مهرجان جمعية الفيلم والسينما المصرية ودعم القضية الفلسطينية
“تحيا المقاومة.. لتحيا فلسطين”، كان شعاراً بمهرجان جمعية الفيلم والسينما المصرية، والذي أقيم بإحدى سينمات منطقة وسط البلد في القاهرة.
شعار للمهرجان اختاره القائمين عليه ليؤكدوا أن السينما لم تكن يوماً في منأىً عما يحدث في المنطقة العربية.
مسلسل للقتل والدمار استخدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل تعميق جرائمها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
أحداث مر عليها أكثر من 10 أشهر، وما زالت آلة القتل مستمرة في حصاد أرواح أبناء غزة.
ليأتي المهرجان ليختار شعاراً، يعيد إلى الأذهان ما يحدث في فلسطين، مستخدماً حالة الزخم الإعلامي للمهرجان في التعريف بالقضية.
الشال الفلسطيني
قال رئيس لجنة تحكيم المهرجان المخرج “هاني لاشين”، “إن أقل شيء يمكن أن نقدمه لفلسطين هو رفع شعارها، وذكر اسمها في كل المحافل”.
وأضاف “لاشين”، في تصريحات خاصة لمنصة “
MENA“٬ أن دور الفن هو تسليط الضوء على القضايا التي تهم الأمة العربية.
وأشار لاشين إلى أن السينما المصرية دائماً تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، محذراً من استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
المخرج والسيناريست هاني لاشين
وكرم المهرجان العديد من نجوم السينما المصرية، والذين أثروا الحياة الفنية في مصر، وهي عادة لا تنقطع للمهرجان في دورته الـ50.
وكان من بين المُكرمين في المهرجان الفنان أحمد بدير، والذي صعد إلى منصة التتويج بالشال الفلسطيني، ليؤكد على دعمه الكامل لفلسطين.
وظهرت عدة مواقف للفنان أحمد بدير دعم خلالها القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول لحرب السابع من أكتوبر.
حيث شارك في وقفة تضامنية في 17 أكتوبر الماضي للتعبير عن دعمه الكامل للقضية الفلسطينية.
ودعا بدير خلال هذه الوقفة كل الفنانين العرب للتعبير عن دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية، واستغلال الفن في دعم القضية.
الفنان أحمد بدير
مخرج في بيتنا رجل
المهرجان شهد تكريم عدد من الراحلين عن عالمنا أبرزهم شيخ المخرجين العرب هنري بركات.
ولعل اختيار هنري بركات كان داعماً لعنوان المهرجان، الذي حيا المقاومة، ودعم الشعب الفلسطيني.
ولم لا وقد أخرج هنري بركات العديد من الأفلام والأعمال التي تعبر عن رفضه لفكرة الاحتلال أو ما يعرف “بالاستعمار”.
فقد أخرج هنري بركات فيلم “في بيتنا رجل”، أحد روائع السينما المصرية، ومن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
في بيتنا رجل تتحدث عن بطل، هو عمر الشريف، استطاع توجيه العديد من الضربات إلى المحتل، لتبحث عنه قوات البوليس أملاً في القبض عليه.
وينتقل “الشريف” من بيت إلى بيت، باحثاً عن الآمان والاستقرار، حتى يتمكن من الوصول إلى منزل “حسين رياض”، والد صديقه “حسن يوسف”.
وفي لحظة فارقة يختار الأب أن يقيم هذا البطل في منزله، متحملاً كل العواقب حتى يتم التجهيز لسفر البطل “عمر الشريف”، إلى خارج مصر.
وفي هذه الأثناء يقرر البطل البقاء في مصر، وتوجيه ضربة أخيرة للمحتل ليلقى الله شهيداً على أرض الوطن.
الفيلم الذي أخرجه “هنري بركات”، والذي تم تكريمه، يجسد كل معاني الحب والوفاء للوطن ويخترق كل الحواجز والحدود.
اقرأ أيضًا:
جهود الوساطة المصرية لوقف حرب غزة
مسيرة الفن الشعبي المصري من عبد المطلب إلى شطة وبيكا
ترك آل الشيخ مسيرة استثمارية بين الرياضة والفن في مصر
الفرق الغنائية المصرية بين الماضي والحاضر
ناجي العلي
السينما المصرية كانت جنباً إلى جنب مع القضية الفلسطينية، تحمل همومها، وتوصل أفكارها، وتمجد في أبطالها.
ومن أهم الأفلام المصرية التي تحدثت عن أبطال القضية الفلسطينية، هو فيلم “ناجي العلي”، للفنان نور الشريف.
الفيلم هو سيرة للفنان ورسام الكاريكاتير “ناجي العلي”، الفلسطيني، والمولود في رام الله لعائلة بسيطة عام 1938.
عرف ناجي معنى الاحتلال والتهجير عام 1948 بعد إعلان دولة إسرائيل، لينتقل مع أسرته إلى مخيم عين الحلوة في لبنان.
ويسرد الفيلم الذي أخرجه العبقري الراحل “عاطف الطيب”، منذ إطلاق النار على رأس ناجي العلي في طفولته، والعودة “فلاش باك”، إلى طفولته ونشأته.
وما زالت رسومات الكاريكاتير التي أبدعها ناجي العلي عالقة في الأذهان، ومن أشهره رسمة “حنظلة”.
وكأنه يحكي عن حياته وعمره الذي توقف منذ تهجيره من أرضه إلى لبنان، فقد توقف عمره عند 10 سنوات.
السينما المصرية والقضية الفلسطينية
لم يكن فيلم ناجي العلي هو الفيلم المصري الوحيد الذي حكى عن القضية الفلسطينية، بل أن هناك أكثر من 10 أعمال فنية كانت قضية فلسطين حاضرة في سيناريو العمل.
كان آخر عمل أشار إلى قضية فلسطين، هو مسلسل “حالة خاصة”، حيث جسد بطولته “هاجر السراج”، وظهرت باسم “رام الله”.
كما أن من مشاهد المسلسل دخول بطلته بحقيبة تحمل علم فلسطين، وهي تبحث عن رواية “أعراس آمنة” للشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله.
وهي من الروايات في سلسلة الملهاة الفلسطينية والمكونة من ثمانِ روايات عن القضية الفلسطينية.
صعيدي في الجامعة الأمريكية، ورغم أن الفيلم كوميدي، من نوعية “السمك خارج الماء”، ويتناول قصة شاب من الصعيد، داخل بيئة مختلفة عن بيئته.
ويظهر في الفيلم حرق علم إسرائيل داخل الجامعة الأمريكية في القاهرة.
لا زلنا مع هنيدي ومدحت العدل مرة أخرى، في فيلم “همام في أمستردام”، ويحكي عن قصة صعود شاب سافر إلى الخارج.
لكن العمل لم يغفل عن القضية الفلسطينية، لتظهر شخصية إسرائيلي يحمل الكثير من الأحقاد، كما تظهر شخصية شاب فلسطيني، قام بتشغيل أغنية الحلم العربي لإنهاء خلاف بين شباب عربي من عدة بلدان.
أصحاب ولا بيزنس
فيلم “أصحاب ولا بيزنس”، يدور في معظمه حول عمل برنامج في فلسطين، وعملية “استشهادية”، قام بها الفنان “عمرو واكد”.
ليحاول البطل “مصطفى قمر”، نشر بطولة هذا البطل على الفضائيات، لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، عقب انتفاضة فلسطين الثانية.
وبالعودة إلى خمسينيات القرن الماضي، ستجد أن المؤلف والمخرج أحمد بدرخان قد جسد أسطورته السينمائية “الله معنا”، عام 1952.
ويحكي الفيلم قضية حرب فلسطين، ويسلط الضوء على قضية الأسلحة الفاسدة، التي منيت بها الجيوش العربية.
ويحكي الفيلم قصة البطل “عماد حمدي”، الذي يعود من حرب فلسطين مبتور الذراع بسبب الأسلحة الفاسدة.
في عام 2004 أخرج المخرج “يسري نصر الله” فيلم “باب الشمس”، عن مقاوم فلسطيني قرر الالتحاق بالمقاومة في الخمسينيات.
كما تحدثت أفلام “الناصر صلاح الدين”، و”أرض السلام”، و”الأقدار الدامية”، عن القضية الفلسطينية.
مهرجان جمعية الفيلم والسينما المصرية ودعم القضية الفلسطينية