقيادتها في المستقبل.

 

اقرأ أيضاً:

تحديات مواقع التواصل الاجتماعي وسعي الشباب المصري وراء الثراء٬

مبادرة ابدأ الوطنية..عهد جديد من التطور الصناعي٬

 

طلائع الجيش.. محطة إجبارية لتجنيد اللاعبين٬
 

التبادل التجاري بين مصر والخليج..شريان إنعاش للاقتصاد المصري٬

دمج الشباب بالجهاز الإداري

 

وقال النائب طارق نصير الامين العام لحزب حماة وطن إنَ الرئيس السيسي، حريص على استمرار تمكين الشباب في الولاية الجديدة.

وهو ما يؤكّد أنَّ الدولة تستثمر الكتلة الشابة في مصر ببناء قدراتهم على جميع المستويات.

 

وذلك إيمانًا من الدولة بقدرات الشباب ودمجهم في الجهاز الإداري بالدولة، وخلال السنوات العشر الأخيرة أثبت الشباب أنهم على قدر كبير من خبرة في ممارسة العمل العام وإضافة حقيقية لكافة المهام التي أُسندت إليهم.

مشيرًا أن الشباب يمثل 60% من التعداد السكاني لمصر، والقيادة السياسية منذ اللحظة الأولى حرصت على تحقيق التمكين بصورة حقيقية.

إذ منحهم الرئيس السيسي اهتمامًا خاصًا، سواء من خلال المبادرات أو التوجيهات أو القرارات.

 

إضافة للتمكين الحقيقي في مختلف الهيئات والمؤسسات والوزارات، وأصبح الشباب ممثلًا في مختلف القطاعات والهيئات والمؤسسات.

وإن المستقبل يحمل لهم المزيد من الأدوار السياسية بعد أن اثقلت خبراتهم السياسية من خلال الاندماج في العمل السياسي وتولي مناصب قيادية، وخلق نموذج للتعليم والتدريب العملي المحترف، واتضح ذلك في حركة المحافظين ومجلس النواب.

واهتمت الدولة بمساعدة الشباب على القيام بدور سياسي فعال، لاسيما بعد نجاحهم في تحريك دفة الحياة السياسية بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو.

حيث أسهم الشباب كثيرًا في نجاحهما وضحوا لتحقيق أهدافهما، وهو ما دفعهم فيما بعد إلى المشاركة في الحياة السياسية.

 

ولم تتوقف مناشدات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ قدومه رئيسًا للبلاد.

بضرورة تمكين الشباب وتدريبه وتأهيله للقيادة في دولة يشكل فيها الشباب السواد الأعظم من عدد سكانها.

وفي كل مناسبة تتجدد المطالبة بضرورة ضخ دماء جديدة في شرايين الجهاز الإداري للدولة.

وأيضًا تمكين الشباب السياسي وإتاحة المناخ المناسب لتنمية الحياة السياسية.

وشهدت السنوات الماضية عدة تجارب لتمكين الشباب سياسياً وإدارياً بداية من الدستور الذي أتاح نسبة للشباب في الانتخابات البرلمانية والمحلية.

وظهر ذلك جليًا في اختيارات نواب الوزراء والمحافظين الاخيرة.

نماذج المحاكاة وبرلمان الطلائع والشباب للتأهيل للعمل العام

 

وتتعدد الأطر والآليات التي يمكن من خلالها أن يشارك الشباب في الحياة السياسية.

حيث يمكن للشباب المشاركة السياسية من خلال نماذج المحاكاة التي تطرحها عدة جامعات حكومية وخاصة.

والتي تعد فرصة جيدة لتدريب وتأهيل الأجيال الجديدة على الممارسة السياسية والمشاركة في الحياة العامة.

وأيضًا من خلال برلمان الطلائع والشباب، والذي يعد بمثابة منبر يعبر فيه الطلائع والشباب عن آرائهم بحرية.

ويتدربون على ممارسة الديمقراطية، ويشاركون في صنع القرار من خلال مناقشات جادة وفاعلة لقضايا وطنهم بأسلوب علمي.

ويساهم هذا البرلمان في إعداد وتأهيل الطلائع والشباب للمشاركة في العمل العام عند بلوغ السن.

على سبيل المثال الترشح لعضوية المجلس المحلي، الأحزاب، مجلس النواب، منظمات المجتمع المدني.

 

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين للتقارب مع الدولة

 

وفي إبريل عام 2018 أُعلن عن تأسيس وتدشين تنسيقة شباب الاحزاب والسياسيين.

وذلك عقب دعوة الرئيس المصري السيسي لتنمية الحياة السياسية، لتكون منصة حوارية بين الشباب من مختلف التيارات السياسية.

وبهدف تقوية الأحزاب، وإيجاد قنوات ومساحات اتصال وتقارب مع الدولة.

من خلال المشاركة بأوراق عمل ومقترحات ومشروعات قوانين، أو الحوار المباشر مع المسئولين، بالإضافة إلى الحوارات المجتمعية، وعرض الرؤى.

 

وضمت في عضويتها مجموعة من الشباب السياسي المستقل وممثلين لعدد 26 حزبًا سياسيًا من مختلف الأطياف السياسية.

لتصبح بذلك من أبرز الكيانات الشبابية علي الساحة السياسية في مصر.

وتقدم تجربة جديدة في ممارسة العمل العام، وفتح قنوات الاتصال المباشرة مع الدولة ومؤسساتها.

والتنسيق بين شباب الأحزاب والقيادات السياسية والقواعد، والشباب المستقل والمهتم بالعمل العام.

 

التنسيقية تجسيد حقيقي لاهتمام الدولة بشبابها

 

واشارت أسماء عبدالله خميس عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين إلى أن استجابة الدولة المصرية للمبادرة وتواصلها معها

يسرت لها الكثير حتى تكون التنسيقية أحد أهم الكيانات المعبرة عن صوت الشباب المصري والتي تساعد في تمكينهم.

وأصبحت التنسيقية تجسيد حقيقي لاهتمام الدولة بالشباب وتمكينهم سياسيا وإتاحة الفرصة لهم للحوار والمشاركة والتعبير عن رؤيتهم.

مضيفًا أنه بات واضحًا منذ بداية تأسيس التنسيقية والتي جاءت تلبية لدعوة الرئيس السيسي لشباب الأحزاب.

 

كانت دعوة للاجتماع مع بعضهم للعمل على مجموعة من الملفات .

وختاما بمشاركة أعضاء التنسيقية في منتدى شباب العالم بمجموعة من أوراق العمل.

والهدف الرئيسي من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هو العمل على تنمية الحياة السياسية

من خلال إيجاد آلية لتفعيل دور الشباب في الأحزاب السياسية ومن خلال إيجاد المساحات المشتركة بينهم٬

واستثمارها في إرساء دعائم الدولة المصرية، وفتح قنوات اتصال مباشرة مع الدولة ومؤسساتها.

 

تعديلات دستورية ضمنت حقوق وتمكين الشباب

 

وجاءت التعديلات الدستورية عام 2019، لتؤكد أن شباب الجمهورية الجديدة قد حالفه الحظ أكثر من غيره.

حيث نصنت على التمثيل الملائم للشباب في مجلسي النواب والشيوخ، وأن تكون 25% من المقاعد في المحليات من نصيب الشباب.

وكذلك تمثيل الشباب في السلطة التنفيذية من خلال تعيين عدد كبير من الشباب في مناصب نواب الوزراء، والمحافظين،

لتعطي القيادة السياسية للشباب الفرصة الكاملة، في إدارة شئون الحكم المحلي، والتعرف على مشكلات المواطنين ومدى أهمية تنفيذ المشروعات الكبرى لتطوير المدن والقرى، لتوفير العيش الآمن والكريم لكل فئات الشعب.

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية