خبراء: لدينا أزمة كبرى تتعاظم مع غياب مشروع قومي لحماية نهر النيل من مصادر الصرف الصناعي والزراعي والصحي
التعبئة والإحصاء: 30% من عينات مياه أسوان غير مطابقة.. و9% من المصريين محرومين من المياه النظيفة وترتفع لـ19.9% في الحدود و%15.4 بمحافظات وجه بحري
برلماني: نعاني من غياب عدالة التوزيع.. والحق في المياه النظيفة تكفله المواثيق الدولية
برلماني: مشروع “حياة كريمة” يساهم في تقليل الفجوات المائية
أثار مرض غامض في أسوان حالة من الذعر بين السكان، مع انتشار أعراض مثل الغثيان والقيء والإسهال وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما دفع الأطباء لتشخيص الحالات كنزلات معوية حادة. هذا المرض غير المعروف ألقى بظلاله على مناظر أسوان الطبيعية وجمال معابدها الأثرية، مؤثرًا بشكل كبير على موسمها السياحي، ما جعل الجهات المختصة تسارع لاتخاذ إجراءات فورية للتحقق من مصادر التلوث المحتملة ومعالجة الوضع الصحي المتدهور.
تشير التحقيقات الأولية التي أجرتها منصة “MENA” إلى أن تهالك شبكات المياه واختلاط الصرف الصناعي بمياه الشرب قد يكونان السبب الرئيسي للأزمة. ويشكو سكان عدة قرى من تدهور نوعية المياه، مما أدى إلى مضاعفات خطيرة مثل فشل الجهاز التنفسي والغيبوبة. وفي الوقت نفسه، تتباين الأقاويل بين أسباب تلوث المياه واختلاطها بمياه الصرف الصحي، وبين احتمال انتشار الكوليرا القادمة من السودان.
وزارة الصحة المصرية
ذكر الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن أول ظهور لحالات النزلات المعوية بأسوان كانت في 16 سبتمبر الماضي، إذ بلغ إجمالي عدد حالات التردد على المستشفيات نحو 480 حالة، كانت في معظمها حالات بسيطة، عدا 168 حالة احتاجت إلى دخول الأقسام الداخلية بالمستشفيات، بسبب تأخر توجهها للمستشفى، ودخلت 36 حالة منهم إلى العناية المركزة لكونهم من أصحاب الأمراض المزمنة، ووافت المنية خمسة أشخاص قيل إنهم من ذوي الأمراض المزمنة.
كما ظهرت مواطن الإصابة في ثلاثة قرى وهي مركز “دارو” شمال أسوان وقري “أبو الريش” و”بنبان”، وتصاعدت عدد الإصابات حتى حجزت نحو128 حالة. كما تداول رواد وسائل التوصل الاجتماعي بأن الإصابات نتيجة تلوث مياه الشرب واختلاطها بالصرف الصحي، وحذروا من شرب المياه مباشرةً من صنابير المياه، متحدثين عن “عدوى بكتيرية خطيرة تنتقل عن طريق المياه الملوثة”.
تواصل “معد التحقيق” مع مصدر لم نكشف عن هويتها حفاظاً على سلامتها من حُميات أسوان، والتي ذكرت لمنصة “”MENA: بأن تشخيص الحالات يرجح أنها عدوى بكتيرية أصابت الأمعاء تسمى “الإيكولاي” وهي تحمل مسببات مرضية ويمكن ربطها بالمياه الملوثة من الصرف الصحي، وهي تصيب بالإسهال المائي الذي تكون أخطر أعراضه الجفاف المسبب للفشل الكلوي ومن ثم الوفاة.
الشركة تنفي
بدورها ذكرت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان، في بيان لها، أنها أخذت عينات من جميع محطات وروافع محافظة أسوان بإجمالي 103 محطات وروافع بواسطة الجهات المركزية المختصة بتحليل المياه وجودتها، وقد أكدت سلامة المياه من أي تلوث، وأخذت عينات من شبكات القرى محل الشكوى ومنازل المواطنين ووجدتها مطابقة وخالية من أي أشكال التلوث.
روايات أخرى
تواصلنا مع “ع. ك ” محامي بأسوان، يقول إن الروايات المتداولة ترجع سبب الإصابة إلى شراء سكان القري المصابة “حلاوة مولد النبي” من سيارات متنقلة مجهولة المصدر، لافتًا إلى احتمالية أن تكون هذه الحلوى منتهية الصلاحية وسببت التلوث المعوي.
ويضيف “ع” لـ “MENA“: يمكن أن تكون الإصابات بسبب نزول مياه ترعة “كيما” بطول 20 كيلو متر والتي يصب فيها صرف مصنع كيما ومستشفى جامعة أسوان وصرف صحي منطقة الحكروب وطريق السماد التي لا تبعد سوى أمتار من بداية مرشح مياه قرى أبو الريش وبهريف.
وينوه المحامي بأن احتمالية تفشي الكوليرا بسبب استقبال السودانيين واردة؛ لأن القرى التي أُعلنت فيها الإصابة مثل “دارو وأبو الريش وبنبان” هي محطات أساسية لاستقبال السودانين خلال وصولهم لمحافظة أسوان.
وجدير بالذكر أن حالات الإصابة بالكوليرا في السودان ارتفعت إلى نحو 11 ألف حالة من بينها ما يقارب من 350 حالة وفاة بحسب ما أعلنته وزارة الصحة السودانية.
وبدوره يوضح طارق السيد، أستاذ جامعي متخصص في الميكروبيولوجي -اسم مستعار – أن السيانيد والزئبق، وباقي المواد المستخدمة في تنقيب الذهب، عناصر ثقيلة وسامة وتستطيع محطات المياه تنقيتها، كما تستخدم على نطاق ضيق، ويتعامل بها بحذر، مرجحًا أن تكون الكوليرا القادمة من السودان هي السبب في مرض أسوان، خاصة أن هناك فارقا بين “الإيكولاي” و”الكوليرا”.
ويضيف طارق لمنصة “MENA“: الإيكولاي عبارة عن بكتيريا القولون، وهي موجودة لدى جميع الناس وتصنع طبقة حول الأمعاء وهي تستفاد بعناصر معينة من الأكل الذي تقوم بتحليله، وفي بعض الأحيان تتحور وتتحول لمادة سامة ولكن بمعدلات قليلة من حيث عدد المصابين، لكن انتقالها يكون بشكل كبير ويعزز وجودها المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي عن طريق الشبكات القديمة والمتهالكة. كما كنا نحتاج من المسئولين توضيح وتفسير الأسباب وكيف انتقلت عبر المحطات المتهالكة وكيف اختلطت مياه الصرف بأي خط من الخطوط.
الصحة تعلق: النزلات المعوية بسبب بكتيريا “الإيكولاي”
ذكر وزير الصحة، أنه تم تشكيل فريق عمل بالتعاون مع وزارة الإسكان وشركة مياه الشرب ومحافظة أسوان، للوقوف على أسباب النزلات المعوية، متابعا أنه تم تنفيذ قوافل علاجية لمنطقتي أبو الريش ودراو مزودة بكل الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأكد أن السبب الرئيسي للإصابة بالنزلات المعوية في أسوان بكتيريا تسمى “الإيكولاي” وهي عدوى بكتيرية قولونية، وتلك السلاسة من الميكروبات تنتقل نتيجة اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، وفي بعض الأحيان تسبب مرضا شديدًا خصوصا للمصابين بضعف المناعة، وتؤدي لتقلصات شديدة في المعدة وإسهال وقيء، وذكر أن الأزمة ستنتهي بالكامل خلال 7 أيام.
ويضيف طارق: تتشابه الأعراض مثل الغثيان والقيء والجفاف، وهي تتشابه ما بين “الإيكولاي” والكوليرا”، ولكن الفيصل بينهما “الجفاف”، وهو المسئول الأول في الكوليرا المرض المعروف منذ الأربعينات، وما سببته من زيادة في حالات الوفاة ترجع لعدم اكتشاف علاج لها آنذاك، والآن يتم علاجه من خلال كورس مضاد حيوي، والحالات بدأت تتراجع بشكل كبير، كما تنتشر الكوليرا في المناطق الموبوءة عبر السودان التي تعاني من المشكلات السياسية والحروب.
لا مياه نظيفة 100% في أي دولة بالعالم
وبدوره يعلق الدكتور محمد الحسيني النادي، أستاذ النظم الصحية والبيئية بجامعة عين شمس، على أزمة وباء أسوان، موضحًا أن الأزمة ترجع لصرف مصنع كيما على ترعة صرف زراعي وكانت المعالجات غير كاملة فسببت الأزمة، لافتًا إلى أن وحدات القياسات تأخذ عينات كل ساعة ولكن الخطأ البشري وارد، وكانت التركيزات عالية فحدثت الأزمة التي تسببت في إصابة 128 شخصا، إلا أنه رقم غير مزعج، على حد تعبيره، لأن أزمات المياه تسبب مشكلات لأرقام كبيرة مثل 50 و60 ألف.
وينوه الحسني لمنصة “MENA“، بأن مصارف القاهرة القادمة من الجبل الأصفر وغيرها تصرف أيضًا على نهر النيل ولكن بسبب المعالجات بشكل جيد لا تحدث أزمات، مؤكدا أن أغلب دول العالم لا تملك مياه نقية أو تغطية شبكات بشكل جيد بنسبة 100%.
ومن جهته قال المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، إن هناك 108 محطات مياه لخدمة محافظة أسوان، وأن المياه في المحافظة مطابقة للمواصفات والمعايير بشكل كامل، مشيرًا إلى ما تم من سرعة تشكيل فرق عمل ميدانية لمتابعة الأوضاع في أسوان وفحص الشبكات الداخلية بالمنازل المنفذة بمعرفة الأهالي، والتي رصدت بعض الأمور غير المطابقة للمواصفات، ومع ذلك قامت مجموعات العمل بتأمين هذه الوصلات بالكامل سواءً لمياه الشرب أو الصرف الصحى.
ويقول النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل لـ لمنصة “MENA“: طالما لا يزال لدينا الكثير من المصانع التي تصرف صرفها الصناعي على نهر النيل فمن المتوقع حدوث أزمات صحية كبيرة، مؤكدًا ضرورة إقامة مشروع قومي مثل مشروع تخطيط الترع وغيرها لوقف كل المنافذ والمصارف في الترع التي تطل على النيل، بداية من الشلال وحتى فرعي “رشيد ودمياط”، ووضع تصور كامل للحفاظ على مياه نهر النيل من التلوث وتقليل آثاره وتقليل المخاطر الصحية التي تهدد حياة المصريين.
المركزى للتعبئة والاحصاء وتلوث المياه
وفقًا للإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء 2023، بلغ عدد العينات غير المطابقة لمعايير جودة المياه الصالحة للشرب من محطات الإنتاج بأسوان حوالي 316 عينة، بنسبة تقارب 30% من حجم العينات، كما وصل إجمال العينات غير المطابقة من شبكات التوزيع إلى 191 عينة، بنسبة تقترب من 2%.
مصر تحت خط الفقر المائي
وتقع مصر تحت خط الفقر المائي، فبينما يبلغ النصيب العالمي للفرد 1000 متر مكعب سنويًا، يقتصر في مصر على 526 مترًا مكعبًا، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء، ولكن بالنظر إلى مؤشرات أخرى، مثل متوسط نصيب الفرد من “المياه النقية المنتجة“، فيقل إلى 106 أمتار مكعبة، وتُفقد الكثير من هذه المياه حتى تصل إلى المستهلكين، ليقتصر متوسط الفرد من المياه النقية المستهلكة على 83.9 متر مكعب.
كما تظهر الرسوم البيانية التالية تفاوتًا كبيرًا في متوسط نصيب الفرد حسب المحافظة، إذ يحصل سكان القاهرة على أكثر من 3 أضعاف أقرانهم في المنيا.
وبحسب البيانات المعلنة فكانت المنوفية الأكبر، إذ سجلت نحو 11 ألفا و 194 عينة غير مطابقة، أما مطروح فهي الأعلى من حيث نسبة العينات غير المطابقة بنسبة 14% من شبكات التوزيع و8% من محطات الإنتاج.
محرومون من المياه النظيفة
تقوم الدولة بتوصيل المياه إلى الحنفيات العمومية في المحافظات، لكن تتحمل الأسر تكاليف الوصلات المنزلية، وتبلغ تكلفة الوصلة الواحدة 2000 جنيه وهو مبلغ قد يبدو بسيطًا إلا أنه يفوق قدرة كثير من الأسر المصرية الفقيرة.
ووفقًا لدراسة حديثة صادرة عن مركز السياسات البديلة، بلغت نسبة المواطنين المحرومين من وصلات مياه في منازلهم حوالي 9% على مستوى الجمهورية، ووفقًا للمسح الصحي للأسرة المصرية 2022، يحصل 4% منهم على المياه من حنفيات عامة، و2.5% من آبار والباقون ليس لديهم مصدر مياه على الإطلاق.
كما ترتفع نسبة المحرومين من وصلات المياه إلى نحو 19.9% في محافظات الحدود، و15.2% في ريف الوجه البحري، و7.5% في الوجه القبلي.
وتوفر منظمة اليونيسيف قروضًا دوارة لأهالي القرى خاصة في الصعيد من أجل تمويلها، ما قد يساعد البعض، ولكنه ليس حلا هيكليا لمشكلة توفير المياه.
شح المياه
تعاني مصر من شح في المياه، إضافة إلى أزمة التوصيل إلى المنازل، وهو ما يتطلب ترشيد استخدامها وتوجيه الاستثمارات فيها إلى دعم أكبر عدد من السكان، خاصة الأكثر احتياجًا إليها.
وتبتعد أولويات الحكومة عن القضاء على الحرمان من الماء في المناطق كثيفة السكان، ويتجلى هذا في إنفاقها ميزانية شديدة الضخامة في العاصمة الإدارية التي تستهدف على أكثر تقدير 6.5 مليون نسمة ونحو 50 ألف موظف يوميًّا عند اكتمال المدينة.
ويبرر الحسيني سوء التوزيع، لافتًا إلى أن المناطق المحرومة هي النائية مثل العزب الصغيرة التي بها أعداد لا تجاوز 500 فرد وقد تبعد عن أقرب خط مياه 10 أو 15 كيلومتر، مؤكدًا أن الدولة توفر لهم عربات تنقل المياه مرة أو مرتين بشكل أسبوعي، حتى لا يحرموا من الخدمة، وإن كانت تصل لهم بنسب أقل من المستويات المطلوبة، على عكس الحال في المشروعات الكبيرة التي تحمل استثمارات ضخمة وبها حجم تسويق عقاري، علاوة عن مركزية الدول والوزارات.
ومن جهة أخرى، يشدد رئيس حزب العدل على أن الحق في المياه مكفول لكل المصريين ونص عليه الدستور المصري ونصت عليه المواثيق الدولية كحق أساسي، مضيفًا: “ولكن على مدار سنوات كان هناك غياب في الاهتمام بشبكات المياه النظيفة في مصر، وبالتالي تعذر وصول المياه النظيفة، ناهيك عن تهالك الشبكات واحتمالية اختلاط الصرف الصحي والمياه الملوثة، متمنيًا أن يقلل مشروع حياة كريمة مع الوقت من نسب المحرمين من المياه النظيفة.
محطة بـ 40 مليار جنيه
وأعلن خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة، البدء في تنفيذ محطة مياه شرب في المدينة بتكلفة 40 مليار جنيه، أي ما يقارب إجمالي حجم استثمارات قطاع مياه الشرب والصرف الصحي في مصر، البالغة 43 مليار جنيه خلال العام المالي 2023/2022.
النائب عبدالمنعم أمام، رئيس حزب العدل وعضو مجلس النواب
الحق في الماء والموارد للجميع
يؤكد رئيس حزب العدل أيضًا خلال حديثه على وجود مشكلة توزيع وعدالة بين الأقاليم، لافتًا إلى ظهور هذه المشكلة جليةً في حجم الإنفاق على المدن الجديدة مثل محطة العاصمة الإدارية، والذي يصل إلى 40 مليار جنيه.
ويشير إمام إلى أن مشروع حياة كريمة ساهم في إحداث حالة من التوازن النسبي مع المدن القديمة الموجودة في المحافظات وعواصمها التي تعاني من مشكلات كثيرة، مشددًا على أننا نحتاج الكثير من الإجراءات للاقتراب من تطبيق العدالة في حجم الإنفاق، وكذا نحتاج لتطبيق أفكار غير تقليدية في المحافظات الحدودية مثل المحطات التي تنتج المياه من الهواء، وهنا علينا تطبيق تكنولوجيات حديثة للتغلب على الأزمات في مثل هذه المحافظات.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور عبد الله العريان، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، إن أولويات الدولة تحتاج لإعادة النظر، فهل نفاضل بين المياه النظيفة أم الطرق أم العاصمة الإدارية الجديدة؟، مؤكدًا ضرورة إعطاء الأولوية لكل ما هو متعلق بالصحة العامة.
ويضيف العريان لمنصة “MENA“: الأرقام كشفت عن حجم حرمان المصريين من المياه النظيفة، علاوة على مشكلة أخرى تتعلق بالإحلال والتجديد، فهناك أشخاص تصل إليهم المياه فعليا ولكنها غير نظيفة ما يزيد من الأزمة، لافتًا إلى ضرورة الاهتمام بالصحة العامة يليها الصناعة والتعليم، خاصة أن أزمة أسوان الأخيرة ترتبط بمشكلة الإحلال والتجديد التي يجب أن تتم بشكل دوري كل خمس سنوات.
ولفت إلى أن نقاوة المياه في مصر تقاس من المحطات وتكون بنتائج جيدة، إلا أنه يتم تجاهل قياسها من حنفيات المنازل التي للأسف تعطي نتائج غير جيدة، وهو ما يربح سبوبة الفلاتر لتقليل شوائب المياه التي تهدد الصحة العامة للمصريين، وأزمة أسوان خير دليل.
اقرأ أيضًا:
رحلة لـ منصة “MENA” في قلب العالم الموازي لصناعة الدواء في مصر
دماء المصريين تجري على الإسفلت رغم إنفاق المليارات على الطرق
التغير الُمناخي يضرب الثروة الداجنة في مصر
حكاية الُمناخ و«منع السباحة ورفع الرايات السوداء» على شواطئ مصر!