مهرجان المانجو في الإسماعيلية.. ريادة حقيقية لثمار “الجنة”
المانجو، هي نعمة من نعم الله في الأرض، تغير شكل الحياة كلياً، تحسن من الحالة النفسية والمزاجية لمن يتناولها، وتجعل صيف مصر الحار أفضل.
قد يختلف حبك لنوع المانجو الذي تتناوله، لكن أجمع الجميع على حبه لفاكهة المانجو، حتى لو لم تكن تحب هذه الفاكهة لحاجة في نفسك، فلن تستطيع البوح بهذا الأمر، فهي “ديكتاتورية”، و”نرجسية”، وحُقً لها أن تتمتع بالصفات التي تريدها، ما دامت تعطينا الكثير من متع الحياة.
وفي محافظة الإسماعيلية في مصر وهي من محافظات منطقة القناة، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، وتمتلك شواطئ كان لها تاريخاً طويلاً في إمتاع الشعب المصري، وكانت واجهة سياحية بامتياز، ولكن إلى جانب هذا فهي تتميز بزراعة المانجو عالي الجودة.
وتعتبر مانجو الإسماعيلية هي الأجود من بين أماكن الزراعة لهذه الفاكهة في مصر، بل وفي العالم أجمع.
مهرجان المانجو في الإسماعيلية
في الإسماعيلية، ومنذ عام 2022، قررت المحافظة أن تكون على خريطة المحافظات السياحية مثلما كانت في السابق، وأن تعود إلى الواجهة من جديد.
وكانت الفكرة هي استغلال ثمرة المانجو وسمعة محافظة الإسماعيلية التي تتمتع بها في هذا المجال لتكون رافداً للسياحة في المحافظة.
وفي المهرجان الأول للافتتاح، حضر هذا الحفل سفراء من 9 دول وهم هولندا وروسيا وإندونيسيا والفلبين وسيريلانكا والسعودية والهند ونيجيريا والأردن.
وينطلق المهرجان من أمام ديوان عام المحافظة القديم، بشارع محمد على حتى الوصول إلى منطقة الحدائق المفتوحة بنمرة 6.
وبعدها يقام معرض لبيع المانجو الإسماعيلاوي ويستمر لمدة يومين ويقوم المعرض ببيع المانجو بأسعار تنافسية، بالإضافة إلى طرح كميات كبيرة من المانجو الذي تشتهر به محافظة الإسماعيلية.
واستغلت محافظة الإسماعيلية إنتاجها لثلث ثمار المانجو على مستوى الجمهورية لتنظم ضمن فعاليات المهرجان أماكن لعرض جميع أصناف المانجو في الحديقة المفتوحة المجاورة لنادي الجولف في منطقة نمرة 6.
كما نسقت إدارة المهرجان مع الغرفة التجارية في الإسماعيلية لإقامة منافذ للبيع بسعر الجملة فقط خلال يومي المهرجان.
وأكدت الغرفة التجارية رسمياً إقامة 4 منافذ أخرى داخل المدينة في منطقة الغابة وحي السلام ونادي الفيروز وحديقة الشيخ زايد.
استثمار زراعي
وقال اللواء شريف بشارة محافظ الإسماعيلية السابق، والذي بدأ فكرة أول مهرجان للمانجو في الإسماعيلية، إن المهرجان يهدف إلى تنشيط الاستثمار الزراعي في الإسماعيلية.
الحاج صبحي فاضل أحد أصحاب المزارع في الإسماعيلية أعرب عن فرحته بإقامة مهرجان المانجو في الإسماعيلية.
وقال “فاضل”، في حديثه لـ”MENA“، إن المهرجان هو فرصة لعرض أنواع المانجو والتعرف على الفرق بين كل نوع من الأنواع.
وأضاف فاضل، أن فكرة المهرجان تعد من أفضل ما حدث في المحافظة خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن المهرجان يعد ربحاً تجارياً في المقام الأول، من خلال تحديد أماكن لبيع المانجو.
وتابع “فاضل”، أن نسبة البيع خلال أيام المهرجان تساوي ما يتم بيعه خلال الموسم كاملاً، كما أن بهجة الأطفال وباقي أفراد الأسرة برؤية المحاصيل لها طعم آخر يضاف إلى المكسب المادي.
وتمنى “فاضل”، أن يتم عمل مهرجان للمانجو في أكثر من محافظة مصرية لتسلط الضوء على أهمية المانجو كثروة زراعية في محافظة الإسماعيلية.
أنواع المانجو في الإسماعيلية
في السابق كان يقام في الإسماعيلية عدة مهرجانات هي مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية، ومهرجان الأفلام التسجيلية القصيرة، ومهرجان الفراولة، قبل أن يتم الالتفات إلى أهمية المانجو في المحافظة.
وتمتلك محافظة الإسماعيلية العديد من أنواع وأصناف المانجو، تختلف في اللون والطعم والرائحة، إلا أن ما يجمع بينهم جميعاً هو جودة الثمرة.
ولعل أبرز أنواع المانجو في الإسماعيلية، هي المانجو “العويسي”، وهي أفضلهم مذاقاً ومن نفس الشجرة تخرج ثمرة أصغر حجماً، تسمى “فص عويسي”، وهي الأغلى سعراً بين أنواع المانجو في المحافظة.
وقال إبراهيم صالح، أحد مزارعي المانجو في منطقة التعاون بمحافظة الإسماعيلية، إن أفضل أصناف المانجو في المحافظة تبدأ بالعويس، وهو الأكثر تميزا وجودة بين جميع الأصناف الموجودة في الأسواق.
وأضاف أن مانجو العويس لها نوعين، الأول يكون الثمرة كبيرة الحجم وتتميز بزيادة الطعم السكري بها وتماسك الثمار من الداخل وتحملها درجات الحرارة، أما النوع الثاني فهو الفص ويتواجد بنفس الشجرة بحجم أقل، لكنه يتميز بزيادة نسبة السكروز به وهو من أغلى الأصناف.
أما أحمد منصور، فهو أحد تجار الفاكهة في سوق العبور، قال إن المانجو الإسمعلاوي٬ هي أكثر ما يتم طلبه خلال موسم المانجو، مشيراً إلى أن ثمنها يرتفع جنيهين أو ثلاثة عن نفس الأنواع في باقي المحافظات.
وأضاف منصور في لقاء مع “MENA” أن من أفضل أصناف المانجو من الأصناف المحلية المتميزة في الإسماعيلية هي السكري الممتاز.
وتابع أن هذا النوع يبدأ في الظهور في الأسواق في الثلث الأخير من شهر يوليو، ويتميز بطعمه السكري وكبر حجم الثمرة.
واختتم حديثه بأن مانجو التيمور تقع ضمن أفضل الأنواع، ويتميز باستخدامه في صناعة الحلويات مثل الكنافة بالمانجو، كما تتميز بجودة طعمها، إلى جانب صنفي الصديقة والفونس.
المانجو الأجنبي في الإسماعيلية
تنتشر في محافظات الإسماعيلية أيضاً العديد من منتجات المانجو الأجنبية، وجاءت هذه البذور إلى المحافظة وقت وجود شركة قناة السويس، حيث كان يقيم كبار الموظفين بالشركة في محافظة الإسماعيلية.
وقال صلاح الجمال، أحد المزارعين في منطقة المنايف، أكثر المناطق زراعة للمانجو الأجنبي بالإسماعيلية إن عددًا من الأصناف الأجنبية حققت نجاحًا كبيرًا مع المزارعين في الإسماعيلية على مدار السنوات الماضية.
وأشار الجمال، إلى أن أبرز أنواع المانجو الأجنبي في محافظة الإسماعيلية هي النعومي والكيت والكنت، ويقبل عليها المواطنون بشكل كبير خاصة في آخر فصل الصيف.
وتابع الجمال أن هذه الأنواع تتميز بغزارة لحمها، ومذاقها المختلف عن باقي أنواع المانجو، وهي صنف ممتاز للراغبين في تخزين العصائر.
بينما قال الحاج إسماعيل مرسي، أحد كبار المزارعين في محافظة الشرقية، إن المانجو الإسمعلاوي هو الأفضل وخاصة الأنواع الأجنبية منه.
وأضاف مرسي في لقاء مع “MENA“، أنه رغم عمله مزارعاً في أراضي المانجو بمركز بلبيس في محافظة الشرقية، إلا أن المانجو في الإسماعيلية هي الأفضل من حيث الجودة.
وعن أفضل مكان لإنتاج أنواع المانجو في محافظة الشرقية، أشار مرسي، إلى أن مدينة القرين التابعة لمركز أبو حماد في محافظة الشرقية هي الأفضل من حيث الأنواع، حيث أنها قريبة جداً من محافظة الإسماعيلية، وتربتها وبذورها تتطابق إلى حدٍ كبير مع ثمار محافظة الإسماعيلية.