نظم حزب العيش والحرية -تحت التأسيس- يومًا تضامنيًا مع عمال شركة وبريات سمنود، بمقر الحزب بوسط القاهرة، في حضور عدد كبير من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية.
مشاركة واسعة من الأحزاب
شهد اليوم التضامني مشاركة من عدة أحزاب وقوى سياسية، من أبرزها: حزب تيار الأمل -تحت التأسيس-، حزب الكرامة، الحزب الاشتراكي المصري، والحزب الشيوعي، وحزب الدستور والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بالإضافة إلى تحالف عمال مصر ومجموعات من “الصحفيات المصريات وحزب الاشتراكيين الثوريين.
كذا شارك في الفعالية عدد من المحامين والنشطاء السياسيين، بينهم أحمد دومة، الصحفية إيمان عوف، المحاميان هيثم محمدين وماهينور المصري، والصحفي هشام فؤاد، والإعلامية رشا قنديل، إضافة إلى أعضاء من الأحزاب المختلفة.
وتحدث جمال عثمان، عضو تحالف أمانات العمال، عن الضغوط الكبيرة التي تمارسها إدارة شركة وبريات سمنود ضد العمال لكسر إصرارهم على المطالبة بحقوقهم، ولجعل أبرز أمانيهم خروج زملائهم المحبوسين فقط.
وأضاف عثمان خلال كلمته، أنه سيتوجه إلى مقر شركة وبريات سمنود لمشاركة العمال في احتجاجهم غدًا، مطالبًا القوى السياسية والأحزاب بالتضامن مع العمال المطالبين بحقوقهم المشروعة.
الإضراب السلمي
وشدد المحامي الحقوقي هيثم محمدين على أن الإضراب هو حق ينظمه قانون العمل، مشيرًا إلى أنه يتم استغلال القانون لإضافة تهم أخرى مثل التجمهر، ما يُحاصر حقوق العمال في تكوين وإنشاء نقاباتهم المستقلة.
وأضاف أن التعتيم الإعلامي على هذه الاحتجاجات يهدف إلى إضعافها، مطالبًا باستمرار التضامن مع العمال، ومؤكدًا أن هزيمة الحركة العمالية تعني هزيمة الحركة السياسية.
بدوره، أكد الكاتب الصحفي هشام فؤاد أن عاملات وعمال وبريات سمنود ينتزعون للمجتمع حقه في التجمع السلمي والاعتصام، مضيفًا: “هي معركة كل العاملين بأجر، وكل القوى الديمقراطية”.
وأوضح فؤاد أن القبض على العاملات يشير إلى القمع المتزايد للحركة العمالية، ما يستدعي من القوى السياسية والنقابية أن تكون ظهيرًا سياسيًا للعمال في مطالبهم.
ولفت فؤاد إلى ضرورة أن يكون للعمال ظهير رقابي من مجلسي الشعب والشيوخ، وظهير سياسي من كل الأحزاب السياسية، وظهير شعبي يساند العمال المعتصمين في مطالبهم، ويتضامن مع القيادات النقابية المعتقلة وعلى رأسهم هشام البنا، وشادي محمد، وأحمد عبد الفتاح، وسامح زكريا.
وزير القوى العاملة الأسبق: العمال لم يخالفوا القانون
كما أبدى كمال أبو عيطة، عضو لجنة العفو الرئاسي ووزير القوى العاملة الأسبق، دعمه لعمال وبريات سمنود، مؤكدًا أنهم لم يخالفوا القانون.
وقال أبو عيطة خلال تصريحات خاصة لمنصة “MENA“: “العمال لم يرتكبوا عملًا مخالفًا للقانون، وأنا أتمنى خروج الصديق هشام البنا رئيس نقابة العمال بشركة وبريات سمنود”، مشيرًا إلى إمكانية إخلاء سبيله في أي لحظة.
وتابع: “هناك مشكلة غريبة في واقعة وبريات سمنود، وهي معاملة العمال على أنهم موظفون حكوميون بالرغم من أن الشركة أصبحت خاصة”.
وأشار إلى أنه في حال كانت الشركة عامة فيجب عليها رفع رواتب العمال، وفقًا للزيادات الأخيرة في الحد الأدنى للأجور.
هل يحق للشركة عدم رفع الأجور؟
وبين أبو عيطة أن الحالة الوحيدة التي يحق فيها للشركة عدم رفع الأجور، هي إثبات أنها شركة خاسرة، مؤكدًا مشروعية مطالب العمال خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الحالية.
ونوه وزير القوى العاملة الأسبق بأن الإضراب سينتهي بمجرد رفع الأجور وموافقتها للحد الأدنى الذي وضعته الدولة.
وطالب أبو عيطة بالإفراج عن هشام البنا، مستنكرًا الزيادات الرمزية التي تعرضها الشركة على العمال، ومشددًا على أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو سماع مطالب العمال.
الطبقة الكادحة وأزمات متتالية
وقالت جميلة إسماعيل، رئيس مجلس أمناء الحركة المدنية وحزب الدستور، إن مطالب العمال جزء من تحقيق السلم الاجتماعي، وهو أمر لن يتحقق إلا عندما يكون المواطن قادرًا على توفير قوت يومه، والعودة إلى منزله لإطعام أطفاله.
وأضافت رئيسة حزب الدستور أن كل من يرى ما يجري اليوم يعرف أن هذه الحملة هي الأولى التي ينبغي أن تكون لها الأولوية في استرداد حق المواطن، ويجب عدم تحميل الطبقات الكادحة والعمال فواتير أزمات لم يتسببوا بها.
فيما أكد علاء الخيام، عضو اللجنة التأسيسية لحزب تيار الأمل، أهمية دعم ومساندة عمال شركة وبريات سمنود، مشيرًا إلى أن كل مطالب عمال مصر مشروعة وعادلة.
وشدد الخيام خلال تصريحات لمنصة “MENA” على أن العمال هم عماد الاستقرار الصناعي والاقتصادي والسياسي.
ودعا إلى منح النقابات العمالية والمهنية مساحة أكبر للتعبير عن إرادة العمال، مشيرًا إلى أن تدخل الأجهزة الأمنية في مثل هذه التحركات يعرقل حركة العمال.
وطالب الخيام وزير الصناعة بالتدخل المباشر لحل تلك الأزمات، موضحًا أن عمال مصر مصدر اعتزاز وفخر، ولا يمكن لأحد إنكار دورهم في الأزمات التي تعرضت لها مصر سواء وقت الحروب أو الأزمات الاقتصادية.
واختتم بأن العالم أجمع يعلم مدى دقة وإتقان العامل المصري إن أتيحت له الفرصة، مضيفًا: “لنا في صناعة السجاد والغزل والنسيج قصص وروايات”.
اقرأ أيضًا:
مدبولي يوضح نحن لا نبيع الدولة لكن نعظم الأصول
هل تتحرك وزارة العمل لتنقذ مكاتب التمثيل العمالي بالخارج؟
خطوات نحو التصدير.. هل تنجح مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي من صناعة الهواتف المحمولة؟
تجارة الخردة في مصر..طريق الثراء الفاحش وسط ظروف اقتصادية صعبة