تحليلات

عن التقارب مع مصر والخليج ومستقبل إيران في “الشرق الأوسط الجديد”.. منصة “MENA” تحاور أمير الموسوي

في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بدءًا من التقارب المصري الإيراني، مرورًا بسقوط نظام الأسد في سوريا، وصعود جبهة تحرير الشام، تتزايد التساؤلات حول مستقبل التوازنات الإقليمية والتحالفات الجديدة.

 

في هذا السياق، أجرت منصة “MENA“، حوارًا خاصًا مع أمير الموسوي، السفير السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر، ومدير مؤسسة “أسفر” للدراسات والبحوث الاستراتيجية. تناول الحوار رؤيته لهذه الأحداث وتأثيراتها المحتملة على موازين القوى الإقليمية، ودور إيران في صياغة المعادلات الجديدة.

 

في البداية.. كيف تفسرون تقرير الأركان الإيرانية بشأن حادثة مقتل رئيس الجمهورية السابق إبراهيم رئيسي؟

 

رئاسة الأركان الإيرانية، ممثلة بالقوات المسلحة، أعلنت تشكيل لجنة تحقيق خاصة لدراسة الحادثة. التقرير الرسمي الذي أصدرته اللجنة أكد أن الحادث كان طبيعيًا ولم ينجم عن أي عمل إرهابي. ورغم هذا التوضيح الرسمي، لا تزال بعض التساؤلات تُثار حول ملابسات الحادث، إلا أن اللجنة التزمت بما توصلت إليه من نتائج واعتبرته التفسير الرسمي.

 

وكيف تقيمون زيارة بزشكيان إلى مصر؟

 

زيارة الرئيس الإيراني ومسؤولينا إلى مصر كانت هامة ومفصلية. تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق قوية نحو تعزيز العلاقات المصرية الإيرانية. تناولت الزيارة قضايا هامة، أبرزها العلاقات الثنائية وكيفية تفعيلها وبدء مرحلة جديدة من التعاون. في ظل التحديات والتهديدات المشتركة التي تواجه البلدين والمنطقة عمومًا، أعتقد أن الزيارة كانت بداية إيجابية لتطوير التعاون المشترك.

 

هل تم التطرق إلى موضوع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟

 

نعم، تم تناول موضوع تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إيران ومصر، بما في ذلك تفعيل السفارتين في طهران والقاهرة، وزيادة مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفير. كان هذا الموضوع محل نقاش جاد، وجمهورية إيران الإسلامية أبدت استعدادها الكامل لتطوير العلاقات إلى أعلى المستويات. الكرة الآن في ملعب الجانب المصري لاتخاذ الخطوة المقبلة.

 

في تصريحاته بالقاهرة.. تحدث عراقجي عن التفاهم الاستراتيجي بين البلدين. كيف ترى هذا التطور؟

 

تأكيد الدكتور عباس عراقجي على أن العلاقات وصلت إلى مرحلة التفاهم الاستراتيجي يمثل تطورًا بالغ الأهمية. نأمل أن تُترجم هذه الأفكار المتفق عليها في القاهرة إلى خطوات عملية وملموسة. هذا التفاهم يعكس إرادة سياسية مشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، ويمثل خطوة مهمة على طريق الاستقرار الإقليمي.

 

وما التحديات التي تم التطرق إليها خلال الزيارة؟

 

تم تناول التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة، وخاصة الوضع في غزة وما يعانيه أهلنا هناك من جرائم ضدهم، مثل الحصار والتجويع والإبادة الجماعية. كان هناك بحث حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين لتقليل معاناة أهل غزة وفلسطين. كما تم التطرق إلى التطورات في لبنان وسوريا والتحديات التي يواجهها البلدين بسبب التجاوزات التي تحدث في المنطقة من قبل أعداء البلدين.

 

مع التطورات في سوريا.. كيف ترى التدخلات الأخيرة في المنطقة؟

 

نعم، الوضع في سوريا يتطلب تنسيقًا مكثفًا بين القاهرة وطهران لمواجهة التدخلات الخطيرة في المنطقة. الاحتلال الصهيوني توسع في شرق سوريا والجولان، بالإضافة إلى القصف الجنوني الذي يتعرض له الأراضي السورية. لا ننسى كذلك الاحتلال الأمريكي في شرق الفرات. هذه التحديات تتطلب تنسيقًا حقيقيًا بين البلدين لوضع حلول للأزمة في سوريا والمنطقة بشكل عام.

 

كيف ترى وضع منظمة “بريكس” وما يتم تداوله بشأنها؟

 

منظمة بريكس للأسف تتأرجح حاليًا، ولا تسير في الطريق الذي كان مأمولًا منها. هناك عدة أسباب لهذا التباطؤ، وأهمها أن القيادات المؤثرة في بريكس لا تمتلك القرار الشجاع النهائي لتقديم سياسات جديدة قادرة على مواجهة الغطرسة الأمريكية والغربية. أيضًا، بعض الدول الأعضاء في بريكس لها علاقات مع الطرف الأمريكي والغربي، ويخشون من العقوبات والمضايقات الأمريكية، مما يجعلهم مترددين في اتخاذ خطوات حاسمة لصالح المجموعة. هذا التردد يعوق تقدم المنظمة في مجالات عديدة، سواء في إطلاق عملة جديدة للتعاملات التجارية أو في التنسيق الأمني والعسكري.

 

وما التحديات الاقتصادية داخل بريكس؟

 

منظمة بريكس عجزت عن إقامة منظومات تعاون اقتصادي، عسكري وأمني فعّالة بسبب التباين في مصالح الأعضاء. هناك تردد في اتخاذ قرارات تتعلق بتسوية الاختلافات التجارية، مثل رفع الضرائب، تقليل الجمارك، وحتى تسهيل النقل البري والبحري والجوي بين دول المجموعة. أيضًا، هناك تعثر في موضوع التسهيلات السياحية، التأشيرات، والاستثمار بين الدول الأعضاء. إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن مصير المنظمة سيكون الفشل.

 

وما تقييمك للاعتداءات الصهيونية على إيران؟

 

الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على إيران، بعد عملية “الوعد الصادق 2”، كانت باهتة جدًا، بإقرار من الصهاينة أنفسهم والأمريكيين والمراقبين الدوليين. كان الهدف منها مجرد أداء تكليف سياسي لنتنياهو، لكنها لم تكن على المستوى الذي سمعنا عنه من تهديدات ووعيد. في الحقيقة، كانت مجرد رد فعل ضعيف بهدف حفظ ماء الوجه. عملية “الوعد الصادق 2” كانت قوية جدًا، حيث استهدفت الكيان الصهيوني ومستوطنيها مع أكثر من 200 صاروخ إيراني.

 

وكيف تصف العلاقة بين إيران وسوريا الآن؟

 

علاقة إيران بسوريا ليست علاقة مصلحة اقتصادية أو تجارية أو حتى استراتيجية في سوريا نفسها. إيران حرصت على الحفاظ على علاقاتها مع سوريا لسببين أساسيين: أولًا، وفاءً لما قدمته سوريا في دعم إيران أثناء الحرب ضد صدام حسين، حيث كانت من الدول القليلة التي نددت بالعدوان الصدامي على إيران. ثانيًا، إيران حرصت على الحفاظ على هذه العلاقة في سياق دعم القضية الفلسطينية، حيث أن سوريا كانت الممر الوحيد لإيران لدعم المقاومة الفلسطينية. إيران لا تهتم بما يحدث داخل سوريا، وإنما كانت العلاقة تدور حول هذا الممر الآمن لدعم الشعب الفلسطيني.

 

هل إيران مهتمة بما يحدث في الداخل السوري؟

 

إيران ليست معنية بما يحدث داخل سوريا من حيث الأحداث الداخلية، بل كان هدفها دائمًا الحفاظ على هذا الممر الآمن لدعم فلسطين. ما يؤلم إيران هو أن الشعب الفلسطيني قد يتضرر إذا انقطع هذا الممر، لكن إيران نفسها ليست متضررة من الأحداث في سوريا.

 

كيف ترى تطور الأحداث في سوريا بعد 2011 ودخول إيران وحلفائها إلى جانب الحكومة السورية؟

 

عندما دخلت إيران وحلفاؤها إلى جانب الحكومة السورية بعد عام 2011، كان ذلك نتيجة لسيطرة الجماعات الإرهابية على المعارضة السورية، حيث كانت المدن التي يسيطر عليها المسلحون. في البداية، الشعب السوري رفض هذه الجماعات وتلاحم مع الحكومة السورية وحلفائها، حيث كان الجيش والمؤسسات السورية متماسكة نوعًا ما. ولكن بعد مرور 13 عامًا، تغيرت الصورة بشكل كبير. الجماعات المسلحة غيرت من شعاراتها وأسلوبها، مما ساعد على اكتساب تأييد أكبر من الشارع السوري. في المقابل، الجيش السوري فقد الثقة في قيادته بسبب الأزمات الداخلية مثل الفقر والفساد، مما أدى إلى تراجع دعم الجيش للنظام.

 

 هل تتوقع أن تكون سوريا تحت ضغط خارجي بشأن علاقاتها مع إيران؟

 

نعم، هناك ضغوط كبيرة تمارس على القيادة السورية الحالية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف منع أي علاقة بين سوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية. سنرى ما إذا كان النظام السوري سيخضع لهذه الضغوط أم سيتخذ قرارًا مستقلًا. ولكنني أعتقد أنه إذا ابتعدت إيران عن سوريا، فإن أعداء سوريا سينفردون بها.

 

هل يمكن لإيران تقديم المساعدة لسوريا في ظل هذا الوضع؟

 

بالطبع، الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستطيع تقديم الكثير من الدعم للشعب السوري، من إمدادات وقود، مواد غذائية، إلى مساعدة في تنظيم الوضع الجديد في سوريا. إيران مستعدة لتقديم العديد من الإمكانيات التي يمكن أن تساعد في استقرار سوريا.

 

وما رؤيتك بشأن محاولات “أعداء سوريا” تقويض مستقبلها؟

 

هناك العديد من الأطراف، وعلى رأسها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، التي لا ترغب في استقرار سوريا أو تحقيقها لأي قوة. هذه الأطراف تسعى لتفتيت تركيبة سوريا الاجتماعية والسياسية، لتصبح دولة ضعيفة تفتقر إلى القدرة على الردع، ما يجعل السيطرة عليها أسهل. الكيان الصهيوني، تحديدًا، لا يتقبل وجود دولة قوية بجانبه، لذلك يعمل على تأجيج الصراعات الطائفية والعرقية داخل سوريا، لضمان بقائها ممزقة وضعيفة. الدمار الحالي الذي طال القدرات العسكرية السورية، والاحتلال الصهيوني للأراضي، يتم بدعم أمريكي وصمت دولي وعربي، ما يعكس جزءًا من هذا المخطط، وهو صمت مشابه لما شهده العالم تجاه الجرائم الصهيونية في غزة ولبنان ومناطق أخرى.

 

هل يمكن أن نتوقع ردًا إيرانيًا على الهجمات الصهيونية؟

 

إيران دائمًا تحتفظ بخيار الردع، لكننا لا نتحرك بعشوائية أو استعجال. لدينا خطط واستراتيجيات مدروسة، ويظل الرد مرتبطًا بتطورات المنطقة وسلوكيات الأعداء. عندما يحين الوقت المناسب، سيتم اتخاذ القرار بشأن نوع الرد ومستواه، بما يتلاءم مع الوضع الإقليمي وأهدافنا الاستراتيجية.

 

وكيف تصف الرد الإيراني على الهجمات الجوية الصهيونية؟

 

في مواجهة الهجمات الصهيونية، استخدمت إيران منظومات دفاعية محلية متطورة، أبرزها منظومة Power 373، التي تصدت للطائرات الصهيونية ومنعتها من الاقتراب من الأجواء الإيرانية. نتيجة لذلك، اضطرت الهجمات إلى الانطلاق من المنطقة الغربية العراقية، واستهدفت مواقع بعيدة ذات تأثير محدود. هذه المواجهة أثبتت كفاءة المنظومة الإيرانية الصنع، بالإضافة إلى قدرات منظومات أخرى مثل شاهين والغدير، ما يعكس تطور أنظمتنا الدفاعية.

 

هل كانت منظومة الدفاع الجوي الروسية S-300 فعّالة في تلك الهجمات؟

 

للأسف، خلال تلك الفترة، لم تكن منظومة S-300 نشطة بالشكل المتوقع. ورغم ذلك، أثبتت المنظومات الدفاعية الإيرانية المحلية كفاءتها العالية، وتمكنت من التعامل مع الهجمات بفعالية، مما يعكس جاهزية وقدرات الدفاع الجوي الإيراني في مواجهة أي اعتداءات.

 

 هل هناك خطة إيرانية لضرب أهداف داخل الكيان الصهيوني؟

 

الخطة الإيرانية لضرب أهداف داخل الكيان الصهيوني تتضمن استهداف القواعد التي انطلقت منها الطائرات الصهيونية التي نفذت الهجمات السابقة، وذلك ضمن إطار عمليات “الوعد الصادق” التي بدأت بمراحلها الأولى والثانية. المرحلة الثالثة من العمليات ستكون أكثر شمولًا وقوة، وستركز على الأهداف الاستراتيجية الكبرى. نحن على استعداد كامل للتعامل مع أي تطورات، ونعمل وفق خطط استراتيجية مدروسة لضمان تحقيق الردع وتحقيق أهدافنا.

 

وما تقييمك للعلاقات الإيرانية الخليجية في الوقت الراهن؟

 

لا توجد أي مخاوف حقيقية بشأن العلاقات الإيرانية الخليجية. ما كان يتم تداوله من تصريحات كاذبة في أذهان بعض القادة في الدول الخليجية بدأ في التلاشي. إيران استطاعت من خلال تحركاتها الدبلوماسية أن تخلق نوعًا من التفاهم مع الطرف الآخر الخليجي، مما ساعد على إيجاد حالة من الهدوء في العلاقات. الآن، هناك نوع من الاستقرار في العلاقات بين إيران والدول الخليجية، وقد تطورت بشكل إيجابي مع سلطنة عمان ودولة قطر، وبدرجة أقل مع دولة الكويت. كما شهدنا نموًا في العلاقات التجارية مع الإمارات، بينما بدأت المملكة العربية السعودية والبحرين في التواصل الدبلوماسي مع إيران.

 

هل تتوقعون تطورًا أكبر في العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج؟

 

سياسيًا، الأجواء هادئة إلى حد كبير، ولكن نتمنى أن تتطور هذه الأجواء لتترجم إلى أعمال تجارية وصناعية واقتصادية ملموسة. العلاقات الاقتصادية مع بعض الدول الخليجية لم تُفعّل بالكامل بعد، ولكن هناك خطوات إيجابية في هذا الاتجاه. نحن نأمل أن تسهم هذه التفاعلات في تعزيز التعاون الاقتصادي بين إيران ودول الخليج بشكل أكبر في المستقبل القريب.

 

وكيف ترى العلاقات الخليجية مع إيران في ظل التغيرات الدولية؟

 

في رأيي، يجب على الدول الخليجية أن تستغل هذه الفرصة الحالية لتطوير علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل أن يتولى ترامب الرئاسة مجددًا. لأنه، كما نعلم، سيعمل ترامب على استنزاف هذه الدول وابتزازها من خلال ما يسمى “الخطر الإيراني” والنفوذ الإيراني، كما فعل في عهده الأول. الإدارات الأمريكية المتعاقبة دائمًا تستغل المخاوف المزعومة من إيران وتعرضها كخطر حقيقي على الأمن الخليجي، في حين أن هذه المخاوف هي في الغالب وهمية.

 

كيف ترى تأثير السياسات الأمريكية على الدول الخليجية؟

 

نعتقد أن القيادات الخليجية قد فهمت الآن أن ما تطرحه الولايات المتحدة من مخاوف حول إيران ليس سوى وسيلة للابتزاز المالي والسياسي. الهدف الأمريكي هو الاستفادة من هذه المخاوف، إذ يسعى للحصول على أموال الخليج وفرض وجوده في المنطقة. ومع ذلك، إيران مدت يدها للتفاهم والتعاون، ويمكن حل معظم القضايا العالقة بسهولة من خلال الحوار والتواصل المستمر. إذا تم التغلب على هذه الظروف التي يفرضها أطراف مثل أمريكا وبريطانيا، سيكون من الممكن تجاوز هذه الصعوبات وتحقيق التعاون بين إيران والدول الخليجية.

 

هل ترى أن العلاقات الخليجية مع إيران يمكن أن تتحسن في المستقبل القريب؟

 

نعم، يمكن أن تتحسن العلاقات بشكل كبير إذا تم التركيز على الحوار والتفاهم المتبادل. إيران ترغب في التعاون وتوسيع العلاقات مع دول الخليج، ونحن نعتقد أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق ذلك إذا ما تم تجاوز التأثيرات الخارجية التي تسعى لزرع العداء بين الطرفين.

 

وما نظرتكم للوضع الحالي في المنطقة وفاعلية المشاريع الغربية والصهيونية؟

 

أعتقد أن المشاريع الغربية والصهيونية لم تنجح في المنطقة، بل هي تتعرض للفشل المتكرر. اليوم، محور المقاومة يمر بمحنة، لكنني على يقين أن هذا المحور سيستعيد قوته وسيواصل مسيرته. إذا نظرنا إلى التجارب الحية في أفغانستان والعراق، نرى أن الولايات المتحدة قد أنفقت الكثير من الموارد لتنفيذ أفكارها في هذين البلدين. في أفغانستان، المجموعات التي جلبتها أمريكا للحكم مثل كرزاي وغيره، لم تصمد كثيرًا، بل تحولوا إلى أصدقاء لإيران، حتى طالبان نفسها أصبحت أكثر انفتاحًا على العلاقات مع إيران.

 

و كيف تصف ما حدث في العراق وأثره على السياسة الأمريكية؟

 

في العراق، رغم الأموال الضخمة التي تم صرفها، إلا أن النتيجة كانت ضد المصالح الأمريكية. السياسة الأمريكية فشلت في العراق مثلما فشلت في أفغانستان. ما يحدث الآن في سوريا يعكس نفس الاتجاه، حيث تحاول القوى الغربية فرض رؤيتها لكن نتائج هذه المحاولات ستكون عكسية، كما حدث في البلدين السابقين.

 

وما الرسالة التي توجهها للقوى الحاكمة في سوريا؟

 

أدعو الأشقاء الذين سيحكمون سوريا إلى التخلي عن الرؤى الطائفية والاستبدادية والتكفيرية، وأن يتبنوا النهج الديمقراطي الحقيقي. هذه هي الطريقة الوحيدة لبناء مستقبل زاهر لسوريا. عليهم أن يعملوا على تعزيز علاقاتهم مع دول الجوار ويعيدوا بناء الروابط مع محور المقاومة، لأن هذا سيكون في مصلحتهم. لكن إذا هيمن القرار الأمريكي والإسرائيلي عليهم، فسينتهي مستقبل سوريا. أما إذا بقيت إرادة الشعوب قوية، فسيتم رسم مستقبل الشرق الأوسط بإرادة شعوب المنطقة، ولن يكون للكيان الصهيوني أي دور فيه، حتى وإن حاول ارتكاب المزيد من الجرائم في المنطقة.

 

ختاما.. كيف ترى الدور الذي يجب أن تلعبه مصر في العلاقات مع إيران؟

 

في رأيي، على الأشقاء في مصر أن يسارعوا لترطيب الأجواء وتطوير العلاقات بين إيران والقاهرة. لدينا فرصة الآن، لأن الإرادة موجودة في طهران، ونشعر أن هناك إرادة جيدة في مصر كذلك. في ظل الأوضاع الراهنة والخطر الكبير الذي يهدد المنطقة، خاصة مع قدوم ترامب وزيادة الاضطرابات في المنطقة، على دول المنطقة أن تتفاهم وتتعاضد. يجب أن تكون هناك وحدة حقيقية بين الدول العربية والإقليمية حتى لا يسمحوا للأعداء باستغلال الخلافات الوهمية الموجودة بين الأطراف العربية حاليًا. التعاون والتلاحم هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المشتركة وضمان الاستقرار في المنطقة.

 

اقرأ أيضًا:

 

اللواء محمد رشاد لمنصة “MENA”: قضيتا فلسطين والسودان في ذمة التاريخ.. وحزب العرجاني ينذر “بكارثة” | حوار

 

هشام قاسم: لا أعامل الحوار الوطني بجدية.. وكاميلا هاريس الأقرب للفوز بالانتخابات الأمريكية

 

في أول ظهور لها بعد القبض على زوجها| رشا قنديل: لست ثورية أو سياسية

 

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية