سياسة

لقاء مفاجئ في وقت حرج.. ما دلالات الزيارة المصرية لإريتريا؟

زار الوزير عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة، والوزير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، بزيارة غير معلنة إلى دولة إريتريا خلال الأيام القليلة الماضية.

 

وخلال الزيارة، استقبلهما الرئيس الإريتري إسياس أفورقي، إذ نقلا له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تؤكد على حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة التطورات السياسية والأمنية في المنطقة.

 

كما تزامنت الزيارة مع دعم مصر لعلاقاتها مع الصومال، من خلال إرسال شحنة أسلحة، وهو ما تواكب مع زيارة الوزيرين إلى إريتريا.

 

 

تناولت المناقشات بين الجانبين أهمية تكثيف الجهود المشتركة لمتابعة الأوضاع في السودان ودعم استقرار مؤسساته الوطنية، بالإضافة إلى الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته.

 

كما ناقش الطرفان تطورات الأوضاع في البحر الأحمر، مع التركيز على أهمية تأمين الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، وتعزيز استقرار القرن الإفريقي، في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة.

 

 

رأى كثير من المراقبين، أن الخطوة التي تأخذها مصر الآن، مهمة، في وقت تتزاحم فيه المخاطر، وتحتاج مصر للدفاع عن أمنها القومي، إذ يقول سيد الطوخي، رئيس حزب الكرامة ذي التوجهات الناصرية، إن أي توجه لمصر، نحو قارة إفريقيا عمومًا، ودول حوض النيل خصوصًا، هي خطوة في صميم العمل باتجاه الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أنها خطوة تأخرت كثيرًا، لأن مصر منذ حكم السادات وإلى الآن، بعيدة عن المنطقة الأفريقية، واتجهت بدلاً من ذلك نحو الغرب.

 

وأضاف الطوخي في تصريحات خاصة لمنصة “MENA“: جميعنا رأينا هذا الاتجاه، وهذا الإهمال سابقًا؛ ما أدى إلى تقلص دور مصر، التي كانت رائدة في منظمة الوحدة الأفريقية، ودعمت كل حركات التحرر في دول القارة السمراء، وأرسلت بعثات علمية وأزهرية في دور بارز وقوي، يخدم مصر دور مصر وأمنها القومي، ويؤمن شريان الحياة للمصريين وهو نهر النيل.

 

وأشار الطوخي إلى أننا الآن نبدأ في نية الإصلاح الحقيقي، والعمل بشكل جاد على حماية الأمن القومي، وخاصة نهر النيل بشكلٍ واضح وصريح وقوي، بجانب لعب دور فعال في القارة، وهو أمر تستحقه مصر.

 

واستطرد رئيس حزب الكرامة: “التقسيم الذي يمارس على دور مصر، وخصوصًا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، متعمد بدفع أميركي صهيوني، وهو يحتاج أن تلعب مصر دورًا يقربها من مكانتها العظيمة، ليكون الاتجاه الرئيسي هو تأمين أمن مصر القومي ونهر النيل”.

 

ورجّح بعض المراقبين أن زيارة الوفد المصري إلى دولة إريتريا ولقاء الرئيس الإريتري تأتي في إطار تعزيز الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المحتملة بين البلدين.

 

وأوضح اللواء سمير فرج، رئيس إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، أن زيارة الوزراء المصريين إلى إريتريا تشير إلى وجود تعاون في مجالات الصحة والتعليم بين البلدين، لافتًا إلى أن الرئيس الإريتري سبق وأن زار مصر.

 

وأضاف فرج في تصريحات إعلامية أن الزيارة تحمل العديد من الأهداف المهمة، وتأتي ضمن جهود تأمين مداخل قناة السويس، التي تعتبر إحدى أهم مصادر الدخل لمصر، بالإضافة إلى حماية الأمن القومي المصري.

 

 

 

في عدة مناسبات، طالب قادة الحركة المدنية الديمقراطية والمجتمع المدني بأهمية تعزيز العلاقات مع دول الجوار لخدمة المصالح الأمنية والجيوسياسية لمصر.

 

وفي هذا السياق، رجب طلعت خليل، عضو المجلس الرئاسي لحزب المحافظين والنائب البرلماني، بزيارة الوفد المصري إلى إريتريا، مؤكدًا على أهمية توطيد العلاقات مع الدول الأفريقية المجاورة، وخاصة دول القرن الأفريقي.

 

وأضاف خليل في تصريحات خاصة لمنصة “MENA” أن الدول الأفريقية تمثل أهمية أمنية كبيرة بالنسبة لمصر من عدة جوانب، موضحًا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل التعنت الإثيوبي في العديد من القضايا، معربًا عن أمله في أن تحقق الزيارة نتائج إيجابية وفعالة في جميع المجالات التي نوقشت، وأن تثمر البروتوكولات الموقعة عن تعزيز التعاون بين البلدين.

 

اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق

 

يقول اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق، إن زيارة رئيس المخابرات برفقة وزير الخارجية، إلى دولة إريتريا، يعد تعزيزًا للعلاقات بين البلدين، التي تربطهم علاقات قديمة متميزة، فالرئيس الإريتري رجل يتفهم الوضع، وهو ما يدفع مصر لدعم علاقاتها معها، وفي افريقيا بالعموم.

 

ويضيف رشاد في تصريحات صحفية خاصة لمنصة “MENA“: زيارة إريتريا مهمة، لأنها دولة مجاورة لإثيوبيا، التي لنا معها صراع طويل حول مياه نهر النيل، كما أن الوجود حول الدول المحيطة بإثيوبيا، يعني الضغط عليها لاستنزاف قدرتها العسكرية، ولوضع كل الأهداف الحيوية، لتعزيز عمل القوات المصرية.

 

ويؤكد: حاولنا كثيرًا مع إثيوبيا، لكنها لم ترجع عن ما تفعل، وبالتالي تحاول الزيارة إنقاذ حصة مصر بنهر النيل، وبذلك فإن إثيوبيا قد خزنت الحد الأقصى من قدرة السد، من مياه نهر النيل، ومع الفيضان القادم، لن تتمكن من تخزين مياه أكثر من ذلك، لأن قدرة السد ستعجز، وبالتالي ستصل المياه إلينا عنوة على إرادة النظام الأثيوبي.

 

ويشير وكيل جهاز المخابرات الأسبق لمنصة “MENA“، كل الخطوات والزيارات التي تقوم بها مصر، تهدف لتعزيز الأمن القومي، ومصر دولة أفريقية أولا بجانب دورها العربي، حتى يكون وجود فعال أكثر من ذلك، في إمتداد القارة السمراء و العلاقات معها، كما أن القارة بأشد الحاجة إلى التنمية التي يمكن لمصر تقديمها.

 

 

تباينت الآراء حول زيارة الوزيرين المصريين إلى إريتريا، إذ تناول الإعلام الإريتري الزيارة من منظور مختلف.
وأشار السياسي الإريتري عبدالرازق كرار في تصريحات إعلامية إلى أن النظام الإريتري يسعى لمحاولة إشعال صراع يهدف إلى إضعاف دول المنطقة المحورية، وبالأخص إثيوبيا.

 

وأوضح السياسي عبدالرازق كرار أن مصر، باعتبارها دولة تمتلك مؤسسات استخباراتية قوية، تعمل منذ فترة طويلة على تشكيل تحالف إقليمي يضم (مصر، إريتريا، السودان، جيبوتي، والصومال) في مواجهة إثيوبيا، التي تسعى بدورها إلى بناء تحالفات مع المكونات المحلية في دول القرن الأفريقي.

 

وأضاف أن مصر نسقت مع قادة الدعم السريع في السودان، واحتضنت المعارضة الإريترية الشبابية، وعملت على دعم تحركات العفر في جيبوتي، كما وقعت اتفاقيات مع إقليم أرض الصومال. وأشار إلى أن زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، إلى أسمرا تعتبر دليلاً واضحاً على فشل مساعي رئيس حكومة إقليم التيغراي المؤقتة، غيتاشو رضا، الذي يسعى جاهداً إلى ترميم العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا.

 

اقرأ أيضًا:

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اشترك في نشرتنا الاخبارية